السفير الأمريكي يؤكد أن العلاقات بين ترامب وإسرائيل قوية كما كانت دائما
في سلسلة من المقابلات، هاكابي يقول إن الرئيس لا ”يتجاهل“ إسرائيل بتخطيها في جولته الشرق أوسطية، وإن الولايات المتحدة ”لن تقف أبدا في طريق“ إسرائيل في الدفاع عن نفسها، حتى ضد إيران

قال السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي في عدة مقابلات بثتها قنوات تلفزيونية إسرائيلية يوم السبت، إنه على الرغم من التقارير التي تفيد بتوتر العلاقات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فإن العلاقة بين الزعيم الأمريكي واسرائيل قوية كما كانت دائما.
وردا على سؤال حول قرار ترامب عدم زيارة إسرائيل في جولته المقبلة إلى الشرق الأوسط، التي ستشمل محطات في السعودية وقطر والإمارات، قال هاكابي إن ذلك لا يشير إلى تدهور العلاقات بين واشنطن واسرائيل.
وقال هاكابي في مقابلة مع أخبار القناة 12: ”رحلته الأولى تركز على الفرص الاقتصادية. هذا هو محور اهتمامه“.
وأكد أن ”ما يفعله ليس لأنه يتجاهل إسرائيل. هناك ما يقارب من 200 دولة في العالم، لذا هناك الكثير منها لم يزرها بعد، والكثير منها لن يزورها على الفور – لقد أمضى وقتا أطول مع رئيس وزراء إسرائيل أكثر من أي زعيم عالمي آخر. أعتقد أن هذا يقول الكثير“.
وقال السفير الأمريكي: ”أود أن أقول للناس: اهدأوا، اطمئنوا، دونالد ترامب يحبكم، لا شك في ذلك، إنه يدعمكم“، مضيفا ”إنه نفس دونالد ترامب الذي فعل، خلال أربع سنوات من رئاسته، أكثر من أي رئيس أمريكي آخر من أجل إسرائيل“.
في مقابلة منفصلة مع قناة i24 News، قدم هاكابي حججا مماثلة وأكد أن نتنياهو ”قضى وقتا أطول مع دونالد ترامب في الأشهر الثلاثة الماضية أكثر مني“.
وفي مقابلة أخرى مع القناة 13، قال هاكابي إنه متأكد من أن ترامب سيزور إسرائيل في العام المقبل.

وأكد هاكابي أن ترامب ونتنياهو تربطهما ”علاقة ممتازة“، وأن ترامب ”يهتم كثيرا بإسرائيل“.
وقال: ”أمريكا تدرك أنه ليس لدينا حليف أكبر“ من إسرائيل.
في مقابلة رابعة مع هيئة البث الإسرائيلية “كان”، سُئل هاكابي – وهو مؤيد قوي منذ فترة طويلة للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية – عما إذا كان يؤيد بناء المستوطنات في غزة، كما يدعو بعض اليمينيين، بمن فيهم أعضاء الائتلاف ووزراء.
أجاب: ”لدي بالتأكيد آراء قوية، وقد عبرت عنها خلال سنوات عديدة من وجودي هنا، لكن مهمتي هي خدمة مصالح الرئيس والتعبير عن مواقفه. وبصراحة، قضية المستوطنات ليست قضية أمريكية، إنها قضية إسرائيلية. سأتبع توجيهات سياسة الرئيس في هذا الشأن. لكننا ندرك أيضا أن أمريكا لن تتخذ قرارا بشأن كيفية تعامل إسرائيل مع يهودا والسامرة – سيكون هذا قرارا يتخذه الإسرائيليون في إسرائيل“.
في المقابلة مع القناة 13، تحدث هاكابي أيضا عن المحادثات النووية الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، وسُئل عما إذا كانت واشنطن ستدعم إسرائيل في شن عمل عسكري ضد إيران في حالة توقيع مثل هذا الاتفاق، إذا ما استمرت الدولة اليهودية في اعتبار طهران تهديدا لها.

