كلية القانون العامة بمدينة نيويورك تنشر مقطع فيديو لخطاب حفل التخرج “معاد للسامية”
قالت المتحدثة في الحدث إن إسرائيل تقتل المصلين بشكل عشوائي، وزعمت أن "المستثمرين" يقمعون الانتقادات، في خطاب قال شريك يهودي للكلية إنه استخدم تعبيرات معادية لليهود
نيويورك – أصدرت كلية القانون العامة في مدينة نيويورك يوم الخميس شريط فيديو لحفل تخرج أقيم في وقت سابق من هذا الشهر، بما في ذلك خطاب دانه الحلفاء اليهود لنظام الكليات في المدينة ووصفوه بأنه تمييزي.
واتهمت مقدمة الخطاب إسرائيل بارتكاب قتل “عشوائي”، وتشجيع “الحشود العنيفة” وأشادت بمقاومة “الصهيونية في جميع أنحاء العالم”.
وقامت كلية الحقوق بجامعة مدينة نيويورك بإخفاء الفيديو بعد تعرضها لانتقادات بسبب الحفل.
وكان ذلك الخطاب العام الثاني على التوالي الذي ركز فيه المتحدث الرسمي في حفل التخرج بكلية الحقوق على انتقاد إسرائيل، ويأتي وسط معركة مستمرة منذ سنوات حول معاداة السامية المفترضة في نظام الكليات بالمدينة.
ويدور الكثير من الخلاف حول النقطة التي تتحول فيها معاداة الصهيونية إلى معاداة السامية، وهي جزء من نقاش أكبر في حرم الجامعات الأمريكية وفي الدوائر التقدمية.
ويضم نظام جامعة مدينة نيويورك 25 كلية في جميع أنحاء الأحياء الخمس في نيويورك، مع حوالي 260 ألف طالب وما يقارب من 20 الف عضو هيئة تدريس. ولطالما كان جزءا من النسيج الاجتماعي للمدينة.
وتعد كلة الحقوق واحدة من أكثر المؤسسات شهرة في النظام الجامعي، وهي معقل للسياسات التقدمية والناشطة. وقد دعم كل من الهيئة الطلابية وأعضاء هيئة التدريس حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) ضد إسرائيل.
وفي حفل تخرج كلية الحقوق في 12 مايو، كانت الناشطة المناهضة لإسرائيل فاطمة محمد المتحدثة الرئيسية في الحدث. ويتم انتخاب المتحدث الرئيسي من قبل الهيئة الطلابية.
في خطابها، هاجمت محمد إسرائيل مرارا، وربطت الدولة اليهودية بالتفوق الأبيض والقمع والاستعمار والعنف.
“هذه هي كلية الحقوق التي أقرت وأيدت المقاطعة (BDS) على مستوى الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، مدركة أنه في غياب عدسة نقدية للاستيطان الاستعماري الإمبريالي، فإن عملنا وبيان مهمة المدرسة لا قيمة له، بينما تواصل إسرائيل إطلاق الرصاص والقنابل بشكل عشوائي على المصلين وقتل المسنين والأطفال، ومهاجمة الجنازات والمقابر بينما تشجع الحشود العنيفة”.
“نحن الهيئة الطلابية وأعضاء هيئة التدريس الذين ناضلوا عندما حاولت الإدارة التي تركز على المستثمرين تجاوز المقاطعة، قائلين بصوت عالٍ وواضح أن فلسطين لم تعد استثناءً لسعينا لتحقيق العدالة، وأنه لن يتم شراء أخلاقنا من قبل المستثمرين”، قالت.
وقالت محمد أيضا إن جامعة مدينة نيويورك “تواصل تدريب جنود الجيش الإسرائيلي” على تنفيذ “أعمال عنف في أنحاء العالم”، ولامت النظام الجامعي لكونه “ملتزمًا تجاه المانحين، وليس تجاه طلابه”.
