لابيد: بعد 3 أسابيع من صعود رئيس وزراء جديد، إسرائيل ستنسى نتنياهو
رئيس يش عتيد ’الصبور جدا’ يتحدث حول كيفية الدفع بنزع سلاح غزة وإمكانية بناء تحالفات مع دول عربية معتدلة وكيفية صياغة الإتفاق مع إيران... مع رئيس وزراء جديد
دافيد هوروفيتس هو المحرر المؤسس لتايمز أوف اسرائيل. وقد كان رئيس هيئة التحرير في جروزالم بوست (2004-2011) والجروزالم ريبورت (1998-2004) وهو ايضا المؤلف لكتاب "الحياة الساكنة مع مفجرين" (2004) "واقرب من قريب الى الله" (2000) كما وانه شارك في كتابة "وداعا صديق: حياة ووصية اسحاق رابين" (1996)
قبل عامين، ظهر مقدم الأخبار السابق يائير لابيد من العدم ليشكل مفاجأة الإنتخابات، ويقود حزب “يش عتيد” المركزي نحو الفوز بـ 19 مقعدا ليصبح عضوا رئيسيا في ائتلاف نتنياهو. بعد ذلك، قبل ثلاثة أشهر، أقال رئيس الوزراء بينيامين نتنياهو لابيد من منصب وزير المالية وأطلق العملية التي أدت إلى إجراء إنتخابات مبكرة يوم الثلاثاء القادم.
هذه المرة، كما حدث في المرة السابقة، تتوقع استطلاعات الرأي حصول “يش عتيد” على 12 مقعدا، ولكن في الحزب يظهرون تفاؤلا بأنهم سيثبتون مرة أخرى أن الإستطلاعات استهانت بقدرات حزبهم. هذه المرة، كما حدث في المرة السابقة، يقوم لابيد وزملائه بحملة انتخابية مكثفة وواسعة النطاق في جميع أنحاء إسرائيل. هذه المرة، على عكس المرة السابقة، يقلل لابيد من إظهار طموحاته في الحصول على كرسي رئاسة الوزراء.
في مقابلة أجراها معه تايمز أوف إسرائيل يوم الأحد، والتي أُجريت في مقهى في تل أبيب على خلفية أطفال يلعبون، ويبكون بعد ذلك، ما دفعنا بالإبتعاد أكثر وأكثر من منطقة الألعاب، أجاب لابيد على أسئلة عن مواضيع محلية ودبلوماسية، وعن الأعمال الداخلية في حكومة نتنياهو، والفساد الإقتصادي، ومعاداة السامية في أوروبا ومواضيع أخرى. واستجاب بسعادة عندما تمت مقاطعته بلباقة لإلتقاط عدد من الصور معه. وحرص على التأكيد على أن يعرف الناخب المحتمل تفاصيل المؤتمر الحزب القادم في تل أبيب.
تحدثنا بالإنجليزية: ولغته الإنجليزية التي كانت جيدة جدا دائما، أصبحت الآن ممتازة – ربما قد تكون ملائمة لمنصب وزير الخارجية؟ – وأجاباته تضمنت اقتباسات من التوراه وأورويل وكلينتون وماريو كومو. وأظهر مسؤولية في التحفظ على مضمون اجتماعات المجلس الوزراي الأمني، وفي تنبؤ الإنتخابات، وامتنع أيضا عن ذكر هوية الشخص الذي سيوصي عليه كرئيس للوزراء أمام الرئيس رؤوفين ريفلين في 18 مارس، ولكنه اظهر انفتاحا وهدوءا حول كل شيء آخر. ضمن ذلك الإعتراف العرضي بأنه لو قام هو وموشيه كحلون بتشكيل كتلة مركز، فقد كان من الممكن أن يفوزا بهذه الإنتخابات. ولكن بعد ذلك قال لابيد، 51 عاما، أنه “رجل صبور جدا”.
تايمز أوف إسرائيل: أثارت اهتمامي “نصف-التصريحات” التي أطلقتها في الماضي بأنه، في المجلس الوزاري الأمني، وراء الأبواب المغلقة، كان هناك بعض الذعر في سلوك رئيس الوزراء، وأنك لم تخرج من الحرب في الصيف الفائت، على سبيل المثال، واثقا من قيادته. أجد ذلك مقلقا.
يائير لابيد: علي أن أحافظ على سمعتي بأني الوزير الوحيد الذي لم يقم بتسريب تفاصيل من اجتماعات المجلس الوزاري الأمني. صحيح أنني قلت أنني خرجت من أحداث الصيف واثقا أقل من قيادته، ولكن هذا أكثر ما أنا على استعداد لقوله.
أجد أن كل الخطاب المحيط بأحداث الصيف مقلقا قليلا. حتى في الأيام القليلة الأخيرة، ظهر هذا النقاش الحاد بين [وزير الإقتصاد نفتالي] بينيت و[وزير الدفاع موشيه] يعالون حول الأنفاق. قُتل أكثر من 70 شخصا، من ضمنهم 67 جنديا، كنتما أنتما مسؤولين عنهم. أقل ما يمكنكما فعله هو إبقاء هذا النقاش وراء أبواب مغلقة، حتى لو كان بالإمكان تحقيق مكاسب سياسية من وراء ذلك.
