رئيس الوزراء: لا ضمان لهدوء، وسنضرب حماس بشدة إذا هاجمت
اسرائيل لم توافق على أي من مطالب حماس، يقول نتنياهو، ملقياً ظلالا من الشك على ما إذا محادثات بشأن اتفاق طويل الأجل سوف تسفر عن نتيجة

عانت حماس ضربة عسكرية ودبلوماسية شبه قاتلة خلال الحملة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، قول رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” يوم الأربعاء، لكنه إعترف بأنه لا يستطيع أن يضمن الهدوء لإسرائيل – الهدف الرئيسي للعملية. متابعاً: إن حماس لم تحقق أياً من أهدافها المعلنة بعد 50 يوماً من القتال، وقدر أنها ستكون حذرة من بدء جولة أخرى من العنف، وأشار إلى أن المفاوضات الغير مباشرة المخطط لها للشهر المقبل قد لا تسفر عن أي نتيجة.
حذر نتنياهو من أنه إذا إستأنفت حماس الهجمات ضد إسرائيل بأي شكل من الأشكال، سيقوم الجيش الإسرائيلي بالرد ‘سبع أضعاف’ الهجوم.
‘ما لدينا هو إنجاز عسكري كبير وإنجاز دبلوماسي كبير’ قال نتنياهو في مؤتمر صحفي في القدس، إلى جانب وزير الدفاع “موشيه يعالون” ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي “بيني جانتز”: ‘حماس تعرضت لضربة قاسية ولم تتلقى أياً من الشروط التي طالبت بها مقابل وقف إطلاق النار. [حماس] طالبت بميناء ولم تحصل على واحد، ومطار – لن تحصل. الإفراج عن أسرى صفقة شاليط – لم يتم. طالبت [حماس] أن تتلقى صفقة بوساطة قطر – ولم تنال، والوساطة التركية – لم يحدث’.
لقد ذكر أن إسرائيل مقابل حماس، تلقت شرعية شاملة من المجتمع الدولي لتنفيذ هجمات ضد أهداف إرهابية في القطاع الفلسطيني. الجيش الإسرائيلي حدد دمر ‘أنفاق الإرهاب’ وقاذفات صواريخ وقتل نحو 1,000 مسلح، وإستهدف العديد من مراكز القيادة والسيطرة في قطاع غزة.
‘من السابق لأوانه تحديد ما إذا حققنا هدفنا- هدوء لفترة طويلة، ولكن الأضرار التي لحقت بحماس تزيد من فرص أننا توصلنا إلى هذا الهدف’، قال: ‘فوجئت حماس من وحدة مواطني إسرائيل. أظهرنا أننا لن تتسامح مع رذاذ [الصواريخ] على أي جزء من دولة إسرائيل’.
‘قلت إن الإستنزاف سيقابل بالقصف’… قال نتنياهو، وبالتالي عندما إخترقت حماس الهدنة السابقة يوم الثلاثاء الماضي، ‘سقطت أبراج الإرهاب وفهمت حماس أن الثمن كان باهضاً جداً،’ وأشار نتنياهو إلى قصف إسرائيل لبنايات شاهقة في غزة في الأيام الأخيرة من العملية، حيث قيل أنها تأوي مراكز قيادة حماس.
عندما سئل لماذا لم تنجح إسرائيل في إستئصال حماس كلياً، اقر نتنياهو: أن محاربة منظمة إرهابية يتطلب الصبر والعزم، وعرض صعوبات خطيرة بالنسبة للدول الديمقراطية على وجه التحديد، مشيراً إلى فشل الولايات المتحدة في إبادة القاعدة.
وأضاف: إن إسقاط حماس كان هدف لا يمكن تحقيقه إلا إذا تم نزع سلاح الجماعة تماماً تحت إشراف دولي.
متصدياً للشائعات: بأنه بسبب الكثير من سخط مجلس الوزراء، تم قبول الهدنة الحالية دون تصويت الوزراء، وقال نتنياهو: أيد مجلس الوزراء إقتراح وقف إطلاق النار المصري منذ البداية. في وقت لاحق، صوت مجلس الوزراء على تفويض رئيس الوزراء ووزير الدفاع لقبول وقف إطلاق النار من تلقاء نفسهما، دون تصويت مجلس الوزراء.
قال نتنياهو أنه إذا قدمت ترتيبات طويلة الأجل إلى إسرائيل، سوف يبلغ مجلس الوزراء عنها. مع ذلك، يلقي رئيس الوزراء شك على الوصول إلى مثل هذا الترتيب أبداً.
‘ليس واضحاً ما إذا ستكون هناك صفقة تفاوضية طويلة الأجل،’ مضيقاً: ‘لكن ستبدأ المحادثات في غضون شهر’.
