قوات كوماندوز إسرائيلية تستعيد جثة الرهينة إلعاد كتسير الذي قُتل في أسر حركة الجهاد الإسلامي
شقيقة الرهينة تنتقد الحكومة "الجبانة" لفشلها في التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن في الوقت المناسب لإنقاذ إلعاد، الذي ظهر مرتين وهو على قيد الحياة في تسجيلين دعائيين للحركة الفلسطينية
عثرت قوات كوماندوز إسرائيلية على جثة الرهينة إلعاد كتسير، الذي احتجزته حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في غزة، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي وعائلته يوم السبت، بعد أشهر من ظهوره حيا في مقطعي فيديو للحركة.
وقال الجيش الإسرائيلي أنه بحسب معلومات استخباراتية فإن كتسير (47 عاما) “قُتل في الأسر على يد حركة الجهاد الإسلامي”.
وتم تنفيذ العملية لاستعادة الجثة التي نفذها لواء الكوماندوز، بعد معلومات استخباراتية قدمها جهاز الأمن العام (الشاباك) وشعبة المخابرات العسكرية في الجيش الإسرائيلي.
وقال الجيش: “بعد إجراءات تحديد الهوية التي قام بها مسؤولون طبيون في المركز الوطني للطب الشرعي، أبلغ ممثلو جيش الدفاع والشاباك عائلة الراحل إلعاد كتسير عن استعادة جثته”.
وأعرب الجيش الإسرائيلي والشاباك عن “تعازيهما العميقة للعائلة”.
وكان كتسير من بين 253 شخصا اختطفهم مسلحون بقيادة حماس خلال هجوم 7 أكتوبر، حيث قامت عناصر من حركة الجهاد الإسلامي بإخراجه من منزله مع والديه من منزله في كيبوتس نير عوز.
في شهر ديسمبر، نشر الجهاد الإسلامي مقطع فيديو دعائي يظهر كتسير مع رهينة أخرى، وهو غادي موزيس، وهو على قيد الحياة. وتم نشر مقطع فيديو ثان يظهر فيه كتسير في أوائل يناير.
ويبدو أنهما تحدثا تحت الإكراه، وتم سماعهما في المقطعين المنفصلين وهما يحذران من أنهما قد يموتان في أي لحظة بسبب ضربات الجيش الإسرائيلي في غزة.
ولم يصدر تعليق فوري على قناة “تلغرام” التي تستخدمها حركة الجهاد الإسلامي خلال الحرب.
وقدّر الجيش أن كتسير قُتل على يد خاطفيه في منتصف شهر يناير، بعد وقت قصير من نشر الفيديو الثاني.
وتم دفن كتسير، بعد أن قُتل، في مخيم خان يونس بجنوب غزة، في موقع يستخدمه نشطاء الفصائل الفلسطينية. تم الحصول على معلومات عن القبر منذ حوالي أسبوع، مع التأكيد النهائي بشأن الموقع مساء الجمعة.
وفي غضون ساعات قليلة، وصلت قوات كوماندوز من وحدتي “ماجلان” “وإيغوز” إلى الموقع، واستخرجت الجثة وأعادتها إلى إسرائيل للتعرف عليها. ولم تقع إصابات خلال العملية، ولم يكن هناك قتال في موقع القبر نفسه، بل في المنطقة المحيطة فقط.
كان من الممكن إنقاذه
قبل وقت قصير من إعلان الجيش الإسرائيلي، نشرت شقيقة كتسير عن استعادة جثة شقيقها. وفي منشور غاضب، ألقت باللوم على الحكومة لفشلها في تأمين صفقة إطلاق سراح الرهائن في الوقت المناسب لإنقاذه.
وكتبت كرميت بالتي كتسير على “فيسبوك” أنه تم إبلاغ عائلتها بأنه تم استخراج جثته من قطاع غزة وسيتم دفنها في كيبوتس نير عوز.
وكتبت “تم جلب إلعاد إلى إسرائيل في الليلة السابقة، بعد أن قُتل في الأسر”، مضيفة أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي سيعلن عن “عملية الإنقاذ الشجاعة”.
وأضافت في المنشور “لن يخبركم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن رئيس الوزراء والحكومة وجيش الدفاع ليس لهم أدنى فكرة عن مكان احتجاز معظم الرهائن، الأحياء والقتلى. لن يقول لكم أيضا أنه ليس لديهم طريقة لحماية الرهائن، حتى عندما يعرفون مكانهم”، وقالت إن شقيقها “كان بالإمكان إنقاذه لو تم التوصل إلى اتفاق في الوقت المناسب”.
