إسرائيل في حالة حرب - اليوم 501

بحث

قطر: الضغوط من ترامب ستكون ضرورية لإتمام المرحلة الثانية من اتفاق غزة

مسؤول في الدوحة يقول لوكالة أنباء أميركية إن قطر تتوقع من الرئيس إعادة استخدام الخطاب العدواني الذي لعب دورا رئيسيا في تأمين الهدنة واتفاق إطلاق سراح الرهائن، مع استئناف المحادثات

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يشير إلى المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف (يسار) في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في 3 فبراير 2025، في واشنطن العاصمة. (Jim WATSON / AFP)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يشير إلى المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف (يسار) في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في 3 فبراير 2025، في واشنطن العاصمة. (Jim WATSON / AFP)

قال مسؤول قطري كبير يوم الاثنين إن قطر تتوقع من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يواصل الضغط على إسرائيل وحماس للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة ومتابعة تنفيذ الاتفاق في المرحلة الثانية المخطط لها.

ومن المقرر أن تنطلق المحادثات بشأن المرحلة الثانية التي تلي المرحلة الأولية التي استمرت 42 يوما هذا الأسبوع، وسيتباحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسألة عندما يلتقي مع ترامب في البيت الأبيض يوم الثلاثاء، بحسب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.

ولكن تحقيق هذا الهدف لن يكون سهلا: ففي ظل الضغوط من حلفائه السياسيين اليمينيين، أبدى نتنياهو ووزير دفاعه استعدادهما لتعليق وقف إطلاق النار واستئناف القتال؛ وفي يوم الاثنين، بدا ترامب متشائما بشأن آفاق الاتفاق، وقال للصحفيين أنه “ليس لديه ضمانات بأن السلام سوف يصمد”.

لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري قال إن الدوحة تتوقع أن يلعب ترامب دورا رئيسيا في أجراء وإتمام محادثات المرحلة الثانية، بعد أن استخدم الرئيس المنتخب آنذاك خطابا حازماً وتهديدات قاسية للمساعدة في التوصل إلى المرحلة الأولى من الاتفاق، والتي بدأت قبل يوم من تنصيبه في 20 يناير.

وقال الأنصاري لموقع “بريتبارت” الإخباري اليميني المتطرف: “نعتقد أن هذا الشيء لم يكن ليحدث لولا تصريح الرئيس ترامب وحزمه، ونحن نعتمد على ذلك لاستمرار التنفيذ والمرور بالمراحل التالية”.

وأضاف: “نحن نعتمد على الرئيس ترامب والإدارة لإعطاء رسالة واضحة بأنهم يدعمون عملية التفاوض وأنهم يدعمون المرحلة الثانية وأنهم سيدعمون هذه العملية طوال عملية صنع السلام”.

وقال مكتب نتنياهو في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء إن وفدا سيتوجه إلى الدوحة هذا الأسبوع لإجراء محادثات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، عقب اجتماعات في واشنطن بين نتنياهو ومستشاري ترامب، بما في ذلك مبعوثه للمفاوضات، المبعوث الخاص ستيف ويتكوف.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يلتقي المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف ومستشار الأمن القومي مايكل والتز، برفقة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، والسفير لدى الولايات المتحدة يحيئيل لايتر، ومدير طاقم رئيس الوزراء تساحي برافرمان، في واشنطن في 4 فبراير 2025. (Avi Ohayon/GPO)

وكان من المتوقع أن يجتمع المفاوضون مرة أخرى يوم الاثنين بموجب شروط الخطة التي توسطت فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر، لكن نتنياهو اختار الاجتماع مع الجانب الأميركي أولا.

وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان يوم الثلاثاء إن “إسرائيل تستعد لمغادرة وفد العمل إلى الدوحة في نهاية هذا الأسبوع من أجل مناقشة التفاصيل الفنية المتعلقة بالاستمرار في تنفيذ الاتفاق”.

وقال الأنصاري، وهو أيضا مستشار كبير لرئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إنه يأمل أن يستخدم ترامب اجتماعه مع نتنياهو للضغط على الزعيم الإسرائيلي للالتزام بوقف إطلاق النار.

مضيفا: “نأمل أن يعبر ترامب إلى رئيس الوزراء نتنياهو عن مدى إيمانه بعملية الوساطة، وإيمانه بإعادة الرهائن إلى ديارهم، وإيمانه بضرورة المضي قدماً في المفاوضات”. وأضاف “نعلم أن الرئيس ترامب يؤمن بالعملية، ومن خلال مساعدة الرئيس ترامب عاد العديد من الرهائن – معظم الرهائن الآن – إلى عائلاتهم، ونأمل أن نتمكن من إعادة بقية الرهائن إلى ديارهم، ونأمل أن نتمكن من مساعدة شعب غزة على معرفة يوم السلام والأمل”.

ماجد الأنصاري على شاشة خلال قمة كونكورديا السنوية لعام 2024 في فندق شيراتون نيويورك تايمز سكوير في 23 سبتمبر 2024 في مدينة نيويورك. (John Lamparski/Getty Images for Concordia Summit/AFP)

وبينما كان ينتظر تولي منصبه، هدد ترامب بـ”الجحيم” إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول العشرين من يناير، فأرسل ويتكوف ومسؤولين آخرين في فريقه الانتقالي لدفع المحادثات قدما. ولكنه رفض منذ ذلك الحين تقديم نفس المستوى من الدعم الشعبي لاستمرار الاتفاق عبر المرحلتين التاليتين.

