“لا تسعى إلى الحرب”: البيت الأبيض يؤكد أن الولايات المتحدة لن تنضم إلى إسرائيل في هجوم مضاد على إيران
بحسب "نيويورك تايمز" فإن بايدن أقنع رئيس الوزراء نتنياهو بعدم الرد عندما تحدثا بعد الهجوم الإيراني؛ مسؤول أمريكي كبير: إسرائيل "أوضحت" أنها لا تسعى إلى "تصعيد كبير"

قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية يوم الأحد إن الرئيس الأمريكي جو بايدن أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الولايات المتحدة لن تشارك في أي هجوم إسرائيلي مضاد ضد إيران.
أطلقت إيران مئات الطائرات المسيّرة والصواريخ على إسرائيل ليلة السبت ردا على هجوم إسرائيلي مزعوم على القنصلية الإيرانية في سوريا في 1 أبريل أدى إلى مقتل سبعة من أعضاء الحرس الثوري الإيراني، من بينهم جنرالان.
وفي بيان صدر في وقت متأخر من يوم السبت عقب الهجمات، قال بايدن أنه أبلغ نتنياهو أن إسرائيل “أظهرت قدرة ملحوظة على الدفاع ضد الهجمات غير المسبوقة ودحرها – مما يرسل رسالة واضحة إلى أعدائها بأنهم لا يستطيعون تهديد أمن إسرائيل بشكل فعال”.
ولم يذكر بايدن في البيان ما إذا كان هو ونتنياهو ناقشا ردا إسرائيليا محتملا أو مشاركة أمريكية محتملة، إلا أن موقع “أكسيوس” الإخباري أفاد مباشرة بعد المكالمة أن الرئيس الأمريكي قال إنه سيعارض أي هجوم مضاد من جانب إسرائيل وإن على رئيس الوزراء “الرضا بالفوز”.
وقال نتنياهو صباح الأحد في بيان مقتضب “اعترضنا. تصدينا. معا سننتصر”، دون أن يذكر ردا إسرائيليا محتملا.
وذكر تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” أن بايدن أثنى نتنياهو عن إعطاء الضوء الأخضر لتوجيه ضربة انتقامية فورية ضد إيران. وبحسب التقرير، أيد العديد من أعضاء كابينت الحرب الإسرائيلي الرد، لكن عدم وقوع أضرار جسيمة في الهجوم الإيراني، بالإضافة إلى محادثة نتنياهو مع بايدن، أدى إلى إلغائه.

وفي مؤتمر صحفي يوم الأحد، أكد مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية أن بايدن أبلغ نتنياهو بأن إسرائيل انتصرت في الجولة الأخيرة ضد إيران.
وقال المسؤول: “لقد خرجت إسرائيل بالفعل متفوقة بفارق كبير من هذه المواجهة. لقد قضت على قيادة الحرس الثوري الإيراني في بلاد الشام، وحاولت إيران الرد، وأظهرت إسرائيل تفوقها العسكري بوضوح، ودحرت هذا الهجوم، لا سيما بالتنسيق مع شركائها”.
وأضاف أن بايدن أبلغ نتنياهو أن على إسرائيل “التفكير بعناية وبشكل استراتيجي بشأن خطر التصعيد”، عندا دراستها لكيفية الرد على الهجوم الإيراني بالطائرات المسيّرة والصواريخ.
وكان مسؤول الإدارة حريصا على عدم القول بأن الولايات المتحدة تعارض الرد العسكري الإسرائيلي على الهجوم الإيراني. ومع ذلك، أكد في مؤتمر صحفي أن الولايات المتحدة لن تنضم إلى إسرائيل في مثل هذه الضربة.
وقال: “لقد وضحت إسرائيل أنها لا تسعى إلى تصعيد كبير مع إيران. إنهم يسعون إلى حماية أنفسهم والدفاع عن أنفسهم”.
مضيفا أن كيفية رد إسرائيل على الضربة الإيرانية هي “حسابات يتعين على الإسرائيليين القيام بها. كان هذا هجوما غير مسبوق من إيران ضد إسرائيل. وفي الوقت نفسه، نعتقد أنه في هذه المواجهة، خرج الإسرائيليون متفوقين بفارق كبير”.

وأوضح المسؤول: “نحن ملتزمون بالدفاع عن إسرائيل، ولكننا لن نكون جزءا من أي رد”.
وأشار إلى أن حركة حماس تأمل أن يؤدي الهجوم الإيراني إلى تعزيز الهدف الذي كانت الحركة تسعى إليه منذ هجومها في 7 أكتوبر المتمثل في إشعال حرب إقليمية، لكن “سنضمن عدم نجاحهم”.
وأضاف: “لدينا خلافات مع إسرائيل بشأن عدد من الأمور، بما في ذلك على وجه الخصوص بشأن غزة. هذه هي الأمور التي نواصل العمل عليها، ولكن عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن إسرائيل ضد إيران، فإن الالتزام صارم حقا”.
كما قال المسؤول أن إيران بعثت برسالة إلى الولايات المتحدة عبر سويسرا تبلغ فيها واشنطن بانتهاء هجومها على إسرائيل، بينما نفى التقارير التي تفيد بأن طهران أعطت إنذارا لواشنطن قبل الهجوم بـ 72 ساعة، وأكد على أن الجمهورية الإسلامية سعت إلى إحداث “أضرار كبيرة في إسرائيل” لكنها فشلت.
“ربما يريدون أن يقولوا الآن إن ما لم نقصده هو [التسبب في خسائر بشرية]، ولكن إذا أطلقت 100 صاروخ بالستي تستهدف مواقع معينة – فمن الواضح أن هذه كانت نيتهم، لكنهم لم ينجحوا”.
وعلى الرغم من عدم وجود إخطار من إيران، خلصت المخابرات الأمريكية إلى أن الهجوم كان وشيكا وتمكنت واشنطن من جمع الموارد والتنسيق مع الشركاء لمساعدة إسرائيل على إحباط الهجوم.

