قوات الجيش الإسرائيلي تقاتل في خان يونس بينما يقول نتنياهو إن إسرائيل تقترب من يحيى السنوار
آلاف الفلسطينيين ينزحون من المدينة في جنوب غزة مع اشتداد القتل، متوجهين إلى رفح؛ المتحدث باسم الجيش يقول إن مسلحي حماس "يخرجون من تحت الأرض ويقاتلوننا"
أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الأربعاء إن قواته حاصرت مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة وتعمل في وسطها، بينما بعث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو برسالة إلى زعيم حماس في غزة يحيى السنوار مفادها أن إسرائيل تضيق الخناق عليه. وأطلقت رشقات صاروخية من القطاع باتجاه مدينة بئر السبع جنوبي البلاد.
بحسب الجيش الإسرائيلي فإن الفرقة 98 في الجيش “شنت هجوما مشتركا على منطقة مدينة خان يونس ضد ’مراكز ثقل’ منظمة حماس الإرهابية”. وقال الجيش أنه في غضون ساعات قليلة، اخترقت القوات دفاعات كتيبة خان يونس التابعة لحماس، وطوقت المدينة، وبدأت في المناورة بشكل أعمق داخلها.
كما قال الجيش إن القوات سيطرت على معاقل حماس، وعثرت على أسلحة ومواد استخباراتية. وقتل الجنود “العديد” من عناصر حماس في القتال البري والغارات الجوية، وعثروا على حوالي 30 فتحة نفق تم تدميرها بعد ذلك خلال المعارك المستمرة، بالإضافة إلى مستودع أسلحة داخل مسجد.
وقال الجيش “نشأت كامل قيادة منظمة حماس الإرهابية – السياسية والعسكرية – في منطقة مدينة خان يونس، بما في ذلك يحيى السنوار، محمد السنوار، ومحمد ضيف. إن المدينة الآن محاطة بالفرقة 98″،
الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري قال مساء الأربعاء أن القوات تحرز تقدما أيضا في شمال قطاع غزة، حيث تعمل منذ أكثر من شهر: “في الـ 48 ساعة الماضية، في جباليا والشجاعية وخان يونس، اخترقنا خطوط الدفاع. الإرهابيون يخرجون من تحت الأرض ويقاتلون قواتنا. وقواتنا تنتصر في القتال من مسافة قريبة. لها اليد العليا”.
وأصدر نتنياهو بيانا بالفيديو مساء الأربعاء قال فيه إن قوات الجيش الإسرائيلي “تحاصر حاليا منزل السنوار”، مضيفا “منزله ليس قلعته، ويمكنه الفرار، لكنها مجرد مسألة وقت حتى نصل إليه”
في وقت لاحق أوضح هغاري إن “منزل السنوار في منطقة خان يونس” – في إشارة إلى أنه لم يتم تطويق أي مبنى محدد يُستخدم كمسكن للسنوار.
يُعتقد أن السنوار مختبئ في شبكة الأنفاق الواسعة التي تمتلكها حركة حماس منذ أن شنت الحركة هجماتها على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر.
وقال هغاري: “السنوار لا يتواجد فوق الأرض بل تحت الأرض. لن أخوض في التفاصيل حول أين بالضبط وما نعرفه. مهمتنا هي الوصول إلى السنوار وقتله”.
يُعتقد أن السنوار هو العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر. ولم يظهر إلى العلن خلال الحرب، ولقد توعد القادة الإسرائيليين بتصفيته.
ومع تقدم قوات الجيش الإسرائيلي في خان يونس، تدهور الوضع الإنساني في جنوب غزة، حيث نزح الآلاف جنوبا إلى رفح بينما بحث آخرون يائسين عن الإمدادات الأساسية، واتهم البعض حماس بسرقة المساعدات من المدنيين. وفر الآلاف من خان يونس مع اقتراب القوات الإسرائيلية من المدينة.
ويعتقد أن أكثر من 75% من سكان غزة قد نزحوا من منازلهم في الحرب المستمرة، التي اندلعت عندما اقتحم مسلحو حماس الحدود، وقتلوا حوالي 1200 إسرائيلي واختطفوا 240 آخرين، يعتقد أن حوالي 140 منهم ما زالوا محتجزين في القطاع. وقالت وزارة الصحة في غزة يوم الثلاثاء إن 16,248 فلسطينيا قُتلوا في غزة منذ بداية الحرب، وهو رقم يتوافق إلى حد كبير مع تقييم إسرائيل، التي قالت إنها تعتقد أن أكثر من 5000 من القتلى هم من عناصر حماس.
