كل الأنظار تتجه إلى حماس بينما ينتظر الجيش الإسرائيلي الانتقام لاغتيال قادة الجهاد الإسلامي
على الرغم من التصريحات التهديدية، لم ترد الفصائل الفلسطينية بعد على الضربات الجوية الإسرائيلية في قطاع غزة؛ من غير الواضح ما إذا كانت حركة الجهاد الإسلامي ستتصرف بمفردها أم بالشراكة مع حماس
بعد أكثر من يوم من شن الجيش الإسرائيلي عملية ضد حركة الجهاد الإسلامي واغتيال ثلاثة أعضاء بارزين في غارات جوية متزامنة في أنحاء قطاع غزة، لم ترد الحركة بعد.
حوالي الساعة الثانية صباحا، قتلت القوات الإسرائيلية خليل البهتيني، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في شمال غزة؛ وجهاد غنام، المسؤول البارز في المجلس العسكري للحركة؛ وطارق عز الدين، الذي قال الجيش إنه يدير أنشطة الجهاد الإسلامي المسلحة في الضفة الغربية من قاعدة في غزة. ووقعت الضربات المنفصلة في غضون ثوان، بحسب الجيش الإسرائيلي.
كما خلفت الغارات الجوية 10 قتلى مدنيين، بينهم أربعة أطفال وأربع نساء، بحسب مسؤولي الصحة في القطاع الذي تسيطر عليه حماس. وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن زوجات القادة الثلاثة وعدد من أبنائهم كانوا من بين القتلى.
إحصل على تايمز أوف إسرائيل ألنشرة أليومية على بريدك الخاص ولا تفوت المقالات الحصرية آلتسجيل مجانا!
وتعهدت حركة الجهاد الإسلامي، وكذلك ما يسمى بغرفة العمليات المشتركة للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة – والتي تضم كلاً من حماس والجهاد الإسلامي – بالرد على الضربات الجوية. وقالت حركة حماس بشكل منفصل إن إسرائيل سترى ردا موحدا من قبل الجماعات المسلحة “سيعلمها درسا كبيرا”.
وبعد الضربات مباشرة، فرضت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي قيودًا على الحركة والتجمع لسكان المناطق المحيطة بالقطاع حتى مسافة 40 كيلومترًا، حيث توقع المسؤولون إطلاق الصواريخ أو هجمات أخرى.
لكن لم تتحقق هذه المخاوف حتى وقت متأخر من صباح الأربعاء، وحتى بعد أكثر من 30 ساعة منذ الضربات الجوية الإسرائيلية. وكان قد تم الرد على الضربات السابقة على قادة الجهاد الإسلامي في غضون ساعات بوابل من الصواريخ على المدنيين الإسرائيليين، بعضها استمر لعدة أيام.

وفشلت حركة الجهاد الإسلامي في محاولة تنفيذ هجوم بعد ظهر يوم الثلاثاء، حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب خلية كانت في طريقها لتنفيذ هجوم صاروخ موجه مضاد للدبابات على حدود، وقتل إثنان من أعضائها.
وقدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري أن عدم وجود رد فوري من قبل الجهاد الإسلامي، أو حماس، كان بسبب الهجوم العسكري المفاجئ.
وقال هغاري لإذاعة الجيش صباح الأربعاء “لم نشهد إطلاق صاروخ على إسرائيل، هذا نتيجة للعملية المفاجئة للجيش الإسرائيلي ضد الجهاد الإسلامي”.
واضاف “يمكن أن يحدث أي شيء آخر اليوم. سنقوم بتقييم الوضع حول ما اذا كان سيتم تخفيف التعليمات للسكان”.
وقد يتم رفع بعض القيود المفروضة على المناطق البعيدة عن قطاع غزة بعد التقييمات، على الرغم من أنه من المتوقع أن تظل التعليمات الصادرة للسكان الذين يعيشون بالقرب من الحدود مع القطاع الفلسطيني سارية، بسبب مخاوف من نيران الصواريخ المضادة للدبابات أو هجمات القناصة.
بينما تعهدت حماس بـ”رد موحد”، إلا أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت ستنضم بالفعل إلى حركة الجهاد الإسلامي في هجوم انتقامي، وهو ما قد يكون عاملاً مساهماً في تأخير الرد الطويل غير المعتاد.
وشدد المسؤولون الإسرائيليون على أن العملية، التي أطلق عليها اسم “الدرع والسهم”، ركزت فقط على حركة الجهاد الإسلامي، لكنها ستستهدف حركة حماس أيضًا إذا انضمت إلى القتال.
وظلت حماس على هامش العديد من الصراعات السابقة بين إسرائيل والجهاد الإسلامي، مما تجنب تصعيدها، وأدى إلى بعض الآمال في أن الحركة قد نضجت لتصبح لاعبًا سياسيًا سلميًا.
ومع ذلك، ضمت حماس اسمها للمجموعة التي تبنت إطلاق الصواريخ في وقت سابق من هذا الشهر، رغم أن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن حركة الجهاد الإسلامي كانت إلى حد كبير وراء الهجمات. وقد شاركت الحركة الحاكمة فقط في إطلاق صواريخ محمولة على الكتف ضد طائرات إسرائيلية خلال القتال، الذي شهد إطلاق 104 صواريخ على إسرائيل ردا على مقتل عضو في الجهاد الإسلامي كان قد أضرب عن الطعام في سجن إسرائيلي.
وإذا انضمت حماس – التي يُعتقد أن لديها ترسانة أسلحة أكبر وأكثر تقدمًا – للرد على الضربات الجوية الإسرائيلية، فمن المتوقع أن يستمر القتال لفترة أطول، وأن يكون أكثر حدة من رد حركة الجهاد الإسلامي وحدها.
وبغض النظر عن ذلك، فإن الجيش الإسرائيلي – ولا سيما وحدات دفاعه الجوي وقيادة الجبهة الداخلية ووحدات استخبارات مختلفة – يبقى في حالة تأهب قصوى لأي رد محتمل، مع حماس أو بدونها.