لاجئون من الكونغو يواجهون الترحيل القسري بعد قرار إسرائيل إلغاء حمايتهم الجماعية
قرار وزير الداخلية صدر بعد مشاورات مع وزارة الخارجية، التي لم تجد "عائق أمام إغتراب" مواطني الكونغو

مواطنون من جمهورية الكونغو الديمقراطية عليهم مغادرة إسرائيل مع بداية شهر يناير، حسبما أعلنت سلطة الهجرة والحدود هذا الأسبوع، بعد تحديد أنهم لم يعودوا بحاجة إلى حماية مؤقتة.
وأعلن بيان صادر عن سلطة الهجرة إن قرار وزير الداخلية أرييه درعي، الذي نشر لأول مرة يوم الأحد، تم بالتشاور مع وزارة الخارجية، التي وجدت أنه لا يوجد “عائق أمام إغتراب” مواطني الكونغو.
سيكون للمواطنين مهلة حتى 5 يناير لمغادرة إسرائيل، وفقا للسلطة، ولن يتم إصدار تصاريح إقامة جديدة تمتد إلى ما بعد ذلك التاريخ.
“من الحكمة أن نوضح أنه اعتبارا من 5 يناير 2019، سيتم اتخاذ تدابير إنفاذ ضد السكان غير الشرعيين الذين هم من مواطني جمهورية الكونغو الديمقراطية”، قال البيان.
هناك المئات من مواطني الكونغو المقيمين في إسرائيل، وفقا للصحيفة، الذين فروا نتيجة العنف في البلاد في أوائل عام 2000.
إلى جانب ملتمسي اللجوء من السودان وجنوب السودان وإريتريا، فإن مواطني جمهورية الكونغو هم وحدهم المؤهلين للحصول على حماية مؤقتة في إسرائيل. واتهم المنتقدون إسرائيل بالتباطؤ في اتخاذ قرارات اللجوء للمهاجرين.
ولم يتضح على الفور ما سرّع تغيير هذه السياسة. لقد دمرت الكونغو لسنوات بسبب صراعات أهلية مستمرة منذ أمد بعيد، وتواجه السلطات حاليا تفشي فيروس الإيبولا.
وأدان الخط الساخن للمهاجرين واللاجئين قرار سلطة الهجرة وطالبها بدلا من ذلك بالبت في طلبات اللجوء للمهاجرين من الكونغو.
“هذا فشل آخر من قبل سلطة الهجرة والحدود، التي استمرت لأكثر من عقد من الزمان وامتنعت عن البت في طلبات اللجوء لـ 208 شخص من مواطني الكونغو، وتطالبهم الآن بالعودة إلى بلد خطير ما زال وضعه غير مستقر”، قال الخط الساخن لصحيفة “هآرتس” اليومية.

تصاعد العداء في إسرائيل تجاه المهاجرين في السنوات الأخيرة مع ما يقدر بـ 35,000 مهاجر أفريقي في البلاد يواجهون العداء من جانب المشرعين والمقيمين في المناطق ذات العدد المرتفع من المهاجرين.
وفقا لمسح أجراه مركز بيو للأبحاث في الشهر الماضي، فإن 57% من الإسرائيليين يعارضون قبول اللاجئين الهاربين من الحرب والصراع، حيث يحتلون مرتبة متدنية مقارنة مع المواطنين في العديد من الدول الغربية الأخرى.
وقد ردت محكمة العدل العليا ضد خطط الحكومة الرامية إلى سجن أو ترحيل المهاجرين، قائلة إنه يجب إيجاد حل يتماشى مع المعايير الدولية.
بدأ الأفارقة، ومعظمهم من السودان التي مزقتها الحرب وإريتريا الدكتاتورية، بالوصول إلى إسرائيل في عام 2005 عبر حدودها مع مصر، بعد أن داهمت القوات المصرية بعنف مظاهرة للاجئين في القاهرة ونشرت الاخبار عن السلامة وفرص العمل في إسرائيل. عبر عشرات الآلاف الحدود الصحراوية، غالبا بعد رحلات خطرة، قبل أن تكمل إسرائيل بناء حاجز في عام 2012 وهو ما أوقف التدفق.
في حين يقول المهاجرون إنهم لاجئون فارّين من النزاع أو الاضطهاد، فإن إسرائيل تعتبرهم طالبي عمل يهددون الطابع اليهودي للدولة.
ساهمت وكالة أسوشيتد بريس في اعداد هذا التقرير.