حتى الآن، تم إطلاق سراح 13 رهينة اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر بموجب المرحلة الأولى التي تستمر 42 يوما من الاتفاق، والتي من المقرر أن تشهد إطلاق سراح 33 رهينة على دفعات، بما في ذلك ما يعتقد أنه ثماني جثث، مقابل نحو 1900 أسير أمني فلسطيني.

كما تم الإفراج عن خمسة مواطنين تايلانديين بموجب اتفاق منفصل.

وقد شهدت الهدنة أيضاً زيادة كبيرة في وصول إمدادات الغذاء والوقود والمساعدات الطبية وغيرها من المساعدات إلى قطاع غزة المدمر، في حين سُمح للنازحين الفلسطينيين بالبدء في العودة إلى الشمال، وأظهرت حماس سيطرتها المستمرة على القطاع.

انتشار مسلحون من حماس والجهاد الإسلامي قبل إطلاق حماس سراح رهائن في غزة في 1 فبراير 2025. (AP Photo/Abdel Kareem)

ومن المتوقع أن تشهد المرحلة الثانية من الاتفاق قيام حماس بإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين في غزة مقابل إطلاق سراح المزيد من الأسرى الفلسطينيين، وإنهاء الحرب والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع.

ويعتقد أن ما يقارب من نصف الرهائن الـ76 المتبقين الذين اختطفوا في السابع من أكتوبر قد لقوا حتفهم.

ولكن نتنياهو يتعرض لضغوط شديدة من اليمين المتطرف لإصدار أوامر للجيش بالعودة إلى القتال حتى يتم تدمير حماس بالكامل. وتعهد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، أحد شركاء نتنياهو الرئيسيين، بإسقاط الحكومة إذا لم يتم استئناف الحرب.

إسرائيليون يطالبون بالإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة، خارج فرع السفارة الأمريكية في تل أبيب، 3 فبراير 2025. (Tomer Neuberg/Flash90)

وفي الوقت نفسه، قال ترامب إنه ملتزم بإنهاء الصراعات التي قد تتورط الولايات المتحدة فيها.

وقالت ميرا ريسنيك، نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركي السابقة للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية، إن ترامب قد “يكون لديه القليل من الصبر تجاه المشاكل السياسية التي يواجهها نتنياهو إذا كانت تعترض طريق الأهداف الأوسع لهذه الإدارة”.

“لقد بدأ الرئيس ولايته بالقول إنه يريد أن يتم تطبيق وقف إطلاق النار بحلول العشرين من يناير. وهذا ما حصل عليه بالفعل”، قالت ريسنيك. “إنه مهتم بهذه القضية لأنه تمكن من أن ينسب الفضل لنفسه في ذلك”.

وفي واشنطن، دعت عيناف زانغاوكر، التي ابنها ماتان من بين الرهائن الذين لن يتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى، ترامب إلى استخدام النفوذ الأميركي لإبقاء نتنياهو ملتزما بالاتفاق.

عيناف زانغاوكر، والدة الرهينة ماتان زانغاوكر المحتجز في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، تتحدث في مؤتمر صحفي في تل أبيب في 23 نوفمبر 2024. (Avshalom Sassoni/Flash90)

وقالت زانغاوكرـ التي تخطط للانضمام إلى تجمع حاشد خارج البيت الأبيض يوم الثلاثاء، “أريد أن يعلم الرئيس ترامب أن هناك عناصر متطرفة معينة داخل إسرائيل تحاول نسف رؤيته”. وأضافت: “نحن نمثل الغالبية العظمى من إسرائيل. المتطرفون يبتزون رئيس الوزراء لتنفيذ أوامرهم”.

وفي المقابلة التي أجراها معه موقع “بريتبارت”، هاجم الأنصاري القطري السفير الإسرائيلي الجديد لدى واشنطن يحيئيل لايتر، الذي اتهم الدوحة مؤخرا بلعب “لعبة مزدوجة تتمثل في تمويل مثيري الحرائق وتمويل عناصر الإطفاء في نفس الوقت”. وقد أشار منتقدو الدوحة إلى علاقاتها الوثيقة مع حماس والتمويل الذي أرسلته إلى غزة والذي سمح للحركة ببناء ترسانتها لمهاجمة إسرائيل.

وقال “تحت عناصر الإطفاء منذ فترة طويلة الآن، وثم نعمل على إطفاء الحرائق التي يشعلها أشخاص مصابون بجنون العظمة والنرجسية وأشخاص لديهم غرور أكبر من الحياة يريدون فقط تحقيق طموحاتهم الشخصية حتى لو كان ذلك يعني خسارة أرواح الآلاف من المدنيين الأبرياء”.

الرهينة المفرج عنه كيث سيغل مع بناته الثلاث في المركز الطبي سوراسكي (مستشفى إيخيلوف) في تل أبيب، 1 فبراير، 2025. (IDF)

وأشار المتحدث إلى أن السلك الدبلوماسي الإسرائيلي لم يفعل الكثير من أجل تحرير الرهائن مقارنة بالجهد الذي بذلته قطر، مشيرا إلى أن أقاربهم أرسلوا له رسائل شكر عندما تم إطلاق سراح أحبائهم.

وقال: “أود أن أطلب من السفير أن يذهب ويتحدث إلى أسر الرهائن وأن يستمع إلى أسر الرهائن التي أهملها بعض المسؤولين لفترة طويلة. اسألهم عن رأيهم في دور قطر في هذه المفاوضات. لقد بذلنا الكثير من الجهد في هذه الوساطة”.

ساهم جيكوب ماغيد ولازار بيرمان في إعداد هذا التقرير

اقرأ المزيد عن