لبيد يحض على عدم منح الرياض طريقا نحو الأسلحة النووية؛ ووزير الخارجية: من الممكن أن يتم التوصل إلى اتفاق سعودي خلال أشهر
المعارضة تحذر من "سباق تسلح نووي" في الشرق الأوسط إذا مُنحت السعودية الإذن بتخصيب اليورانيوم، ووزير الخارجية يقول إن اتفاق التطبيع ممكن في أوائل عام 2024

قال زعيم المعارضة يائير لابيد يوم الخميس أنه يرحب باتفاق التطبيع بين إسرائيل والمملكة السعودية، لكنه حذر من أن الاتفاق يجب ألا يمكّن الرياض من الحصول على أسلحة نووية.
وتضغط الولايات المتحدة على إسرائيل والسعودية لإقامة علاقات بينهما، وكجزء من الاتفاق المحتمل، تطالب الرياض ببرنامج نووي مدني. وحذر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في حديثه عن هذه القضية يوم الأربعاء، من التصعيد النووي في المنطقة، لكنه قال إنه إذا حصلت إيران على سلاح نووي، فستحتاج السعودية إلى الحصول على سلاح أيضا.
ولقد طلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من كبار الخبراء النوويين والأمنيين في إسرائيل التعاون مع المفاوضين الأمريكيين بشأن اقتراح لـ “عملية تخصيب اليورانيوم تديرها الولايات المتحدة” في السعودية، كجزء من اتفاق تطبيع محتمل بين القدس والرياض، بحسب تقرير يوم الخميس.
وقال لبيد في بيان إن “اتفاق التطبيع مع السعودية أمر مرحب به. ولكن ليس على حساب السماح للسعوديين بتطوير أسلحة نووية، وليس على حساب سباق تسلح نووي في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.
وأضاف: “لقد تحدث ولي العهد السعودي أمس بالفعل عن احتمال امتلاك السعودية لأسلحة نووية. طوال حياته، ناضل نتنياهو على وجه التحديد ضد مثل هذه التحركات. هذه هي أسس استراتيجيتنا النووية”.
وحذر من أن “الديمقراطيات القوية لا تضحي بمصالحها الأمنية من أجل السياسة. إنه أمر خطير وغير مسؤول. ويجب على إسرائيل ألا توافق على أي نوع من تخصيب اليورانيوم في السعودية”.
وسط تصاعد الآمال في إسرائيل للتوصل إلى اتفاق مع السعوديين، قال وزير الخارجية إيلي كوهين يوم الخميس إن التفاصيل الأخيرة يمكن الانتهاء منها في وقت مبكر من بداية عام 2024.
وقال كوهين لإذاعة الجيش: “يمكن سد الفجوات… سيستغرق الأمر بعض الوقت. لكن هناك تقدما”.
وقال عن الاتفاق المحتمل: “أعتقد أن هناك بالتأكيد احتمال أنه في الربع الأول من عام 2024، في غضون أربعة أو خمسة أشهر، قد نصل إلى نقطة يتم فيها الانتهاء من التفاصيل”.
ورفض كوهين مخاوف البعض في مؤسسة الدفاع والمعارضة بشأن الاقتراح الذي يقضي بأن تنشئ الرياض برنامجا نوويا مدنيا، مع تخصيب اليورانيوم على الأراضي السعودية، قائلا إنه ليست هناك حاجة للتسرع في إصدار الأحكام قبل الأوان.
وقال: “هناك الكثير من التفاصيل في هذا النوع من الاتفاقات، لكن أمن إسرائيل له الأسبقية فوق كل شيء. نحن نريد السلام، ولكن الأمن أيضا”.

