القوات الإسرائيلية تستعد لشهر رمضان مع استمرار التوترات في القدس والضفة الغربية
قالت الشرطة إنها ستنشر المزيد من الضباط حول المدينة القديمة وقت صلاة الجمعة خلال الشهر الكريم، وحذرت من تحريض الجماعات المسلحة على العنف؛ الجيش الإسرائيلي يعتقل المحرضين بشكل استباقي
تستعد القوات الإسرائيلية لشهر رمضان المبارك، الذي يتزامن مع عطلة عيد الفصح اليهودي هذا العام، مع تصاعد التوترات بالفعل في جميع أنحاء الضفة الغربية والقدس.
وتتوقع الشرطة أن وفود مئات آلاف من الفلسطينيين إلى القدس خلال شهر رمضان، الذي من المتوقع أن يبدأ الأربعاء أو الخميس وينتهي في 21 أبريل.
وقد شهد شهر رمضان في كثير من الأحيان اشتباكات وتوترات شديدة.
واجتمع وفدان إسرائيلي وفلسطيني يوم الأحد في قمة إقليمية نادرة نسبيا، وإن كانت منخفضة المخاطر في شرم الشيخ المصرية، حيث أعاد الطرفان التزامهما بتهدئة التوترات قبل أيام من بداية شهر رمضان.
وفي غضون ذلك، حذر كبار مسؤولي الدفاع الحكومة من زيادة التحذيرات من هجمات فلسطينية محتملة خلال الفترة الحساسة.
وحذر بعض المسؤولين من أن شهر رمضان المقبل قد يشكل أكبر تحدي في التعامل معه منذ سنوات، حيث تبقى التوترات عالية وسط سلسلة من المداهمات الإسرائيلية الدامية في الضفة الغربية والهجمات الفلسطينية، فضلا عن تصاعد عنف المستوطنين.
ووفقا لصحيفة “هآرتس”، قال مسؤولون عسكريون خلال اجتماع مع وزير الدفاع يوآف غالانت إن الاضطرابات الإسرائيلية المستمرة في الداخل، وتراجع شعبية السلطة الفلسطينية، وتصاعد الهجمات القومية اليهودية، وأفعال وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير جميعها تساهم في الأوضاع شديدة التقلب في الضفة الغربية.
وأدت سلسلة من الهجمات الفلسطينية في إسرائيل والضفة الغربية في الأشهر الأخيرة إلى مقتل 15 شخصا – جميعهم تقريبا من الإسرائيليين – وإصابة العديد بجروح خطيرة. ووقعت العديد من الهجمات في القدس نفذها فلسطينيون من سكان القدس الشرقية.
وقُتل ما لا يقل عن 85 فلسطينيا منذ بداية العام، معظمهم أثناء تنفيذ هجمات أو خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، على الرغم من أن بعضهم كانوا مدنيين غير متورطين وقُتل آخرون في ظروف قيد التحقيق.
ويشعر بعض المسؤولين العسكريين بالقلق من ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين، والذي من المتوقع أن يتجاوز عدد القتلى العام الماضي البالغ 158، وهو الأعلى منذ عام 2007.
ويقدر الجيش الإسرائيلي أنه كلما زاد عدد القتلى الفلسطينيين خلال الاشتباكات، زادت احتمالية انضمام آخرين إلى “دائرة العنف” وربما تنفيذ هجمات ضد إسرائيليين.
وأجرى الجيش في الأسابيع الأخيرة اعتقالات “استباقية” لعشرات الفلسطينيين الذين اعتبر أنهم محرضون على العنف، ومن المتوقع أن يظلوا محتجزين خلال شهر رمضان. وقُتل أو اعتُقل فلسطينيون آخرون زُعم أنهم كانوا يخططون لتنفيذ هجمات خلال المداهمات الأخيرة.
وحذرت الشرطة الأحد من “الأشخاص الذين يحاولون استغلال الأعياد لنشر التحريض على وسائل التواصل الاجتماعي والإشاعات الكاذبة والمعلومات المضللة، لا سيما فيما يتعلق بالأماكن المقدسة”.
وقالت الشرطة إن الفصائل والعناصر المسلحة استخدمت في الماضي شهر رمضان للتحريض على أعمال شغب في القدس.
وقال مسؤولو إنفاذ القانون إن الشرطة ستتصرف “دون مساومة ضد مثيري الشغب ومن يخالفون القانون، الذين يؤذون أو يحاولون إيذاء المصلين والمحتفلين، أو الذين يستغلون الأعياد لإيذاء المدنيين أو قوات الأمن”.
وعقد مسؤولون في شرطة منطقة القدس اجتماعات في الأيام الأخيرة مع مختلف المسؤولين المحليين وقادة المجتمع لتنسيق أنشطة الأعياد في العاصمة. وعقد مسؤولون في الجيش الإسرائيلي اجتماعات مماثلة مع مسؤولين فلسطينيين في الضفة الغربية في الأسابيع الأخيرة.
وقالت الشرطة إنه سيكون هناك تواجد متزايد لضباط الشرطة في جميع أنحاء القدس في أيام الجمعة خلال شهر رمضان، وخاصة في البلدة القديمة وبالقرب من الحرم القدسي، حيث من المتوقع حضور العديد من المصلين للصلاة في المسجد الأقصى. وصرح مسؤول بالشرطة للصحفيين بأن منطقة القدس ينقصها أكثر من 800 ضابط شرطة لضمان الأمن بشكل مناسب.
وقد خفف الجيش بعض القيود المفروضة على حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة للسماح للنساء والأطفال وبعض الرجال بالصلاة في المسجد الأقصى دون تصاريح.
وقالت الشرطة إنها تستعد أيضا لعيد الفصح العبري والمسيحي اللذين سيقامان خلال شهر رمضان هذا العام.
وجاء في بيان للشرطة أن “الغرض من التحضير ونشاط الشرطة في القدس خلال شهر رمضان هو تمكين حرية العبادة… مع الحفاظ على الأمن والقانون والنظام العام”.
وأضاف البيان أن “الشرطة ستعمل على حماية جميع المصلين الذين يصلون إلى الأماكن المقدسة في هذه الأيام، من المسلمين واليهود والمسيحيين، بهدف ضماح حرية العبادة للجميع”.