وقال: ”لم تقف الولايات المتحدة أبدا في طريق إسرائيل للدفاع عن نفسها، ولم يقف هذا الرئيس أبدا في طريقها“.
وأضاف ”أعلم أن هناك قلقا هنا، أشعر به“، لكنه حث الإسرائيليين على ”النظر إلى ما فعله الرئيس [لصالح إسرائيل]“.
وأفادت تقارير أن القدس غير راضية عن المحادثات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، والتي يقال إنها تتطور إلى إطار عمل مشابه إلى حد كبير لخطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، التي وقّعها الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما وانتقدها نتنياهو في ذلك الوقت ووصفها بأنها كارثية لإسرائيل.

وفقا للتقارير، وبموجب الشروط قيد المناقشة، ستقوم إيران بالحد من حجم مخزوناتها وأنواع أجهزة الطرد المركزي، وتخفيف تركيز مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60٪ أو تصديره أو ختمه تحت رقابة غير مسبوقة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك مقابل تخفيف كبير للعقوبات.
ولا يتماشى هذا النهج مع موقف نتنياهو الثابت منذ فترة طويلة، وهو أن إسرائيل لن تسمح لإيران بحيازة أسلحة نووية، وتعارض أي محادثات لا تؤدي إلى موافقة إيران على ”اتفاق على غرار الاتفاق الليبي“، الذي يقضي بتفكيك برنامج طهران النووي بالكامل، العسكري والمدني على حد سواء.

عندما سُئل عما إذا كانت الولايات المتحدة تدعم الخطط الجديدة للجيش الإسرائيلي لتصعيد الهجوم على حماس في غزة، حتى لو كان ذلك يعرض للخطر الرهائن المتبقين هناك، أجاب هاكابي بأن ”الجميع… يريدون عودة الرهائن إلى الوطن أولا، وهذه هي الأولوية القصوى“.
وقال: ”نريد جميعا أن نرى الرهائن يطلق سراحهم“، لكنه حرص على توضيح أن السبب الوحيد وراء تعرض الرهائن للخطر هو حماس، وقال إنه “من غير المناسب، وبصراحة مهين”، أن نقول إن السبب وراء تعرض الرهائن للخطر هو قرارات من القادة الأمريكيين أو الإسرائيليين.
بدأت الحرب الحالية باقتحام لجنوب إسرائيل قادته حماس في 7 أكتوبر 2023، حيث قتل آلاف المسلحين حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واختطفوا 251 آخرين إلى غزة.
وقال: ”لو تصرفت حماس كأناس متحضرين، لانتهى الأمر“، مشددا على ضرورة الضغط على الحركة، وليس على الحكومة الإسرائيلية، للموافقة على صفقة لإطلاق سراح 59 رهينة لا يزالون محتجزين في غزة، تم تأكيد مقتل 35 منهم من قبل إسرائيل.

وفي مقابلاته، رفض السفير أيضا الانتقادات الموجهة داخل إسرائيل للاتفاق الذي تم توقيعه مؤخرا بين الولايات المتحدة والمتمردين الحوثيين في اليمن بشأن وقف القصف الأمريكي إذا توقف المتمردون المدعومون من إيران عن إطلاق النار على السفن الأمريكية، وهو ما ترك الباب مفتوحا بشكل ملحوظ أمام استمرار الهجمات الحوثية على إسرائيل دون رادع.
وقال مسؤولون إن إسرائيل لم تُبلغ مسبقا بالاتفاق. وأعلن ترامب عن الاتفاق بعد يومين من سقوط صاروخ حوثي على مطار بن غوريون، على بعد بضع مئات من الأمتار من برج المراقبة الرئيسي، مما أسفر عن إصابة عدة أشخاص بجروح طفيفة ودفع معظم شركات الطيران الأجنبية إلى وقف رحلاتها إلى إسرائيل.
وقال هاكابي للقناة 12: ”هذا ما يمكنني أن أقوله لكم، لأنني تحدثت مع الرئيس ونائب الرئيس الليلة الماضية“. وأضاف: ”هناك 700 ألف أمريكي يعيشون في إسرائيل. إذا أراد الحوثيون الاستمرار في أعمالهم ضد إسرائيل وأصابوا أمريكيا، فسيصبح ذلك شأننا“.
وردا على سؤال القناة 12 حول ما إذا كان يعني أن الولايات المتحدة لن تتدخل لمحاربة الجماعة المتمردة إلا إذا أصيب مواطن أمريكي بجروح جراء صاروخ للحوثيين، قال السفير: ”الأمر يتعلق بما يصبح شأننا المباشر“.
وتكررت تصريحاته تلك التي أدلى بها ترامب، الذي رد على سؤال حول تعهد الحوثيين بمواصلة الهجمات على إسرائيل على الرغم من اتفاقهم مع الولايات المتحدة، قائلا: ”سأناقش ذلك إذا حدث شيء ما“.
وفي وقت سابق من الأسبوع، قال هاكابي للقناة 12 في مقابلة منفصلة إن ”الولايات المتحدة ليست ملزمة بالحصول على إذن من إسرائيل لإبرام أي نوع من الترتيبات التي من شأنها منع الحوثيين من إطلاق النار على سفننا“.

