إسرائيل في حالة حرب - اليوم 345

بحث

كبير مساعدي نتنياهو لا يستبعد الانسحاب من حدود غزة ومصر في المرحلة الثانية من الاتفاق

وزير الشؤون الاستراتيجية ديرمر يقول إن الجيش الإسرائيلي يجب أن يبقى في محور فيلادلفيا حتى يتم التوصل إلى "حل عملي"؛ القاهرة تقول إن بقاء إسرائيل هناك كما يدعو رئيس الوزراء ينتهك معاهدة السلام

وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر يصل الى الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء في مكتب رئيس الوزراء في القدس، 29 يناير 2023 (Yonatan Sindel / Flash90)
وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر يصل الى الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء في مكتب رئيس الوزراء في القدس، 29 يناير 2023 (Yonatan Sindel / Flash90)

أكد وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر يوم الأربعاء أن إسرائيل لن تنسحب من محور فيلادلفيا في المرحلة الأولى من أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس، ولكنها ستكون مستعدة لترك الباب مفتوحا للانسحاب الكامل في المرحلة الثانية التي يتم التفاوض عليها في وقت لاحق.

وقال ديرمر لشبكة بلومبرج التلفزيونية: “في المرحلة الأولى، ستبقى إسرائيل على هذا الخط حتى نحصل على حل عملي على الأرض يمكن أن يقنع شعب إسرائيل… بأن ما حدث في السابع من أكتوبر لن يحدث مرة أخرى، وأن حماس لن تعيد تسليح نفسها”.

في يوم الاثنين، دافع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن الوجود الإسرائيلي الدائم على الحدود بين غزة ومصر، قائلا إنه ضروريا لضمان عدم قدرة حماس على إعادة تسليح نفسها وإعادة بناء سيطرتها بعد انتهاء الحرب مع إسرائيل.

لكن مستشاره المقرب ديرمر أشار إلى أن هذا المطلب قد لا يكون ثابتا، وأنه يمكن قبول ترتيبات بديلة في سياق وقف إطلاق النار على المدى الطويل.

وقال ديرمر: “المرحلة الأولى من هذا الاتفاق تدعو… إلى إجراء مفاوضات حول شروط وقف إطلاق النار الدائم. وبمجرد الانتهاء من هذه المفاوضات، أثناء وقف إطلاق النار في المرحلة الأولى، من أجل الوصول إلى المرحلة الثانية ووقف إطلاق النار الدائم، عندها يمكن مناقشة الترتيبات الأمنية طويلة الأجل في محور فيلادلفيا”.

وسُئل ديرمر مرارا عن تقارير صدرت يوم الأربعاء، بما في ذلك ما أوردته صحيفة تايمز أوف إسرائيل، والتي تفيد بأن نتنياهو أرسل رئيس الموساد دافيد برنياع إلى الدوحة لإبلاغ رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بأن الجيش الإسرائيلي مستعد للانسحاب الكامل من محور فيلادلفيا في المرحلة الثانية من الاتفاق.

ووصف ديرمر التقرير بأنه “مضلل” لكنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل.

وجاءت هذه الخطوة قبل ساعات من المؤتمر الصحفي الذي أشار فيه نتنياهو إلى أن الجيش سيبقى على طول المحور الحدودي إلى أجل غير مسمى.

وفي حين ترك رئيس الوزراء الباب مفتوحا أمام الانسحاب في المرحلة الثانية من فيلادلفيا، فإن بقية خطابه ركز على حاجة إسرائيل الوجودية للبقاء هناك – حاجة قدمها على أنها لن تتبدد في غضون ستة أسابيع عندما من المفترض أن تنتهي المرحلة.

وأوضح نتنياهو أنه لا يعتقد أنه سيتم إنشاء بديل قابل للتطبيق لإسرائيل في حراسة الحدود في المستقبل المنظور، وشدد على أن الجيش الإسرائيلي سوف يحتاج إلى البقاء هناك إلى أجل غير مسمى – وهو ما لا يتوافق مع تصور الاتفاق للانسحاب الإسرائيلي الكامل بعد ستة أسابيع فقط.

وقال ديرمر يوم الأربعاء: “لا أستطيع الحديث عن الترتيبات في المرحلة الثانية لأننا لم نتفاوض حتى الآن بشأن من سيكون هناك، وكم من الوقت سيستغرق الأمر”.

وأكد في الوقت نفسه أنه “حتى يكون لدينا حل فعلي وعملي على الأرض لمحور فيلادلفيا، فإن القوات الإسرائيلية لا تستطيع المغادرة”.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعقد مؤتمرا صحفيا في مكتب الصحافة الحكومي في القدس في 4 سبتمبر 2024. (ABIR SULTAN / POOL / AFP)

وأضاف أن إسرائيل لن تقدم أي تنازلات لحماس في أعقاب مقتل ستة رهائن الأسبوع الماضي، قبل أيام من عثور قوات الجيش الإسرائيلي على جثثهم.

