“لسنا جمهورية موز”: نتنياهو يندد بدعوة شومر لإجراء انتخابات إسرائيلية
رئيس الوزراء يقول إن "ديمقراطية شقيقة" لا ينبغي أن تواجه دعوات لتغيير في القيادة، وخاصة وقت الحرب؛ ويتساءل كيف نسى العالم 7 أكتوبر "بهذه السرعة"، وينتقد الادعاءات الكاذبة التي تهدف إلى إنهاء الحرب
رد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الأحد بشكل مباشر وقوي على الانتقادات الموجهة من واشنطن، قائلا إن الدعوات التي أطلقها السيناتور الأمريكي تشاك شومر في الأسبوع الماضي “غير لائقة على الإطلاق”.
وقال نتنياهو خلال مقابلة أجراها معه برنامج “فوكس أند فريندز” مرددا تصريحات أدلى بها أيضا في مقابلة مع CNN: “ما كان يبنغي أن تُقال [هذه التصريحات]. هذا خطأ”.
وأضاف: “من الخطأ محاولة استبدال القادة المنتخبين لديمقراطية شقيقة، حليف قوي للولايات المتحدة، في أي وقت، ولكن بشكل خاص في وقت الحرب”.
“أعتقد أن ما قاله [شومر] غير لائق تماما. من غير اللائق أن تتجه إلى ديمقراطية شقيقة وأن تحاول استبدال القيادة المنتخبة هناك. هذا شيء يفعله الجمهور الإسرائيلي من تلقاء نفسه. لسنا جمهورية موز”.
وخلال المقابلتين، رفض نتنياهو الالتزام بإجراء انتخابات بعد الحرب ضد حماس، معتبرا أن الحديث عنها “سخيف”، وقال أن “هذا أمر يقرره الشعب الإسرائيلي”.
كما قال إن الانتخابات خلال الحرب ستكون انتصارا لحماس، لأنها ستؤدي إلى تجميد الحرب لمدة ستة أشهر.
يوم الخميس، دعا شومر إسرائيل إلى إجراء انتخابات جديدة، وقال إن نتنياهو “ضل طريقه” وأنه يشكل عقبة أمام السلام في المنطقة.
وكانت هناك أيضا علامات كثيرة على الاستياء من إدارة بايدن. في الأسبوع الماضي، صرح مسؤولون أمريكيون لصحيفة “بوليتيكو” أن الرئيس جو بايدن سيفكر في وضع شروط على المساعدات العسكرية المستقبلية لإسرائيل إذا مضت قدما في هجوم مخطط له ضد مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وقال بايدن أيضا إن دخول الجيش الإسرائيلي إلى رفح سيكون “خطا أحمر” بالنسبة لإدارته، وأعرب مرارا عن إحباطه إزاء عدد القتلى المدنيين في غزة وبطء توزيع المساعدات الانسانية.
ردا على انتقادات نتنياهو يوم الأحد، قال شومر، “إنه لأمر جيد أن مناقشة جدية قد بدأت الآن حول كيفية ضمان أمن إسرائيل وازدهارها في المستقبل بمجرد هزيمة حماس”.
متحدثا في مستهل الجلسة الأسبوعية يوم الأحد لمجلس الوزراء، وجه نتنياهو انتقادات غير مباشرة لشومر وبايدن، قائلا إن أولئك الذين يريدون وقف الحرب يفعلون ذلك “من خلال توجيه اتهامات كاذبة ضد جيش الدفاع، وضد الحكومة الإسرائيلية، وضد رئيس وزراء إسرائيل. إنهم يفعلون ذلك من خلال محاولة إجراء انتخابات الآن، في خضم الحرب”.
وتوجه نتنياهو إلى “أصدقاء [إسرائيل] في المجتمع الدولي”، وسألهم بوضوح: “هل ذاكرتكم قصيرة إلى هذا الحد؟ هل نسيتم بسرعة 7 أكتوبر، أفظع مذبحة ارتُكبت بحق اليهود منذ الهولوكوست؟ هل أنتم على استعداد لحرمان إسرائيل بهذه السرعة من حق الدفاع عن نفسها ضد وحوش حماس؟ هل فقدتم ضميركم الأخلاقي بهذه السرعة؟”
ردا على دعم شومر وإدارة بايدن لإقامة دولة فلسطينية، قال نتنياهو إن ذلك سيكون “أعظم مكافأة للإرهاب في التاريخ”.
