القوات الإسرائيلية تقتل فلسطينيْن يُزعم أنهما نفذا هجوما أسفر عن مقتل إسرائيلية وابنتيها في منطقة الأغوار
القوات تطوق منزلا في نابلس وتطلق بحسب تقارير صاروخا في محاولة لإخراج المشتبه بهما، اللذين قُتلا مع مسلح آخر في تبادل إطلاق النار الذي تلا ذلك
قُتل فلسطينيان متهمان بقتل لوسي دي وابنتيها مايا ورينا في هجوم إطلاق نار وقع في غور الأردن في الشهر الماضي بنيران القوات الإسرائيلية صباح الخميس في مدينة نابلس بالإضافة إلى مسلح فلسطيني آخر.
في بيان مشترك، قال جهاز الأمن العام “الشاباك” والشرطة والجيش إن القوات دخلت البلدة القديمة في نابلس بهدف اعتقال حسن قطناني ومعاذ المصري، وهما ناشطان في حركة “حماس” يُزعم أنهما نفذا هجوم اطلاق النار في 7 أبريل.
وأظهر لقطات نشرتها وسائل إعلام فلسطينية ما زعمت أنهم أفراد شرطة متخفون كمجموعة من الرجال والنساء الفلسطينيين وهم يسيرون عبر شوارع المدينة.
وطوق عناصر من وحدة مكافحة الإرهاب “يمام” في الشرطة المنزل الذي يُعتقد أنهما اختبآ فيه، وأطلقوا بحسب تقارير صاروخا يُطلق من على الكتف باتجاه المبنى، في تكتيك يُعرف باسم “طنجرة الضغط” لإجبار المطلوبين على الخروج.
زعمت بعض التقارير أيضا أن طائرة مسيرة صغيرة حلقت إلى داخل المبنى. أكد ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي أن الطائرات المسيرة استخدمت خلال العملية، لكنه قال إنها تُستخدم عمليا في كل عملية مماثلة في الضفة الغربية.
ووقعت اشتباكات مسلحة في محيط المنزل، وقُتل الفلسطينيين بالإضافة إلى مسلح آخر يُدعى إبراهيم جبر، الذي ساعدهما على الاختباء وفقا للبيان.
⭕️فيديو يوثق لحظة تسلل القوات الخاصة إلى البلدة القديمة في نابلس صباح اليوم. pic.twitter.com/Kbt9Hr16nR
— إذاعة الأقصى – عاجل (@Alaqsavoice_Brk) May 4, 2023
وأضاف البيان أن القوات الاسرائيلية صادرت أيضا ثلاث بنادق هجومية من داخل المنزل.
ونشرت وسائل إعلام فلسطينية مقاطع فيديو لما قالت إنها جثث المسلحين الثلاثة عند اخراجها من المنزل. وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن الثلاثة قُتلوا في العملية.
الأم وابنتاها من عائلة دي حملن الجنسية الإسرائيلية-البريطانية المزدوجة وأقمن في مستوطنة إفرات بالضفة الغربية، جنوب القدس، بعد الانتقال إلى إسرائيل قبل نحو ثماني سنوات.
فتح المسلحان الفلسطينيان النار على مركبتهم بالقرب من مستوطنة حمرا في غور الأردن، بينما كن متوجهات إلى شمال البلاد في رحلة إلى طبريا في 7 أبريل. المركبة اصطدمت بكتف الطريق السريع، قبل أن يقوم المسلحان بإطلاق النار عليها مرة أخرى من مسافة قريبة. وتم الإعلان عن وفاة الشقيقتين مايا (20 عاما) ورينا (15 عاما) في موقع الهجوم، في حين نُقلت لوسي (48 عاما) إلى المستشفى وهي في حالة حرجة لكنها توفيت بعد ثلاثة أيام.
وكما يبدو عثرت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية على المركبة التي استخدمها المسلحان في نابلس بعد بضعة أيام.
وصرح ضابط كبير في القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي للصحفيين بأن العملية يوم الخميس تم تنفيذها بـ “دقة واحترافية”، مما أدى إلى تنفيذ مداهمة سريعة دون وقوع إصابات، على الرغم من مرور ما يقرب من شهر على الهجوم المميت.
وقال الضابط “نحن نعتبر هذا الأمر في غاية الأهمية، الوقت الذي يمر من لحظة الهجوم وحتى القضاء [على منفذي الهجوم] … السرعة التي يتم التعامل بها مع الحادث هي التي تحبط الإرهاب، لذا فإن الوقت مهم”.