وصرح المسؤول: “هدفنا يظل وقف التصعيد على الفور ووقف أي هجوم آخر… [ولكن] إذا اتخذت إيران إجراء ضدنا، فنحن على استعداد تام للدفاع عن شعبنا ومصالحنا ومحاسبة إيران”.
في وقت سابق الأحد، قال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، لبرنامج “هذا الأسبوع” على شبكة ABC الأمريكية إن الولايات المتحدة ستواصل مساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنها لا تريد حربا مع إيران.
ردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة ستدعم ردا من إسرائيل في إيران، قال كيربي إن “التزامنا صارم” بالدفاع عن إسرائيل و”مساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.
وأضاف كيربي: “كما قال الرئيس مرات عديدة، نحن لا نسعى إلى حرب أوسع نطاقا في المنطقة. نحن لا نسعى إلى حرب مع إيران، وأنا أعتقد أنني سأترك الأمر عند هذا الحد… لا نسعى إلى تصعيد التوترات في المنطقة ولا نسعى إلى صراع أوسع نطاقا”.
تعكس جهود إدارة بايدن لتشجيع إسرائيل على ضبط النفس مساعيها المستمرة للحد من الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، والتي دخلت الآن شهرها السابع، ولبذل المزيد من الجهد لحماية أرواح المدنيين في القطاع.

السناتور الأمريكي جون فيترمان من ولاية بنسلفانيا، والذي يُعتبر واحد من أبرز الديمقراطيين المدافعين عن إسرائيل خلال حربها في غزة، انتقد موقف الإدارة بشأن الرد العسكري الإسرائيلي على إيران.
وقال فيترمان لبرنامج “حالة الاتحاد” على شبكة CNN “من المدهش أننا لا نقف بحزم مع إسرائيل ولا ينبغي أن يكون هناك أي نوع من الشروط [على المساعدات العسكرية]”.
وأضاف فيترمان: “علينا أن نتبع إسرائيل وندعمها في هذا الوضع”.
وانتقد السناتور من فلوريدا ماركو روبيو، كبير الجمهوريين في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، البيت الأبيض “لتسريبه للصحافة” أن بايدن طلب من نتنياهو أن يرضا بالفوز وألا يرد.
وقال روبيو لشبكة CNN إن ذلك “جزء من جهود البيت الأبيض لاسترضاء” الأشخاص الذين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة.
في الوقت نفسه، أدان زعماء دول مجموعة السبع الهجوم الإيراني على إسرائيل، ودعوا جميع الأطراف إلى “ضبط النفس”. وقال بايدن يوم السبت بعد تحدثه مع نتنياهو إنه سيستخدم المنتدى الحكومي الدولي لـ”تنسيق رد دبلوماسي موحد” على الهجوم الإيراني “الوقح”، مشيرا إلى أن الرد العسكري ليس مطروحا على الطاولة، بينما قال أيضا إن الهجوم على إسرائيل استهدف منشآت عسكرية فقط.

وكتب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل على منصة X، تويتر سابقا، بعد محادثات عبر الفيديو: “لقد أدنا بالإجماع الهجوم الإيراني غير المسبوق ضد إسرائيل”، مضيفا “سنواصل كل جهودنا للعمل على وقف التصعيد. إن إنهاء الأزمة في غزة في أسرع وقت ممكن، وخاصة من خلال وقف فوري لإطلاق النار، سيحدث فرقا”.
وفي بيان مشترك نشرته الرئاسة الإيطالية لمجموعة السبع عقب الاجتماع عن بعد، قال الزعماء إنهم يدينون الهجوم الإيراني “المدان بشكل لا لبس فيه وبأشد العبارات”. تتكون مجموعة السبع من الولايات المتحدة وإيطاليا واليابان وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وكندا.
وأضاف البيان “إننا نعرب عن تضامننا ودعمنا الكامل لإسرائيل وشعبها ونؤكد من جديد التزامنا تجاه أمنها”، وتابع الزعماء “لقد خطت إيران بأفعالها نحو زعزعة استقرار المنطقة وتخاطر بإثارة تصعيد إقليمي لا يمكن السيطرة عليه. يجب تجنب هذا”.
كما تعهدوا بمواصلة العمل “من أجل استقرار الوضع وتجنب المزيد من التصعيد. وبهذه الروح، نطالب إيران ووكلائها بوقف هجماتهم، ونحن على استعداد لاتخاذ المزيد من الإجراءات الآن ردا على المزيد من المبادرات المزعزعة للاستقرار”.
كما جاء في البيان “سنعزز أيضا تعاوننا لإنهاء الأزمة في غزة، بما في ذلك من خلال مواصلة العمل من أجل التوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن لدى حماس، وتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين المحتاجين”.
وفقا للمسؤول الكبير في إدارة بايدن الذي تحدث مع الصحفيين يوم الأحد، كان هناك نقاش خلال المكالمة بين بعض قادة مجموعة السبع حول تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمجموعة إرهابية بالإضافة إلى مجموعة منسقة جديدة من العقوبات ضد إيران.
ومع ذلك، لم يتم اتخاذ أي قرارات، حيث قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: “سنفكر في فرض عقوبات إضافية على إيران… وتحديدا على برامج الطائرات المسيّرة والصواريخ”.
ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل