لبيد: نتنياهو “فقد السيطرة على وزرائه” ويشكل تهديدا للأمن
قال زعيم المعارضة إن "كل واحد من" شركاء رئيس الوزراء في الائتلاف "يتبع سياساته الخطيرة"، مما يؤدي إلى تفاقم المشاكل الأمنية في وقت حرج
هاجم زعيم المعارضة يائير لبيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته يوم الأربعاء، قائلا إن رئيس الوزراء فقد السيطرة على الوزراء الذين يروجون لسياسات مارقة، بما في ذلك سياسات يمكنها تهديد الأمن القومي.
و قال لبيد، في تصريحات أدلى بها في بداية اجتماع لكتلة حزبه “يش عتيد” البرلمانية “لقد فقد رئيس الوزراء السيطرة على وزرائه. كل واحد منهم يتبع سياسته الخطيرة”.
مشيرا إلى تقارير من المؤسسة الأمنية، حذر من أن الدولة “تقترب من مواجهة عنيفة ومتعددة الجبهات”، وادعى أن “الأخطر من ذلك هو أن الحكومة لا تنسق مع المؤسسة الأمنية”.
وانتقد زعيم المعارضة على وجه التحديد رئيسا حزبي اليمين المتطرف في الإئتلاف وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريش لتفاقم الوضع.
ويسعى بن غفير باستمرار إلى إساءة ظروف الأسرى الأمنيين، على الرغم من تحذيرات مسؤولي السجن ومؤسسة الدفاع من أن مثل هذه الإجراءات قد تؤدي إلى تأجيج التوترات في الضفة الغربية المشحونة بالفعل. وسموتريش، مثل بن غفير، هو ناشط استيطاني سابق وقد تبنى موقفا متساهلا تجاه العنف اليهودي المتطرف في الضفة الغربية، بما في ذلك أعمال الشغب القاتلة في قرية حوارة الفلسطينية.
ويتولى سموتريتش منصبا إضافيا كوزير مستقل في وزارة الدفاع، يشرف على البناء في الضفة الغربية.
وأضاف لابيد متحدثا في تل أبيب: “جميع رؤساء الأجهزة الأمنية – الجيش الإسرائيلي، الشاباك، الشرطة، وكالات الاستخبارات – حذروا الحكومة ومجلس الوزراء من اندلاع العنف، لكن بن غفير وسموتريتش يتجاهلان مرارا وتكرارا توصيات المسؤولين الأمنيين بالتصرف بحذر ومسؤولية”.
وقد شهدت إسرائيل هجمات فلسطينية متكررة، باستخدام أسلحة صغيرة أو سكاكين أو دهس بسيارات، والتي أودت بحياة 27 مدنيا وثلاثة جنود منذ بداية عام 2023.
وفقا لحصيلة جمعها “تايمز أوف إسرائيل”، قُتل 186 فلسطينيا من الضفة الغربية والقدس الشرقية خلال تلك الفترة، معظمهم أثناء تنفيذ هجمات أو خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، لكن بعضهم كان من المدنيين غير المتورطين في القتال والبعض الآخر قُتل في ظروف غامضة، بما في ذلك على أيدي مستوطنين مسلحين.
يوم الخميس، حثت الشرطة الإسرائيلية المواطنين على تسليح أنفسهم أثناء حضورهم قداس رأس السنة اليهودية في نهاية الأسبوع الماضي ويوم الغفران القادم، في ضوء التهديدات المتزايدة خلال فترة الأعياد.
و قال لبيد يوم الأربعاء “دعوة المواطنين الإسرائيليين للحضور إلى الكنيس مع أسلحة في يوم الغفران ليست سياسة أمنية، إنها شعبوية خطيرة. السماح لمجرمي التلال بالعمل دون أي ضوابط ليس سياسة أمنية”، في إشارة إلى شباب المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية.
“لا يمكن إدارة السياسة الأمنية بالشعارات السياسية والمنافسة على العناوين الرئيسية. إذا لم يقم نتنياهو بالسيطرة على سموتريش وبن غفير، فسوف ندفع الثمن بالأرواح”.
ويتواجد نتنياهو حاليا في نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث من المقرر أن يعقد اجتماعا مع الرئيس الأمريكي جو بايدن مساء الأربعاء، وهو أول لقاء شخصي بين الزعيمين منذ عودة نتنياهو إلى رئاسة الوزراء في ديسمبر.
كما عقد رئيس الوزراء اجتماعات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الثلاثاء، بالإضافة إلى قادة العالم الآخرين. وقبل وصوله إلى نيويورك، توجه نتنياهو إلى سان خوسيه بولاية كاليفورنيا، حيث التقى بالرئيس التنفيذي لشركة “تيسلا” إيلون ماسك.
وقال لبيد “بدلا من الهروب من مشاكله إلى كاليفورنيا، يجب على رئيس الوزراء أن يكون حازما وأن يسيطر على وزرائه المتهورين، ويعمل مع رؤساء المؤسسة الأمنية لتهدئة الوضع. إذا تصرف بمسؤولية، سيجد أن المعارضة، على عكس أعضاء حكومته، ستمنحه الدعم الكامل”.