إسرائيل في حالة حرب - اليوم 429

بحث

كلينتون ستتجنب خلافات كتلك التي شهدتها علاقة أوباما بإسرائيل، بحسب دبلوماسي سابق

دنيس روس، الذي كان مستشار بيل كلينتون لشؤون الشرق الأوسط، يحذر من أن إسرائيل ستصبح أكثر عزلة ويدعو إلى وقف البناء خارج الكتل الإستيطانية

الدبلوماسي الأمريكي المخضرم والمستشار السابق للرئيس دنيس روس (Uri Lenz/Flash90)
الدبلوماسي الأمريكي المخضرم والمستشار السابق للرئيس دنيس روس (Uri Lenz/Flash90)

إدراة هيلاري كلينتون في حال فوزها في الإنتخابات الرئاسية ستحاول على الأرجح إبقاء التوترات بين واشنطن وإسرائيل بعيدا عن الأضواء. هذا ما قاله دنيس روس، دبلوماسي أمريكي سابق ومستشار كبير لعدد من الرؤوساء الأمريكيين في شؤون الشرق الأوسط، يوم الأحد في القدس.

يمكن التوقع من كلينتون، المرشحة الديمقراطية المفترضة للإنتخابات الرئاسية التي ستُجرى في نوفمبر، بأن تتصرف بشكل أقرب إلى أسلوب زوجها بيل – الذي تجنب التوترات العلنية مع القدس خلال ولايته في البيت الأبيض – من أسلوب الرئيس الحالي باراك أوباما، الذي تعمد خلق فجوات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، كما قال روس.

وقال روس، الذي شغل منصب مستشار في شؤون الشرق الأوسط خلال إدارته كلينتون وبوش إن “هيلاري كلينتون ستتبع بشكل أقرب نموذج زوجها، على عكس الرئيس أوباما، الذي كان خلق خلافات مع إسرائيلي في العلن جزءا طبيعيا إلى حد ما من إدارته”، وأضاف: “لم يكن ذلك جزءا طبيعيا من إدارة كلينتون”.

بيل كلينتون، الذي كان رئيسا للولايات المتحدة من 1993 وحتى 2001، كان فريدا من نوعه في شعوره بأن الولايات المتحدة هي الصديق الحقيقي الوحيد لإسرائيل في العالم، كما قال روس، الذي شغل منصب مستشاره الخاص لشؤون الشرق الأوسط. وفي حين أنه كانت هناك خلافات مع الحكومة الإسرائيلية، آمن كلينتون بشدة بأنه “يمكن إدارة [هذه الخلاقات] بمنأى عن الأنظار ولا ينبغي تضخيمها في العلن”، بحسب أقوال روس.

وقال روس في لقاء مع الصحافيين في نادي الصحافة في القدس: “لذلك كنت غريزته العمل بهذه الطريقة لأنه كان يشعر بأنه إذا قمت بخلق صورة فجوة أو إسفين بين الولايات المتحدة وإسرائيل سيشجع ذلك أعداء إسرائيل وسيقلل من قوة الردع الإسرائيلية ومن شأنه أن يزيد من صعوبة التفاوض على السلام. أعتقد أن غرائز هيلاري كلينتون ستجعلها أكثر ميلا لاعتماد نهج من هذا النوع أكثر من ذلك الذي شهدتموه مع الرئيس أوباما”.

وأضاف أن أوباما “كان جيدا في المسائل الأمنية مع إسرائيل. لكنه لم يتردد أيضا في خلق خلافات مع إسرائيل علنا”. الرئيس الحالي “يبعد بإدراك” الولايات المتحدة عن إسرائيل، أملا منه بأن سياسة كهذه من شأنها أن تكسبه بعض النقاط في العالم العربي، بحسب روس.

لكن هذا الحسابات – التي أشار روس إلى أن رؤساء سابقين ساروا بحسبها قبل أوباما أيضا – لم تنجح أبدا من قبل. “إن الشغل الشاغل للزعماء العرب ليست هذه المسألة [الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني]. بل أمنهم وبقاءهم”.

ودعا روس الحكومة الإسرائيلية إلى وضع سياسات من شأنها إثبات إلتزامها المعلن بحل الدولتين، مشيرا بالتحديد إلى البناء الإستيطاني خارج الكتل الإستيطانية.