كما قال الضابط “من المهم بالنسبة لنا أن نوضح للطرف الآخر أنه لا توجد مدن للجوء إليها في أي مكان في [الضفة الغربية]. حتى الأماكن التي يعتقدون على ما يبدو أنها آمنة – ليست كذلك”.
وأشار الضابط إلى أنه كانت هناك زيادة في التنبيهات الاستخباراتية بهجمات محتملة في الأسابيع الأخيرة، وقال: “نحتاج إلى التأكد من أن معدل إحباط [الهجمات] أعلى من معدل التنبيهات”.
وأضاف الضابط: “لقد قلت في الماضي إن لدينا إمكانية أن نكون قادرين على تنفيذ عمليات أكثر أهمية في [الضفة الغربية] وإذا لزم الأمر، فسوف نبدأ العمل”.
ليو دي، والد العائلة، قال لإذاعة “كان” العامة إنه شكر القوات الإسرائيلية على عدم المخاطرة بأرواح الجنود عند تنفيذ العملية.
وقال دي للقناة 12 إنه “من الجيد” أن منفذي الهجوم قُتلا، وأن العالم أصبح مكانا أكثر أمانا. كما قال إنه وعائلته كانوا يودون أن يتحدثوا مع منفذي الهجوم على الهواء مباشرة وسؤالهم “ما هي رؤيتهم لمستقبل شعبهم” و”ما الذي كانوا يأملون في تحقيقه” قي قتل عائلته.
في وقت سابق ، قال الحاخام دي في بيان: “شعرت أنا والأولاد بالارتياح لسماع أن قوات الأمن الإسرائيلية قد قضت على الإرهابيين الممولين من إيران والمسؤولين عن جرائم قتل لوسي ومايا ورينا. وقد تم ذلك بطريقة لم تعرض حياة الجنود الإسرائيليين ولا المدنيين الفلسطينيين الأبرياء للخطر – بطريقة لا يعرفها سوى الجيش الإسرائيلي “.
وأضاف: “علاوة على ذلك، طلبنا الفرصة للتحدث مع عائلات الإرهابيين والسؤال عن الخير الذي يعتقدون أنه سينتج عن أفعالهم والاستماع إلى رؤيتهم لعالم أفضل”.
وأشاد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بقوات الأمن الإسرائيلية على “تصفية الحساب” مع القاتلين المزعومين.
وقالت رئيس الوزراء في بيان “رسالتنا إلى أولئك الذين يؤذوننا والذين يحاولون إيذاءنا هي أن الأمر قد يستغرق يوما أو أسبوعا أو شهرا، ولكن تأكدوا من أننا سنصفي الحساب معكم. لا يهم أين تحاولون الاختباء، سنجدكم. من يؤذينا يخسر حياته”.
وأشاد وزير الدفاع يوآف غالانت صباح الخميس بالعملية في نابلس.
وكتب غالانت على تويتر، “أثني على قواتنا الأمنية لقضائها على الخلية الإرهابية التي نفذت الهجوم الشنيع في حمرا، الذي أودى بحياة لوسي دي، وابنتيها رينا ومايا. كما وعدت ليو، والد العائلة، فإن الذراع الطويلة للمؤسسة الامنية ستصل لأي إرهابي”.
وقال متحدث باسم شرطة حرس الحدود إن كلبا من وحدة “يمام” قُتل أثناء العملية. تم إرسال الكلب دجانغو، وهو من نوع مالينوا بلجيكي ويبلغ من العمر سبع سنوات، إلى المنزل الذي حاصرته القوات في مدينة نابلس القديمة.
ونشرت وسائل إعلام فلسطينية صورا تظهر أجزاء من جيفة الكلب بعد العثور عليها في المنزل، مما يشير إلى أنه قد يكون قُتل في انفجار بعد أن أطلقت القوات الإسرائيلية بحسب تقارير صواريخ على المبنى. ولم توضح الشرطة كيف مات دجانغو.
وبحسب الشرطة، شارك دجانغو في مئات العمليات لوحدة يمام في السنوات الأخيرة.
تصاعدت التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين خلال العام الأخير، حيث ينفذ الجيش عمليات ليلية شبه يومية في الضفة الغربية وسط سلسلة من الهجمات الفلسطينية.
تسببت الهجمات الفلسطينية في إسرائيل والضفة الغربية في مقتل 19 شخصا منذ بداية العام وإصابة العديد بجروح خطيرة.
وقُتل ما لا يقل عن 99 فلسطينيا منذ بداية العام، معظمهم أثناء تنفيذ هجمات أو خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، لكن بعضهم كان من المدنيين غير المتورطين في القتال والبعض الآخر قُتل في ظروف قيد التحقيق.