قيادي في حماس يرفض على ما يبدو عرض صفقة الرهائن الأخير، ويطالب بالانسحاب الإسرائيلي الكامل
قيادي في حماس يتهم القدس بـ"التعنت" ويرفض الخطوط العريضة التي قدمها الوسطاء المصريون، لكنه يقول أن جولة جديدة من المحادثات قد تعقد في القاهرة الأسبوع المقبل
قال قيادي كبير في حركة حماس يوم الخميس إن مصر قدمت مؤخرا مقترحا لوقف إطلاق النار في غزة لكنه لا يتضمن جديدا، وقال إن الحركة لن تتراجع عن أي من مطالبها السابقة، بعد أيام من عودة فريق تفاوض إسرائيلي من القاهرة، حيث قدم الاقتراح الأخير.
وأضاف المسؤول لرويترز أن الوسطاء الأمريكيين والمصريين يريدون الإبقاء على عملية التفاوض لوقف إطلاق النار على الرغم من قناعتهم بأن الفجوة بين إسرائيل وحماس واسعة وكبيرة.
وذكر أن جولة جديدة من المحادثات قد تعقد في القاهرة الأسبوع المقبل قبل عيد الفطر بين الأطراف الوسيطة والإسرائيليين في محاولة جديدة من الوسطاء للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأضاف أن “قيادة حماس أبلغت المصريين والقطريين أنه لا يمكن قبول ما يتم عرضه لأنه استمرار للموقف الإسرائيلي المتعنت”.
وأكد أسامة حمدان القيادي في حماس في وقت سابق أنه لا يوجد تقدم في المحادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة رغم المرونة التي تبديها الحركة.
وقال حمدان إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “يضع العراقيل أمام التوصل لاتفاق”، مضيفا أن نتنياهو “غير معني” بالإفراج عن الأسرى الاسرائيليين.
وكما هو الحال في المحاولات السابقة للتوصل إلى اتفاق، تطالب حماس بالانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية، ووقف دائم لإطلاق النار، وعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة، وزيادة كبيرة في كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع.
وبالإضافة إلى ذلك، طالبت حماس بالإفراج عن عدد غير محدد من الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح 130 رهينة تحتجزهم منذ 7 أكتوبر.
وعلى الرغم من تقديم نفس المطالب التي سبق أن قدمتها في السابق، على الأقل علنًا، ادعى حمدان أن الحركة تبدي مرونة وأن إسرائيل هي المسؤولة عن عدم إحراز تقدم.
وأضاف أن “حكومة الاحتلال ما زالت تتهرب، والمفاوضات تدور في حلقة مفرغة”.
على الرغم من أن الوسطاء المصريين لم ينقلوا رد حماس رسميا لإسرائيل، قال مصدر إسرائيلي لم يذكر اسمه لموقع “واينت” بعد تصريحات حمدان إنه يبدو أن زعيم الحركة في القطاع يحيى السنوار “يماطل لتجنب صفقة الرهائن”.
وقال المصدر “إذا كانت التقارير الصادرة عن حماس صحيحة – فهذا يعني أن السنوار لا يريد التوصل إلى اتفاق ويصر على الانسحاب الكامل، وعودة جميع السكان إلى الشمال ووقف كامل لإطلاق النار، وهذا لن يحدث”.
ووفقا لمصادر مطلعة على المحادثات، فإن إحدى النقاط الشائكة الرئيسية هي المطالبة بالسماح للفلسطينيين النازحين بالعودة إلى منازلهم في شمال غزة، الذي أمرت إسرائيل بإخلائه في وقت مبكر من الحرب المستمرة منذ ما يقرب من ستة أشهر.
وقال المصدر يوم الأربعاء، متحدثا بشرط عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر، “تريد حماس أن يتمكن السكان من العودة إلى الشمال. هذه قضية كبرى بالنسبة لحماس، والإسرائيليون يرفضون. الإسرائيليون لا يريدون أن يتمتع [الفلسطينيون النازحون] بحرية الحركة”.
وتخشى إسرائيل أن يكون بين العائدين مقاتلين من حماس يسعون لإعادة ترسيخ وجود الحركة في الشمال.
وقال المصدر إن النقطة الشائكة الأخرى هي مسألة إدراج الأسرى الفلسطينيين المحكوم عليهم بالسجن المؤبد في صفقة الرهائن. وتريد حماس إطلاق سراح المئات من الأسرى الذين يقضون عقوبات بسبب جرائم خطيرة، بما في ذلك القتل الجماعي.
وقال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يوم الأربعاء إن الحركة لن تتنازل عن أي من شروطها السابقة، قائلاً في خطاب بثه التلفزيون للاحتفال بيوم القدس أن الحركة “ملتزمة” بمطالبها.
وتصر إسرائيل على أنها لن توافق إلا على وقف مؤقت للقتال، وأن الحرب ستستمر حتى القضاء على الحركة في غزة بالكامل. وقد رفضت اشتراط حماس إطلاق سراح الرهائن بإنهاء الحرب وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي ووصفته بأنه “وهم”.
وعلى غرار حمدان، اتهم هنية إسرائيل “بالمراوغة” في محادثات الرهائن.
ولم تنجح الجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف مؤقت للقتال في غزة وإطلاق سراح الرهائن، وذلك بعد الهدنة التي استمرت أسبوعاً في أواخر نوفمبر، والتي تم خلالها إطلاق سراح 105 رهائن. ومن بين الرهائن الـ 130 الذين ما زالوا في الأسر منذ 7 أكتوبر، قال الجيش الإسرائيلي إن 34 منهم لم يعودوا على قيد الحياة.
وتحتجز حماس أيضا رفات الجنديين الإسرائيلين أورون شاؤول وهدار غولدين منذ عام 2014، بالإضافة إلى مواطنييّن إسرائيلييّن، هما أفيرا منغيستو وهشام السيد، اللذين يُعتقد أنهما على قيد الحياة بعد دخولهما القطاع بمحض إرادتهما في عام 2014 و2015.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس في غزة وإنهاء حكم الحركة المستمر منذ 17 عاما بعد الهجوم الدامي الذي وقع في 7 أكتوبر، والذي قُتل فيه حوالي 1200 إسرائيلي واحتجزت الحركة 253 كرهائن خلال غزو جنوب إسرائيل.
وقالت وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن حوالي 33 ألف شخص قتلوا في القطاع الفلسطيني منذ بداية الحرب، رغم أنها لا تفرق بين المقاتلين والمدنيين. وقالت إسرائيل إنها قتلت حوالي 13 ألف من أعضاء حماس في القتال في غزة، بالإضافة إلى حوالي ألف قتلوا داخل إسرائيل في أعقاب المذبحة التي ارتكبتها الحركة في 7 أكتوبر.