قطر تعلن عن اتفاق لإرسال أدوية للرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس
الدوحة تقول إنها عملت مع فرنسا للتوسط في الاتفاق الذي من المقرر أن يبدأ الأربعاء، والذي سيشهد توفير الأدوية للمحتجزين مع موافقة إسرائيل على زيادة دخول المساعدات الطبية
أعلنت قطر يوم الثلاثاء أنها توسطت بنجاح في اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس لتوصيل الأدوية للرهائن في غزة.
وستغادر الأدوية الدوحة الأربعاء على متن طائرتين عسكريتين قطريتين في طريقهما إلى مدينة العريش الساحلية في شبه جزيرة سيناء المصرية. وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان أنه سيتم بعد ذلك نقل الشحنة إلى قطاع غزة، مشيرة إلى أن فرنسا لعبت دورا في الوساطة في الاتفاق.
وذكر البيان القطري إن وساطة الدوحة بين إسرائيل وحماس ستستمر “في إطار الجهود القطرية لإنهاء الحرب في غزة”.
وأكد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في وقت لاحق الاتفاق وقال إن رئيس الوزراء “ينقل تقديره لجميع الذين ساعدوا خلال العملية”. وأضاف البيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء أن إسرائيل ستعمل على ضمان وصول الأدوية إلى هدفها.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أدريان واتسون يوم الثلاثاء إن إدارة بايدن رحبت بالإعلان عن الاتفاق.
ولم يصدر رد فعل فوري من حماس. وقد اعترف شخص بارز في الحركة الحاكمة في غزة خلال نهاية الأسبوع بأن الأدوية من قطر ستصل إلى القطاع و”سيتم استخدام بعض الأدوية لعلاج الأسرى الإسرائيليين”.
وفي وقت سابق الثلاثاء، كشف مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن دور باريس في الصفقة، قائلا إنه أمر وزارة خارجية بلاده بوضع قائمة أدوية لـ 45 رهينة والقيام بشرائها وإرسالها إلى قطر.
ووصل الدواء إلى الدوحة يوم السبت، بحسب فرنسا التي قالت إنها تعمل مع قطر منذ أواخر أكتوبر بناء على طلب من منتدى الرهائن وعائلات المفقودين.
وقال مسؤول فرنسي لتايمز أوف إسرائيل إن إسرائيل تشرف على الجوانب الأمنية للعملية، مضيفا أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تشارك أيضا.
ومن المتوقع صدور بيان فرنسي قطري مشترك في حال نجاح المشروع.
ومقابل توصيل الدواء للرهائن، وافقت إسرائيل على زيادة المساعدات الطبية المشمولة في المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة كل يوم، حسبما قال مسؤول إسرائيلي لتايمز أوف إسرائيل. وأشار البيان القطري إلى أن بعض هذه المساعدات سيتم تضمينها في الشحنة التي سيتم نقلها إلى مصر يوم الأربعاء.
ويعتقد أن 132 رهينة اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة – وليسوا جميعهم على قيد الحياة – بعد إطلاق سراح 105 مدنيين من أسر حماس خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر.
ولم يتلقوا أي زيارات من الصليب الأحمر منذ أن تم اختطافهم خلال الهجوم القاتل الذي شنته حماس في جنوب إسرائيل، عندما قتل المسلحون 1200 شخص وأسروا 240 آخرين. وقد واجه الصليب الأحمر انتقادات لفشله في زيارتهم في الأسر أو حتى ضمان وصول الأدوية التي يحتاجونها.
وقال مسؤول إسرائيلي لتايمز أوف إسرائيل إن قائمة الأدوية للرهائن ستشمل الأدوية التي يعتبرها أطبائهم “منقذة للحياة” ويعتقد أنها تشمل أدوية للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والربو.
وقال المسؤول أن المفاوضات كانت معقدة لأن حماس تخشى أن يؤدي نقل الأدوية إلى الرهائن إلى اكتشاف إسرائيل مكان احتجازهم.
محادثات “مكثفة” حول صفقة الرهائن
قال البيت الأبيض الثلاثاء أيضا إن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان ووزير الخارجية أنطوني بلينكن ناقشا الجهود المبذولة للتفاوض لإطلاق سراح الرهائن المتبقين خلال اجتماعات منفصلة مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي إن منسق البيت الأبيض في الشرق الأوسط بريت ماكجورك زار الدوحة أيضا في وقت سابق من هذا الأسبوع لعقد اجتماعات مع القادة القطريين حول نفس القضية.
