كلب تابع للجيش الإسرائيلي سجل أحد الرهائن الثلاث الفارين وهو يطلب المساعدة قبل أيام من الخطأ الذي أدى إلى مقتلهم
توصل تحقيق عسكري إلى أن الكلب دخل المبنى الذي كان يختبئ فيه ألون شمريز وسامر الطلالقة ويوتام حاييم، قبل خمسة أيام من إطلاق النار عليهم في خطأ مأساوي من قبل القوات
توصل تحقيق عسكري في حادث قتل ثلاث رهائن هاربين بالخطأ في قطاع غزة على يد جنود إسرائيليين إلى أن أحد الأسرى تم تسجيله قبل أيام وهو يصرخ طلبا للمساعدة خلال معركة بالأسلحة النارية بين القوات ومسلحي حماس في موقع كان الرهائن محتجزين فيه.
التفاصيل الجديدة من التحقيق، التي نشرها الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء، هي أحدث مؤشر على المدى الذي ذهب إليه الرهائن ألون شمريز ويوتام حاييم وسامر الطلالقة لإظهار هوياتهم للجيش الإسرائيلي بعد أن تمكنوا من الفرار من الأسر. وفي النهاية، اقتربوا من مجموعة من الجنود حتى يتم انقاذهم في حي الشجاعية بمدينة غزة يوم الجمعة، لكن الجنود أطلقوا النار عليهم عندما اقترابهم، مما أسفر عن مقتل الثلاثة.
بحسب التحقيق، في 10 ديسمبر، اشتبكت القوات من وحدة الاستطلاع التابعة للواء “غولاني” مع مجموعة من مقاتلي حماس الذين فتحوا النار عليها من احد المباني.
خلال المعركة، تم إرسال كلب من وحدة الكلاب المدربة “عوكتس” إلى المبنى، الذي حدد الجيش بعد أيام أنه المكان الذي تم احتجاز الرهائن فيه. وقُتل الكلب على يد مسلحي حماس، الذين قُتلوا بدورهم على أيدي جنود غولاني، مما مكن شمريز وحاييم والطلالقة من الفرار، بحسب التحقيق.
التقطت كاميرا مثبتة على الكلب، والتي استمرت في التسجيل حتى بعد مقتل الحيوان، صوت أحد الرهائن، على ما يبدو شمريز، وهو يصرخ “النجدة” وأن هناك رهائن في المكان. ولا يظهر الرهائن في الفيديو.
كما سُمع الصوت وهو يصرخ باسم واحد على الأقل من أسماء الرهائن. ووجد الجيش الإسرائيلي أن الجنود في ذلك الوقت ربما سمعوا صراخا بالعبرية، لكنهم افترضوا أن ما سمعوه كان محاولة من قبل المسلحين لخداعهم.
وبعد قضاء خمسة أيام على ما يبدو في حالة فرار، قُتل شمريز وحاييم والطلالقة في 15 ديسمبر.
لم تتم مراقبة البث المباشر من الكاميرا التي كانت مثبتة على الكلب ولم يتم اكتشافها إلا في 18 ديسمبر بعد انتشال جيفة الكلب.
وتم إبلاغ عائلات الرهائن القتلى بآخر نتائج التحقيق.
في وقت سابق، قال الجيش الإسرائيلي إن الثلاثة اقتربوا من الجنود بلا قمصان، ولوحوا براية بيضاء، وكانت أيديهم مرفوعة في الهواء، لكن الجنود أطلقوا النار عليهم رغم ذلك.
كما ترك الرهائن الهاربون لافتة كتب عليها “SOS” وأخرى بالعبرية “3 رهائن، النجدة” على مبنى آخر في المنطقة، لكن الجنود الذين عثروا على هاتين الرسالتين في وقت سابق ظنوا أن حماس تحاول خداعهم. تمت كتابة الرسالتين على القماش باستخدام بقايا طعام.
اختطفت حماس الرهائن الثلاث خلال هجوم الحركة على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر.
يوم الثلاثاء، كشف تقرير تلفزيوني عن تفاصيل أخرى حول التحقيق الذي يجريه الجيش الإسرائيلي في مقتل الرهائن، بما في ذلك عدم إبلاغ القوات بالعلامات التي أشارت إلى احتمال وجود الأسرى في المنطقة.
تم اكتشاف المبنى الذي وُضعت اللافتتين على جدرانه، والذي يقع على بعد بضع مئات من الأمتار من حادث إطلاق النار المأساوي على الرهائن، من قبل القوات قبل أيام ولكنها اعتقدت في البداية أنه قد يكون كمينا نصبته حماس، حيث حاولت الحركة مؤخرا نصب كمائن للجنود في المنطقة.
وفقا لهيئة البث الإسرائيلية “كان، فإن لواء “كفير” لم يطلع الوحدة التي حلت محلها، الكتيبة 17، والتي شاركت في الحادثة، حول قيام جنود من “كفير” برصد لافتة تطلب المساعدة في مكان قريب.
علاوة على ذلك، ورد أن التحقيق توصل إلى أن القناص في الجيش الإسرائيلي الذي أطلق النار على شمريز والطلالقة لم يلاحظ العلم الأبيض الذي كانا يحملانه. وقيل للجندي عند وصوله أن المنطقة بأكملها هي منطقة قتال وأنه يمكنه إطلاق النار على أي شخص مشبوه.