الحقيقة هي، كرر ‘أن حماس تخلت عن مطالبها’ ووقعت على وقف إطلاق نار مفتوح ‘دون شروط مسبقة’.
قال نتنياهو للصحفيين بشأن إمكانية إستئناف محادثات السلام مع السلطة الفلسطينية، علم المجتمع الدولي أن العالم العربي لم يحتشد وراء حماس خلال حملة غزة، مما يعني أن اللاعبين الإقليميين كانوا قلقين أكثر من تقدم الحركات الإسلامية الراديكالية في منطقة الشرق الأوسط من النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
‘هذا تغيير لم نشهده في الماضي’، مضيفاً: أن التعاون الإقليمي لمكافحة الدولة الإسلامية سوف يمهد الطريق ‘لفرصاً جديدة’ على الساحة السياسية.
وقال نتنياهو أن السلطة الفلسطينية بزعامة الرئيس محمود عباس، سيتوجب عليها إختيار طرف في المعركة ضد المتطرفين الإسلاميين، وإتخاذ قرار ما إذا كانت مستعدة للعمل مع إسرائيل أو ضدها.
‘نأمل أنه سيواصل السعي للسلام مع إسرائيل’، متابعاً: ‘سوف نسعى نحن دائماً لشركاء سلام لحل الصراع’.
أضاف رئيس الوزراء أن إسرائيل ستدعم جهود السلطة الفلسطينية للعودة إلى منصب الحكم في قطاع غزة.
‘سنكون سعداء إن دخلت قوات عباس إلى غزة’.
أكد يعالون، وزير الدفاع: أن الهجوم الإسرائيلي قد أرجع حماس سنوات عديدة إلى الوراء، وحث الإسرائيليين على عدم الإنخداع بزعمها للنصر.
مضيفاً: ‘إنهم أيضا يعلمون بأنهم تلقوا صفعة قوية’.
أكد يعالون أن قوات الأمن الإسرائيلية ستتعلم من أخطائها، وستحقق بأعمالها من أجل الإستعداد لأي تهديد مستقبلي.
وتعهد بإعادة رفات جنود الجيش الإسرائيلي (هدار غولدين وشاؤول أورون)، اللذان يعتقد أن نشطاء حماس يمسكون بجثثهم في القطاع، وإعادتهم إلى إسرائيل لدفنهم.
‘سوف نفعل كل شيء لإعادة جثث الجنود’.
ردد رئيس الأركان “غانتس” تصريحات يعالون، مؤكداً لعائلات شاؤول وغولدن أن الجيش عازم على إسترداد رفات الجنود.
خلال الأسابيع الماضية، واصل جانتز: تعاونت قوات الجو، المشاة، والقوات البحرية الإسرائيلية في عملية ‘معقدة جدا’ عسكرياً ونشرت قوة ‘التي تم بناؤها على مدار سنوات.’
قال أن الجيش متفهم لنضال المدنيين الإسرائيليين في الجنوب خلال العملية، مشيراً إلى أن مؤسسة الدفاع سوف تواصل القيام بكل ما في وسعها من أجل ضمان بقاء المواطنين بأمان في مجتمعاتهم.
وافقت إسرائيل وحماس يوم الثلاثاء على وقف إطلاق نار مفتوح بعد سبعة أسابيع من القتال – إتفاق غير مريح يوقف الحرب الدموية التي خاضها الجانبين منذ سنوات، ولكن يؤجل القضايا الأكثر صعوبة.
في النهاية، توصل كلا الجانبين إلى إتفاق مؤقت غامض مقابل فترة من الهدوء. حماس على الرغم من ضربها بشدة، تبقى مسيطرة على غزة مع جزء سليم من الترسانة العسكرية. ستواصل إسرائيل ومصر سيطرتهما على دخول قطاع غزة المحاصر، رغم مطلب حماس منذ فترة طويلة بفتح معابر الحدود الذي فرض إغلاقهم بعد تولت السيطرة على القطاع في عام 2007.
أعلنت حماس النصر، رغم قلة انجازاتها من الحرب التي قتلت 2,143 فلسطينياً، وأصابت أكثر من 11,000 وشردت حوالي 100,000 شخص. حوالي ثلاثة أرباع من الذين قتلوا في غارات جوية إسرائيلية كانوا من المدنيين، وفقاً للأمم المتحدة ومسؤولين فلسطينيين. إسرائيل تشكك في الأرقام، قائلة أن ما يقارب نصف القتلى كانوا مسلحين من حماس، وتتهم حماس بإستخدام المدنيين كدروع بشرية. على الجانب الإسرائيلي، قتل 64 جندياً وستة مدنيين، بينهم رجلين قتلوا في “نيريم” بنيران مدافع الهاون الفلسطينية قبل فترة وجيزة من الإعلان عن وقف إطلاق النار.