إسرائيل في حالة حرب - اليوم 494

بحث

نجاة قيادي بارز في حزب الله من غارات إسرائيلية هزت وسط بيروت

لبنان يقول إن 22 آخرين قتلوا في هجمات على مناطق في العاصمة اللبنانية لم يطالها الصراع من قبل؛ الجيش الإسرائيلي يخفف بعض القيود في الشمال رغم استمرار إطلاق الصواريخ

مباني تعرضت لقصف إسرائيلي في قلب بيروت، لبنان، 10 أكتوبر 2024. (Bilal Hussein/AP)
مباني تعرضت لقصف إسرائيلي في قلب بيروت، لبنان، 10 أكتوبر 2024. (Bilal Hussein/AP)

هزت انفجارات ضخمة بيروت مساء الخميس، حيث استهدفت غارات جوية إسرائيلية عضوا بارزا في حزب الله في حي لم يطاله القتال من قبل في العاصمة اللبنانية. وجاءت الضربة في الوقت الذي واصلت فيه القوات الإسرائيلية مداهمة القرى في جنوب لبنان، وفي الوقت الذي أطلق فيه حزب الله عشرات الصواريخ على المدن والبلدات الإسرائيلية.

وقالت ثلاثة مصادر أمنية لرويترز إن من المعتقد أن وفيق صفا، الذي يرأس وحدة الارتباط والتنسيق لحزب الله، استهدف في إحدى الضربات لكنه نجا من الهجوم على شقة في الطابق الثالث من مبنى في قلب بيروت.

ولم تذكر المصادر أي معلومات إضافية.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن 22 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 100 في الضربات، وتوقع مصدر طبي لبناني أن يرتفع العدد مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ.

ولم يعلق الجيش الإسرائيلي بشكل فوري على الضربات التي يبدو أنها كانت أعنف الهجمات في عمق العاصمة اللبنانية منذ تصعيد إسرائيل حملتها ضد حزب الله الشهر الماضي.

وبعد حلول الليل بقليل، أفادت وسائل إعلام لبنانية أن شقة في مبنى من ثمانية طوابق على أطراف حيي النويري ورأس النبع تعرضت لغارة جوية إسرائيلية.

وورد إن مبنى ثانياً يقع في حي البسطة المجاور استُهدف أيضاً بعد دقائق.

عناصر من الدفاع المدني اللبناني وأشخاص آخرون يتفقدون موقع غارة جوية إسرائيلية على حي البسطة في بيروت في 10 أكتوبر 2024. (Hassan Fneich/AFP)

ولم يتم استهداف أي من الموقعين في السابق بغارات جوية إسرائيلية، والموقعين بعيدين تماما عن الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث يقع مقر حزب الله.

وهذه هي المرة الثالثة التي يتم فيها قصف مواقع خارج الضاحية الجنوبية لبيروت، على الرغم من أن إسرائيل نفذت أيضا ضربات على أصول لحزب الله في مختلف أنحاء جنوب لبنان وفي سهل البقاع الشرقي.

وقال شهود من رويترز إن ضربة على الأقل كانت قرب محطة وقود، وتسنت رؤية تصاعد دخان كثيف. وأظهر مقطع فيديو بثته قناة المنار التابعة لحزب الله اندلاع النيران في الخلفية بينما كان موظفو الإنقاذ يبحثون بين الأنقاض عن ناجين.

وتمثل محاولة اغتيال صفا، الذي يجمع دوره بين الشؤون الأمنية والسياسية، توسيع نطاق استهداف مسؤولي حزب الله من قبل إسرائيل، والتي ركزت حتى الآن على القادة العسكريين وكبار القادة في المجموعة.

تأتي محاولة اغتيال صفا، الذي يدمج دوره بين الشؤون الأمنية والسياسية، في إطار توسيع نطاق استهداف إسرائيل للقياديين في حزب الله، إذ كانت تركز على القادة العسكريين وكبار القيادات في الجماعة.

أشرف صفا، الذي تشير تقارير لوسائل إعلام في الشرق الأوسط إلى أنه ولد في 1960، على المفاوضات التي أدت إلى صفقة 2008 التي تبادل فيها حزب الله جثث جنود إسرائيليين في 2006 مقابل سجناء لبنانيين في إسرائيل. وكانت أحداث 2006 قد أشعلت حربا استمرت 34 يوما مع إسرائيل.

القيادي الكبير في حزب الله وفيق صفا (يمين) إلى جانب سمير القنطار، الذي تم إطلاق سراحه في صفقة تبادل مع إسرائيل مقابل جثتي جنديين، في مطار بيروت في 16 يوليو 2008. (Hassan Ibrahim/AFP)

وكانت رويترز قد ذكرت أيضا أن صفا حذر في 2021 القاضي الذي يحقق في الانفجار الكارثي الذي وقع في مرفأ بيروت عام 2020 من أن الجماعة ستنحيه عن التحقيق، وذلك بعد أن سعى إلى استجواب عدد من السياسيين المتحالفين مع حزب الله.

وفي عام 2019، فرضت عليه وزارة الخزانة الأميركية عقوبات ووصفته بأنه مسؤول عن اتصال حزب الله مع قوات الأمن اللبنانية.

وكتبت وزارة الخزانة في ذلك الوقت إنه “بصفته رئيسًا لجهاز الأمن التابع لحزب الله، والذي يرتبط مباشرة بالأمين العام حسن نصر الله، استغل صفا الموانئ والمعابر الحدودية اللبنانية لتهريب المواد غير المشروعة وتسهيل السفر نيابة عن حزب الله، مما أدى إلى تقويض أمن وسلامة الشعب اللبناني، وفي الوقت نفسه اخذ الرسوم الجمركية والإيرادات القيمة من الحكومة اللبنانية”.