كجزء من هذا الإطار، تطلب السعودية من الولايات المتحدة أيضا ابراهم اتفاقية دفاع مشترك وصفقات أسلحة كبيرة، بالإضافة إلى تنازلات إسرائيلية للفلسطينيين.
كما تطرق كوهين لرسالة مفتوحة إلى نتنياهو نشرها في اليوم السابق 12 من أعضاء الكنيست من حزب “الليكود”، حذروا فيها رئيس الوزراء من تقديم تنازلات بشأن الفلسطينيين للسعودية.
وقال كوهين إن أي تنازلات محتملة “ليست عائقا أمام السلام” وأكد مجددا على أنه لم يتم الاتفاق على تفاصيل المقترحات أو نشرها.
وأضاف أن “اتفاقا بين إسرائيل والسعودية سيكون اتفاقا بين الشعب اليهودي والعالم الإسلامي، وأنا أعتقد أن دول عربية أخرى ستنضم”.
كما أشاد كوهين بالمقابلة التي بُثت قبل ساعات مع بن سلمان ووصفها بـ”التاريخية”. في المقابلة قال ولي العهد السعودي “نحن نقترب كل يوم” من تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
في غضون ذلك، أثار رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك، الذي تحدث هو أيضا مع إذاعة الجيش، مخاوف بشأن حصول الرياض على برنامج نووي.
وقال باراك، الذي شغل في السابق منصب وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي: “إنها قضية جادة للغاية لا يمكن التعامل معها بسهولة وتتطلب مناقشة عميقة”.
وقال: “إذا كانت إيران والسعودية على عتبة أسلحة النووية، وبعد ذلك يمكن أن تكون تركيا ومصر – فلن يكون هناك تفوق إسرائيلي بعد الآن”. تمتلك إسرائيل برنامج أسلحة نووية مزعوم، وفقا لتقارير أجنبية.
“ومع ذلك، فإن التطورات مع السعودية مهمة. لها معنى على الرغم من عدم وجود سلام أو حرب، ولا تعرض إسرائيل للخطر. إنها دولة مهمة”.

وقال باراك، وهو منتقد صريح لخطط الحكومة المثيرة للجدل لإصلاح السلطة القضائية، إنه يفضل أن يحدث أي انفراج مع الرياض في ظل حكومة “طبيعية”.
وقال: “أنا لا أقول إن نتنياهو لا يمكن أن يكون لديه حكومة طبيعية. يمكنه أن يذهب إلى الكنيست ويوقف كل التشريعات المجنونة ويغير شركائه في الحكومة”، في إشارة على ما يبدو إلى أعضاء الائتلاف اليميني المتطرف والمتدين.
كما حذرت زعيمة حزب “العمل” ميراف ميخائيلي من أن تصبح السعودية دولة نووية، قائلة إن ذلك قد يؤدي إلى سباق تسلح إقليمي.
وقالت ميخائيلي لهيئة البث الإسرائيلي “كان”: “من المستحيل تجاهل حقيقة أن دولة أخرى في الشرق الأوسط ستقوم بتخصيب اليورانيوم. هذا يمكن أن يخلق سباق تسلح نووي”.
في أغسطس، أشار لبيد إلى الاتفاق المحتمل، قائلا إن “الاتفاق في الوقت الحالي يعرض أمن إسرائيل والمنطقة للخطر. يجب ألا نمنح السعودية أي مستوى من تخصيب اليورانيوم”.

