عائلات ثكلى إسرائيلية يعبرون عن حزنهم لمقتل الجنود في هجوم الدهس في الضفة الغربية
الآلاف يشاركون في جنازة الرقيب نتانئيل كهلاني، بعد يوم الهجوم؛ جنازة النقيب زيف داوس ستُقام يوم الأحد

أعرب أقارب وأصدقاء السبت عن حزنهم الشديد على مقتل جنديين إسرائيليين في هجوم دهس وقع في الضفة الغرببة الجمعة وأشادوا بهما متحدثين بشكل منفصل عن طيبة قلبهما.
ووري جثمان الرقيب نتانئيل كهلاني (20 عاما)، من سكان بلدة إلياكيم في شمال إسرائيل، الثرى فجر الأحد في مقبرة البلدة، وشارك في جنازته الآلاف، بحسب تقارير.
وقال والده داني كهلاني خلال الجنازة، بحسب ما نقله موقع “واينت” الإخباري: “لم أستوعب ذلك بعد ولا أعرف ما إذا كنت سأكون قادرا على الاستمرار”، وأضاف: “أحببتك كثيرا، وفقدتك في ثانية واحدة. عشرون عاما هي لا شيء، ولكنني ممتن عليها”.
مساء الجمعة، صدم علاء كبها (26 عاما) بسيارته مجموعة من الجنود خارج موقع عسكري في شمال الضفة الغربية، بالقرب من مستوطنة ميفو دوتان، ما أسفر عن مقتل كهلاني والنقيب زيف داوس. في وقت لاحق توصل الجيش إلى أن عملية الدهس كان هجوما.
وقالت نعومي كهلاني، والدة الجندي القتيل، للصحافيين ليلة السبت، قبل جنازة ابنها البالغ من العمر 20 عاما، “لقد كان نتنائيل هدية”. وأضافت “أشكر لها على أنه منحني هذا الابن. لقد كان صاحب قلب من ذهب. لقد كان طفلا رائعا”.
وقالت: “الجميع أحبه، لقد ساعد الجميع، وابتسم دائما. لم يكن يحمل الضغينة ضد أي شخص”.
داوس (21 عاما)، من بلدة أزور في مركز البلاد، كان قائد فصيلة في وحدة البحث والانقاذ التابعة لقيادة الجبهة الداخلية. بعد وفاته تمت ترقيته إلى رتبة نقيب. ومن المقرر أن تُقام جنازة دواس يوم الأحد في الساعة 12 ظهرا في المقبرة العسكرية في مدينة حولون.
ولا يزال الجنديان الآخران، اللذان أصيبا بجروح خطيرة في الهجوم، يرقدان في المستشفى. ولم يقم الجيش بنشر اسميهما.
وقالت شيريل شرعبي، من أصدقاء داوس في الثانوية، لموقع “واينت” الإخباري إن الجندي القتيل كان في انتظار تسريحه من الخدمة العسكرية يوم الخميس.
وقالت: “أنا منهارة. لقد كنا صديقين جيدين لسنوات في الثانوية. لقد كان دائما الأنجح والأذكى والأكثر موهبة. لقد كان الشخص الذي أراد الجميع أن يكون من حوله. متواضع وهادئ، ولكن قوي جدا. لقد كان شابا صاحب قلب من ذهب وروح طاهرة”.

يوم السبت، أعلن جهاز الأمن العام (الشاباك) أن كبها اعترف بتنفيذ الهجوم، وقال بداية إن كبها زعم بداية إن الدهس كان حادثا، لكنه غير روايته في وقت لاحق، وقال إنه كان متعمدا وبأنه اعتزم قتل جنود.
وقالت وكالة الأمن إن الشاب الفلسطيني تصرف بمفرده، وربما بشكل تلقائي.
تقارير تلفزيونية إسرائيلية ذكرت السبت أن كبها استدار بسيارته قبل الاصطدام بالجنود واتجه نحوهم مسرعا لدهسهم، ما لا يترك مجالا للشك بأن الهجوم كان متعمدا.
وتصر عائلة كبها على أن ما حدث كان حادثة. وقال والده لموقع “واللا” الإخباري إن ابنه غير مرتبط بأي تنظيم، ولم يتعمد استهداف جنود إسرائيليين. وقالت راتب كبها إن “هذا ليس أول حادث سير من هذا النوع ولن يكون الأخير”، وأضاف “نسمع عن حوادث كهذه كل يوم في الأخبار”.
في وقت سابق السبت، أكد رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت قيام القوات الإسرائيلية باعتقال شقيق كبها وعمه في بلدة العائلة برطعة، القريبة من جنين. ويُشتبه بأن الاثنان ساعداه في تنفيذ الهجوم الدامي.
القوات قامت أيضا بأخذ القياسات في منزل كبها تمهيدا لهدمه، وأجرت عملية تفتيش أوسع في القرية بحثا عن أسلحة غير قانونية، واستمرت بإجراء تفتيش أمني للسيارات في الطرق المحيطة ببرطعة.
وقال والده “أنا اعرف ابني. إنه رجال شاب يعمل ويحلم بالزواج وإنشاء عائلة. لا توجد لديه ميول [إرهابية]… أبعث بتعازي لعائلات الضحايا”.
وقالت عائلة كبها لموقع “واللا” إنها ترفض إشادة حركة حماس بالهجوم.

ردا على سؤال حول تقارير في وسائل الإعلام العبرية تحدث عن أن نجله كان معروفا لأجهزة المخابرات الإسرائيلية، وبأنه تم إطلاق سراحه مؤخرا من السجن، قلل كبها من أهمية هذه المزاعم، وقال إن علاء تورط في مشاكل مرة “بسبب إلقاء حجارة أو شيء من هذا القبيل”.
أحد ممثلي العائلة الذي لم يذكر اسمه أضاف أن علاء “ارتكب خطأ” في الماضي، لكن ذلك لا يجب أن يُستخدم ضده.
وأصيب كبها في الهجوم ونُقل إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وأظهرت الصور التي بثتها وسائل الإعلام مركبة بيضاء محطمة. وقالت القناة 10 إن الشاب الفلسطيني اصطدم بمركبته بمجموعة الجنود خلال نزولهم من جيب عسكري واتجاههم نحو نقطة حراسة.
ردا على الهجوم أصدر الميجر جنرال يوآف مردخاي، منسق أنشطة الحكومة في الأراضي الفلسطينية ب”تعليق فوري وواسع” لتصاريح العمل في إسرائيل “لعائلة منفذ الهجوم بكاملها”.
ورحبت حركة حماس بالهجوم، وقالت إنه “يثبت استعداد شعبنا على الاستمرار بانتفاضة القدس”. حركة الجهاد الإسلامي “أُثنت” على الهجوم وحضت على “المزيد من الهجمات ضد الاحتلال الصهيوني”.
ولم تعلن أي منهما مسؤوليتها عن الهجوم.
ساهم في هذا التقرير جوداه آري غروس وجيكوب ماغيد.