وردا على سؤال حول التقارير العديدة التي أفادت بأن نتنياهو فوجئ بإعلان الاتفاق بين الولايات المتحدة والحوثيين، قال حاكم أركنسا السابق لهيئة البث الإسرائيلية: ”لا أعرف ماذا كان يعرف ومتى عرف. أعلم أنه تم إبلاغه، لكنني لا أعرف متى“.
منذ توقيع الاتفاق بين الولايات المتحدة والحوثيين، واصلت الجماعة اليمنية المدعومة من إيران إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل، التي تعهدت القدس بالرد عليها.

وردا على سؤال من قناة i24 حول تنسيق ترامب مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن سوريا، وهي قضية تختلف فيها أنقرة مع القدس وتشهد صراع قوة يغلي على نار هادئة، قال هاكابي إن العلاقات الجيدة بين الزعيمين لا تعني أنهما لا يمكن أن يختلفا خلف الأبواب المغلقة.
وأضاف أن ترامب يسعى جاهدا للحفاظ على علاقات جيدة مع العديد من القادة الذين يختلف معهم، مشيرا إلى لقاءاته السابقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
كما رد هاكابي يوم السبت على تقرير نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست”، نقلا عن ”مصدر دبلوماسي خليجي“ قال إن ترامب سيقوم قريبا بالاعتراف بدولة فلسطينية، ووصف ذلك بأنه ”هراء“، مدعيا أن حفيده الصغير هو مصدر أكثر موثوقية من المصدر الخليجي المجهول الذي نقل عنه التقرير النبأ.
كانت هناك بعض التكهنات حول ما سيعلنه ترامب في زيارته المقبلة إلى الشرق الأوسط، والتي وصفها بأنها ”إعلان كبير جدا“، لكن تقرير جيروزاليم بوست كان الأول الذي أشار إلى أن هذا الإعلان قد يكون له علاقة باعتراف الولايات المتحدة بدولة فلسطينية، وهو أمر لم يشر ترامب أبدا إلى أنه قد يكون ممكنا.
Hmm. @Jerusalem_Post needs better sources than this unidentified “source.” My 4 yr old grandson Teddy is more reliable. And take it from Teddy. This report is nonsense. @Israel doesn’t have a better friend than @POTUS ! https://t.co/N3YYgdXYCW
— Ambassador Mike Huckabee (@GovMikeHuckabee) May 10, 2025
لطالما عارضت الولايات المتحدة الجهود الفلسطينية الرامية إلى الحصول على دولة بشكل أحادي الجانب، بدعوى أن هذا الهدف يجب أن يتحقق من خلال مفاوضات مباشرة مع إسرائيل.
وحتى في ظل الإدارة الأمريكية السابقة، بقيادة الرئيس آنذاك جو بايدن، التي كانت تعتبر أكثر تعاطفا مع الفلسطينيين، أصر البيت الأبيض على أن السلطة الفلسطينية يجب أن تخضع لإصلاحات جذرية قبل الاعتراف بدولة فلسطينية. وتشوب رام الله منذ فترة طويلة مزاعم بالفساد وسوء الإدارة.