السلطات اللبنانية تعلن مقتل 3 وإصابة عدد من قوات حفظ السلام الأممية والجيش اللبناني في غارة جوية
حزب الله يطلق أكثر من 120 صاروخا على إسرائيل أصاب أحدها رجلا يبلغ من العمر 85 عاما؛ اليونسكو تعقد اجتماعا خاصا بشأن الجهود المبذولة لحماية المواقع التاريخية اللبنانية وسط القتال
قالت السلطات اللبنانية إن غارة جوية إسرائيلية أسفرت الخميس عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة عدد من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وجنود من الجيش اللبناني في المنطقة، بينما قصفت إسرائيل أهدافا لحزب الله وأطلقت الحركة عشرات الصواريخ على إسرائيل.
قال الجيش اللبناني إن ثلاثة من جنوده وأربعة من جنود حفظ السلام الماليزيين التابعين للأمم المتحدة أصيبوا في غارة إسرائيلية بالقرب من نقطة تفتيش للجيش في مدينة صيدا الجنوبية.
وأورد الجيش اللبناني في بيان أن “العدو الإسرائيلي استهدف سيارة أثناء مرورها عند حاجز الأولي – صيدا، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين كانوا بداخلها، إضافة إلى إصابة ثلاثة عسكريين من عناصر الحاجز”.
وأكد البيان أن عناصر من الوحدة الماليزية العاملة ضمن قوة الأمم المتحدة في جنوب لبنان (يونيفيل) أصيبوا “أثناء مرور آليات تابعة للوحدة عند الحاجز المذكور”.
ولا تميز السلطات اللبنانية بين المدنيين والمقاتلين في تقاريرها عن الضحايا في القتال، ولم تحدد هوية ركاب السيارة الثلاثة.
ولم يصدر أي تعليق من جانب الجيش الإسرائيلي حول الحادث.
وبعد وقوع إصابات سابقة بين أفراد قوة حفظ السلام في خضم القتال بين إسرائيل وحزب الله، طلبت إسرائيل من القوة مغادرة جنوب لبنان، لكنها رفضت.
وأتت هذه الغارة بعد أخرى استهدفت صباحا سيارة على طريق عاريا الجمهور، وهي جزء من طريق دولي يربط بيروت بمنطقة البقاع شرقا وصولا الى سوريا، وفق ما أفاد مصدر أمني لبناني. وقال المصدر لفرانس برس إن “امرأة قتلت، بينما أصيب رجل بجروح، وكان الاثنان في السيارة”.
وليست هذه المرة الأولى التي تحصل فيها استهدافات على هذه الطريق.
وهذه المرة الرابعة في غضون أسبوعين التي تستهدف فيها إسرائيل سيارة على الطريق الدولي الذي يربط بيروت بمنطقة البقاع.
وفي 31 أكتوبر، قُتل شخص جراء استهداف مسيّرة لسيارة غداة استهداف مركبة أخرى كانت تنقل ذخيرة لحزب الله على الطريق ذاته. وقبل ذلك بأقل من أسبوع، نفّذت إسرائيل عملية مماثلة في المكان.
واستنكرت بلديتا الكحالة وعاريا في بيان مشترك الأسبوع الماض، “استخدام الطرق الدولية والآليات المدنية لانتقال المسلحين ونقل الأسلحة والذخائر مما يعرّض العابرين وأبناء البلدتين للمخاطر”.
وطلبتا من “الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية… التدخّل فورا لاتخاذ التدابير التي تمنع” وقوع حوادث مماثلة.
ونفذ الجيش الإسرائيلي عدة غارات إضافية ويوم الخميس.
وقصفت طائرات مقاتلة إسرائيلية مركز قيادة لقوات حزب الله الجوية في مدينة صور الساحلية اللبنانية، وقال الجيش إنه كان يستخدم لشن هجمات بطائرات مسيرة مفخخة على إسرائيل، فضلاً عن تشغيل مسيّرات استطلاع.
מטוסי קרב של חיל האוויר תקפו לפני זמן קצר, מתחם פיקוד ושליטה במרחב צור ממנו פעלו מחבלי היחידה האווירית של חיזבאללה (127), בחמ״ל זה פעלה היחידה למימוש מתווי כטב״מי נפץ ואיסוף לעבר שטח מדינת ישראל<< pic.twitter.com/woLUm9s0F9
— צבא ההגנה לישראל (@idfonline) November 7, 2024
وفي سياق منفصل، قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته المقاتلة قصفت مستودعات أسلحة وقاذفات صواريخ تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، بما في ذلك قاذفة استخدمت لإطلاق الصواريخ على منطقة الكرمل في وقت سابق من اليوم.
