إسرائيل في حالة حرب - اليوم 570

بحث

قوات برية إسرائيلية تعمل في غزة؛ وكاتس يحذر من “دمار شامل” ما لم يتم اطلاق سراح الرهائن

وزير الدفاع يصدر "إنذار أخير" لسكان غزة لطرد حماس، ويقول إن عمليات إخلاء مناطق القتال ستبدأ قريبًا؛ الجيش يعلن قتل اثنين آخرين من قادة حماس في الغارات

قوات من فرقة غزة تعمل في جنوب قطاع غزة، في صورة نشرها الجيش في 19 مارس 2025. (IDF)
قوات من فرقة غزة تعمل في جنوب قطاع غزة، في صورة نشرها الجيش في 19 مارس 2025. (IDF)

أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء أنه شن عمليات برية “دقيقة” في وسط وجنوب قطاع غزة، في الوقت الذي حذر فيه وزير الدفاع يسرائيل كاتس من أن استمرار حكم حماس في القطاع سيؤدي إلى “دماره وخرابه بالكامل”.

وقال الجيش إن عملياته تهدف إلى توسيع المنطقة الأمنية بالقرب من الحدود وإنشاء منطقة عازلة بين شمال غزة وجنوبها. دخلت قوات من الفرقة 252 إلى منطقة محور نتساريم، وهو طريق يقسم بين شمال وجنوب غزة، وسيطرت على نحو نصفه تقريباً، وصولاً إلى طريق صلاح الدين.

في الوقت نفسه، قال الجيش أنه نشر لواء غولاني في الجزء الجنوبي من حدود غزة استعدادا للعمل في القطاع.

وقال كاتس إن إسرائيل ستصدر قريباً أوامر بإخلاء مناطق القتال في القطاع.

وأضاف: “يا سكان غزة، هذا تحذير أخير. لقد دمر السنوار الأول غزة والسنوار الثاني سيقضي عليها بالكامل”، في إشارة إلى قائد الحركة القتيل يحيى السنوار وشقيقه محمد السنوار، القائد العسكري في حماس الذي يُعتقد أنه خلفه.

“كانت ضربات سلاح الجو ضد إرهابيي حماس مجرد خطوة أولى. ستصبح الأمور أكثر صعوبة، وستدفعون الثمن كاملاً”.

وقال كاتس أنه إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن ولم يتم إخراج حماس من غزة، “ستعمل إسرائيل بقوة لم تروها بعد”.

“خذوا بنصيحة الرئيس الأمريكي. أعيدوا الرهائن وأخرجوا حماس، وستنفتح أمامكم خيارات أخرى، بما في ذلك الرحيل إلى أماكن أخرى في العالم لمن يرغب في ذلك”.

وأضاف كاتس: “البديل هو الدمار والخراب الشامل”.

وزير الدفاع يسرائيل كاتس يزور قاعدة تل نوف الجوية، 18 مارس 2025. (Ariel Hermoni/Defense Ministry)

وقال الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) يوم الثلاثاء إن الغارات الإسرائيلية استهدفت خلايا لقادة وعناصر مسلحين ومواقع لإطلاق الصواريخ وأسلحة وبنية تحتية أخرى تابعة لحماس والجهاد الإسلامي.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 400 فلسطيني قتلوا منذ أن استأنفت إسرائيل هجومها، بما في ذلك نساء وأطفال.

وقد استأنفت إسرائيل هجومها في الليلة بين الاثنين والثلاثاء متذرعة بـ”رفض حماس المتكرر” لتحرير الرهائن الإسرائيليين.

ولم يتمكن الطرفان من الاتفاق على استمرار وقف إطلاق النار، حيث أصرت إسرائيل على تمديد المرحلة الأولى – مع إطلاق المزيد من الرهائن مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين وستمرار الهدنة – بينما أصرت الحركة على الانتقال إلى المرحلة الثانية التي تنص على انسحاب إسرائيل الكامل من غزة والموافقة على إنهاء الحرب بشكل نهائي مقابل إطلاق سراح ما تبقى من الرهائن الأحياء.

ووفقًا لبنود اتفاق 19 يناير، كان من المقرر أن يبدأ الطرفان المفاوضات حول المرحلة الثانية بعد بضعة أسابيع من المرحلة الأولى، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض ذلك، وأصر على أن الحرب لن تنتهي قبل تدمير قدرات حماس الحاكمة والعسكرية.

وقال نتنياهو ليلة الثلاثاء إنه من الآن فصاعدًا لن يتم إجراء مفاوضات حول استمرار وقف إطلاق النار إلا “تحت النار”.

وكانت إسرائيل قد قدمت في السابق عروضًا مختلفة بما في ذلك مكافآت مالية لسكان غزة الذين يقدمون معلومات من شأنها أن تؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن، ولكن دون جدوى.

