إسرائيل في حالة حرب - اليوم 429

بحث

لجنة التخطيط والبناء تمنح الموافقة المبدئية لبناء جيب يهودي في قرية أبو ديس الفلسطينية

منحت لجنة في القدس الموافقة الأولى على اقتراح قدمته المدينة مع مجموعات يمينية لبناء 400 منزل جديد لليهود في البلدة الفلسطينية

الجدار الأمني وبلدة أبو ديس، خارج القدس، 2 فبراير 2020 (Olivier Fitoussi / Flash90)
الجدار الأمني وبلدة أبو ديس، خارج القدس، 2 فبراير 2020 (Olivier Fitoussi / Flash90)

وافقت لجنة التخطيط والبناء المركزية في القدس على خطط لبناء 400 منزل جديد داخل حي فلسطيني يمتد بين الضفة الغربية والقدس الشرقية الأسبوع الماضي، مما يمهد الطريق لتوسيع إسرائيل لجيب يهودي في قلب البلدة.

تمت الموافقة على اقتراح لإنشاء حي جديد في أبو ديس، وهي بلدة فلسطينية يقسمها الحاجز الأمني في الضفة الغربية إلى نصفين، بعد أن وجدت اللجنة أنه استوفى الشروط للحصول على موافقة أولية، حسبما ذكر موقع “زمان يسرائيل” العبري الشقيق للتايمز أوف إسرائيل الأحد.

ويتوجب على الاقتراح أن يمر بمراحل تخطيط إضافية قبل أن يبدأ البناء والتسويق بشكل جدي.

وأبلغ موقع “زمان يسرائيل” عن الاقتراح لإنشاء الحي الجديد لأول مرة في مارس، إلى جانب خطط لبناء أو توسيع جيوب أو أحياء يهودية في أجزاء أخرى من العاصمة.

ومن المقرر أن يتم بناء الحي الجديد، الذي يطلق عليه اسم “كيدمات تسيون”، على قطعة أرض كبيرة تقع بالقرب من الجدار الأمني في أبو ديس والتي تسعى الشخصيات المؤيدة للاستيطان في إسرائيل للسيطرة عليها منذ سنوات.

يسكن في البلدة في الوقت الحالي حوالي 12 عائلة يهودية، تعيش في مبنيين سكنيين صغيرين اشتراه متبرع أمريكي، في واحد من عدد من الجيوب اليهودية الصغيرة داخل الأحياء الفلسطينية في المدينة، والتي تهدف إلى الإشارة إلى سيطرة إسرائيل على العاصمة بأكملها.

وخلافا لبعض الجيوب الأخرى، حيث يوجد لليهود مطالبات تاريخية، تقع أبو ديس بعيدًا عن الحدود البلدية الأساسية للقدس ولا تحمل أي أهمية خاصة لليهود غير تدريج أجزاء منها عندما تم توسيع حدود المدينة بعد احتلال القدس الشرقية عام 1967. وخطط رئيس الوزراء السابق إيهود باراك لعزل أبو ديس وحيين آخرين من العاصمة في عام 2000 كبادرة للفلسطينيين، لكنه أوقف الفكرة عندما اندلعت الانتفاضة الثانية في ذلك العام.

لكن لدى المنطقة قيمة استراتيجية، حيث تتاخم شارعا رئيسيا يتم بناؤه على طول الحافة الشرقية للقدس، والذي سيربط المستوطنات الواقعة جنوب المدينة بتلك الموجودة في شمالها وشرقها. وسيشمل ما يسمى بالطريق الأمريكية نفقًا يمر تحت أبو ديس، والذي يبدو أنه سيمر بالمنطقة التي يتم فيها التخطيط لبناء الجيب اليهودي في أبو ديس.

لقطة شاشة لمخططات أولية لبناء حي يهودي في قرية أبو ديس الفلسطينية، كما قُدمت للجنة التخطيط المركزية في القدس، في مايو 2023 (via Zman Yisrael)

تقع معظم أراضي أبو ديس خارج حدود القدس وداخل حدود المنطقة B في الضفة الغربية، حيث تتمتع السلطة الفلسطينية بسيطرة مدنية. ويعيش في البلدة حوالي 15 ألف شخص، بمن فيهم قادة وأكاديميون فلسطينيون بارزون مثل سري نسيبة. وتحوي البلدة جامعة وكلية إسلامية كبيرة، بالإضافة إلى مؤسسات حكومية فلسطينية.

ويوجد أيضًا في البلدة هيكل ضخم لمبنى مكتمل تقريبًا من خمسة طوابق كان من المقرر أن يصبح البرلمان الفلسطيني، وفقًا لاتفاقية عام 1995 بين رئيس السلطة الفلسطينية المستقبلي محمود عباس والنائب الإسرائيلي السابق يوسي بيلين، وهو مهندس رئيسي لاتفاقية أوسلو عام 1993.

ويعتبر الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية، لكن إسرائيل تعتبر المدينة بأكملها عاصمتها الموحدة، وتحتج على محاولات السلطة الفلسطينية للعمل داخل المدينة. وتم اقتراح أبو ديس، التي تقع في القدس الشرقية وخارجها، كبديل. وتم ذكرها كاحتمال مؤخرًا في خطة إدارة ترامب للسلام لعام 2020.

ويقع المبنى على مسافة قصيرة من أطراف الحي اليهودي المقترح.