إصابة رجل يبلغ من العمر 85 عامًا في هجوم صاروخي
تأتي هذه الغارات في الوقت الذي أطلق فيه حزب الله نحو 120 صاروخا على إسرائيل يوم الخميس.
وذكرت نجمة داود الحمراء أن رجلا يبلغ من العمر 85 عاما أصيب بجروح طفيفة بشظايا صاروخ سقط على كيبوتس كفار ماساريك. وأضاف المسعفون أن الرجل عولج من حالة قلق شديد ونقل بسيارة إسعاف إلى مركز الجليل الطبي في نهاريا.
ووقع الحادث بعد يوم من مقتل سيفان ساديه (18 عاما) في هجوم صاروخي في نفس المنطقة.
ودوت صفارات الإنذار في منطقة الجليل الأعلى والغربي وخليج حيفا بعد ظهر اليوم نتيجة إطلاق نحو 40 صاروخا. وقال الجيش الإسرائيلي إنه أسقط بعض الصواريخ، بينما سقطت أخرى داخل إسرائيل.
وفي هجوم آخر، أُطلق نحو 50 صاروخاً آخر من لبنان على شمال إسرائيل، استهدف نحو 20 منها الجليل الغربي ونحو 30 منها منطقة حيفا.
وفي سياق منفصل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن الدفاعات الجوية أسقطت طائرة مسيرة أطلقت من لبنان فوق منطقة الجليل.
وأظهر مقطع فيديو تم تداوله عبر الإنترنت سيارة متوقفة في كريات يام في ضواحي حيفا تحترق، بعد إصابتها بصاروخ على ما يبدو.
A direct hit inside Kiryat Yam pic.twitter.com/l9ksfFgEkT
— MagicFlower ????????????️???? (@MagicFLower22) November 7, 2024
وفي خضم القتال، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) يوم الخميس أنها ستعقد اجتماعا في وقت لاحق من هذا الشهر للنظر في تعزيز حماية المواقع الثقافية في لبنان.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) عزمها عقد اجتماع طارئ في مقرها في باريس في 18 نوفمبر للنظر في إدراج 34 موقعا ثقافيا لبنانيا على قائمة منظمة اليونسكو للتراث العالمي لمنحها “الحماية المعززة” بالإضافة إلى المزيد من التمويل.
وجاء هذا الإعلان بعد أن ناشد أكثر من مئة نائب لبناني منظمة الأمم المتحدة حماية المواقع التاريخية.
وجاء النداء الموجه إلى رئيسة منظمة اليونسكو أودري أزولاي في أعقاب ضربات إسرائيلية بالقرب من آثار في مدينتي بعلبك وصور في الأسابيع الأخيرة.
وقال النواب “نناشدكم ونلفت انتباھكم إلى ضرورة ملحة: حماية المواقع التاريخية في لبنان، لا سيما في بعلبك وصور وصيدا وغيرها من المعالم الثمينة التي تواجه خطرا كبيرا نتيجة تصاعد الفظائع”.
وجاء إعلان اليونسكو غداة سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت مدينة بعلبك ومحيطها في شرق لبنان، ما أسفر عن مقتل 40 شخصا على الأقل، غالبيتهم في المدينة.
وطالت إحدى الغارات، وفق مسؤولين محليين في المدينة، موقف سيارات خارج حرم قلعة بعلبك، وأسفرت عن دمار مبنى يعرف بالمنشية يعود تاريخ بنائه الى حقبة الانتداب الفرنسي للبنان. وألحق عصف الغارة أضرارا بفندق بالميرا العريق المشرف على القلعة التاريخية، إحدى أبرز الوجهات السياحية في لبنان.
وأفاد محافظ المنطقة بشير خضر عبر منصة إكس بأن الغارة كانت “الأقرب على قلعة بعلبك” منذ بدء التصعيد الإسرائيلي على المنطقة.
وقال رئيس بلدية بعلبك مصطفى الشل لوكالة فرانس برس: “ننتظر مهندسين من منظمة اليونسكو والمديرية العامة للآثار للكشف على الأضرار”.
