كبار حاخامات الصهيونية الدينية يدعون إلى إلغاء صفقة الرهائن “الخطيرة”
رجال الدين الذين يتمتعون بنفوذ على الجناح المتشدد في الائتلاف يزعمون أن الخطر الذي يشكله الاتفاق المحتمل يفوق ضرورة تحرير الرهائن؛ المشرع البارز في حزب يهدوت هتوراة غافني يتخذ موقفا معاكسا
أعرب عدد من كبار الحاخامات في المجتمع الصهيوني الديني اليميني يوم الاثنين عن معارضتهم لاتفاقية تبادل الأسرى مع حماس، وزعموا في رسالة بأن الاتفاق على سحب القوات الإسرائيلية من غزة وتبادل الرهائن بأسرى فلسطينيين من شأنه أن يعرض المزيد من الإسرائيليين للخطر.
وقد تشكل الرسالة، التي وقع عليها الحاخام الأكبر لرامات جان يعكوف أرييل وقادة متشددون مثل زعماء المستوطنين دوف ليور وإيلياكيم ليفانون والحاخام الأكبر لمدينة صفد شموئيل إلياهو، ضربة جديدة للآمال في موافقة الجناح الصهيوني الديني في ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صفقة، في حال الاتفاق على شروطها مع حماس.
وأعلن مكتب نتنياهو في وقت متأخر من يوم الأحد أنه أصدر توجيهات لفريق التفاوض الإسرائيلي بشأن قضية الرهائن بالسفر يوم الخميس لإجراء جولة أخرى من المحادثات، مما يشير إلى أنه لن يتم التوصل إلى اتفاق قبل خطاب رئيس الوزراء أمام الكونجرس يوم الأربعاء. وقد أجرى نتنياهو “مناقشة معمقة” مع المفاوضين وكبار المسؤولين الأمنيين يوم الأحد قبل مغادرته صباح يوم الاثنين إلى الولايات المتحدة، حيث ورد إنه سيسعى للحصول على دعم واشنطن لموقف إسرائيلي “متشدد” يستند إلى “أربعة عناصر غير قابلة للتفاوض” – وهي مطالب أصدرها نتنياهو تغير بعض عناصر الاقتراح الإسرائيلي الذي تم الكشف عنه في نهاية شهر مايو.
وجاء في رسالة الحاخامات إن “الثمن المطلوب لتحرير الرهائن يعرض كل الإسرائيليين للخطر ـ كبارا وصغارا ونساء. على سبيل المثال: إطلاق سراح كل الوحوش الخطيرة حتى تتمكن حماس من إعادة بناء جيشها المنهار، والانسحاب من المناطق الاستراتيجية، ووقف القتال قبل هزيمة حماس”.
وزعمت الرسالة أن المخاطر التي يفرضها الاتفاق تتفوق على ضرورة تحرير الرهائن في اليهودية. ويُعتقد أن 116 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في السابع من أكتوبر ما زالوا في غزة، بما في ذلك جثث 44 شخصاً أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.
وتابعت الرسالة “نقول لقادتنا أن الله سيقدم لهم المشورة الجيدة حول كيفية تحرير الرهائن، مع ضمان استمرار وجود ورفاهية دولة إسرائيل”.

ويعتقد أن الموقعين الثمانية عشر يتمتعون بنفوذ واسع بين حزبي اليمين المتطرف في الائتلاف الحاكم الذي يرأسه نتنياهو، الصهيونية الدينية وعوتسما يهوديت . وأشار زعماء الحزبين إلى أنهم قد ينسحبون من الائتلاف إذا تم التوصل إلى اتفاق “متهور” مع حماس، مما قد يعقد الجهود الرامية إلى التفاوض على إنهاء أزمة الرهائن بعد ما يقارب من عشرة أشهر.
وعلى النقيض من هؤلاء الحاخامات، أعرب عضو الكنيست موشيه غافني، زعيم أحد الفصيلين اللذين يشكلان حزب “يهدوت هتوراة” الحريدي في الائتلاف، يوم الاثنين عن دعمه لاتفاق فوري لتحرير الرهائن المتبقين في غزة بأي ثمن، مشيرا إلى مبدأ فداء الأسرى اليهودي بأنه “واحدة من أهم الوصايا في التوراة، إن لم تكن الأكثر أهمية”.
وقال السياسي المؤثر في تسجيل بثته قناة 12 الإخبارية: “نحن نؤيد التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن، جميعهم، الآن”.
وذكرت التقارير أنه تم التقاط التسجيل أثناء اجتماع عقده غافني مع خمسة من أقارب الرهائن صباح الاثنين.

