قطر والولايات المتحدة تتحدثان عن “زخم” في مفاوضات غزة بعد وقف إطلاق النار مع إيران
ترامب يعتبر الهجوم الأمريكي على إيران سبب إحراز "التقدم الكبير" في المفاوضات المتعثرة منذ أواخر مايو، والدوحة تؤكد تواصلها مع "جميع الأطراف"

قالت الولايات المتحدة وقطر يوم الأربعاء إن وقف إطلاق النار الهش الذي دخل يومه الأول في إيران أوجد فرصة لدفع محادثات الهدنة والرهائن التي تتوسطان فيها بين إسرائيل وحماس في غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري لقناة CNN إن الدوحة كانت على تواصل مع “جميع الأطراف” في المحادثات، في محاولة للاستفادة من الزخم الناتج عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، مكررًا تصريحات مشابهة أدلى بها الرئيس الأمريكي.
وقال الأنصاري: “حان الوقت الآن للرئيس ترامب أن يدفع بهذا الملف ونعتقد أنه صادق في ذلك”، وأضاف: “نحن مستعدون للمساعدة في هذا الشأن”.
وتابع: “خلق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل زخمًا، لكن الأمور لم تُحسم بعد. هناك العديد من التفاصيل التي لا يمكنني التطرق إليها الآن حول الصفقة المطروحة، لكن يمكنني القول إنها نفس المعايير التي تدخل وتخرج باستمرار من المفاوضات”.
كما قال الأنصاري إن الضربة الإيرانية الانتقامية على قاعدة عسكرية أمريكية داخل قطر ستترك “ندوبا على العلاقة” بين الدوحة وطهران.
وجاءت تصريحات الأنصاري بشأن مفاوضات غزة بعد ما أعلنه رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني يوم الثلاثاء بأن “المناقشات مستمرة” مع كل من إسرائيل وحماس، استنادًا إلى مقترح أمريكي لم يُكشف عن تفاصيله.

وفي الوقت نفسه، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال قمة الناتو في لاهاي يوم الأربعاء إن الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية يوم الأحد أدى إلى “تقدم كبير” في محادثات التهدئة في غزة.
وأضاف: “أعتقد أن هذا الهجوم الذي نفذناه… سيؤدي إلى أخبار جيدة جدًا. غزة أصبحت قريبة جدًا”.
بدوره، قال القيادي في حماس طاهر النونو لوكالة فرانس برس “اتصالاتنا مع الإخوة الوسطاء في مصر وقطر لم تتوقف وتكثفت في الساعات الأخيرة”.
لكنه شدد على أن الحركة “لم تتلقَ أي مقترح جديد بشأن وقف النار حتى الآن”.

ورفضت الحكومة الإسرائيلية التعليق على أي مباحثات جديدة، واكتفت بالقول إن “الجهود لاستعادة الرهائن الإسرائيليين في غزة مستمرة، سواء ميدانيا أو عبر المفاوضات”.
وكانت المحادثات متعثرة إلى حد كبير منذ أواخر مايو، عندما قدمت حماس ردًا وصفته الولايات المتحدة بأنه “غير مقبول” على مقترح من المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف.
وتضمن المقترح هدنة لمدة 60 يوما في قطاع غزة، وانسحابًا جزئيًا للقوات الإسرائيلية وزيادة في المساعدات الإنسانية، مقابل إطلاق سراح 10 رهائن أحياء ورفات 18 رهينة.
وجاء في رد حماس شرط من شأنه أن يصعّب على إسرائيل استئناف القتال إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار دائم بحلول نهاية الهدنة البالغة 60 يوما.
كما شمل اقتراح الحركة أن يتم الإفراج عن الرهائن الأحياء العشرة على مراحل خلال الهدنة، بدلا من دفعتيْن في اليوم الأول والسابع كما نص العرض الأمريكي.

وكان اتفاق الهدنة والرهائن السابق قد انهار في 2 مارس، عندما انتهت مرحلته الأولى التي استمرت 42 يوما برفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التفاوض على المرحلة الثانية، والتي كانت تتطلب انسحابا كاملا للجيش الإسرائيلي من غزة – وهو خط أحمر لشركاء نتنياهو المتطرفين في الائتلاف.
واستأنفت إسرائيل العمليات القتالية في غزة في 18 مارس، وأكد نتنياهو أنه سيواصل القتال حتى القضاء على حماس.
وقبل أيام من الضربة الإسرائيلية على إيران في 13 يونيو، قال نتنياهو إن هناك “تقدما كبيرا” في محادثات الرهائن، لكن مسؤولا عربيا مطلعا أكد لتايمز أوف إسرائيل عدم وجود أي تقدم.
وتحتجز الفصائل المسلحة في غزة 50 رهينة، بينهم 49 أُسروا في 7 أكتوبر 2023 عندما اقتحم آلاف المسلحين بقيادة حماس جنوب إسرائيل في هجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر 251 رهينة، وأشعل الحرب في القطاع. كما تحتفظ حماس بجثمان جندي إسرائيلي قُتل في حرب غزة عام 2014.

وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 28 من الرهائن المتبقين على الأقل، ويُعتقد أن 20 لا يزالون على قيد الحياة، وهناك مخاوف جدية على اثنين آخرين، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين.
وأفرجت حماس عن 30 رهينة – 20 مدنيا إسرائيليا، وخمسة جنود، وخمسة تايلانديين – وجثامين ثمانية رهائن إسرائيليين قُتلوا خلال الهدنة التي انتهت في مارس، كما أفرجت عن رهينة إضافي يحمل الجنسية الأمريكية الإسرائيلية في مايو “كبادرة” للولايات المتحدة. وأطلقت الجماعة أيضا سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعًا في نهاية نوفمبر 2023، وتم الإفراج عن أربعة رهائن قبل ذلك خلال الأسابيع الأولى من الحرب.
وفي المقابل، أفرجت إسرائيل عن نحو ألفيّ أسير أمني فلسطيني ومعتقل من غزة خلال الحرب.
وتمكن الجيش من تحرير ثمانية رهائن أحياء من الأسر، كما تم العثور على جثامين 49 آخرين، بينهم ثلاثة قُتلوا عن طريق الخطأ بنيران الجيش أثناء محاولتهم الهرب من آسريهم، وجثمان جندي قُتل عام 2014.
ساهم جيكوب ماغيد ووكالة فرانس برس في إعداد هذا التقرير