وربطت مرارا العنصرية ضد الأمريكيين السود بإسرائيل، وقالت إن السناتور اليهودي من نيويورك تشاك شومر قد “كرم” قتل جوردان نيلي، وهو رجل أسود، في أحد قطارات المترو في مدينة نيويورك.
وقالت في ختام خطابها: “أتمنى أن نبتهج في زوايا شققنا بغرف النوم وطاولات الطعام في مدينة نيويورك، لتكون وقودًا لمحاربة الرأسمالية والعنصرية والإمبريالية والصهيونية حول العالم”.
محمد هي عضو في فرع “الطلاب من أجل العدالة في فلسطين” في كلية القانون بجامعة مدينة نيويورك، والذي قاد حركة المقاطعة وغيرها من المبادرات المناهضة لإسرائيل في الحرم الجامعي.
وخلال حفل التخرج، قام خريجو كلية الحقوق أيضًا بمضايقة عمدة مدينة نيويورك إريك آدامز عند ذكر عمله في قوة الشرطة، وأداروا ظهورهم لآدامز بينما كان يتحدث إليهم.
وتم إغلاق الحفل أمام الصحافة، وبعد ذلك، حجبت الكلية الفيديو عن الجمهور. ولم ترد الإدارة المركزية لجامعة مدينة نيويورك وكلية القانون في الجامعة على الطلبات لجعل الفيديو متاحا للجماهير في وقت سابق من هذا الشهر.
وجعلت كلية الحقوق الفيديو متاحًا على الإنترنت يوم الخميس، إلى جانب أحداث تخرج سابقة. وضغطت كل من الجماعات المؤيدة للفلسطينيين والموالية لإسرائيل على الكلية لنشر الفيديو.
وبعد حفل التخرج، أدان “مجلس علاقات الجالية اليهودية في نيويورك” و”رابطة مكافحة التشهير” الخطاب. وكان “مجلس علاقات الجالية اليهودية في نيويورك” قد أعلن عن شراكة جديدة مع جامعة مدينة نيويورك لتعزيز الحياة اليهودية في الحرم الجامعي في اليوم السابق.
وقال المجلس في بيان: “مرة أخرى، كان خطاب تخرج كلية الحقوق بجامعة مدينة نيويورك من قبل المتحدث الرسمي المنتخَب من الهيئة الطلابية بمثابة دعاية تحريضية مناهضة لإسرائيل”.
“خطاب التخرج هذا على وجه الخصوص تجاهل مبدأ البحث عن الحقيقة في محاولة وقحة لتشويه مشاركة جامعة مدينة نيويورك البناءة مع إسرائيل والمجتمع اليهودي في نيويورك، وتشويه سمعة أنصار إسرائيل في الحرم الجامعي أثناء توظيف تعبيرات معادية للسامية. نحن نحث جامعة مدينة نيويورك بشدة على مراجعة إرشاداتها المتعلقة بخطب التخرج”.
Graduations should be a place for all – not a time to denigrate students’ identities. We are appalled to see such an egregious display of hostility toward "Zionists" (which is how many Jews see themselves) and Israel in @CUNYLaw's commencement address. This is yet another example… https://t.co/czOhAWCaB0
— ADL New York / New Jersey (@ADL_NYNJ) May 12, 2023
وقالت “رابطة مكافحة التشهير” أنه “يجب أن يكون التخرج مكانًا للجميع – وليس وقتًا لتشويه هويات الطلاب”.
وقالت الرابطة “نشعر بالفزع لرؤية مثل هذا العداء الفاضح تجاه الصهاينة (كما يرى العديد من اليهود أنفسهم) وإسرائيل في خطاب تخرج كلية القانون”.
في العام الماضي، ركزت الناشطة نردين الكسواني خطابها في حفل تخرج كلية القانون بجامعة مدينة نيويورك على انتقاد إسرائيل. الكسواني هي إحدى قادة مجموعة “ضمن حياتنا” المؤيدة للفلسطينيين، وكانت رئيسة فرع “طلاب من أجل العدالة في فلسطين” في كلية الحقوق.