قبل أن يبدأ عمليته البرية في شمال غزة في أواخر أكتوبر، حث الجيش الإسرائيلي سكان الجزء الشمالي من القطاع على التوجه جنوبا مع تقدم قواته. الآن، بعد انتهاء اتفاق الهدنة المؤقتة، توغلت القوات في الجنوب، حيث تعتقد القدس أن قادة حماس يختبئون، مما يترك المدنيين مع الشعور بأنه لم يتبق لديهم الكثير من الأماكن التي يمكنهم الفرار إليها.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه يتوقع “انهيار النظام العام بالكامل قريبا بسبب الظروف اليائسة” في غزة. وكتب في رسالة إلى رئيس مجلس الأمن أن الظروف الإنسانية خلال الحرب “تتدهور بسرعة إلى كارثة، مع ما يترتب على ذلك من آثار لا رجعة فيها على الفلسطينيين ككل”.
وكانت القيادة الإسرائيلية تدرس يوم الأربعاء نداء أمريكيا للسماح بدخول المزيد من الوقود إلى غزة للمساعدة في تخفيف الوضع الإنساني المتردي.
في الوقت نفسه، أطلقت حماس 10 صواريخ على الأقل من غزة باتجاه بئر السبع والمناطق المحيطة بها بعد ظهر الأربعاء. وسقط أحد الصواريخ في موقف سيارات في المنطقة الصناعية بالمدينة، مما أدى إلى إلحاق أضرار بالمركبات القريبة. وقالت خدمات الإطفاء والإنقاذ إن شاحنة تحتوي على بيروكسيد الهيدروجين تعرضت لأضرار. ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات.
كما تم إطلاق صواريخ في وقت سابق على أشكلون وعدد من البلدات في منطقة غلاف غزة، مما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار. وأصيب رجل ستيني بشظية من أحد الصواريخ ووُصفت إصابته بالطفيفة، بحسب المستجيبين الأوائل.
يوم الأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ثلاثة جنود احتياط في إطار العملية البرية في غزة، ليصل عدد القتلى في العملية البرية للجيش إلى 84.
قُتل المقدم (احتياط) يونتان مالكا (23 عاما)، من بئر السبع، وهو مقاتل في الكتيبة 82 التابع للواء المدرعات السابع، والرقيب أول (احتياط) عادي شاني (39 عاما) من سرية الدوريات التابعة للوحدة اللوجستية 6036، من تسور يتسحاق، خلال القتال في غزة؛ في حين لقي المقدم (احتياط) يوحاي غور هيرشبرغ (52 عاما)، من حفات فيليب، وهو قائد وحدة في الفرقة 98 المكلفة بالبحث عن الأشخاص المفقودين، في حادث سير متعلق بالجيش في جنوب إسرائيل.
أجرى قائد القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، الميجر جنرال يارون فينكلمان، تقييما في جنوب قطاع غزة يوم الأربعاء، وقال للقوات إن “القتال في خان يونس هو جهد كبير… نحن ندفع باستمرار للأمام نحو الأهداف المحددة لنا”.
ومع تقدم الجيش جنوبا، واصلت قوات الجيش الإسرائيلي قتال مسلحي حماس في الشمال، مما أسفر عن مقتل العديد منهم في جباليا خلال اليوم الأخير. وقال الجيش إن المسلحين قُتلوا في قتال عن قرب وقصف بالدبابات وغارات بطائرات مسيرة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات عثرت على أسلحة تابعة لحماس، بما في ذلك بنادق قناصة، ومتفجرات، وصواريخ مضادة للدبابات، وصواريخ، وأنفاق خلال عمليات في مسجد ومدرسة في جباليا. وتم العثور على عدد من منصات إطلاق الصواريخ بالقرب من المدرسة.
The IDF says troops of the Nahal Brigade have killed several Hamas operatives during battles in northern Gaza’s Jabaliya over the last day.
It says the Hamas gunmen were killed in close-quarters combat, tank shelling, and drone strikes.
The IDF says the troops found Hamas… pic.twitter.com/QoavdceUWs
— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) December 6, 2023
متحدثا أمام مجندين جدد في ألوية المشاة “ناحل” و”كفير” يوم الأربعاء، قال لهم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي إنهم يتجندون في وقت اتخذت فيه مهمة حماية دولة إسرائيل معنى جديدا وأعمق.
وقال هليفي للمجندين الجدد “إن كلا اللواءين، بينما نتحدث الآن، يقاتلان في غزة – قتال معقد في المناطق حضرية مبنية”، مضيفا “الجنود هناك يتخذون القرارات، ويقاتلون العدو… ويحمون بعضهم البعض، ويحاولون تحديد مكان الرهائن، وينقذون الرهائن… هذه حقا مهمات على أعلى مستوى أخلاقي يمكن تخيله”.
ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل ووكالات