وفي الوقت الذي استمرت فيه تفاصيل الضربات في وسط بيروت في الظهور، دعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية العقيد أفيخاي أدرعي المدنيين اللبنانيين بالقرب من مبنيين في الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله المعروف باسم الضاحية، إلى إخلاء المبنيين على الفور قبل غارات جوية.

وحذر أدرعي قائلا “أنتم متواجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله”، داعيا المدنيين إلى الابتعاد مسافة لا تقل عن 500 متر عن المباني المستهدفة، والتي تحديدها في خريطتين نشرتا إلى جانب البيان.

وحذر الجيش الإسرائيلي أيضا المدنيين في جنوب لبنان من العودة إلى منازلهم لتجنب التعرض للأذى جراء القتال الدائر، الذي أدى إلى إصابة اثنين من عناصر قوات حفظ السلام بالقرب من قاعدة لليونيفيل في منطقة الناقورة الساحلية في وقت سابق من اليوم.

ورغم الحادث، رفضت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة مرة أخرى طلب إسرائيل بإخلاء مواقعها على طول الحدود بسبب المخاوف من أن القتال قد يضر بالخوذ الزرقاء المتمركزة هناك.

وتنتشر قوة حفظ السلام على طول الحدود لتطبيق قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 الصادر في عام 2006، والذي يحظر على حزب الله الحفاظ على وجود عسكري جنوب نهر الليطاني.

ولكن الحركة انتهكت القرار معظم فترة وجودها، كما فشلت الأمم المتحدة في منعها من القيام بذلك، حسبما تقول إسرائيل.

عناصر الإنقاذ يبحثون عن ناجين في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت قرية دردغيا في جنوب لبنان في 10 أكتوبر 2024. (Bilal Kashmar / AFP)

وذكرت قناة 12 الإخبارية الإسرائيلية مساء الخميس أن وزير الخارجية يسرائيل كاتس وجه رسالة إلى مجلس الأمن الدولي انتقد فيها الهيئة الدولية لفشلها في تطبيق القرار 1701.

وشنت إسرائيل عمليتها البرية في جنوب لبنان في 30 سبتمبر، بهدف تدمير البنية التحتية لحزب الله بالقرب من الحدود الإسرائيلية لتمكين العودة الآمنة للسكان الإسرائيليين إلى منازلهم في شمال البلاد، بعد عام من الهجمات عبر الحدود شبه اليومية.

وأمرت إسرائيل بإخلاء عشرات البلدات اللبنانية وسط القتال، الذي قالت الأمم المتحدة إنه تسبب في نزوح 600 ألف شخص.

وفي بيان مصور تم توزيعه على الصحافة الأجنبية يوم الخميس، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إن القوات تقوم في قرية “بناها حزب الله” وتم تم إخلاؤها “بمداهمة كل منزل، وتستولي على جميع المعدات، وتفكك قدرة حزب الله” على تنفيذ هجوم مماثل لهجوم حماس في السابع من أكتوبر العام الماضي في جنوب إسرائيل.

وأضاف “هذه قاعدة للإرهاب، كل منزل هنا جاهز لشن مداهمة ضد إسرائيل”.

وكشف الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي عما قال إنه أدلة على خطط الحركة المدعومة من إيران، وقدم صورا وخرائط من مخطط الغزو الذي تم احباطه.

ويقول الجيش إن قواته دمرت منذ ذلك الحين العديد من المواقع والأنفاق التابعة لحزب الله، فضلاً عن آلاف الأسلحة.

وواصل حزب الله إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل الخميس، حتى مع إعلان قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية تخفيف القيود المفروضة على التجمع في مناطق معينة للسماح بإقامة صلوات جماعية بمناسبة الأعياد اليهودية.

وأدى إطلاق نحو 50 صاروخا بعد الظهر إلى انطلاق صفارات الإنذار في عدة بلدات، بما في ذلك في عكا ونهاريا.

ولم تسفر الحادثة عن وقوع إصابات، على الرغم من عدد من الصواريخ.

وبعد وقت قصير، أعلن سلاح الجو الإسرائيلي أنه اعترض “طائرة معادية” فوق الجليل الغربي، تلتها طائرة مسيّرة عبرت إلى الجليل الأعلى من لبنان.

دبابة إسرائيلية في جنوب لبنان، 10 أكتوبر 2024. (Lazar Berman/Times of Israel)

وانطلقت صفارات الإنذار في المنطقة بسبب مخاوف من أن يؤدي الاعتراض إلى سقوط شظايا، لكن الجيش قال إنه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات.

ورغم إطلاق الصواريخ، سيُسمح باستئناف الأنشطة التعليمية في الجليل الأوسط بموجب إرشادات جديدة أصدرها الجيش الخميس، بشرط أن تتم بالقرب من الملاجئ. وفي الجليل الأعلى، سيُسمح باستئناف الأنشطة التعليمية من داخل الملاجئ فقط.

وفي مناطق جنوب مرتفعات الجولان والجليل السفلي والكرمل ووادي عارة، قالت قيادة الجبهة الداخلية انه يمكن عقد تجمعات في الهواء الطلق تصل إلى 100 شخص، وفي الأماكن المغلقة حتى 350 شخصا.

اقرأ المزيد عن