إسرائيل في حالة حرب - اليوم 433

بحث

لبيد يطرح مبادرة سلام واسعة تبدأ بهدنة في غزة ولبنان

الهدنة وإطلاق سراح الرهائن سيكونان مرفقين بلجنة متعددة الجنسيات يكون مقرها في الرياض بشأن حكم القطاع، وأطماع إيران النووية، والتطبيع السعودي و"الانفصال" عن السلطة الفلسطينية

زعيم المعارضة يائير لابيد يحضر مؤتمرا في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية في القدس، 20 نوفمبر، 2024. (Yonatan Sindel/Flash90)
زعيم المعارضة يائير لابيد يحضر مؤتمرا في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية في القدس، 20 نوفمبر، 2024. (Yonatan Sindel/Flash90)

طرح زعيم المعارضة يائير لبيد خطة لتشكيل لجنة إقليمية في الرياض لإنهاء القتال في لبنان وغزة، وحشد المنطقة ضد أطماع إيران النووية، ومواصلة التطبيع بين إسرائيل والسعودية وبدء مفاوضات مع السلطة الفلسطينية نحو “انفصال مستقبلي” عن إسرائيل.

متحدثا في مؤتمر “استراتيجيات الأمل” الذي عقده معهد “ميتفيم” في تل أبيب يوم الخميس، قال لبيد إن الحكومة الحالية “تمدد الحرب دون داع، بسبب المشاكل السياسية لرئيس الوزراء وأوهام الضم والعودة إلى غزة من الجناح المسيحاني”.

وأضاف: “لا يوجد نصر دون مناورة دبلوماسية”.

ووصف انتخاب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بأنه “فرصة لإسرائيل”.

وقال لبيد: “هناك إدارة لا تخشى من المبادرات الكبرى”.

وشرع زعيم المعارضة في وضع الخطوط العريضة لمناورة إقليمية كبرى تبدأ بالإفراج عن جميع الرهائن من غزة ووقف القتال هناك وفي لبنان لمدة ستة أشهر.

الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يحضران حفل توقيع اتفاقيات إبراهيم في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض في واشنطن، 15 سبتمبر، 2020. (AP Photo/ Alex Brandon, File)

خلال الهدنة، ستدخل قوة إماراتية ومصرية ومغربية والسلطة الفلسطينية إلى غزة وتتولى توزيع المساعدات الإنسانية وإعادة البناء.

وقال لبيد إن إسرائيل ستعلن بوضوح أنها لا تنوي إعادة الاستيطان في غزة أو البقاء في جنوب لبنان، لكنها ستحتفظ بحق تنفيذ عمليات خارج حدودها.

وفي غضون شهر، كما قال لبيد، ستستضيف المملكة العربية السعودية مؤتمرا مع إسرائيل والولايات المتحدة والبحرين والإمارات العربية المتحدة والمغرب ولبنان والسلطة الفلسطينية للتوصل إلى الصفقة التالية المكونة من خمسة أجزاء:

1) سوف ينسحب حزب الله، وكيل إيران اللبناني، مسافة 9 إلى 10 كيلومترات من الحدود مع إسرائيل، وسوف يدخل الجيش اللبناني، بدعم من الولايات المتحدة وفرنسا، إلى جنوب لبنان.

سيتم تدريب القوة الجديدة للجيش اللبناني في جنوب لبنان على يد بريطانيا وفرنسا، وسيحصل جنودها على راتب شهري قدره 500 دولار للمجندين و 1000 دولار للضباط – ارتفاعا من 220 دولارا شهريا، وهو متوسط ​​الأجر الحالي. على النقيض من ذلك، يتقاضى مقاتل عادي في حزب الله حوالي 1300 دولار شهريا، وفقا لتقرير صدر في فبراير 2023 عن وسيلة الإعلام الإيرانية المنشقة “إيران إنترناشونال”.

عمال إنقاذ وأشخاص يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت وسط بيروت، لبنان، 23 نوفمبر، 2024. (AP Photo/Hassan Ammar)

أرسلت إسرائيل قوات إلى لبنان في أواخر سبتمبر لوقف إطلاق حزب الله المستمر للصواريخ على مدى أشهر، الأمر الذي حال دون عودة حوالي 60 ألفا من سكان الشمال الذين تم إجلاؤهم بعد وقت قصير من هجوم حماس الصادم في الجنوب، خشية حدوث هجوم مماثل لحزب الله في الشمال.

2) ستشرف على الحكم المدني في غزة هيئة تضم مسؤولين سعوديين ومصريين وأوروبيين وأميركيين، بالإضافة إلى مسؤولين من الدول العربية الموقعة على “اتفاقيات إبراهيم” بين إسرائيل والمغرب والإمارات والبحرين. وسيتم تعزيز الهيئة بوفد مدني “رمزي” من السلطة الفلسطينية، والذي سيحظر عليه الحصول على أموال أو اختيار مسؤولين آخرين.

وقد أعربت الولايات المتحدة عن دعمها لإشراف السلطة الفلسطينية على غزة بعد الحرب، بشرط أن تخضع هذه الهيئة التي لا تحظى بشعبية كبيرة لإصلاحات جوهرية.

وبينما نفى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو علنا أن إسرائيل ستعيد استيطان غزة، أعرب أعضاء في حزبه “الليكود” وشريكاه في الائتلاف الحاكم، وزير المالية بتسلئيل سموتريش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، عن دعمهم للفكرة. ويقول الوزيران اليمينيان إنه عمليا لا يمكن تمييز السلطة الفلسطينية عن حماس.