وتتعاون مجموعتي “ضمن حياتنا” و”طلاب من أجل العدالة في فلسطين” في مبادرات الحرم الجامعي، وتنظم احتجاجات منتظمة تدعو إلى إنهاء الدولة اليهودية و”الانتفاضة العالمية” ونبذ الصهاينة. الكسواني ومحمد من المتحدثين المنتظمين في الأحداث. وترفض الجماعات التحدث إلى “الإعلام الصهيوني”.
وتم سجن إحدى أعضاء “ضمن حياتنا”، سعده مسعود، هذا العام بتهمة ارتكاب جرائم كراهية فيدرالية لضربها رجلاً يهوديًا في إحدى أحداث المجموعة. وخططت مسعود وغيرها لهجمات على اليهود قبل الحدث، وطلبوا من بعضهم البعض الإشارة إلى أهدافهم على أنهم “صهاينة” وليسوا يهود، وذلك لتجنب المزاعم بمعاداة السامية على ما يبدو.
معاداة السامية تشكل مصدر قلق متزايد في كليات جامعة مدينة نيويورك في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت الأنشطة المناهضة لإسرائيل أكثر بروزًا وتصاعدت الجرائم المعادية لليهود في المدينة. واتهمت الجماعات اليهودية ومسؤولو المدينة إدارة الجامعة بالتسامح مع النشاط المعادي لليهود في الحرم الجامعي، وأفاد الطلاب عن تعرضهم لمضايقات شديدة.
وفتحت وزارة التعليم الأمريكية تحقيقًا في مزاعم انتشار مضايقات الطلاب اليهود في كلية بروكلين بجامعة نيويورك. وأطلقت الوكالة الفيدرالية عددًا من التحقيقات الأخرى المماثلة في الجامعات الأمريكية، مع تركيز العديد منها على ما إذا كانت معاداة الصهيونية ترقى إلى معاداة السامية.
كما أصدر اتحاد أعضاء هيئة التدريس في جامعة مدينة نيويورك قرارات مناهضة لإسرائيل، مما أثار ردود فعل شديدة من الأساتذة اليهود.
وقد اتخذ النظام الجامعي بعض الخطوات لتحسين الحياة في الحرم الجامعي لليهود.
في وقت سابق من هذا الشهر، دخلت الجامعة في شراكة مع “مجلس علاقات الجالية اليهودية في نيويورك” و”المؤسسة لمكافحة معاداة السامية” في حملة ضد العنصرية المعادية لليهود.
وقال عميد الجامعة فيليكس ماتوس رودريغيز: “لن نتردد في تفانينا في محاربة معاداة السامية، ونريد أن يعرف طلابنا وأعضاء هيئة التدريس والموظفون اليهود أنهم يحظون بالتقدير والحماية في جامعتنا”.
وأعلن نظام الكليات أيضًا عن مجلس استشاري جديد حول الحياة اليهودية.
وانتقدت مجموعة في الحرم الجامعي تمثل الأساتذة والطلاب الصهاينة الإعلانات باعتبارها ورقة تين، ودعت إلى مزيد من الخطوات الملموسة، بما في ذلك اعتماد جامعة مدينة نيويورك رسمياً تعريف “التحالف الدولي لإحياء ذكرى اليهود” لمعاداة السامية، والذي يشمل بعض أشكال انتقاد إسرائيل.
في أواخر العام الماضي، التزمت جامعة مدينة نيويورك بسلسلة من الإجراءات لمكافحة معاداة السامية في حرمها الجامعي، بما في ذلك شراكة مع “هيليل”، بوابة إلكترونية للإبلاغ عن التمييز وتخصيص 750 ألف دولار لبرامج مكافحة الكراهية.