كبار مبعوثي الولايات المتحدة والشرق الأوسط يعقدون اجتماعات حول الجهود بشأن التوصل إلى اتفاق في غزة ومستقبل سوريا
مساعدو بايدن يجرون مناقشات بشأن صفقة الرهائن مع الرئيس المصري السيسي، في الوقت الذي ترفض فيه إسرائيل بحسب تقارير الإفراج عن مراون البرغوثي؛ بلينكن يقول إن المنطقة تريد حكومة شاملة في دمشق
عقد دبلوماسيون كبار من الشرق الأوسط والولايات المتحدة سلسلة من الاجتماعات يوم السبت ركزت على الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والافراج عن الرهائن في غزة بينما ناقشوا أيضا تحديات حقبة ما بعد الأسد في سوريا.
وقال مكتب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن الرئيس ناقش جهود وقف إطلاق النار مع مستشار الأمن القومي الأميركي الزائر جيك سوليفان والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط بريت ماكغورك.
وجاء البيان في الوقت الذي نقلت فيه صحيفة “الأخبار” المقربة من حزب الله عن مسؤول مصري لم تذكر اسمه قوله إن إسرائيل اعترضت على بعض أسماء الأسرى الأمنيين الفلسطينيين الذين تسعى حماس إلى إطلاق سراحهم مقابل الافراج عن الرهائن الذين اختطفوا في 7 أكتوبر 2023، بما في ذلك قيادي حركة فتح، مروان البرغوثي.
ويقضي البرغوثي خمسة أحكام بالسجن مدى الحياة في سجن إسرائيلي لدوره في التخطيط لثلاث هجمات أسفرت عن مقتل خمسة إسرائيليين خلال الانتفاضة الثانية.
ونُقل عن المصدر المصري قوله إن “إسرائيل لديها تصور لقوائم بديلة للأسرى الفلسطينيين، بمن فيهم أشخاص تم اعتقالهم مؤخرا، وهو ما قد يؤخر صياغة الاتفاق”.
وأضاف المصدر أن إسرائيل طلبت إرسال بعض الأسرى الأمنيين الفلسطينيين إلى الخارج بدلا من الضفة الغربية أو غزة “وهو ما قد يقبله الوسطاء كحل وسط لإنهاء هذه العقبة الجديدة”.
مساء الجمعة، قال سوليفان لأخبار القناة 12 إن التطورات الإقليمية، بما في ذلك الانهيار المفاجئ لنظام الأسد، ووقف إطلاق النار مع حزب الله في لبنان وقتل إسرائيل لقادة حماس، قدمت فرصة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المختطفين المئة المحتجزين في غزة.
مرددا أقوالا مماثلة لتصريحات سوليفان حول إمكانية التوصل إلى اتفاق، وافق مسؤول إسرائيلي كبير لم يذكر اسمه حسبما نقلت أخبار القناة 12 على التقييم الأميركي بأنه من الممكن التوصل إلى اتفاق قبل نهاية العام.
في غضون ذلك، أفادت هيئة البث الإسرائيلية “كان” أن مصادر فلسطينية مطلعة على المفاوضات أعربت لأول مرة عن تفاؤلها الحذر بشأن استعداد حماس للتوصل إلى اتفاق. وأرجعت المصادر الفضل في ذلك إلى الضغوط المتزامنة التي تمارسها قطر ومصر وتركيا على الحركة.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال دبلوماسي عربي لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن هناك مؤشرات على أن إسرائيل وحماس على استعداد للتوصل إلى تسوية بشان شروط الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة. إلا أن الدبلوماسي أكد على أن العقبة الرئيسية في المحادثات – سواء إن كان اتفاق اطلاق النار سيكون دائما كما تطالب حماس، أو مؤقتا كما تطالب إسرائيل – لا تزال دون حل.
ويُعتقد أن 96 من الرهائن الـ 251 الذين اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر، بما في ذلك جثث 34 على الأقل أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم، ما زالوا في غزة.
وأطلقت حماس سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، كما تم إطلاق سراح أربع رهائن قبل ذلك. وأعادت القوات الإسرائيلية ثماني رهائن أحياء، كما تم انتشال جثث 38 رهينة، من بينهم ثلاث رهائن قُتلوا عن طريق الخطأ بنيران الجيش أثناء محاولتهم الهروب من خاطفيهم.
وتحتجز حماس أيضا مواطنيّن إسرائيلييّن دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى رفات جنديين إسرائيليين قُتلا في عام 2014.
حكومة شاملة لسوريا
في غضون ذلك، اجتمع دبلوماسيون كبار من الولايات المتحدة والجامعة العربية وتركيا في الأردن لمناقشة كيفية مساعدة المرحلة الانتقالية في سوريا بعد سقوط حكومة بشار الأسد قبل أسبوع.
