إسرائيل في حالة حرب - اليوم 345

بحث
من وراء الكواليس

كيف عثر الجيش الإسرائيلي على رفات 6 رهائن مخبئة في نفق سري لحماس؟

بفضل معلومات استخباراتية محددة ولكن محدودة، سيطر الجيش الإسرائيلي بسرعة على أحد أحياء خان يونس؛ ثم عثر على لوحة مفكوكة في جدار نفق زائف يؤدي إلى المكان الذي وُجد فيه الجثث

لقطة شاشة من مقطع فيديو تظهر فيه قوات الجيش الإسرائيلي وهي تعمل في نفق في خان يونس جنوب قطاع غزة حيث تم العثور على رفات ستة رهائن، 20 أغسطس، 2024.  (Israel Defense Forces)
لقطة شاشة من مقطع فيديو تظهر فيه قوات الجيش الإسرائيلي وهي تعمل في نفق في خان يونس جنوب قطاع غزة حيث تم العثور على رفات ستة رهائن، 20 أغسطس، 2024. (Israel Defense Forces)

بعد مرور ما يقارب عشرة أشهر منذ اختطافهم من قبل مسلحي حماس، وبعد أشهر من الاعتقاد بأنهم قُتلوا في الأسر، استعاد الجيش الإسرائيلي في وقت مبكر من يوم الثلاثاء جثث ستة رهائن إسرائيليين في عملية تم تنظيمها بسرعة في جنوب قطاع غزة.

كانت هذه هي العملية الأسرع من نوعها التي نفذها الجيش حتى الآن وسط الحرب المستمرة ضد حماس، مما يشير إلى قدرة متزايدة للجيش على الاستفادة بسرعة من  المعلومات الاستخباراتية والقدرات العملياتية والخبرة المكتسبة بشق الأنفس من العمل داخل شبكة أنفاق حماس الشاسعة.

الرهائن القتلى الذين أعيدوا إلى إسرائيل صباح يوم الثلاثاء هم أليكس دانسيغ (75 عاما)، ياغيف بوخشتاف (35 عاما)، حاييم بيري (79 عاما)، يورام ميتسغر (80 عاما)، نداف بوبلويفل (51 عاما)، وأفراهام موندر (78 عاما). وكان الجيش الإسرائيلي قد أكد سابقا مقتل جميعهم باستثناء موندر. حتى ذلك الحين كان يُفترض أن موندر على قيد الحياة، على الرغم من أنه كانت لدى الجيش معلومات أثارت مخاوف متزايدة بشأن سلامته.

وقالت مصادر في الجيش إن العملية السريعة لاستعادة الجثث تشير إلى قدرة الجيش على فرض سيطرته بسرعة على المناطق التي انسحب منها سابقا. وكان الجيش قد عمل في خان يونس لمدة أربعة أشهر في وقت سابق من هذا العام قبل الانسحاب منها.

وفي وقت مبكر من يوم الأحد، وسعت الفرقة 98 التابعة للجيش الإسرائيلي عملية جديدة جارية في خان يونس – والتي بدأت قبل أسبوع – بما في ذلك تغيير الهجوم بسرعة إلى منطقة أخرى من المدينة في جنوب غزة.

وبحلول فجر الاثنين، تمكنت الفرقة من تحقيق “سيطرة عملياتية” على أحد الأحياء الذي كان يُعتقد أن جثث الرهائن كانت محتجزة فيها.

كان لدى الجيش معلومات استخباراتية دقيقة نسبيا عن النفق الذي احتُجزت فيه رفات الرهائن، رغم عدم تحديد موقعه بدقة.

وبمعلومات استخباراتية محدودة، انطلق المهندسون العسكريون للبحث في أربعة مواقع مختلفة في الحي.

لكن في أقل من 24 ساعة، عثرت القوات على مدخل نفق بعمق 10 أمتار يؤدي إلى شبكة أنفاق في المنطقة. وذكر الجيش أن أحد الفرق رصد مؤشرات مختلفة تشير إلى مكان احتجاز الجثث.

ليلة الإثنين تم العثور على رفات الرهائن واستخراجها من القطاع في أسرع عملية لاستعادة جثث رهائن حتى الآن خلال الحرب مقارنة بعمليات سابقة لاستعادة رفات رهائن والتي استغرقت بضعة أيام.

حاولت حماس إخفاء رفات الرهائن ووضعتها في نفق مخفي خلف جدار مزيف داخل نظام الأنفاق. عثرت القوات التي بحثت في النفق على لوحة فضفاضة في الجدار، مما قادها إلى الممر المخفي.

وقال الجيش إن مهندسين قتاليين من وحدة النخبة “يهالوم” وعناصر من جهاز الأمن العام (الشاباك) نجحوا في اختراق أبواب مضادة للانفجارات وحواجز أخرى داخل النفق، حيث عثروا بالإضافة إلى الجثث أيضا على أسلحة وعبوات ناسفة ومعدات أخرى تابعة لمسلحي حماس.

وأضاف أن مهمة استعادة الجثث تمت بعد قتال في المنطقة، حيث قامت القوات بمسح المباني وقتلت العديد من المسلحين، وفي غضون وقت قصير فرضت سيطرتها العملياتية.

ولقد فر عدد من المسلحين الذين كانوا يحرسون النفق، في حين قُتل من يُعتقد أنهم حراس آخرون أثناء قتال القوات في المنطقة المحيطة.

وعثرت القوات على أسلحة بحوزة عدد من المسلحين القتلى على بعد مئات الأمتار من النفق الذي احتُجزت فيه الجثث، بالقرب من بعض المداخل المؤدية إلى الممرات تحت الأرض. وقالت مصادر عسكرية إن هؤلاء المسلحين قاموا على الأرجح بحراسة منطقة النفق.

كما نُقلت جثث الحراس المفترضين إلى إسرائيل مع رفات الرهائن للتعرف عليها، حيث أراد الجيش الإسرائيلي التأكد من عدم ترك أي رهائن خلفه.

من المعروف أن جميع الرهائن الستة نُقلوا إلى غزة أحياء أثناء الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر 2023، وقُتلوا على مدار الحرب المستمرة منذ عشرة أشهر.

من اليسار : نداف بوبلويل، يورام ميتسغر، أبراهام موندر، حاييم بيري، ياغيف بوشتاب وإليكس دانسيغ
(courtesy)

وكان الجيش الإسرائيلي قد أكد مقتل دانسيغ وبوخشتاف في أواخر يوليو، في حين أعلن عن مقتل بيري ومتسغر وبوبليفل في أوائل يونيو.

ويُعتقد أن الخمسة قُتلوا في خان يونس في أوائل 2024، إلا أن أسباب الوفاة غير معروفة.

ولم يعلن الجيش الإسرائيلي عن وفاة موندر من قبل، على الرغم من أنه كانت لديه بعض المعلومات التي أثارت القلق بشأن سلامته. حتى صباح الثلاثاء، كان مدرجا بين الرهائن المفترض أنهم على قيد الحياة.

مع استعادة رفات الرهائن، قال الجيش أنه سيواصل التحقيق في أسباب وفاة الرجال، بما في ذلك احتمال مقتل بعضهم أو الستة جميعهم بشكل مباشر أو غير مباشر بنيران إسرائيلية وسط عمليات عسكرية سابقة في خان يونس.

ويعتقد الآن أن 105 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في السابع من أكتوبر ما زالوا في غزة، بما في ذلك جثث 34 أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم. كما تحتجز حماس مواطنيّن إسرائيلييّن دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى رفات جنديين إسرائيليين قُتلا في عام 2014.

اقرأ المزيد عن