كاميرون: المملكة المتحدة تدرس الاعتراف بالدولة الفلسطينية
وقت قصير قبل رحلته الرابعة إلى الشرق الأوسط، قال وزير الخارجية البريطاني لأعضاء البرلمان المحافظين أن هذه الخطوة يمكن أن تمهد الطريق لإحراز "تقدم لا رجعة فيه نحو حل الدولتين" بعد وقف إطلاق النار

تدرس المملكة المتحدة الاعتراف بالدولة الفلسطينية كوسيلة لممارسة الضغط على إسرائيل لقبول حل الدولتين بعد وقف إطلاق النار في غزة، حسبما قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون خلال حفل استقبال في وستمنستر يوم الاثنين.
وفي حديثه أمام مجلس المحافظين للشرق الأوسط في مجلس العموم، قال كاميرون إن مثل هذا الاعتراف ــ بعد إطلاق حماس سراح جميع الرهائن ــ سيمثل “تقدما لا رجعة فيه نحو حل الدولتين، والأهم من ذلك، إقامة دولة فلسطينية”.
وقال: “لدينا مسؤولية هناك لأننا يجب أن نبدأ في تحديد شكل الدولة الفلسطينية؛ ما تركيبتها؛ كيف ستعمل. وبينما يحدث ذلك، سننظر مع حلفائنا في مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بما في ذلك في الأمم المتحدة. قد يكون هذا أحد الأشياء التي تساعد على جعل هذه العملية لا رجعة فيها”.
وتدفع المملكة المتحدة بخطة من خمس نقاط من شأنها أن تشهد وقف القتال، وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة، و”أفق سياسي” لحل الدولتين، وحكومة فلسطينية تكنوقراطية تدير كلاً من قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك طرد قادة حماس إلى بلد آخر.
وأشار كاميرون إلى الجهود الجارية لإنهاء الحرب في غزة، وأخبر المشرعين المجتمعين “يمكننا أن نرى الآن طريقا ينشق يمكننا عبره إحراز تقدم حقيقي، ليس فقط في إنهاء الصراع، ولكن التقدم في إيجاد حل سياسي يمكنه تحقيق السلام لسنوات بدلاً من السلام لأشهر”.
كما انتقد إسرائيل لفشلها في إحراز تقدم نحو إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، قائلا أنه على الرغم من ارتفاع مستوى المعيشة في الدولة اليهودية على مدى العقود الثلاثة الماضية، فإن فشلها في ضمان أمن مواطنيها يعني أنه “بالنسبة لإسرائيل… السنوات الثلاثين الماضية كانت فاشلة”.

يعكس خطاب وزير الخارجية مقالة رأي نشرها في اليوم السابق في صحيفة “ذا ميل أون صنداي”، والتي كتب فيها أن المملكة المتحدة يجب أن تعطي الفلسطينيين “المنظور السياسي لطريق واقعي إلى دولة فلسطينية ومستقبل جديد”.
وتابع كاميرون: “ويجب أن يكون الأمر لا رجعة فيه. هذا ليس بالكامل في قدرتنا. ولكن يمكن لبريطانيا وشركائنا أن يساعدوا من خلال تأكيد التزامنا بدولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة للحياة، ورؤيتنا لتكوينها. والأهم من ذلك، يجب أن نعلن عن نيتنا الواضحة لمنحها الاعتراف، بما في ذلك في الأمم المتحدة”.
وجاء خطاب كاميرون قبل وقت قصير من زيارته الرابعة للمنطقة منذ تعيينه المفاجئ في منصب وزير الخارجية في نوفمبر. وتوجه إلى عمان يوم الثلاثاء، وقال مسؤول دبلوماسي لتايمز أوف إسرائيل إنه سيزور بيروت أيضا.
وكان كاميرون في إسرائيل الأسبوع الماضي لمناقشة تفاصيل صفقة إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس. وشدد أيضًا على ضرورة التحرك نحو وقف دائم لإطلاق النار في اجتماعاته مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية يسرائيل كاتس.

وفي وقت سابق هذا الشهر، قال كاميرون للمشرعين البريطانيين إنه يشعر بالقلق من أن إسرائيل ربما تنتهك القانون الدولي في حملتها على غزة. ولكن مع ذلك، رفضت وزارة الخارجية البريطانية اتهامات جنوب أفريقيا بأن إسرائيل ترتكب “إبادة جماعية” في غزة.
واندلعت الحرب في غزة في أعقاب الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل، والذي شهد تسلل حوالي 3000 مسلح بقيادة حماس إلى داخل إسرائيل مما أسفر عن مقتل عن 1200 شخص، واحتجاز أكثر من 250 رهينة.

وأودت الحرب بحياة أكثر من 26 ألف فلسطيني، بحسب إحصاء وزارة الصحة في قطاع غزة، والذي لا يمكن التحقق منه بشكل مستقل، والذي لا يميز بين المدنيين والمقاتلين. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل حوالي 10 آلاف من نشطاء حماس، الذين يعتقد أنهم يشكلون حوالي 25% من مقاتلي الحركة.
ولطالما دعم كاميرون، رئيس الوزراء البريطني السابق، خطة حل الدولتين، لكنه قاوم التحركات الفلسطينية الأحادية الجانب نحو إقامة الدولة، مثل محاولة السلطة الفلسطينية في عام 2015 الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية. وامتنع في عام 2014 بصفته رئيسا للوزراء عن التصويت خلال تصويت رمزي في مجلس العموم للاعتراف بفلسطين، والذي أقر بأغلبية ساحقة، مع 274 صوتا مقابل 12 صوتا.