في مدينة صور جنوبا، استهدفت غارات إسرائيلية مواقع قريبة من آثار رومانية قديمة، مدرجة على قائمة اليونسكو.
تأثير ترامب
قال النائب في مجلس النواب اللبناني عن حزب الله إبراهيم الموسوي اليوم الخميس إن الجماعة ترحب بأي جهد لوقف الحرب في لبنان لكنها لا تعلق آمالها في وقف إطلاق النار على إدارة أمريكية بعينها، وذلك تعقيبا على انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.
وقال الموسوي لرويترز: “ربما يكون ذلك تغييرا في الحزب الذي يتولى السلطة ولكن عندما يتعلق الأمر بإسرائيل فإن سياستها هي نفسها تقريبا”. وأضاف “نريد أن نرى أفعالا ونريد أن نرى قرارات تتخذ”.
وأقر الموسوي بالخسائر الفادحة التي تسببت فيها الهجمات الإسرائيلية التي دمرت آلاف المباني، معظمها في جنوب وشرق لبنان ذي الأغلبية الشيعية والضاحية الجنوبية لبيروت، لكنه قال إن القدرات العسكرية للجماعة لا تزال قوية.
وقال: “إن قلوبنا محطمة – نحن نفقد أرواحا عزيزة للغاية. هذا الشعور بأن (إسرائيل) لا يمكن معاقبتها أو تقديمها للعدالة الدولية هو نتيجة للدعم الأمريكي الذي يجعلها محصنة ضد المساءلة”. وأضاف “أمريكا شريكة كاملة فيما يحدث لأنها تستطيع استغلال النفوذ لوقف هذا الدمار”.
في المقابل، قال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو الخميس إنه يرى “أفقا” لوقف الحربَين في قطاع غزة ولبنان بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئيسية الأميركية.
وقال بارو أمام الكاميرات خارج وزارة الخارجية في القدس بين اجتماعاته مع وزير الخارجية المنتهية ولايته يسرائيل كاتس ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر “من ناحية، فإن النجاحات التكتيكية الكبيرة التي حققتها إسرائيل، وخاصة القضاء على [زعيم حماس] يحيى السنوار، مهندس هذه المذبحة المشينة، تصب في صالح إنهاء العمليات العسكرية”.
“ومن ناحية أخرى، تم انتخاب رئيس أميركي جديد. وهو لم يخف قط رغبته في إنهاء الحروب التي لا تنتهي في الشرق الأوسط. وبالتالي، يبدو لي أن الظروف مهيأة للتحرك، في الأسابيع المقبلة، نحو حل دبلوماسي للصراعات الجارية”.
منذ الثامن من أكتوبر، تهاجم قوات حزب الله البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود بشكل شبه يومي، حيث قالت الجماعة إنها تفعل ذلك إسنادا لغزة وسط الحرب هناك.
وتم إخلاء حوالي 60 ألف شخص من البلدات الشمالية على الحدود اللبنانية بعد وقت قصير من هجوم حماس في السابع من أكتوبر، وسط مخاوف من أن ينفذ حزب الله هجوما مماثلا، والزيادة في إطلاق الصواريخ من قبل الجماعة.
أسفرت الهجمات على شمال إسرائيل منذ أكتوبر 2023 عن مقتل 41 مدنيا، بالإضافة إلى 61 جنديا إسرائيليا في مناوشات عبر الحدود وفي العملية البرية التي أعقبت ذلك والتي شنتها إسرائيل في جنوب لبنان في أواخر سبتمبر.
كما قُتل جنديان في هجوم بمسيّرة من العراق، وكانت هناك أيضا عدة هجمات من سوريا، دون وقوع أي إصابات.
وقُتل ما يقارب من 3000 من أعضاء حزب الله في الصراع، وفقا لتقديرات الجيش الإسرائيلي. كما تحدثت تقارير عن مقتل نحو 100 من عناصر الجماعات المسلحة الأخرى، بالإضافة إلى مئات المدنيين.
وقد أعلن حزب الله أسماء 516 من أعضائه الذين قتلتهم إسرائيل خلال القتال، معظمهم في لبنان ولكن بعضهم أيضا في سوريا. ولم يتم تحديث هذه الأرقام باستمرار منذ أن بدأت إسرائيل هجومها الجديد ضد حزب الله في سبتمبر.