لا تزال الفصائل المسلحة في قطاع غزة تحتجز 59 رهينة، من بينهم 58 رهينة من أصل 251 رهينة اختطفهم مسلحون بقيادة حماس في 7 أكتوبر 2023. ومن بينهم جثامين ما لا يقل عن 35 شخصاً أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.

وخلال الليل، قُتل اثنان من موظفي الأمم المتحدة في انفجار وقع في منشأة تابعة للأمم المتحدة في دير البلح وسط قطاع غزة. ونفت إسرائيل الاتهامات الموجهة إليها بالمسؤولية عن الانفجار الذي وقع في المبنى. وقال مصدر في الأمم المتحدة لوكالة فرانس برس إن القتيلين هما موظفان في مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (UNOPS) ودائرة الأمم المتحدة لإزالة الألغام UNMAS.

وكانت وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس في غزة قد قالت في وقت سابق إن أجنبيًا كان من بين القتلى، فيما أصيب خمسة آخرون بجروح خطيرة في الانفجار الذي وقع في دير البلح، والذي ألقت مسؤوليته على إسرائيل.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: “خلافاً للتقارير، لم يهاجم الجيش الإسرائيلي مجمعاً للأمم المتحدة في دير البلح. ويدعو الجيش الإسرائيلي وسائل الإعلام إلى توخي الحذر من التقارير التي لم يتم التحقق منها”.

فلسطينيون يتفقدون أنقاض منزلهم بعد غارة إسرائيلية في دير البلح بقطاع غزة في 19 مارس 2025. (AP Photo/Abdel Kareem Hana)

بالإضافة إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي والشاباك عن مقتل اثنين آخرين من كبار مسؤولي حماس في غارات جوية في قطاع غزة خلال اليوم الماضي.

أحد القتلى هو ياسر محمد حرب موسى، عضو المكتب السياسي لحماس الذي كان يتولى حقيبة الدفاع ووزارة التنمية.

وقال الجيش الإسرائيلي والشاباك: “كجزء من دوره، تولى موسى تطوير وتوجيه الهجمات الإرهابية ضد دولة إسرائيل”، مضيفًا أنه كان يعتبر مقربًا من قائد حماس القتيل يحيى السنوار.

المسؤول الثاني في حماس الذي قال الجيش الإسرائيلي إنه قتله هو محمد الجماصي، رئيس ما يسمى بلجنة الطوارئ التابعة للحركة.

وأضاف البيان: “على مر السنين، شغل الجماصي مناصب رئيسية في المكتب السياسي وقيادة الحركة، وكجزء من دوره في الحرب، قام بتنسيق جزء كبير من نشاط حكومة حماس في قطاع غزة، بما في ذلك توجيه الهجمات الإرهابية ضد دولة إسرائيل”.

وينضم الاثنان إلى قائمة تضم العديد من كبار قادة حماس الذين قُتلوا منذ استئناف الهجوم، بما في ذلك رئيس الوزراء الفعلي لحماس في القطاع.

في سياق منفصل، قال الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء إنه استهدف مركز القيادة الرئيسي لكتيبة الدرج-التفاح التابعة لحماس، الواقع في مدينة غزة، في إحدى غاراته الجوية الليلية.

وقال الجيش الإسرائيلي إن مركز القيادة الذي تم استهدافه خلال الليل كان يستخدم من قبل حماس للتخطيط للعديد من الهجمات ضد إسرائيل والقوات الإسرائيلية.

أوروبا تندد باستئناف القتال

قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يوم الأربعاء إنه “يشعر بقلق عميق إزاء استئناف العمل العسكري الإسرائيلي في غزة”.

وقال ستارمر للبرلمان إن “صور الآباء والأمهات وهم يحملون أطفالهم، أطفالهم الصغار إلى المستشفيات… مروعة حقًا”.

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يغادر 10 داونينج ستريت في وسط لندن في 19 مارس 2025. (Ben STANSALL / AFP)

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بايربوك إن استئناف الغارات الجوية “يحطم آمال الكثير من الإسرائيليين والفلسطينيين في إنهاء معاناة جميع الأطراف”.

وفي حديثها قبل أن تبدأ رحلة إلى لبنان، دعت “جميع الأطراف” في الصراع إلى “ضبط النفس واحترام القانون الإنساني والعودة إلى المحادثات”.

وقالت إن “حياة العشرات من الرهائن، بمن فيهم الألمان… (و) حياة عدة آلاف من الفلسطينيين” تعتمد على السلام.

وأضافت بايربوك أن “استئناف الأعمال العدائية يعرض للخطر أيضاً الجهود الإيجابية التي تبذلها الدول العربية التي تريد رسم مسار سلمي لغزة، خالٍ من حماس”.

وقالت كبيرة الدبلوماسيين الألمان إنها تناشد “الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص استخدام نفوذها الإقليمي… الآن، لأن أمن الشرق الأوسط الأوسع يتأثر بذلك”.