وقال: “لم أقل: أوقفوا البناء في الكتل. قلت: لا تقوموا بالبناء خارج الكتل. حتى تكون سياستكم الإستيطانية متسقة بشكل لا يدعو للشك بنتيجة حل الدولتين. إذا قمتم بذلك، ستكون لديكم فرصة جيدة جدا في استباق الخطوات الدولية التي من المرجح أن ينظر إليها معظم الإسرائيليين بأنها لا تأخذ بعين الإعتبار إحتياجات إسرائيل أو مخاوفها على الإطلاق”.

في وقت سابق الأحد، حذر روس من زيادة العزلة الدولية للحكومة الإسرائيلية، وخاصة بسبب النشاط الإستيطاتي، وأوصى بأن تقوم إسرائيل بتركيز جهودها على إصلاح علاقاتها بأكبر حلفائها، الولايات المتحدة.

وتحدث روس أمام الجلسة الأسبوعية للحكومة بصفته الرئيس المشارك لمعهد سياسة الشعب اليهودي (JPPI)، الذي يطلع الوزراء سنويا على نتائج أبحاثة.

“طالما أن النشاط الإستيطاني الإسرائيلي لا يبدو متسقا مع نتيجة حل الدولتين، ستجد إسرائيل صعوبة في وضع حد لحركة نزع الشرعية – وهذا هو عامل في الواقع الجيوسياسي الجديد”.

وحذر روس بأنه على الرغم من تحسن الظروف الأمنية الظاهرة في المنطقة بالنسبة لإسرائيل خلال العام المنصرم – وقد يكون يعني بذلك ترسخ حزب الله في سوريا، وكذلك العلاقات المتنامية بين إسرائيل وجيرانها العرب على الرغم من الصراع مع الفلسطينيين – فإن عزلة إسرائيل آخذة بالتزايد خارج الشرق الأوسط.

وقال روس: “في الوقت الذي يسعى فيه الفلسطينيون إلى تدويل الصراع مع إسرائيل – وفي الوقت الذي تفشل فيه إسرائيل في شرح موقفها للأوروبيين والآخرين – فإن تهديد نزع الشرعية عن الدولة اليهودية آخذ بالإزدياد على الساحة الدولية”.

وحذر الدبلوماسي الأمريكي من أن الحركة الدولية التي تدعو لمقاطعة إسرائيل، والتي تُعرف بإسم “حركة المقاطعة وسحب الإستثمارات وفرض العقوبات” (BDS) تهدف إلى “إنهاء وجود إسرائيل، وليس احتلالها للفلسطينيين. ولكن لأن BDS تركز على الإحتلال والنشاط الإستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، فإنها تخفي هدفها الحقيقي”.

وكانت توصية معهد سياسة الشعب اليهودي الرئيسية للحكومة إستغلال الإنتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة وما يليها من تغيير في الإدارات “لفتح صفحة جديدة في علاقاتها مع الولايات المتحدة”.

وقال معهد سياسة الشعب اليهودي في بيان له، “بما أن الولايات المتحدة هي أهم حليف لإسرائيل وللشعب اليهودي، فإن تحسين هذه العلاقة يجب أن يكون على رأس سلم أولويات إسرائيل. مبادرة إسرائيلية، بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية الجديدة، للدفع بحل تفاوضي للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني قدما على أساس حل الدولتين داخل إطار إقليمي، قد يشكل عاملا حاسما”.

في وقت سابق من شهر يونيو، وعلى الرغم من المعارضة الأمريكية لحركة المقاطعة وسحب الإستثمارات وفرض العقوبات، قال السفير الأمريكي لدى إسرائيل دان شابيرو بأن تحقيق تقدم جوهري في محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين سيساهم بشكل أكبر في محاربة “أولئك الذين يدعون للمقاطعة”.

وقال شابيرو بأن “المؤيدين الحقيقيين لحركة المقاطعة وسحب الإستثمارات وفرض العقوبات لديهم أجندة معادية لإسرائيل، وحتى في بعض الحالات معادية للسامية، بغض النظر عن الجهود لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني”، وتابع قائلا: “لكن علينا أيضا أن نصل لأولئك الذين يدعمون حل الدولتين، لكن يمكن أن تستميلهم الحجج المضللة لحركة المقاطعة وسحب الإستثمارات وفرض العقوبات”.

ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل.

اقرأ المزيد عن