وقال ديرمر، بعد أن ورد أن وزير الدفاع يوآف غالانت حث نتنياهو على تغيير موقفه بشأن محور فيلادلفيا بعد عمليات القتل، بحجة أنه فشل في إعطاء الأولوية لحياة الرهائن الذين لا يزال من الممكن إنقاذهم، “إذا لم تدفع حماس ثمنًا باهظًا لقتل الرهائن الستة، فسوف يبدأون في قتل الرهائن، معتقدين أنه إذا قتلت الرهائن فستحصل على تنازلات”.

ويعتقد أن 97 من بين 251 رهينة اختطفوا إلى غزة في السابع من أكتوبر ما زالوا في الأسر، بما في ذلك جثث 33 شخصا على الأقل أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم. كما تم العثور على جثث 37 رهينة آخرين.

وواصل ديرمر نهج نتنياهو في وقت سابق من هذا الأسبوع، حيث انتقد مصر بشكل مباشر بسبب فشلها المزعوم في منع حماس من تهريب الأسلحة من شبه جزيرة سيناء. ولكن على النقيض من نتنياهو، ذكر ديرمر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالاسم.

وقال إنه “لا يشكك في نوايا المصريين” بل “يشكك في النتائج”.

وقبل تسع سنوات، هدمت مصر آلاف المنازل على جانبها من الحدود لإنشاء منطقة عازلة مع غزة. وقالت إن التهريب لم يعد مشكلة منذ ذلك الحين، ورفضت اتهامات نتنياهو بأن حماس تهرب أسلحتها عبر الحدود المشتركة.

وأثارت الاتهامات الموجهة لمصر غضب حلفائها الإقليميين، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وأصدرت وزارة الخارجية الإماراتية بيانا أعربت فيه عن “تضامنها الكامل مع جمهورية مصر العربية، في مواجهة المزاعم والادعاءات الاسرائيلية، بشأن معبر فيلادلفيا، كما أدانت واستنكرت بشدةٍ التصريحات الإسرائيلية المسيئة، في هذا الصدد، والتي تُهدد الاستقرار، وتُفاقم الأوضاع في المنطقة”.

وطالبت إسرائيل بـ”وقف التصعيد، وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر، وعدم الاستقرار في المنطقة، مؤكدةً رفض دولة الإمارات لكافّة المُمارسات المُخالفة لقرارات الشرّعية الدُولية، والتي تهُدد بالمزيد من التصعيد”.

وأعربت المملكة العربية السعودية بدورها عن “إدانة المملكة واستنكارها الشديدين للتصريحات الإسرائيلية بشأن محور فيلاديلفيا، والمحاولات العبثية لتبرير الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للقوانين والأعراف الدولية”.

وتعارض مصر بشدة قيام إسرائيل بفرض أي شكل من أشكال السيطرة على الطريق الحدودي، واحتجت يوم الثلاثاء على أن تعريف محور فيلادلفيا كمنطقة عسكرية يعني انتهاك اتفاق السلام بين البلدين عام 1978.

محور فيلادلفيا بين جنوب قطاع غزة ومصر، 15 يوليو، 2024. (Oren Cohen/Flash90)

وبحسب صحيفة العربي الجديد القطرية الملكية، أبلغ نتنياهو القاهرة قبل مؤتمره الصحفي يوم الاثنين أنه مستعد لمناقشة مستقبل الحدود بين غزة ومصر في المفاوضات حول المرحلة الثانية من الصفقة. ولكن قيل له إن القاهرة لن تقبل بأقل من تعهد بالانسحاب، حتى لو لم يحدث ذلك في المرحلة الأولى من الصفقة.

ثم حوّل ديرمر انتباهه من مصر إلى الوسيط الإقليمي الآخر في مفاوضات وقف إطلاق النار بين الرهائن، وانتقد قطر بشدة بسبب “إيوائها وتمويلها لحماس لفترة طويلة وتمويلها الصريح لجماعة الإخوان المسلمين في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن الترويج للكثير من دعاية حماس المعادية للسامية والمعادية لأميركا من خلال محطة الجزيرة التلفزيونية التي تسيطر عليها الدولة”.

وقال الوزير أنه على الرغم من الانتقادات الأخيرة من الرئيس الأمريكي جو بايدن، يبقى البلدين على تنسيق وثيق بشأن محادثات الرهائن، “نحاول أن نكون على نفس الصفحة مع الأمريكيين قدر الإمكان”.

“عندما لا تظهر الولايات المتحدة وإسرائيل أي خلاف بينهما وعندما يتم توجيه كل الضغوط إلى حيث ينبغي أن تكون، أي إلى حماس، أعتقد أن فرص التوصل إلى اتفاق سترتفع بشكل كبير. وآمل أن نتمكن من الوصول إلى هناك خلال الأسبوعين المقبلين”.

ولكن رغم تقييم ديرمر، أعلن البيت الأبيض يوم الثلاثاء أن أحدث مقترحاته للتوصل إلى اتفاق يشمل انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور فيلادلفيا، في حين قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين إن الولايات المتحدة “أوضحت بشكل واضح للغاية ما نعتقده بشأن إمكانية استمرار الوجود الإسرائيلي في غزة ــ أننا نعارض ذلك”.

اقرأ المزيد عن