إسرائيل في حالة حرب - اليوم 370

بحث

قوات المراقبة في الجيش الإسرائيلي تتحدث عن أعطاب وإهمال وعدم تدريب على القتال قبل السابع من أكتوبر

لم يكن لديهم أسلحة، ولم تكن لديهم توجيهات في حالة اجتياح القاعدة، قال والد نوعا برايس، التي قُتلت في ناحال عوز؛ جندية سابقة في القاعدة تصف كاميرات وبالونات معطلة

مارغريت فاينشتين، جندية المراقبة السابقة في الجيش الإسرائيلي تدلي بشهادتها أمام لجنة مدنية مستقلة تحقق في الأحداث التي أدت إلى غزو حماس في 7 أكتوبر، في 17 سبتمبر 2024. (Screenshot)
مارغريت فاينشتين، جندية المراقبة السابقة في الجيش الإسرائيلي تدلي بشهادتها أمام لجنة مدنية مستقلة تحقق في الأحداث التي أدت إلى غزو حماس في 7 أكتوبر، في 17 سبتمبر 2024. (Screenshot)

أكدت العديد من المراقبات السابقات، بالإضافة إلى آباء زملائهن القتلى، يوم الثلاثاء، أن المجندات في الجيش الإسرائيلي اللواتي كلفن بمراقبة حدود غزة في الأسابيع والأشهر التي سبقت غزو حماس في السابع من أكتوبر اضطررن إلى التعامل مع أعطال فنية متكررة، ولم يتم تدريبهن على كيفية الاستجابة في حالة اجتياح قواعدهن.

وأوضح والد إحدى جنديات المراقبة القتلى أن الجنديات لم يكن لديهن أسلحة ولم يتلقين أي تدريب على كيفية الدفاع عن أنفسهن، ويبدو أن السبب في ذلك هو أن رؤساءهن لم يأخذوا في الاعتبار مطلقا إمكانية تعرض القاعدة للهجوم.

وقالت مارغريت فاينشتين، وهي جندية سابقة في فيلق الدفاع الحدودي خدمت في قاعدة كيبوتس نحال عوز العسكرية حتى وقت قريب قبل السابع من أكتوبر، للجنة تحقيق مدنية مستقلة في تل أبيب “كان هناك العديد من الأعطال، بما في ذلك بعض الأعطال التي استغرق إصلاحها وقتا طويلا للغاية. على سبيل المثال، الكاميرات التي سقطت، والكاميرات التي كانت تعمل بالفعل بشكل أقل جودة، لذلك رأينا أقل بكثير”.

كما أشارت إلى خلل في عمل بالونات المراقبة، التي كان من المفترض أن توفر رؤية في “المناطق الميتة”. وعندما سُئِلت عن مدى أهمية هذه البالونات لعملهم، أجابت “من الواضح أنها بالغة الأهمية”.

وقالت فاينشتين – التي تم إرسالها لاحقا إلى قاعدة أوريم العسكرية، والتي تعرضت أيضا للاجتياح في السابع من أكتوبر – إنها عندما اشتكت، “كانت الإجابة التي تلقيتها هي أنه لم يكن هناك ميزانية كافية”.

وتابعت انه على الرغم من خلل المعدات، أصبح من الواضح لجنود المراقبة في الفترة التي سبقت السابع من أكتوبر أن حماس تستعد لشيء ما. وقالت “شعرنا أن شيئا ما كان يحدث، كان في الهواء”.

شموع تذكارية على المكاتب المتفحمة في مركز القيادة المدمر في قاعدة نحال عوز، 23 فبراير 2024. (Used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

وشمل ذلك زيادة أنشطة التدريب العلنية وشاحنات صغيرة محملة بمقاتلي حماس تتحرك في منطقة الحدود “عدة مرات في الأسبوع”.

