إسرائيل في حالة حرب - اليوم 427

بحث

“كانوا يتسببون في الألم عمدا”: رهينة سابقة تصف المعاملة القاسية التي تلقتها على يد أطباء غزة

مايا ريغيف، التي أطقت حماس سراحها في نوفمبر، تصف قيام الأطباء بسكب الكلور والأسيد والخل على جرحها الناتج عن طلق ناري، وتجاهل توسلاتها لهم بالتوقف، وتقول إنها قد لا تمشي دون مساعدة مرة أخرى

رهينة حماس السابقة مايا ريغيف في مقابلة أجرتها  معها أخبار قناة 12، 27 يوليو 2024. (Screenshot, used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)
رهينة حماس السابقة مايا ريغيف في مقابلة أجرتها معها أخبار قناة 12، 27 يوليو 2024. (Screenshot, used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

في مقابلة مؤثرة أجريت معها ومع والدة صديقها المحتجز في غزة منذ ما يقرب من عشرة أشهر، ألقت مايا ريغيف، الرهينة السابقة لحركة حماس، الضوء على قسوة الأطباء الفلسطينيين الذين عالجوها بعد إصابتها برصاصة في ساقها واختطافها في السابع من أكتوبر.

وروت ريغيف لأخبار القناة 12 “كانوا يؤذونني حقا. عندما كانوا يغيرون الضمادات، وعندما أرادوا رؤية الجروح، كانوا يتسببون في الألم عمدا. كان [الطبيب] يأخذ الكلور والكحول، وأحيانا حتى شيئا مثل خل التفاح، ويسكبه في [الجرح] ويضغط عليه”.

اختُطفت ريغيف (21 عاما)، مع شقيقها إيتاي (19 عاما)، وصديقيهما عومر شيم طوف وأوري دانينو من مهرجان “سوبر نوفا” الموسيقي في السابع من أكتوبر، عندما اقتحم آلاف المسلحين بقيادة حماس الحدود إلى إسرائيل، وقتلوا نحو 1200 شخص واختطفوا 251 آخرين.

في المهرجان الموسيقي، قتل المسلحون 364 شخصا، واختطفوا العشرات إلى غزة، ومن بينهم الشقيقان ريغيف، اللذين أصيبا بالرصاص في أرجلهما أثناء محاولتهما الفرار من الهجوم.

وكان الشقيقان من بين 105 مدنيين تم إطلاق سراحهم خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، بعد أسابيع من الأسر في غزة.

وقالت ريغيف في المقابلة إنه في أحد الأيام، أخذ الطبيب سكينا صغيرا ووضعه عبر لحمها المكشوف في الجرح، متجاهلا توسلاتها بالتوقف.

الرهينة السابقة لدى حماس مايا ريغيف (على يمين الصورة) تتحدث إلى قناة 12 الإخبارية من سريرها في المستشفى قبل خضوعها لعملية جراحية، في الأسبوع الذي سبق بث المقابلة في 27 يوليو، 2024. (Screenshot, used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

ومضت قائلة: “أردت أن أركله في وجهه، لكنه كان يحمل مسدسا ولم يكن لدي أي شيء، لذلك صمتت”، مضيفة أنها خشيت في وقت ما أن يقوم الأطباء ببتر ساقها.

وروت خلال المقابلة “عندما كانوا يغيرون الضمادات، كانوا يعطونني الكيتامين والبيثيدين عن طريق الوريد حتى لا أصرخ. لكنها ليست حقا مسكنات للألم، إنها مرخيات للعضلات. لذلك لم أستطع الاستجابة، لكنني كنت أشعر بكل شيء”.

وعندما سُئلت كيف تمكنت من تجاوز المحنة، أجابت ريغيف “كان لدي خياران. يمكنني الاستلقاء على فراشي والبكاء على افتقادي لوالديّ، والبكاء على تعرضي لإطلاق النار، والبكاء على كوني في الأسر وأن أكون ضحية، أو يمكنني أن استجمع نفسي وأن أقاتل. وأعتقد في النهاية أن هذا ما أنقذني”.

واستذكرت ريغيف ما حدث معها في 12 أكتوبر، بعد خمسة أيام من اختطافها، عندما تمكنت من إقناع خاطفيها بإحضار إيتاي وصديقهما عومر، الذي لا يزال في الأسر، والذي انضمت والدته شيلي شيم طوف إليها في المقابلة مع القناة 12، ليكونا معها أثناء تغيير الضمادة.

