إسرائيل في حالة حرب - اليوم 345

بحث

لا انفراجة في محادثات القاهرة والولايات المتحدة تقول إن الوسطاء يضغطون “بشكل محموم” من أجل التوصل إلى اتفاق

مسؤول في حماس يقول إن الحركة نقلت ردها على "مقترح التجسير" الأمريكي، وينفي أن يكون اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن وشيكا؛ المفاوضون على المستوى الأدنى سيجتمعون مرة أخرى

مظاهرة في تل أبيب تطالب بالإفراج عن الإسرائيليين المحتجزين كرهائن لدى حماس في غزة، 24 أغسطس، 2024.(Avshalom Sassoni/Flash90)
مظاهرة في تل أبيب تطالب بالإفراج عن الإسرائيليين المحتجزين كرهائن لدى حماس في غزة، 24 أغسطس، 2024.(Avshalom Sassoni/Flash90)

قال مصدران أمنيان مصريان لوكالة “رويترز” إنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق يوم الأحد في محادثات وقف إطلاق النار التي جرت في القاهرة، حيث لم توافق حماس ولا إسرائيل على العديد من التنازلات التي قدمها الوسطاء، مما القى ظلال من الشك حول فرص نجاح أحدث الجهود التي تدعمها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب المستمرة منذ عشرة أشهر في قطاع غزة.

وفي الوقت نفسه، أطلقت حماس صاروخا بعيد المدى من خان يونس بجنوب غزة على وسط إسرائيل، مما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في منطقة مفتوحة في ريشون لتسيون حيث سقط، وفقا للجيش الإسرائيلي.

ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات في الهجوم، الذي قالت حركة حماس إنه استهدف تل أبيب.

فشلت أشهر من المحادثات المتقطعة في التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال الذي اندلعت شرارته بعد الهجوم المدمر الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر على جنوب إسرائيل وتحرير أكثر من 100 رهينة متبقين لدى الجماعة الفلسطينية.

وفي مؤتمر صحفي عقده في هاليفاكس بكندا، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن واشنطن لا تزال تعمل “بشكل محموم” في القاهرة مع الوسطاء المصريين والقطريين وكذلك مع الإسرائيليين للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف لإطلاق النار والرهائن.

وتشمل نقاط الخلاف الرئيسية في المحادثات الجارية بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر الوجود الإسرائيلي في ما يسمى ب”محور فيلادلفي”، وهو شريط ضيق يبلغ طوله 14.5 كيلومترا على طول الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر.

وقالت مصادر مصرية إن الوسطاء طرحوا عددا من البدائل لوجود قوات إسرائيلية على محور فيلادلفي ومحور نتساريم الذي يشق وسط قطاع غزة، لكن الطرفين لم يقبلا بأي منها.

قوات الجيش الإسرائيلي تبحث عن أنفاق على طول محور فيلادلفي، منطقة الحدود بين مصر وغزة، في صورة منشورة في 15 أغسطس 2024. (Israel Defense Forces)

وأضافت المصادر أن إسرائيل أبدت تحفظاتها أيضا على عدد من الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم، وطالبت بأن يغادروا غزة إذا تم الإفراج عنهم.

قالت حماس إن إسرائيل تراجعت عن التزامها بسحب القوات من المحور ووضعت شروطا جديدة أخرى، بما في ذلك تفتيش الفلسطينيين بحثا عن أسلحة أثناء عودتهم إلى شمال القطاع الأكثر اكتظاظا بالسكان عندما يبدأ وقف إطلاق النار.

وقال المسؤول في حماس أسامة حمدان لقناة “الأقصى” التلفزيونية التابعة للحركة يوم الأحد: “لن نقبل مناقشات حول التراجع عما اتفقنا عليه في الثاني من يوليو أو شروط جديدة”.

وقال حمدان أيضا إن حماس سلمت للوسطاء ردها على الاقتراح الأخير، قائلا إن الحديث الأمريكي عن صفقة وشيكة كاذب.

وقال القيادي في حركة حماس عزت الرشق إن وفد الحركة غادر القاهرة يوم الأحد بعد إجراء محادثات مع الوسطاء، وأضاف أن الحركة جددت مطلبها بأن يتضمن أي اتفاق وقف إطلاق نار دائم وانسحاب إسرائيلي كامل من غزة.