وأضافت أن مقاتلي حماس فجروا عبوات ناسفة بالقرب من السياج، مشيرة إلى أنه “كان من الواضح أن ذلك كان يهدف إلى اختبارنا أكثر من إحداث الضرر فعليا ــ لاختبار المدة التي تستغرقها العبوة حتى تنفجر، وكيف نتفاعل معها. وكان من الواضح لنا أن هذه كانت نيتهم، اختبارنا”.

وقالت فاينشتين إنها وزملاءها “نقلوا كل شيء” إلى رؤسائهم. وأضافت “نحن فقط نبلغ؛ ولا علاقة لنا بالأمر بعد الآن. نحن ننقله، ومهمة كل من هم فوقنا هي تفسيره… واستخلاص استنتاجاتهم الخاصة”.

وفي حين أن جنود المراقبة يقدمون معلومات استخباراتية في الوقت الحقيقي للجنود في الميدان، مما أكسبهم اسم “عيون الجيش”، فإن العديد من أعضاء القوة المكونة من النساء فقط ادعوا بأنهم لم يؤخذوا على محمل الجد بسبب جنسهم – وهو الفشل الذي يقولون إنه أدى إلى وفاة 15 من أفرادهم في قاعدتهم في كيبوتس نحال عوز في 7 أكتوبر.

وعلى مدى الأسابيع التي سبقت هجوم حماس ــ عندما تدفق آلاف المسلحين عبر الحدود، وقتلوا نحو 1200 شخص وأسروا 251 رهينة ــ أبلغ جنود المراقبة عن علامات نشاط على طول حدود غزة المضطربة، الواقعة على بعد كيلومتر واحد منهم.

جندية المراقبة السابقة في الجيش الإسرائيلي روني ليفشيتس تدلي بشهادتها أمام لجنة مدنية مستقلة تحقق في الأحداث التي أدت إلى السابع من أكتوبر، في 17 سبتمبر 2024. (Civilian Commission of Inquiry)

ووصفت روني ليفشيتس، وهي جندية مراقبة أخرى خدمت في قاعدة نحال عوز حتى وقت قصير قبل السابع من أكتوبر، ظروفًا مماثلة لتلك التي ذكرتها فاينشتين.

وقالت: “خلال أغلب فترة خدمتي، التي استمرت أكثر من عام، كانت بالونات المراقبة معطلة. وكانت الكاميرات تتعطل بشكل متكرر. وقالوا إنه لا يوجد مال لشراء كاميرات جديدة”.

وتذكرت عميت يروشالمي، وهي جندية مراقبة من قاعدة نحال عوز والتي تم تسريحها قبل الهجوم بفترة وجيزة، أنها شاهدت قوات حماس تزيد من وتيرة تدريباتها بشكل كبير قبل السابع من أكتوبر.

وقالت للجنة “لقد رأيت التدريبات. كان التدريب يتم مرة واحدة في الشهر، أو مرتين في الشهر. ثم أصبح مرة واحدة في الأسبوع، ثم تدريجيا عدة مرات في الأسبوع، ثم عدة مرات في اليوم. كما رأيت تغييرا في مكان التدريب. كانت هناك أوقات لم يكن التدريب يتم فيها في مجمع تدريب [معروف]، وهو ما زاد من الشكوك”.

بالإضافة إلى ذلك، تذكرت يروشالمي أنها شاهدت قوافل تضم ما يصل إلى 30 شاحنة صغيرة، في بعض الأحيان ثلاث مرات في اليوم، تسير على طول الحدود “مع إرهابيين مسلحين على متنها، ومعهم كاميرات [وكذلك] أعلام حماس وفلسطين”.

وأضافت: “كنا على يقين من أن [قادتهم في الجيش الإسرائيلي] كانوا يستمعون إلينا ويفعلون شيئا بالمعلومات التي حصلنا عليها. نظرا للنتيجة، أفهم أنهم لم يفعلوا شيئًا بها”.