يوم الخميس قال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون لصحيفة “وول ستريت جورنال” إن نتنياهو طلب من كبار الخبراء النوويين والأمنيين في إسرائيل التعاون مع المفاوضين الأمريكيين بشأن اقتراح لـ“عملية تخصيب يورانيوم تديرها الولايات المتحدة” في المملكة السعودية، كجزء من اتفاق تطبيع محتمل بين القدس والرياض.
بحسب التقرير، يعمل مسؤولون من إسرائيل والولايات المتحدة معا على خطة من شأنها أن تشهد قيام المملكة الخليجية بتخصيب اليورانيوم بشكل علني.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير لم يذكر اسمه للصحيفة إنه سيكون هناك “الكثير” من الضمانات بشأن أي برنامج محتمل لتخصيب اليورانيوم في السعودية.
وقال خبراء للصحيفة أنه على الرغم من وجود آليات محتملة للإغلاق عن بعد يمكن وضعها في منشأة نووية، أو أنظمة يمكنها تسريع أجهزة الطرد المركزي حتى تتعطل، إلا أنه لا توجد ضمانات بأن مثل هذه الترتيبات ستكون آمنة من الفشل.
وذكر التقرير إن الرئيس الأميركي جو بايدن لم يوافق بعد على اقتراح يقضي بتخصيب اليورانيوم في السعودية، وأشار إلى أن المسؤولين في واشنطن ما زالوا يبحثون عن بدائل أخرى.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، تحدث مع الصحفيين بعد اجتماع يوم الأربعاء بين بايدن ونتنياهو على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، عن الطلب السعودي للمساعدة الأمريكية في إنشاء برنامج نووي مدني: “مهما تم القيام به فيما يتعلق بالتعاون النووي المدني مع السعودية أو أي طرف آخر، فسوف يلبي ذلك المعايير الأمريكية الصارمة لمنع الانتشار النووي”.
ولا تشكل الخطة النووية السعودية العائق الوحيد المحتمل. أوضح بن سلمان يوم الأربعاء أن القضية الفلسطينية لا تزال عنصرا “مهما للغاية” في عملية التطبيع المحتملة، وأعلن أنه سيتعين على السعودية الحصول على سلاح نووي إذا فعلت إيران ذلك.
وقال بن سلمان لشبكة “فوكس نيوز”: “إذا حصلوا على سلاح نووي فلا بد لنا من الحصول عليه”.
Crown Prince #MBS on normalization with Israel and Palestine pic.twitter.com/bjdhL8xUDf
— Ali Shihabi علي الشهابي (@aliShihabi) September 20, 2023
وقال بن سلمان إن السعودية “تشعر بالقلق” إزاء امتلاك أي دولة لسلاح نووي.
ومع ذلك، فقد أشار إلى أنه لن يستخدم أحد السلاح النووي لأن هذا يعني بدء “حرب مع بقية العالم”.
وأضاف: “لا يمكن للعالم أن يرى هيروشيما أخرى”، في إشارة إلى المدينة اليابانية التي دمرتها قنبلة نووية أمريكية خلال الحرب العالمية الثانية.

تمثل أقواله تصريحات علنية نادرة باللغة الإنجليزية لبن سلمان بشأن جهود التطبيع، مما يوفر درجة إضافية من التفاؤل بشأن فرصها، بعد ساعات من مناقشة الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للقضية.
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن تحدث مع الصحفيين بعد اجتماع بايدن ونتنياهو يوم الأربعاء إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يدرك أيضا أهمية القضية الفلسطينية في محادثات التطبيع.
هذا من شأنه أن يمثل تحولا في تفكير نتنياهو لأنه سعى في الماضي إلى التقليل علنا من أهمية المحور الفلسطيني في محادثات التطبيع السعودية. ولطالما شعر نتنياهو باستياء من تقديم تنازلات للفلسطينيين، وهو الآن مقيد بائتلاف متشدد يعارض بأغلبية ساحقة حل الدولتين.
لكن إدارة بايدن تؤكد منذ فترة طويلة أن التحركات الرامية إلى تحقيق تقدم كبير في حل الدولتين ضرورية لنجاح الاتفاق لأن التنازلات ستكون ضرورية لتهدئة الانتقادات الموجهة للسعودية في العالم الإسلامي والعربي، ومن أجل إقناع ما يكفي من الديمقراطيين التقدميين في مجلس الشيوخ بالتنازل عن تحفظاتهم بشأن سجل الرياض في مجال حقوق الإنسان من أجل دعم الاتفاق.
أثارت السلطة الفلسطينية، في محادثات مع مسؤولين سعوديين وأميركيين، رغبتها في الحصول على دعم الولايات المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، وإعادة فتح الولايات المتحدة قنصليتها في القدس التي خدمت الفلسطينيين تاريخيا، وإلغاء تشريع في الكونغرس يعتبر منظمة التحرير الفلسطينية منظمة إرهابية، وقيام إسرائيل بتحويل أراضي في الضفة الغربية إلى السيطرة الفلسطينية، وإزالة البؤر الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية، وفقا لمسؤولين مطلعين على الأمر.
ساهم في هذا التقرير جيكوب ماغيد ولازار بيرمان