وحذرت أيضاً من أن هناك “خطراً جدياً من تصعيد إقليمي أوسع” في الوقت الذي “استقر فيه الوضع في لبنان وكانت هناك خطوات نحو تسوية النزاع على الحدود الإسرائيلية اللبنانية”.

الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي ونائبة رئيس الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كايا كالاس في مؤتمر صحفي في مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل في 19 مارس 2025. (Nicolas TUCAT / AFP)

وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس إنها أبلغت وزير الخارجية جدعون ساعر أن استئناف الحملة العسكرية في غزة “غير مقبول”. وقالت كالاس للصحفيين في بروكسل إنها كانت تشير على وجه التحديد إلى “الخسائر في أرواح المدنيين”.

وقالت كالاس إنها ستسافر إلى مصر يوم الأحد لمناقشة الوضع مع “الخماسية العربية” – مصر والأردن وقطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة – مضيفةً أن هناك حاجة لزيادة الضغط الدبلوماسي على إسرائيل.

ووفقًا لبيان إسرائيل حول المكالمة الهاتفية التي جرت يوم الثلاثاء، قال ساعر لكالاس إنه “لا خيار” أمام إسرائيل سوى استئناف العمليات العسكرية في قطاع غزة، مؤكدًا أنه في الوقت الذي أيدت فيه إسرائيل المقترحات التي قدمها المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستيف ويتكوف والتي من شأنها الحفاظ على وقف إطلاق النار، “إلا أن حماس رفضتها مرتين”.

كما أكد ساعر لكلاس أن الجيش الإسرائيلي يعمل “فقط ضد حماس وأهداف إرهابية بينما يعمل على تقليل الضرر بالسكان المدنيين”.

وجاءت هذه المحادثة في اليوم نفسه الذي أصدرت فيه كالاس بيانًا مشتركًا مع مفوضي الاتحاد الأوروبي جاء فيه: “يأسف الاتحاد الأوروبي لانهيار وقف إطلاق النار في غزة ومقتل مدنيين، بمن فيهم أطفال، في الغارات الجوية الإسرائيلية”، داعيًا إسرائيل إلى إنهاء الحملة ومطالبًا حماس بإطلاق سراح جميع الرهائن.

وأضاف البيان: “يعتقد الاتحاد الأوروبي أن استئناف المفاوضات هو السبيل الوحيد للمضي قدمًا”.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) والعاهل الأردني الملك عبد الله يتصافحان في بداية مؤتمر صحفي بعد اجتماعهما في قصر الإليزيه، في باريس، في 19 مارس 2025. (Gonzalo Fuentes / POOL / AFP)

وقال الرئيس إيمانويل ماكرون يوم الأربعاء إلى جانب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في باريس إن استئناف الغارات هو خطوة كبيرة في الاتجاه الخاطئ.

واعتبر ماكرون أن استئناف الحرب “أمر مأسوي بالنسبة إلى الفلسطينيين في غزة الذين سقطوا مجددا في رعب الضربات، وأمر مأسوي بالنسبة إلى الرهائن وعائلاتهم الذين يعيشون في كابوس الانتظار وفي حالة من عدم اليقين.

وانتقد ماكرون حركة حماس، قائلاً إن “محور المقاومة أصبح اليوم مجرد وهم”، لكنه حذر إسرائيل أيضاً من أنه لن يكون هناك “حل عسكري” ممكن في القطاع الفلسطيني.

بدوره، اعتبر العاهل الأردني أن استئناف الضربات الإسرائيلية في قطاع غزة “خطوة بالغة الخطورة” تضيف إلى “وضع إنساني كارثي أساسا”.

وحضّ الملك المجتمع الدولي على التحرك “فورا… للعودة إلى وقف إطلاق النار” واستئناف إدخال المساعدات الانسانية الى القطاع المحاصر، منددا بوقف إسرائيل دخول المساعدات وقطع الماء والكهرباء “ما يهدد حياة شعب ضعيف للغاية”.

وقد تدمرت أجزاء واسعة من قطاع غزة بعد 15 شهرا من القتال الذي اندلع في 7 أكتوبر 2023، عندما تسلل آلاف المسلحين بقيادة حماس إلى البلدات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة، في هجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، واختطاف 251 رهينة إلى داخل غزة.

وقد أسفرت الحملة الإسرائيلية ردا على ذلك عن مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني، وفقا لأرقام لم يتم التحقق منها من السلطات الصحية التابعة لحماس، ودمرت الكثير من المساكن والبنية التحتية في القطاع، بما في ذلك نظام المستشفيات. وتقول إسرائيل إنها قتلت نحو 20 ألف مقاتل حتى يناير 2025، و1600 مسلح آخر داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.

اقرأ المزيد عن