لبيد: الوئام بين إسرائيل والجمهوريين المحافظين عبارة عن مخاطرة يقوم بها نتنياهو
عضو الكنيست من المعارضة يتهم رئيس الوزراء بتعزيز الانقسام الحزبي من خلال عدم دعوة الديمقراطيين لفتح السفارة الأمريكية

اتهم رئيس حزب (يش عتيد) يئير لبيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمواءمة حكومته مع الفصائل الإنجيلية المحافظة في الحزب الجمهوري، قائلا أن ذلك ينطوي على “خطورة” كبيرة، وتعزيز الانقسام مع الديمقراطيين في أعقاب نقل السفارة الأمريكية الى القدس، والذي تم انتقاده باعتباره حدثا ذو حزب واحد في السياسة الأمريكية.
“حقيقة أن الحكومة تتماشى تماما مع الفصيل المحافظ الإنجيلي للحزب الجمهوري هي أمر خطير”، قال لبيد في مقابلة مع أخبار “واللا” في مقابلة أجريت معه يوم الخميس.
وقال أنه إذا كان الرئيس الأمريكي والكونغرس ديمقراطيين في عام 2020، فإن ذلك سيعني “مشكلة خطيرة” لإسرائيل إذا بقي نتنياهو في السلطة.
كما حذر لبيد من أن اتسياق نتنياهو مع الجمهوريين المحافظين يزيد من إجهاد علاقة إسرائيل باليهود الأمريكيين: “80% منهم ديمقراطيون”، قال.
وقال لبيد ان النائب الديمقراطي اليهودي تيد داتش أخبره أنه تعرض لمنع حضور حفل تنصيب السفارة الامريكية في القدس يوم الاثنين.
“أخبرني أنه طلب الانضمام إلى الوفد، لكن لم يحصل على أي رد”، قال لبيد. “ليس هناك إحتمال أن حكومة إسرائيل لم تلاحظ ذلك. تتمثل مهمة مكتب رئيس الوزراء في الاطلاع على القائمة والقول: نحن غير متحيزون ولسنا على صلة بالجمهوريين فقط”.

“التحيز مع الجناح المحافظ للحزب الجمهوري بسبب الصداقة مع ترامب، قصير النظر وغير مهني، ومرتبط بحقيقة أنه لا توجد وزارة خارجية ولا أحد يقوم بالعمل”، قال لبيد منتقدا دور نتنياهو كوزير للخارجية.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، استضافت السفارة الإسرائيلية في واشنطن العاصمة حدثها السنوي الذي يحتفل بإقامة دولة إسرائيل وقرار إدارة ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، دون حضور للديمقراطيين.
وقال متحدث بإسم السفارة أن جميع أعضاء الكونغرس دعوا، كما تتم دعوتهم كل عام: “جاء العديد من الموظفين والشخصيات البارزة من الديمقراطيين للاحتفال معنا”.
“لا يمكنني إلا أن أتخيل أنهم يريدون أعضاء الكونغرس الذين سيكونون مؤيدين بالكامل لتحرك السفارة وغير منتقدين للعنف الذي يحدث في غزة”، قال أحد أعضاء المجلس الديمقراطي اليهودي الذي لم يتلقى أي دعوة لهذا الحدث.
وأعلنت مكاتب داتش – والمرشحة اليهودية نيتا لوي – إنهم دعوا لكن الحدث وقع في “يوم المقاطعة [المنطقة المحلية في أمريكا]” ولم يكونوا في واشنطن لحضور هذا الحفل.
كانت أمسية ليلة الاثنين في واشنطن تعتبر أكثر خصوصية مما كانت عليه في السنوات الماضية: لم يكن ذلك مجرد ذكرى لقيام إسرائيل السبعين، بل تزامن أيضا مع تتويج قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ديسمبر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة.

كما جاء ذلك وسط احتجاجات عنيفة في قطاع غزة يوم الاثنين، حيث قتل 60 فلسطينيا وجرح أكثر من 2700، وفقا لوزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة.
وقالت حماس إن 50 من القتلى كانوا أعضاء في جماعتها، في حين أعلنت حركة الجهاد الإسلامي أن ثلاث قتلى آخرين هم أعضاؤها.
وقد استنكر الكثير من المجتمع الدولي الوفيات واتهم إسرائيل باستخدام القوة المفرطة.
وعارض معظم الديمقراطيين في الكابيتول هيل قرار ترامب في القدس، مجادلين بأنه في حين أن القدس هي عاصمة إسرائيل، فإن الاعتراف الرسمي ونقل السفارة يجب أن يأتي في سياق تسوية تفاوضية مع الفلسطينيين.
ولم يحضر حفل القدس أي عضو ديمقراطي من الكونغرس.
وإقترح عضو البيت الموالي لإسرائيل الذي لم يُدعى لحضور حفل الاستقبال في واشنطن أن هذه الخطوة كانت تمكّن جوانب من أجندة نتنياهو التي هي لعنة للمجتمع اليهودي الأمريكي، الذي يميل إلى اليسار سياسيا إلى حد كبير.
“يبدو أن نتنياهو لا يهتم إلا بالمسيحيين اليمينيين واليهود الأكثر محافظة في أمريكا”، قال المشرع. “لا يظهر أي اهتمام بالتواصل مع غالبية اليهود الأمريكيين الليبراليين والتقدميين. أعطى ترامب و[جاريد] كوشنر والسفير [ديفيد] فريدمان رخصة لنتنياهو لاتخاذ منعطف شديد نحو اليمين. وهذا يؤدي فقط إلى شرخ أعمق بين نتنياهو واليهود الأمريكيين الليبراليين”.
في سبتمبر 2017، وجد استطلاع للجنة يهودية أمريكية أن 16% فقط من اليهود الأمريكيين أيدوا دعوة ترامب لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس على الفور.