قناة “الجزيرة” تبث لقطات لزعيم حماس المقتول السنوار في عدة لحظات من حرب غزة
في أحد المقاطع يظهر السنوار في ساحة المعركة، ومقطع آخر يظهره في شقة وهو ينظر إلى خريطة؛ مالك المبنى الذي قتل فيه جيش الإسرائيلي السنوار يقول إن الموقع تحول إلى معلم سياحي

بثت قناة الجزيرة يوم الجمعة لقطات غير مسبوقة تظهر زعيم حماس المقتول يحيى السنوار في عدة لحظات من الحرب في قطاع غزة. قُتل السنوار، العقل المدبر لهجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 في جنوب إسرائيل، في اشتباك بالأسلحة النارية مع قوات الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح جنوب القطاع في أكتوبر 2024.
وفي أحد المقاطع المنشورة في التقرير، يمكن رؤية السنوار وهو يسير في ساحة المعركة ممسكا بعصا، ويرتدي سترة عسكرية، ويغطي جسده ببطانية حتى لا يكون بالامكان التعرف عليه من بعيد.
ويظهر في الفيديو كلمة “شمال” باللغة العبرية مكتوبة على جدار مبنى أقام فيه السنوار لفترة وجيزة، ما يشير إلى أن جنود الجيش الإسرائيلي عملوا في ذلك المنزل قبل وصول حماس إلى هناك.
ويظهر وهو يرتدي قميص ويجثو على ركبتيه مع رجل آخر، ويشير إلى خريطة موضوعة أمامهما.
في التقرير، تظهر القناة القطرية أيضا ما قالت أنه الأمر الذي وقّع عليه السنوار لبدء هجوم الحركة في الساعة 6:30 صباحا في السابع من أكتوبر 2023.
خلال الهجوم الذي أشعل فتيل حرب استمرت في غزة لأكثر من 15 شهرا، قام نحو 3000 مسلح بقيادة حماس باقتحام الحدود إلى داخل إسرائيل برا وجوا وبحرا، وقتلوا نحو 1200 شخص وقاموا باختطاف 251 آخرين.
בתכנית באל-ג’זירה משודרות גם תמונות חדשות של יחיא סינוואר במהלך המלחמה https://t.co/oyEszVC92L pic.twitter.com/yFTOgXJkxE
— roi kais • روعي كايس • רועי קייס (@kaisos1987) January 24, 2025
وتتهم إسرائيل قناة الجزيرة منذ فترة طويلة بالتعاون الوثيق مع حماس، واتهمت بعض مراسليها في غزة بأنهم عناصر في فصائل مسلحة فلسطينية.
وفي شهر أكتوبر، نشر الجيش الإسرائيلي وثائق تم العثور عليها في غزة، قال إنها تثبت التواصل والتعاون المباشر بين الشبكة القطرية وحماس، فضلا عن وثائق تظهر أن ستة من مراسلي الجزيرة النشطين كانوا أعضاء في فصائل مسلحة.
ونفت الشبكة القطرية بشدة اتهامات إسرائيل واتهمتها باستهداف موظفيها في قطاع غزة بشكل ممنهج.
وتحظر إسرائيل بث قناة الجزيرة، كما أوقفت السلطة الفلسطينية بثها مؤخرا على خلفية التغطية الانتقادية التي قدمتها الشبكة القطرية للعمليات الأمنية الأخيرة التي شنتها رام الله على الفصائل المسلحة في الضفة الغربية.

في غضون ذلك، قال مالك المنزل الذي يُزعم أن قوات الجيش الإسرائيلي قتلت فيه السنوار يوم الجمعة إن الشقة المدمرة في رفح أصبحت مزارا سياحيا لمحبي زعيم حماس المقتول منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ يوم الأحد.
وقال أشرف أبو طه إنه عاد إلى حي تل السلطان في رفح في وقت متأخر من ليلة 17 أكتوبر، بعد وقت قصير من مقتل السنوار، ليجد أن الصحفيين والسكان تجمهروا حول أنقاض منزله على أمل إلقاء نظرة على الكرسي الذي أظهرت لقطات صورتها طائرة مسيّرة إسرائيلية السنوار يجلس عليه في لحظاته الأخيرة.
وقال أبو طه “وصلت في الساعة 11:00. كنت متأخرا، فوجدت الناس يحتشدون مع صحافيين، آلاف تقريبا. تساءلت ماذا يحدث. فوجدت أنهم جاؤوا لالتقاط صور في المنزل”.

في الفيديو، الذي تم تصويره قبل أن تقتله قوات الجيش الإسرائيلي وتدمر جزءًا من المبنى، ألقى السنوار – الذي بدا مصابا بجروح بالغة ومغطى بالغبار ووضع كوفية فلسطينية – جسما تجاه المسيّرة. وصف الإسرائيليون ذلك بأنه علامة على ضعفه، لكن الفلسطينيين أشادوا به باعتباره عرضا أخيرا للتحدي ضد الجيش الإسرائيلي القوي.
وأشار أبو طه إلى أن الكرسي الذي قُتل عليه السنوار أصبح رمزا قوميا فلسطينيا إلى حد ما. ولقد وضع هو وابنه المقعد وسترة يقولون إنها كانت للسنوار فوق أنقاض منزلهم.
وقال: “يقول الناس الآن أن الحي لم يعد تل السلطان، بل تل السنوار”، في إشارة إلى اسم الحي.

وفي الوقت نفسه، أقرت حماس يوم الجمعة أيضا بأن غارة جوية إسرائيلية الصيف الماضي أدت إلى مقتل روحي مشتهى، رئيس الحكومة الفعلي في غزة، إلى جانب مسؤول كبير آخر.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في أكتوبر 2024 أن مشتهى قُتل في غارة جوية على نفق في شمال غزة قبل ثلاثة أشهر، إلى جانب مسؤولي حماس سامح السراج، الذي كان يشغل منصب وزير الأمن في المكتب السياسي لحماس، وسامي عودة، رئيس “آلية الأمن العام” لحماس.
وأكد بيان حماس يوم الجمعة مقتل مشتهى وعودة فقط.
وشهدت الحملة العسكرية الإسرائيلية لتدمير حماس وإعادة الرهائن الذين تم احتجازهم في 7 أكتوبر، قيام الجيش بقتل العديد من قادة حماس، بما في ذلك رئيس الجناح العسكري محمد الضيف في غارة جوية على غزة، ورئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في انفجار في طهران، وكلاهما قُتل في يوليو من العام الماضي.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 46 ألف فلسطيني في القطاع قُتلوا خلال الحرب، رغم أنه لا يمكن التحقق من هذا العدد وهو ولا يميز بين المدنيين والمقاتلين. وتقول إسرائيل إنها قتلت نحو 20 ألف مقاتل في المعركة حتى يناير و- 1000 مسلح آخر داخل إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وتقول إسرائيل إنها تسعى إلى تقليل عدد القتلى المدنيين وتؤكد أن حماس تستخدم المدنيين في غزة كدروع بشرية، وتقاتل من مناطق مدنية بما في ذلك من المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد.
وُيعتقد أن 91 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في السابع من أكتوبر لا يزالون في غزة، بما في ذلك جثث 34 على الأقل أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.
ومن المقرر أن تطلق حماس يوم السبت سراح أربع جنديات تحتجزهن منذ 477 يوما كجزء من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
ساهم في هذا التقرير إيمانويل فابيان.