وقال لشبكة “فوكس نيوز”: “كان لدى حماس دولة فلسطينية بحكم الأمر الواقع. وفي ماذا استخدموها؟ لذبح الإسرائيليين ولأسوأ وحشية تعرض لها اليهود منذ الهولوكوست”.
كما دعا رئيس الوزراء إلى ممارسة الضغط الدولي على حماس وإيران، بدلا من الضغط على إسرائيل.
وأكد قائلا: “لن يمنعنا أي قدر من الضغط الدولي من تحقيق جميع أهداف الحرب: القضاء على حماس، إطلاق سراح جميع رهائننا، وضمان ألا تشكل غزة بعد الآن خطرا ضد إسرائيل”.
وصرح نتنياهو: “علينا ألا نستسلم لهذه الضغوط، ولن نستسلم لها”.
وتعهد أيضا بأنه على الرغم من المعارضة سيعمل الجيش الإسرائيلي في رفح – “بحذر” – مضيفا أن “الأمر سيستغرق بضعة أسابيع، وسوف يحدث”.
وقال نتنياهو: “أولئك الذين يقولون إن العملية في رفح لن تحدث هم نفسهم الذين قالوا إننا لن ندخل غزة، وإننا لن نعمل في [مستشفى] الشفاء، وإننا لن نعمل في خان يونس، وإننا لن نستأنف القتال بعد وقف إطلاق النار [الذي استمر أسبوعا في نوفمبر]”.
وقالت إسرائيل إن رفح، حيث تنتشر أربع كتائب تابعة لحماس، هي آخر معقل رئيسي متبقي لحماس في القطاع بعد أن عمل الجيش الإسرائيلي في شمال ووسط القطاع الفلسطيني. وقالت إن شن هجوم هناك ضروري لتحقيق أهداف الحرب وإن المسألة ليست مسألة “إذا” بل “متى”.
وقال مكتب نتنياهو يوم الجمعة أنه وافق على خطط العمليات العسكرية لهجوم على المدينة الواقعة في جنوب القطاع.
قبيل لقائه مع نتنياهو الأحد، قال المستشار الألماني أولاف شولتس إن الخسائر في صفوف المدنيين التي ستنجم عن العملية الإسرائيلية في رفح ستجعل السلام الإقليمي “صعبا للغاية”.
وقال شولتس بعد إجراء محادثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله في مقر إقامته إقامته الخاص في ميناء العقبة الأردني على البحر الأحمر: “في الوقت الحالي، يتعلق الأمر بضمان التوصل إلى وقف طويل الأمد لإطلاق النار”، مضيفا “هذا سيمكننا من منع حدوث مثل هذا الهجوم البري”.
وردا على سؤال عما إذا كان مستعدا لممارسة ضغوط على نتنياهو لوقف مثل هذا الهجوم، قال شولتس:”من الواضح للغاية أننا يجب أن نفعل كل شيء حتى لا يصبح الوضع أسوأ مما هو عليه بالفعل”.
وأضاف قائلا: “لإسرائيل كل الحق في حماية نفسها… وفي الوقت نفسه، لا يمكن أن يتعرض أولئك الذين فروا إلى رفح في غزة لتهديد مباشر من أي أنشطة وعمليات عسكرية تجري هناك”.
ولم يجب شولتس بشكل مباشر على سؤال حول ما إذا كانت ألمانيا سترد على هجوم عسكري واسع في رفح، على سبيل المثال من خلال تقييد صادرات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل.
اندلعت الحرب في 7 أكتوبر عندما أرسلت حماس آلاف المسلحين من غزة إلى جنوب إسرائيل في هجوم غير مسبوق أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، واختطاف 253 آخرين إلى غزة، حيث لا يزال أكثر من نصفهم هناك. ولقد أثار الهجوم المدمر والعملية العسكرية الإسرائيلية التي نتجت عنه – والتي استهدفت القضاء على حماس وإعادة الرهائن – المخاوف من اندلاع حرب إقليمية.
وتقول وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 31,500 فلسطيني قُتلوا على يد إسرائيل في الحرب الدائرة. ولا يمكن التحقق من هذا العدد بشكل مستقل ويُعتقد أنه يشمل مسلحين ومدنيين من حماس، الذين قُتل بعضهم نتيجة فشل في إطلاق الصواريخ من قبل الحركة. ويقول الجيش أنه قتل أكثر من 13 ألف مقاتل في غزة، بالإضافة إلى حوالي 1000 مسلح قُتلوا داخل إسرائيل في 7 أكتوبر وبعده مباشرة.
ساهمت في هذا التقرير وكالة رويترز