في غضون ذلك، دعم وزير الدفاع السابق يوآف غالانت وجود دور للسلطة الفلسطينية في غزة بعد الحرب هناك، واتهم نتنياهو بالفشل في تقديم خطة لحكم غزة بعد الحرب. وحذر غالانت هذا الأسبوع من أن إسرائيل تتجه نحو حكم عسكري للقطاع.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (على يمين الصورة)، ووزير الدفاع آنذاك يوآف غالانت يحضران تصويتا في جلسة للهيئة العامة للكنيست في القدس، 13 مارس، 2024. (Yonatan Sindel/Flash90)

3) سيعمل التحالف الإقليمي من خلال الوسائل العسكرية أو الدبلوماسية لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، ومن تحقيق الهيمنة الإقليمية من خلال شبكة وكلائها المسلحين.

في شهر أبريل أفادت تقارير بأن السعودية والإمارات ودول أخرى ذكرها لبيد شاركت في مثل هذا التحالف، بقيادة الرئيس الأميركي جو بايدن، لمساعدة إسرائيل على صد أول هجوم مباشر لإيران على الإطلاق. في أكتوبر، عندما كانت إسرائيل تخطط لردها على ثاني هجوم إيراني عليها، ذكرت تقارير أن دول الخليج العربية تخشى من أن تؤدي ضربة إسرائيلية على منشآت النفط الإيرانية إلى هجوم إيراني على منشآتها.

في غضون ذلك، تعاونت السعودية في الأسابيع الأخيرة مع إيران في مناورات عسكرية.

بقايا صاروخ أطلق من إيران على إسرائيل، في غابات صفد، 6 أكتوبر، 2024. (David Cohen/Flash90)

4) ستعمل إسرائيل على تعميق علاقاتها مع السعودية والدول الموقعة على اتفاقيات إبراهيم من خلال لجان مهنية مشتركة مخصصة لموضوعات محددة، على أساس إطار التعاون الإقليمي لـ”منتدى النقب”.

بدت السعودية مستعدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل الحرب في غزة، حيث قام وزيران إسرائيليان بزيارات غير مسبوقة إلى المملكة في الأسابيع التي سبقت اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، عندما اقتحم الآلاف من المسلحين بقيادة حماس جنوب إسرائيل وقتلوا نحو 1200 شخص واحتجزوا 251 آخرين كرهائن.

واشترطت الرياض منذ ذلك الحين التطبيع بإنهاء الحرب ووجود سبيل لإقامة دولة فلسطينية، وهما شرطان يمكن أن يطيحا بحكومة نتنياهو. وبحسب تقارير، اتبعت واشنطن، التي سعت منذ فترة طويلة إلى تحقيق تقارب إسرائيلي سعودي، ترتيباتها الأمنية الخاصة مع الرياض، بشكل منفصل عن اتفاق التطبيع.

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (يسار) يلتقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض في 27 أغسطس 2024. (Thaer GHANAIM / PPO / AFP)

5) سيتم الإعلان عن أن المشاركين سيعملون من أجل “انفصال مستقبلي” بين إسرائيل والفلسطينيين، وسيكون ذلك رهنا بإجراء إصلاحات في السلطة الفلسطينية.

كما تتهم إسرائيل السلطة الفلسطينية في رام الله بتشجيع الإرهاب في نظامها التعليمي ومن خلال دفع رواتب لمنفذي الهجمات الفلسطينيين وعائلاتهم.

وفي رؤية لابيد، ستلتزم السلطة الفلسطينية بمحاربة الإرهاب والتحريض، وستلتزم إسرائيل بالامتناع عن ضم الضفة الغربية، التي تخطط السلطة الفلسطينية لإقامة دولة فلسطينية مستقبلية عليها.

وقال لبيد: “السبب الوحيد لعدم حدوث ذلك هو أن الحكومة الحالية غير مستعدة لقبول أن تكون السلطة الفلسطينية جزءا من أي اتفاق، حتى بطريقة بسيطة وغير ملزمة. لماذا؟ لأن سموتريتش وبن غفير يعارضان ذلك”.

زعيما اليمين المتطرف إيتمار بن غفير (على يمين الصورة) وبتسلئيل سموتريتش (يسار) في “مؤتمر النصر” في مركز المؤتمرات الدولي في القدس، 28 يناير، 2024. (Chaim Goldberg/Flash90)

ولقد حث سموتريش على فرض عقوبات على السلطة الفلسطينية بسبب دورها المتصور في الإجراءات القانونية الدولية ضد إسرائيل. وحذر وزراء الخزانة في جميع أنحاء العالم وقوات الأمن الإسرائيلية من تهديد أمني خطير لإسرائيل نتيجة للفوضى الاقتصادية المحتملة في الضفة الغربية، حيث تتعاون إسرائيل مع السلطة الفلسطينية بشأن الترتيبات الأمنية.

وقال لبيد: “حتى اليوم، تعمل حكومة ’اليمين الكامل’ بشكل كامل مع السلطة الفلسطينية”.

وجاء خطاب زعيم المعارضة قبل يوم من خضوعه لعملية جراحية لإزالة ورم حميد من كتفه. ومن المتوقع أن يعود إلى نشاطه الكامل يوم الأحد.

اقرأ المزيد عن