ووصفت ريغيف كيف اهتم عومر بها وهدأها ووضع يده على فمها حتى لا تصرخ، وهو ما مُنعت من القيام به.

وقالت شيلي بينما كانت ريغيف تروي القصة وحيث كانت المرأتان تضحكان وتبكيان في الوقت نفسه، “هذا هو عومر”.

الرهينة السابقة لدى حماس مايا ريغيف (على يسار الصورة) وشيلي شيم طوف (على يمين الصورة)، التي يُحتجز ابنها عومر في غزة منذ 7 أكتوبر، في مقابلة مع أخبار القناة 12، والتي تم بثها في 27 يوليو/تموز 2024. (Screenshot, used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

وقالت ريغيف إن تلك كانت المرة الأخيرة التي رأت فيها عومر. ومنذ إطلاق سراحهما، كانت هي وإيتاي على اتصال وثيق بعائلته وقالت إنهما انضما إلى الحملة التي تطالب بالإفراج عن عومر وبقية الرهائن.

وقالت شيلي “عومر على قيد الحياة، ويجب أن يعود إلى الديار”.

ووصفت الاثنتان لقاءهما في الأيام الأولى بعد إطلاق سراح ريغيف وشقيقها من غزة، بينما كان الاثنان يتلقيان العلاج في مركز “سوروكا” الطبي في بئر سبع.

وقالت شيلي “لقد كان لقاء مؤثرا بشكل لا يصدق. بكينا جميعا معا … لقد كان أقرب ما يمكن أن نكون عليه من عومر. أن نراهما، وأن نسمع ما مر به، وما مرا به”.

كما شارك شقيق ريغيف، إيتاي، تفاصيل القسوة التي عانى منها أثناء علاجه الطبي في غزة، حيث قال لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) في مارس أنه تم سحب رصاصة من ساقه في عملية بدون تخدير، بينما أساء خاطفوه معاملته وهددوه بالقتل إذا أصدر أي صوت.

لم شمل الأخوين مايا وإيتاي ريغيف، اللذين تم إطلاق سراحهما من غزة بفارق أيام، في مركز سوروكا الطبي في بئر السبع، 30 نوفمبر 2023، في صور موزعة من قبل المستشفى. (Courtesy)

وقالت ريغيف إنها عادت من غزة مصابة بالعديد من الالتهابات، وفطريات تنمو داخل عظامها، وعلامات أخرى على الإهمال الطبي. وحتى بعد ثمانية أشهر من إطلاق سراحها، لا يزال طريقها إلى التعافي طويلا.

وقالت إن على رأس قائمة الأشياء التي تريد القيام بها هو المشي على قدميها مرة أخرى، ولكن مع كل عملية جراحية إضافية، يبدو أن هذا الحلم يصبح بعيدا. وهي تخضع للعلاج الطبيعي وقالت إنها ستحتاج إلى تعلم المشي مرة أخرى.

في الأسبوع الماضي، خضعت لعمليتين جراحيتين أخريين في ساقها، في نفس الأسبوع الذي سافرت فيه شيلي إلى الولايات المتحدة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في محاولة لزيادة الضغط على الحكومة وإدارة بايدن لتأمين صفقة لإطلاق سراح ابنها.

وتواصلت الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح الرهائن يوم الأحد، حيث تواجد رئيس الموساد دافيد برنياع في روما للقاء كبار المفاوضين من الولايات المتحدة ومصر وقطر لإجراء محادثات حول الاقتراح المحدث للتوصل إلى اتفاق مع حماس والذي نقلته إسرائيل إلى البيت الأبيض يوم السبت.

ويُعتقد أن 111 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس خلال هجوم 7 أكتوبر ما زالوا في غزة، بما في ذلك رفات 39 شخصا أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.

وأفرجت حماس عن أربع رهائن قبل صفقة الرهائن في نوفمبر التي شهدت إطلاق سراح الشقيقين ريغيف، كما أعادت القوات سبع رهائن أحياء، وتم أيضا استعادة رفات 24 رهينة، بما في ذلك ثلاثة مختطفين قتلهم الجيش عن طريق الخطأ أثناء محاولتهم الهروب من خاطفيهم.

كما تم تسجيل شخص آخر في عداد المفقودين منذ السابع من أكتوبر، وما زال مصيره مجهولا.

وتحتجز حماس أيضا مواطنيّن إسرائيلييّن دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى رفات جنديين إسرائيليين قُتلا في عام 2014.

اقرأ المزيد عن