وانضم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى وزراء الخارجية وكبار المسؤولين من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة في الأردن لمحاولة التوصل إلى توافق في الآراء بشأن هذه المسألة، لكن لم يكن مقررا حضور ممثلين سوريين.
وقال بلينكن إن هناك إجماعا واسع النطاق بين الشركاء الإقليميين على أن الحكومة السورية الجديدة يجب أن تكون شاملة، ويجب أن تحترم حقوق المرأة والأقليات، وأن ترفض الإرهاب، وأن تعمل على تأمين وتدمير مخزونات الأسلحة الكيميائية المشتبه بها من عهد الأسد.
ويختتم بلينكن جولة إقليمية شملت ثلاث دول في العقبة بعد زيارة العراق وتركيا والأردن.
في وقت سابق من يوم السبت، وفي اجتماع مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا جير بيدرسون، قال بلينكن إنه يتوقع أن يتحدث عن التحديات التي تنتظر سوريا و”تصميمنا على العمل معا لدعم عملية انتقالية بقيادة سورية حيث تلعب الأمم المتحدة دورا حاسما، خاصة عندما يتعلق الأمر بتقديم المساعدة وحماية الأقليات”.
ووافق بيدرسون على ذلك قائلا “الأمر الحاسم للغاية في سوريا هو أن نرى عملية سياسية ذات مصداقية وشاملة تجمع جميع المجتمعات في سوريا. والنقطة الثانية هي أننا بحاجة إلى التأكد من عدم انهيار مؤسسات الدولة، وأن نحصل على المساعدات الإنسانية في أسرع وقت ممكن. إذا تمكنا من تحقيق ذلك، فربما تكون هناك فرصة جديدة للشعب السوري”.
وفي بيان ختامي بعد محادثات في مدينة العقبة الأردنية على ضفاف البحر الأحمر، قال وزراء خارجية الأردن والعراق والسعودية ومصر ولبنان والإمارات والبحرين وقطر إنهم اتفقوا على “دعم عملية انتقال سلمية” في سوريا “تمثل فيها كافة القوى السياسية والاجتماعية”.
وأطاحت القوات المناهضة للأسد، بقيادة الجماعة الإسلامية “هيئة تحرير الشام”، بالحاكم القديم في 8 ديسمبر بعد هجوم خاطف.
تعود جذور هيئة تحرير الشام إلى فرع تنظيم القاعدة في سوريا، وقد تم تصنيفها كمنظمة إرهابية من قبل العديد من الحكومات الغربية، لكنها تسعى إلى جعل خطابها أكثر اعتدالا.
وقد أكد الحكومة الانتقالية التي عينتها قوات المتمردين على حماية حقوق جميع السوريين، وكذلك سيادة القانون.
وقال وزراء الخارجية المجتمعون في العقبة بحضور الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، إن العملية السياسية في سوريا يجب أن تحظى بدعم “الأمم المتحدة والجامعة العربية، وفقا لمبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254” الذي تمت المصادقة عليه في عام 2015 ووضع خارطة طريق للتوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض.
كما أعلن الدبلوماسيون العرب دعمهم لحكم انتقالي يتفق عليه السوريون، والذي من شأنه تمكين “نظام سياسي يتوافق مع تطلعات كافة مكونات الشعب السوري، من خلال انتخابات حرة ونزيهة تشرف عليها الأمم المتحدة”.
كما حذروا من “أي تمييز عرقي أو طائفي أو ديني” ودعوا إلى “العدالة والمساواة لجميع المواطنين”.
وشدد الوزراء في بيانهم على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة لمنع سوريا من “الانزلاق إلى الفوضى”، ودعوا أيضا إلى تعزيز “الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب… لأنه يشكل تهديدا لسوريا ولأمن المنطقة والعالم”.
وأدانوا “توغل إسرائيل في المنطقة العازلة مع سوريا”، مطالبين “بانسحاب القوات الإسرائيلية” من الأراضي السورية.
وقالت إسرائيل إنها لن تتدخل في الصراع في سوريا وإن سيطرتها على المنطقة العازلة التي أنشئت عام 1974 كانت خطوة دفاعية ومؤقتة.
كما أدان وزراء الخارجية العرب الضربات الجوية الإسرائيلية على سوريا، والتي استهدفت على نطاق واسع الأصول العسكرية الرئيسية، بما في ذلك مواقع الأسلحة الكيميائية والصواريخ والدفاعات الجوية والقوات الجوية والبحرية في جميع أنحاء البلاد في الأيام الأخيرة.
وقالت إسرائيل إنها شنت العملية الكبرى في محاولة لمنع وقوع الأصول الاستراتيجية في أيدي عناصر معادية.