وأشارت إلى أنه لم يتم إعطاء الجنود أي تعليمات حول ما يجب عليهم فعله للدفاع عن أنفسهم في حالة وقوع هجوم على قاعدتهم. وقالت “كان من المفترض أن نستمر في الجلوس أمام الشاشة في مركز القيادة”.

إيريز برايس، والد الجندية المقتولة نوعا برايس، يدلي بشهادته أمام لجنة مدنية مستقلة تحقق في الأحداث التي أدت إلى السابع من أكتوبر، 17 سبتمبر 2024. (Civilian Commission of Inquiry)

كما سلط إيريز برايس، والد الرقيب نوعها برايس (20 عاما)، إحدى جنديات المراقبة اللواتي قُتلن في السابع من أكتوبر عندما اجتاح مسلحو حماس قاعدة ناحال عوز، الضوء على نقص التدريب.

الرقيب نوعا برايس، التي قُتلت في ناحال عوز في 7 أكتوبر 2023. (IDF)

ووصف وصوله إلى ناحال عوز مباشرة بعد عمليات القتل التي نفذتها حماس هناك، وقال إنه وجد “عشرات الجنود خارج القاعدة” ينتظرون أفراد وحدة “شالداغ” النخبوية لتطهيرها.

وقال: “قدمت نفسي على أنني والد جندية وسألت الضباط لماذا لم يدخلوا”، لكن أحد الضباط هددني بالاحتجاز.

“عدت وبحثت عن سلاح، خوذة وسترة، وطلبت من أحد الجنود أن يعطيني سلاحا”، تابع.

وعندما سئل عن سبب عدم تسليح جنود المراقبة، أجاب للجنة أنهم لم يتلقوا أي تدريب ولم يكونوا مسلحين.

وأضاف “لقد عرفوا كيف يركضون للاختباء [من الهجمات الصاروخية]… لم يكونوا مستعدين لمداهمة”.

روني إيشيل، جندية إسرائيلية كانت في قاعدة عسكرية بالقرب من حدود غزة عندما هاجمتها حماس في 7 أكتوبر 2023. وقُتلت في الهجوم. (Courtesy of Eyal Eshel via AP)

وصرح إيال إيشيل، الذي قُتلت ابنته الرقيب روني إيشيل (19 عاما) وهي جندية في فيلق الدفاع عن الحدود، في 7 أكتوبر، بأن الشهادة “تجعل من الواضح أنه يجب إنشاء لجنة تحقيق حكومية”.

وكان إيشيل أحد المبادرين إلى تشكيل لجنة التحقيق المدنية الشعبية، التي أنشئت هذا الصيف ردا على رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تشكيل لجنة تحقيق رسمية طالما استمرت الحرب، للتحقيق في الإخفاقات التي مكنت من وقوع هجمات السابع من أكتوبر.

ولطالما انتقد الجيش الإسرائيلي بسبب دوره في مقتل ابنته، وقال للمشرعين في يناير إن ابنته “لم تعد موجودة لأنهم لم يستمعوا إليها”.

وأضاف في ذلك الوقت أن هناك حاجة إلى لجنة تحقيق خارجية “لإظهار الحقيقة لأن لا شيء آخر يمكن أن يمنحنا جميعا الراحة”.

إيال إيشيل، والد الجندية المقتولة روني إيشيل، يدلي بشهادته أمام لجنة مدنية مستقلة تحقق في الأحداث التي أدت إلى السابع من أكتوبر، 17 سبتمبر 2024. (Civilian Commission of Inquiry)

وقال إيشيل للجنة التحقيق الثلاثاء إن ابنته أخبرته أيضًا ببعض المشاكل على طول حدود غزة، مثل الكاميرات المعطلة، لكنها طلبت منه عدم الاتصال بالجيش الإسرائيلي نيابة عنها حتى لا يحرجها.

“لقد استمعت ولكن لم أتحرك. لقد أخبرتها أن لدينا أفضل وأقوى جيش في العالم”، تذكر.

اقرأ المزيد عن