“أقوله لكم هنا في هذه الغرفة، بين هذه الجدران الأربعة، وأقول لرئيس الوزراء، إن موقفنا هو أن اليوم يتعين علينا تحرير الرهائن بأي ثمن”.
وأثارت المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين هناك تفاؤلاً متزايداً في الآونة الأخيرة، حيث قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الجمعة “نحن على بعد 10 ياردات” من التوصل إلى اتفاق. وقدر وزير الطاقة إيلي كوهين، عضو مجلس الوزراء الأمني، خلال مقابلة مع قناة 12 الإخبارية يوم الأحد أنه يمكن توقيع الاتفاق في غضون أسبوعين.
وفي نهاية الأسبوع، أعلن ثمانية أعضاء من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو عن رفضهم دعم الاقتراح الحالي. وقال المشرعون في رسالة إلى رئيس الوزراء إن “أي اتفاق يتضمن انسحاب قواتنا من مواقعها الحالية في غزة يشكل هزيمة كاملة”.
وعلى وجه التحديد، حذر المشرعون من الانسحاب من محور فيلادلفيا بين غزة ومصر، والذي تقول إسرائيل إن حماس تستخدمه لتهريب الأسلحة إلى القطاع. وقال عضو الكنيست عن حزب الليكود عميت هاليفي، أحد الموقعين على الرسالة، لصحيفة تايمز أوف إسرائيل يوم الأحد إنه “لن يكون جزءًا من ائتلاف يسحب جنودنا من فيلادلفيا”.

وكان الاحتفاظ بالسيطرة الإسرائيلية على محور فيلادلفيا أحد المطالب الأربعة غير القابلة للتفاوض التي قدمها نتنياهو في السابع من يوليو، إلى جانب المطالب بالسماح لإسرائيل باستئناف القتال حتى تحقيق أهداف حربها؛ ومنع الفلسطينيين المسلحين من العودة إلى شمال قطاع غزة؛ وأن “إسرائيل سوف تعمل على زيادة عدد الرهائن الأحياء الذين سيتم إعادتهم من أسر حماس”.
وقال مسؤول إسرائيلي لموقع والا الإخباري إن نتنياهو أصدر تعليماته للوفد الإسرائيلي خلال اجتماع استمر أربع ساعات يوم الأحد بعدم التراجع عن مطالبه، ولكن مع الالتزام بالاقتراح الذي قدمته إسرائيل في 27 مايو الماضي، والذي يتضمن انسحابا تدريجيا للقوات إلى جانب تبادل الأسرى والرهائن ومسار نحو إنهاء الحرب.
ورحب وزير الدفاع يوآف غالانت الأحد بقرار نتنياهو العودة إلى المحادثات بعد أسبوعين تقريبا.
وكتب غالانت على موقع إكس، تويتر سابقًا، “هناك فرصة محدودة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن. وحتى لو كانت هناك خلافات، فإن المؤسسة الأمنية بأكملها تدعمك في المهمة للتوصل إلى اتفاق”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين مقتل اثنين آخرين من الرهائن الذين كانوا محتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة.
ويعتقد أن أليكس دانسيغ (75 عاما) وياغيف بوخشتاف (35 عاما) كانا محتجزين معا لدى حماس في خان يونس، حيث توفيا قبل عدة أشهر، بينما كان الجيش الإسرائيلي يعمل هناك، وفقا للجيش.
وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 44 من بين 116 رهينة متبقين لدى حماس منذ السابع من أكتوبر. وقد اختطفت الحركة 251 شخصا خلال الهجوم، الذي قُتل فيه نحو 1200 شخص. كما لا تزال حماس تحتجز جثتي جنديين منذ عام 2014 ومدنيين إسرائيليين دخلا غزة في عامي 2014 و2015.