ولكن ما الذي كنت ستقوم به بشكل مختلف؟ هل كان بإمكان قادة آخرين تجنب الصراع؟ هل كان بإمكان أي واحد منهم إدارته بصورة أفضل؟
لن أعلق على ما حدث خلال الأحداث، ولكنني سأعلق على ما حدث بعد ذلك. حقيقة أننا لم نخرج من عملية “الجرف الصامد” بسياسة فورية – حقيقة أننا لم نكن جزءا من مؤتمر المانحين [بعد الحرب] في القاهرة، حقيقة أننا تجنبنا أي نوع من الحوار مع السلطة الفلسطينية الذي كان من شأنه أن يشمل إعادة البناء، بشرط نزع السلاح غزة، هو عمل غير مسؤول في أحسن الأحوال وسخرية سياسية في أسوأ الأحوال. كانت هذه حالة كلاسيكية لخوف نتنياهو من بينيت، وخوف بينيت من أوري أريئيل وخوف أوري أريئيل من الحاخامات في السامرة. وها نحن، دولة بكاملها – وفكر بأولئك الذين يعيشون في محيط قطاع غزة، فكر بأشخاص مثل حاييم ييلين، رئيس المجلس الأقليمي إشكول، الذي هو الآن مع “يش عتيد”… بسبب هؤلاء الحاخمات الثلاثة الذين يخشاهم أوري أريئيل، لا يقوم أحد بأي شيء.
كيف كان من الممكن أن تكون نتائج الحرب مختلفة؟
كانت هناك فرصة – في مجالين، أحدهما يعرفه الجميع، الثاني معروف بشكل أقل. الأول أن هناك تحالف لدول عربية أكثر اعتدالا تسعى إلى نوع من التعاون معنا لأن لدينا عدو مشترك وهو الإسلام المتطرف، وحماس هي جزء من محور الشر. أعلن [الرئيس المصري] السيسي حماس كمنظمة إرهابية، بما في ذلك الجناح السياسي. هذا أحد الجوانب. الجانب الآخر هو يتعلق بتنظيم مؤتمر المانحين، اقترحوا بأن ترأس النرويج المؤتمر لأن النرويح في ذلك الوقت كانت ضد إسرائيل بشكل كبير، ومؤيدة للدولة الفلسطينية. ولكن في هذه الأثناء كان هناك تغيير لحكومة النرويج. لدى النرويج الآن حكومة مركز-يمين، وهي مؤيدة لإسرائيل بشكل كبير. وزير الخارجية بورغه برنده هو صديق شخصي وشخص رائع. لن نطلب المشاركة [في المؤتمر]. قالوا فقط شيء غير واضح حول معارضة المصريين لذلك. لو كنا هناك، وقلنا أن هذا أمر يهمنا جدا، وأن لدينا الرغبة والقدرة على مساعدة السلطة الفلسطينية…
ماذا كانت مشكلة نتنياهو؟ إذا كنت تريد [نزع السلاع عن غزة وإعادة بنائها]، عليك القيام بذلك من خلال السلطة الفلسطينية. لم يرد ذلك. كما يبدو كان يدرك أنه متوجه للإنتخابات ولم يرغب بأن يظهر كمن يتعاون مع السلطة الفلسطينية. وهذا هو السبب في تضييعه لفرصة وضع موضوع نزع سلاح غزة على الطاولة على الأقل. أريد أن أقول أن هذا مثال جيد، ولكنه في الواقع مثال حزين، حول تفضيل السياسة على المصلحة الوطنية. هذا ليس بالمثال الوحيد لدي حول ذلك. السؤال الوحيد هو كم لديك من الوقت.

حسنا، لنتحدث عن ذلك في السياق الإيراني؟ هو محق حول إيران، أليس كذلك؟ إنه اتفاق سيء؟
لنبدء بالإطراء. لأكثر من عقد، قام نتنياهو بعمل جيد في وضع المسألة الإيرانية على الطاولة الدولية. لقد أظهر تفانيا، وقدراته الدعائية معروفة جدا. ولكنه فشل هذه المرة. لإنه إذا كان هذا اتفاقا سيئا – أنا لست متأكدا بأننا نعرف ما يكفي عنه؛ من بين أشياء أخرى، نحن لسنا في الحلقة – ولكن إذا كان كل ما يقولونه عن الإتفاق صحيحا، فعليك أن تضع نفسك في الموقع الملائم الذي تكون من خلاله لديك القدرة في التأثير على الإتفاق. كان نتنياهو محقا [في الأسبوع الماضي] عندما قال أن اتفاق جيد أفضل من اتفاق سيء. ولكن [للحصول على اتفاق سيء] يجب أن يكون لديك تأثير.