وهناك ستة مواطنين أمريكيين من بين الرهائن الأحياء المتبقين.
وقال كيربي: “إننا نجري مناقشات جادة ومكثفة للغاية في قطر حول إمكانية التوصل إلى اتفاق آخر… ونأمل أن تؤتي ثمارها قريبًا”، مرددًا التصريحات التي أدلى بها خلال الشهر ونصف الشهر الماضيين والتي لم تشهد تحقيق أي تقدم ملموس.
وتقول حماس إنها لن تطلق سراح الرهائن مقابل أي شيء أقل من وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وهو ما رفضته إسرائيل على الفور.
وسلط كيربي الضوء على مقاطع الفيديو الدعائية للرهائن التي نشرتها حماس هذا الأسبوع، والتي قال إنها “تذكرة بقسوة وبربرية [الجماعة الفلسطينية]”.
وأشار إلى أن المقاطع تظهر نوعا أرغماني، التي كان من المفترض أن يتم إطلاق سراحها مع الرهائن الأخريات خلال الهدنة التي استمرت سبعة أيام في أواخر نوفمبر، لكن حماس تراجعت عن الصفقة.
والإسرائيليان الآخران اللذان ظهرا في مقاطع الفيديو هما يوسي شرعابي وإيتاي سفيرسكي، من سكان كيبوتس “بئيري”، اللذين أعلن يوم الثلاثاء عن مقتلهما في غزة وأن جثتيهما محتجزتان لدى حركة حماس.
ودعا الكيبوتس إلى إعادة جثثهم لدفنها وإطلاق سراح جميع الرهائن.
وجاء الإعلان عن وفاتهما بعد أن أثار الفيديو الدعائي الأخير، والذي نُشر مساء الاثنين، مخاوف بشأن مصير سفيرسكي وشرعابي. ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن أرغاماني على قيد الحياة.
وتحدث كيربي أيضًا عن المعارك المستمرة في غزة خلال المؤتمر الصحفي يوم الثلاثاء، قائلًا إن تحول الجيش الإسرائيلي إلى قتال منخفض الشدة في شمال غزة والتحول الوشيك إلى قتال منخفض الشدة في جنوب غزة، كما أعلن وزير الدفاع يوآف غالانت يوم الاثنين، سيسمح بزيادة المساعدات الإنسانية وعودة المدنيين إلى منازلهم.
وقال كيربي إنه مع تقليص حدة القتال، “نحن نستعد لزيادة المساعدات الإنسانية… وكذلك للمساعدة في تهيئة الظروف لعودة السكان إلى شمال غزة حيث تأمل الأمم المتحدة في إجراء بعثات تقييم خلال الأسبوع المقبل”.
ووافقت إسرائيل على تقييم الأمم المتحدة لكنها رفضت الجهود الرامية إلى السماح لسكان غزة الذين تم إجلاؤهم بالعودة إلى منازلهم في شمال القطاع، قائلة إن القتال لا يزال مستمرا هناك وأنها لن تسمح بهذه الخطوة ما لم يكن هناك تقدم في الجهود الرامية إلى إطلاق سراح الرهائن.
وقال كيربي: “إننا نجري هذه الاستعدادات لأننا نعتقد أن هذه العمليات الأقل كثافة داخل غزة لن تؤدي إلى خفض عدد الضحايا المدنيين فحسب، بل أيضًا توزيع أكثر ثابت للمساعدات خلال الفترة المقبلة”، مضيفًا أن مبعوث بايدن الإنساني إلى غزة ديفيد ساترفيلد والسفير الأمريكي لدى إسرائيل جاك ليو سيلتقيان يوم الثلاثاء مع كبار القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين لمناقشة هذه القضية.
وقال كيربي إن “الصور القادمة من غزة لا تزال مفجعة ومؤلمة”، وأن الولايات المتحدة تواصل جهودها للحد من الخسائر في صفوف المدنيين، مشددا على أن حماس تعرقل هذه الجهود من خلال العمل بين المدنيين.
ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل في إعداد هذا التقرير