المسؤول السياسي في حركة حماس أسامة حمدان يتحدث خلال مقابلة مع وكالة أسوشييتد برس في الدوحة، قطر، 13 أغسطس، 2024. (AP/Malak Harb)

كما غادر فريق التفاوض الإسرائيلي القاهرة، عائدا إلى إسرائيل لمناقشة الخطوات التالية مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفقا لتقارير إعلامية عبرية. ونقلت القناة 12 عن مسؤولين لم تكشف عن أسمائهم قولهم إن المحادثات تسير في الاتجاه الصحيح وأن زعيم حماس يحيى السنوار تحت ضغوط شديدة لقبول الصفقة.

كما أبدى المسؤولون الأمريكيون تفاؤلا بشأن مسار المفاوضات، حيث قال أحد المسؤولين ل”تايمز أوف إسرائيل” إن المحادثات في القاهرة كانت “بناءة وأُجريت بروح التوصل إلى اتفاق نهائي وقابل للتنفيذ حيث تشاركت جميع الأطراف هذا الشعور”.

وقال المسؤول الأمريكي إن “العملية ستستمر خلال الأيام المقبلة من خلال مجموعات العمل لمعالجة القضايا والتفاصيل المتبقية”.

وعلى الرغم من تفاؤل المسؤول الأمريكي، أشارت إدارة بايدن الأسبوع الماضي إلى أنها تهدف إلى التوصل إلى اتفاق بحلول هذا الوقت.

في 16 أغسطس، قدمت الولايات المتحدة ما وصفته بأنه “مقترح تجسير نهائي” إلى إسرائيل وحماس، مضيفة أن فرق التفاوض على المستوى الأدنى ستجتمع لاحقا لحل الخلافات بين الجانبين قبل أن يجتمع كبار المسؤولين هذا الأسبوع لابرام اتفاق.

ولكن في منتصف الأسبوع الماضي، تبددت الأحاديث عن قرب التوصل إلى اتفاق نهائي. فقد صرح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للصحافيين بعد زيارته للمنطقة بأن التوصل إلى اتفاقات إضافية بشأن تنفيذ الاتفاق سوف يكون ضروريا إذا وافقت حماس على الاقتراح الأمريكي، وهو ما بدا وكأنه يضيف خطوة أخرى في العملية إلى أن يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

والواقع أن حقيقة اجتماع “مجموعات العمل” على المستوى الأدنى مرة أخرى تشير إلى أن صناع قرار الرئيسيين في الجانبين غير مستعدين بعد لإتمام الاتفاق.

ومع ذلك، أوضح مصدر أمريكي مطلع على المفاوضات أن تقدما قد تحقق على مدى الأيام الأربعة الماضية في القاهرة.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (على يمين الصورة) يلتقي وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن (الثاني من اليسار) والسفيرة الأمريكي في القاهرة هيرو مصطفى غارة (يسار) في العلمين في شمال مصر في 20 أغسطس، 2024. (EGYPTIAN PRESIDENCY / AFP)

وأوضح المصدر أن الجانبين تفاوضا على أساس مقترح التجسير الأمريكي، الذي تضمن تفاصيل من خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن في 31 مايو وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2735، والتي كانت بمثابة إطار للمحادثات إلى جانب التوضيحات اللاحقة من حماس وإسرائيل.

في يوم الخميس الماضي، التقى فريق تفاوضي إسرائيلي بوسطاء أمريكيين ومصريين في القاهرة في محاولة لتضييق الفجوات المتبقية وتوضيح القضايا العالقة التي كانت لدى القدس مع مقترح التجسير الأمريكي. ثم أجرى الوسطاء الأمريكيون والمصريون مشاورات ثنائية في اليوم التالي. وقال المصدر الأمريكي إن الوسطاء القطريين والمصريين جلسوا يوم السبت مع كبار مفاوضي حماس لشرح كل بند من بنود مقترح التجسير الأمريكي، وتحديد أي قضايا عالقة والإجابة على أي أسئلة قد تكون لدى الحركة الفلسطينية.

وأضاف المصدر أن المفاوضين الإسرائيليين عادوا يوم الأحد إلى المحادثات مع الوسطاء الأمريكيين والمصريين لتضييق الفجوات بشكل أكبر، مؤكدا أن المحادثات مستمرة.

في وقت سابق من اليوم، أشار مسؤول إسرائيلي تحدث إلى “تايمز أوف إسرائيل” إلى أن القدس على استعداد لمواصلة المحادثات طالما كانت هناك فرصة لنجاحها، لكنه لم يبد تفاؤلا بشأن موافقة حماس على صفقة.

ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل في هذا الاتفاق.

اقرأ المزيد عن