صورة توضيحية: بناء نفق جديد يتم حفره تحت الأرض لتخفيف الازدحام المروري بين القدس وكتلة غوش عتصيون الاستيطانية في الضفة الغربية، 14 فبراير 2020. (Gershon Elinson / Flash90)

وعلى الرغم من الموافقة على 400 وحدة جديدة، لا يزال من الممكن أن تواجه الخطة معارضة وأن يتم رفضها أو تعليقها بسبب الضغط السياسي. وبينما يدعم مجلس الوزراء المتشدد لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأغلبية ساحقة بناء المستوطنات وتوسيع الوجود اليهودي في الأحياء العربية في القدس، تعرضت الحكومة لضغوط شديدة من الحلفاء في الخارج للحد من الإجراءات التي قد تزعزع استقرار المنطقة.

في عام 2000، وافق المخططون مبدئيا على بناء 225 وحدة سكنية في أبو ديس. لكن لم تحصل الخطة على الموافقة النهائية من السلطات السياسية ولم يتم تنفيذها منذ ذلك الحين.

الجماعات اليمينية ترى فرصة

سوف يندمج الجيب المخطط الجديد في النسيج الحضري لأبو ديس، مما يقضي على أي فرصة لاعتبار المدينة موقعا مناسبًا للعاصمة الفلسطينية.

ويتم دفع المخطط من قبل “عطيرت كوهانيم”، وهي مجموعة يمينية متطرفة تحصل على تمويل مبير وتشتري الأراضي لتوطين اليهود في القدس الشرقية، ومنظمة تسمى جمعية المستأجرين، والتي بدأت شراء الأراضي في أبو ديس عام 1926.

في أوائل عام 2004، تمكنت “عطيرت كوهانيم” من شراء مبنيين في أبو ديس بتمويل من المليونير الأمريكي إيرفينغ موسكوفيتز. وتعيش في الوقت الحالي 10 عائلات يهودية في ثلاثة مبان في القرية، اثنتان منها تسمى بيت سارة وبيت هأخيم (بيت الأخوة).

في يوم القدس الأسبوع الماضي، أعلنت المجموعة أنها تعمل على “تعزيز تصاريح البناء لـ400 وحدة سكنية من شأنها تغيير خريطة الجزء الشرقي من المدينة. يقع الحي في موقع استراتيجي، ويمكنه تغيير صورته تدريجياً إلى صورة يهودية ومنع العرب من الاستيلاء على الأحياء الشرقية للمدينة”.

وكتبت المجموعة في بيان توضيحي تم تقديمه للجنة: “تم بناء المؤسسات الفلسطينية في أبو ديس بهدف تحويل المدينة إلى عاصمة لفلسطين وبناء ممر إلى وسط القدس، وبالتالي تعزيز السيطرة على المدينة بأكملها”.

وأفاد البيان أن “أهمية إنشاء الحي وتنميته هي خلق درع للقدس ضد الطموحات الفلسطينية. الحي سيعطل التواصل الجغرافي [للمنطقة] ويحمينا من تقسيم المدينة”.

شرطة الحدود الإسرائيلية تحرس حاجز جديد في الطريق 4370، الذي يفصل بين حركة المرور الإسرائيلية والفلسطينية بجدار يبلغ ارتفاعه ثمانية أمتار، 10 يناير 2019 (Yonatan Sindel / Flash90)

كبار المسؤولين اليمينيين في بلدية القدس مقتنعون بأن الحكومة الحالية ستقدم الخطة بسرعة ولن تؤخرها رغم رد الفعل الدولي المتوقع. وقد أوقف رد الفعل المكحتمل الحكومات السابقة حتى عندما كان هناك شركاء من الوسط واليسار.

وقال أرييه كينغ، نائب رئيس بلدية القدس وعضو “عوتسما يهوديت”، لموقع “زمان يسرائيل”: “أنا متأكد من أن الحكومة الحالية، التي ناقشت اليوم ميزانية [الطريق 4370، المعروف أيضًا باسم] الطريق الدائري الشرقي من منطلق فهم أهميته الاستراتيجية بالنسبة لمستقبل القدس، ستعمل أيضًا على تعزيز مخطط حي كيدمات صهيون المخطط له على حدود [هذا الطريق]”.

(الطريق 4370 هو طريق في الضفة الغربية فيه حاجز يفصل بين حركة المرور الإسرائيلية والفلسطينية. الطريق الذي يبلغ طوله خمسة كيلومترات، والذي تم افتتاحه في عام 2019، مقسم على طوله بجدار إسمنتي يعلوه سياج. مسلكان في الطريق يربطان مستوطنة “جيفاع بنيامين”، المعروفة أيضًا باسم آدم، شمال القدس، إلى حي التلة الفرنسية في المدينة – ويمكن للمركبات الإسرائيلية والفلسطينيين الذين لديهم تصاريح دخول إلى القدس المرور بهما. بينما يتفرع المساران الآخران ويؤديان إلى شرق وجنوب المدينة، دون الوصول إلى القدس نفسها، وهي مخصصة لمركبات الفلسطينيين الذين ليس لديهم تصاريح دخول إلى القدس).

وقال مسؤول كبير آخر لـ”زمان يسرائيل” إن “هذه فرصتنا الكبيرة ولن نتخلى عنها”.

وحتى الآن، جمعت حملة “عطيرت كوهانيم” لجمع التبرعات حوالي 800 ألف شيكل (حوالي 220 ألف دولار)، أعلى بكثير من هدفها الأولي.

يوم الأحد، وصل رئيس المنظمة، متتياهو هكوهين دان، إلى اجتماع مجلس الوزراء، الذي عقد في نفق حائط المبكى، وتحدث مع الوزراء والمسؤولين الآخرين هناك.

اقرأ المزيد عن