وقالت مخاطبة الحكومة “الجبانة”: “انظروا إلى أنفسكم في المرآة وانظروا ما إذا لم تكن أيديكم قد أراقت هذا الدم؟ لديكم 133 رهينة أخرى لتخليصها، وعوالم تحتاج إلى إنقاذها”.
في الوقت نفسه، تجري في مصر محادثات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس للتوصل إلى اتفاق جديد، لكن هذه المفاوضات عالقة في مستنقع الاتهامات المتبادلة.
تواجد والدا إلعاد، حانا وأفراهام ’رامي’ كتسير في غرفتهما محكمة الإغلاق عندما هاجم المسلحون الكيبوتس. بعد ساعات، علمت العائلة أن الوالد، رامي، قُتل في الغرفة المغلقة وأن الوالدة حانا مفقودة.
تمكن إلعاد، الذي كان مقدم الرعاية الرئيسي لوالديه، بإبلاغ شقيقته كرميت بأن المسلحين دخلوا منزله خلال المكالمة الأخيرة بينهما.
كان إلعاد مزارعا وناشطا اجتماعيا متطوعا في مؤسسة “هدار”، وظهر كل أسبوع لدعم النضال من أجل إطلاق سراح هدار غولدين وأورون شاؤول، الجنديين اللذين يتم احتجاز رفاتهما في غزة.
لدى أصدقائه وعائلته كان كتسير يُعرف بأنه رجل الأرض، الذي كان يصر خلال الأوقات الأمنية المتوترة والهجمات من غزة على العمل في أراضي الكيبوتس الأقرب إلى الحدود مع غزة.
في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي اقتبس أصدقاؤه قوله “هذه أرضنا وهذا هو الغذاء الذي نزرعه”.
في يناير 2009، أجرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقابلة مع إلعاد، في أعقاب عملية عسكرية إسرائيلية في غزة، حيث قال إنه يشعر بالتوتر من نار القناصة من الجانب الآخر من الحدود.
وقال كتسير لنيويورك تايمز: “لا أشعر بأي نصر. ما زلت أشعر بعدم الأمان”.
تم إطلاق سراح حانا كاتسير في 24 نوفمبر، كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت الذي توسطت فيه قطر والولايات المتحدة بين حماس وإسرائيل. وكانت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية قد أعلنت كذبا عن وفاة كتسير الأم، بزعم هجوم للجيش الإسرائيلي، قبل أيام من إطلاق سراحها.
وكانت حانا في حالة خطيرة بعد أن احتُجزت في غزة. وقالت ابنتها كرميت إنها أصيبت بمشاكل في القلب بسبب الظروف القاسية والجوع.
بمجرد عودتها إلى إسرائيل، علمت حانا كتسير أن زوجها رامي قُتل في 7 أكتوبر وأن ابنهما إلعاد لا يزال محتجزا لدى حماس في غزة.
يُعتقد الآن أن 129 رهينة اختطفتهم حماس والفصائل المسلحة الأخرى في 7 أكتوبر لا يزالون في غزة – وليسوا جميعا على قيد الحياة – بعد إطلاق سراح 105 مدنيين من أسر حماس خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، كما تم إطلاق سراح أربع رهائن قبل ذلك.
أنقذت القوات ثلاث رهائن أحياء، كما تم استعادة جثث 12 رهينة، من بينهم ثلاثة قتلوا على يد الجيش عن طريق الخطأ. وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 34 ممن ما زالوا محتجزين لدى حماس، مستندا إلى معلومات استخباراتية جديدة ونتائج حصلت عليها القوات العاملة في غزة. كما تم إدراج شخص آخر في عداد المفقودين منذ 7 أكتوبر، ولا يزال مصيره مجهولا.
وتحتجز حماس أيضا رفات الجنديين الإسرائيليين أورون شاؤول وهدار غولدين منذ عام 2014، بالإضافة إلى مواطنيّن إسرائيلييّن، هما أفيرا منغيستو وهشام السيد، اللذين يعتقد أنهما على قيد الحياة بعد دخولهما القطاع بمحض إرادتهما في عامي 2014 و2015 تباعا.
ساهمت في هذا التقرير وكالة رويترز