لأول مرة، مسؤولون إسرائيليون في السعودية لحضور مؤتمر اليونسكو
يشارك بيروقراطيون ودبلوماسيون في مؤتمر التراث العالمي، بعد أن طلبت الولايات المتحدة من إسرائيل وقف جهودها لتأمين تأشيرات دخول لوزيري الخارجية والتعليم
يتواجد وفد إسرائيلي مكون من تسعة موظفين في المملكة السعودية حاليا كمراقبين في اجتماع لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو، حسبما قال مسؤول إسرائيلي لتايمز أوف إسرائيل يوم الأحد.
وقال مسؤول إسرائيلي آخر إن رئيس هيئة الآثار الإسرائيلية يقود الوفد وأنه يضم دبلوماسيين. وهذه ليست زيارة ثنائية، ولم يكن من الواضح ما إذا كانت المجموعة ستلتقي بمسؤولين سعوديين.
ولا توجد علاقات دبلوماسية بين السعودية وإسرائيل، على الرغم من أن البيت الأبيض يدفع نحو تطبيع العلاقات بين البلدين.
وورد في الأسبوع الماضي أن إسرائيل تراجعت عن جهودها لدخول وزيرين علنا إلى المملكة لحضور اجتماع الأمم المتحدة.
وأفادت القناة 13 إن إسرائيل قررت عدم الدفع للحصول على تأشيرات دخول لوزير الخارجية إيلي كوهين ووزير التعليم يوآف كيش، بعد ضغوط من الولايات المتحدة.
وبحسب التقرير، فإن السعوديين وضعوا عقبات أثناء عملية الحصول على التأشيرة.
وقد نصح المسؤولون الأمريكيون إسرائيل بعدم وضع الرياض في موقف غير مريح بينما يجري العمل على اتفاق التطبيع الثنائي الأكثر أهمية.
وحضر البيروقراطيون المؤتمر بدلا من ذلك.
وفي يوليو، وقعت السعودية على “اتفاقية الدولة المضيفة”، والتي تلتزم فيها بالسماح لجميع الموقعين على اتفاقية التراث العالمي – بما في ذلك إسرائيل – بالدخول بحرية إلى البلاد لحضور الحدث، وفقا لتقرير صادر عن موقع “أكسيوس”، الذي استشهد بمصدرين على دراية بالمسألة.
وبحسب ما ورد، رفض السعوديون التوقيع على الاتفاقية في شهر يونيو، احتجاجا على مشاركة إسرائيل في المؤتمر.
لكن ورد إن المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي أصرت على السماح للممثلين الإسرائيليين بدخول البلاد، وسيتم إرسال الدعوات الرسمية في الأيام المقبلة، وفقا للتقرير.
ولم يصدر أي تعليق من وزارة الخارجية والسفارة السعودية في واشنطن ومسؤولي اليونسكو على التقرير.
وانسحبت إسرائيل رسميا من المنظمة الأممية للتربية والعلوم والثقافة في عام 2019، بسبب التحيز المزعوم ضد إسرائيل. ولا تزال المواقع في البلاد مدرجة على قائمة التراث العالمي، ولا تزال إسرائيل ترسل ممثلين إلى لجنة التراث العالمي، المسؤولة عن تحديد تلك المواقع.
وخلال اللقاء بين كوهين وأزولاي في شهر يوليو، قالت رئيسة اليونسكو إنها تعمل على عدم تسييس المنظمة، وترى أن عودة إسرائيل لها أهمية كبيرة، وفقا لوزارة الخارجية.
وعلى الرغم من عدم وجود علاقات رسمية بين إسرائيل والسعودية، فقد سُمح للصحفيين وقادة الأعمال وغيرهم من الإسرائيليين بزيارة المملكة بشكل متزايد في السنوات الأخيرة.
وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان الأسبوع الماضي إن لدى الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية فكرة عامة عن العناصر الرئيسية لاتفاق تطبيع محتمل بين اسرائيل والرياض، ولكن لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به قبل أن يتم التوقيع على اتفاق.
وفي مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، تطالب السعودية بإبرام اتفاقية دفاعية كبيرة مع الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تعاون الولايات المتحدة في إنشاء برنامج نووي مدني سعودي. وتسعى واشنطن بدورها إلى تقليص الرياض تعاملاتها الاقتصادية والعسكرية مع الصين وروسيا.
ومن أجل تعزيز الدعم للصفقة بين الديمقراطيين في الكونغرس والمؤيدين للفلسطينيين في السعودية والعالم الإسلامي الأوسع، من المرجح أن يُطلب من إسرائيل تقديم تنازلات كبيرة للفلسطينيين من شأنها أن تعزز حل الدولتين – مما سيكون من الصعب على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتشددة أن تتقبله.
وفي مارس، أفاد موقع “أكسيوس” أن السعودية منعت كوهين من قيادة وفد إلى مؤتمر منظمة السياحة العالمية التابع للأمم المتحدة. ولم يتمكن كوهين من السفر بعد أن رفض السعوديون مناقشة الترتيبات الأمنية، وفقا لمسؤولين إسرائيليين لم يذكر أسماءهم.
وتم منع زيارة الوفد – الذي كان يمثل بلدة كفر كما الشركسية في منطقة الجليل شمال إسرائيل – بعد أن رفضت الرياض طلبات الحصول على التأشيرة.
وتم اختيار البلدة في ديسمبر لتكون “قرية سياحية” دولية من قبل منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.
وفي يوليو، سُمح لفريق من اللاعبين الإسرائيليين بدخول السعودية للمشاركة في بطولة العالم لألعاب فيديو كرة القدم.
الدورة الـ 45 للجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو تبدأ الأحد وتستمر حتى 25 سبتمبر الجاري.
ساهم جيكوب ماغيد ووكالات في إعداد هذا التقرير