وذكر التقرير إن التحقيق يركز على مقتل حاييم، الذي كان مروعا بشكل خاص لأنه تمكن من الفرار إلى مبنى مجاور بعد إطلاق النار عليه مع شمريز والطلالقة.
ولقد أمر قائد الكتيبة 17 جنوده بوقف إطلاق النار، لكن أحدهم شرع مع ذلك في إطلاق النار وقتل حاييم عندما خرج من المبنى للمرة الثانية.
ووجد تحقيق أولي للجيش في الحادث أن الجندي الذي أطلق النار على الرهائن الثلاثة لاعتقادهم أنهم مسلحين فعل ذلك بشكل مخالف للبروتوكولات، كما فعل الجندي الذي قتل حاييم، وفقا لضابط كبير في القيادة الجنوبية.
ومع ذلك، يدرك الجيش الإسرائيلي أن الظروف الميدانية كانت عاملا في تصرفات الجنود؛ وقال الضابط الكبير إن الجيش لم يصادف أي مدنيين فلسطينيين في الشجاعية في الأيام الأخيرة. ولم يأخذ الجيش الإسرائيلي بعين الاعتبار هذا السيناريو، حيث يتجول الرهائن في منطقة القتال.
ومباشرة بعد الحادث، أرسل الجيش الإسرائيلي بروتوكولات جديدة إلى القوات البرية لتكون مهيئة لاحتمال تمكن المزيد من الرهائن من الفرار من الأسر.
يوم الأحد، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي، للجنود في غزة: “ترون شخصين، أيديهما مرفوعة ولا يرتديان قمصان – انتظروا ثانيتين”. وقال هليفي في اليوم السابق إن الجنود الذين أطلقوا النار على الرهائن فعلوا ذلك في انتهاك لبروتوكولات الجيش الإسرائيلي.
وأضاف هيفي: “وأريد أن أقول لكم شيئا لا يقل أهمية. ماذا لو خرج اثنان من سكان غزة حاملين علما أبيض للاستسلام؟ هل نطلق النار عليهما؟ بالطبع لا. بالطبع لا”.
وتابع قائلا “حتى أولئك الذين قاتلوا والآن ألقوا أسلحتهم ورفعوا أيديهم – نحن نقوم بالقبض عليهم، ولا نطلق عليهم النار. إننا نستخرج الكثير من المعلومات الاستخبارية من الاسرى لدينا؛ لدينا أكثر من 1000 بالفعل”.
وأضاف “نحن لا نطلق النار عليهم، لأن الجيش الإسرائيلي لا يطلق النار على شخص يرفع يديه. هذه قوة وليست ضعفا”.
وقال هليفي للجنود إنه لا يتحدث من أجل “القول ما إذا كان [الجنود الذين فتحوا النار عن طريق الخطأ على الرهائن] كانوا على حق أم على خطأ، ولكن حتى نكون على حق في المضي قدما”.
وأردف قائلا “نأمل أن تكون لدينا فرصة أخرى يأتي الرهائن فيها إلينا أو أن نصل نحن إلى منزل، وأن نفعل الشيء الصحيح”.
اندلعت الحرب عندما قادت حماس حوالي 3000 مسلح في هجوم مدمر عبر الحدود في 7 أكتوبر أدى إلى مقتل أكثر من 1200 شخص، معظمهم من المدنيين. كما تم اختطاف ما لا يقل عن 240 شخصا من جميع الأعمار واحتجازهم كرهائن.
وردت إسرائيل بحملة عسكرية تهدف إلى تدمير حماس، وإنهاء سيطرتها على غزة، وإطلاق سراح الرهائن.
وشهدت هدنة استمرت أسبوعا إطلاق سراح 105 رهائن حتى انتهكت حماس شروط وقف إطلاق النار واستؤنف القتال. وبحسب تقارير تمكن أحد الرهائن المفرج عنهم، وهو مواطن روسي-إسرائيلي، من الفرار من حراسه ولكن تم القبض عليه مرة أخرى في نهاية المطاف بعد أن أمضى أربعة أيام في محاولة الوصول إلى إسرائيل.
وقد أعربت عائلات الرهائن، بحسب تقارير، مرارا وتكرارا عن مخاوفهم من أن الحملة العسكرية الإسرائيلية، التي تشمل غارات جوية مكثفة، تعرض حياة المخطوفين للخطر، وحثوا الحكومة على السعي لإطلاق سراح الرهائن من خلال التوصل إلى اتفاق واسع النطاق مع حماس.
يوم الأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين في غزة، مما يرفع عدد الجنود الذين قُتلوا منذ بدء العملية البرية في القطاع إلى 134.
وورد أن الجنديين القتيلين هما الرقيب أول (احتياط) أورئيل كوهين (33 عاما)، قائد لوجستي في لواء “غفعاتي”، من تسور هداسا؛ والنقيب (احتياط) ليئور سيفان (32 عاما)، ضابط في الكتيبة 363 التابع للواء هرئيل، من بيت شيمش.
وقال الجيش أيضا إن أحد جنود المشاة في كتيبة روتم التابعة للواء غفعاتي أصيب بجروح خطيرة خلال معارك في جنوب غزة وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل.