إسرائيل في حالة حرب - اليوم 616

بحث

قضية خزان الأمونيا الإسرائيلي على وشك الإنتهاء مع إقالة 800 عامل

في رسالة لاذعة لنتنياهو، قال صاحب شركة كيماويات حيفا انه تم تجاهل جميع الاقتراحات للتسوية

مخزن الامونيا في مدينة حيفا الشمالية (Courtesy of Environmental Protection Ministry)
مخزن الامونيا في مدينة حيفا الشمالية (Courtesy of Environmental Protection Ministry)

في رسالة لاذعة موجهة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قال صاحب شركة كيماويات حيفا الاربعاء أنه قرر وقف عمل مصنع السماد وإقالة 800 عامل، بعد فشل التوصل الى تسوية من أجل استمرار عمل الشركة.

وقال اتحاد العمال الإسرائيلية الهستدروت والعمال في المصنع أنهم يحاولون وقف الإقالة.

وتعمل شركة كيماويات حيفا منذ اكثر من 50 عاما وتستهلك حوالي 68% من الامونيا التي يتم استيرادها في اسرائيل لتصنيع سماد مخصص في مصانع تديرها في شمال وجنوب البلاد. وتوظف المصانع حوالي 800 عامل بشكل مباشر وحوالي 4,500 بشكل غير مباشر، وهي مسؤولة عن 2% من صادرات اسرائيل الصناعية، وفقا لمعلومات وفرتها الشركة.

“بأسف شديد، وبعد مبادرات عديدة، وصلنا المرحلة التي لا يمكننا فيها متابعة نشاطات الشركة في اسرائيل”، كتب جول ترامب، مواطن امريكي مولود في افريقيا الجنوبية يبلغ 73 عاما، وقطب عقارات يملك حصة مسيطرة في شركة تصنيع السماد الإسرائيلية. “انا ادرك اننا لن نحصل على التصريح للعودة الى نشاطاتنا في المستقبل القريب، ولذا لا يوجد امانا خيار سواء اغلاق الشركة فورا”.

وصدرت أوامر اغلاق خزان الامونيا الجدلي في خليج حيفا عام 2013، في معركة بينم السكان المحليين الذي يخشون من احتمال تسريب خطير وبين اللذين يقولون ان اغلاق الخزان سيكون له تأثير سلبي على الاقتصاد.

جول ترامب، الذي يسيطر على شركة كيماويات حيفا (Courtesy)
جول ترامب، الذي يسيطر على شركة كيماويات حيفا (Courtesy)

وفي شهر مايو، قررت المحكمة العليا انه يجب اغلاق الخزان حتى نهاية شهر يوليو، قائلة انه بالرغم من استبعاد احتمال التسريب، الاضرار التي قد تنتج عنه غير مقبولة.

وفي القرار، قال القضاة أن “لا يوجد للخزان تصريح بناء وكيماويات حيفا تعمل بدون رخصة عمل”.

ويأتي وقف نشاطات الشركة بينما يقول مراقب اسرائيل ان المسؤولين الحكوميين المسؤولين عن البحث عن بدائل للمصنع في حيفا قد يكونوا ساعدوا الشركة التي تملك المصنع بشكل غير قانوني وان بعض سوء التعامل قد يكون جنائي.

وكتب ترامب في رسالته الى نتنياهو ان “النتيجة المحزنة” لإغلاق الشركة ناتجة عن توقيف الانتاج في خمسة الاشهر الاخيرة، ما ادى الى خسارة مئات ملايين الشواقل نظرا لاستمرار توظيف العمال بأمل عثور الحكومة على حل “منطقي” يمكن الشركة باستمرار النشاطات، كتب.

“الآن نعلم أنه بالرغم من قرار الحكومة بالإجماع للعثور على حل لأزمة الامونيا… تطبيق الحل ليس بالأفق”، كتل ترامب. “نحن مجبرون على اغلاق الشركة واقالة العمال”.

عمال يحملون لافتات اثناء التظاهر امام منزل رئيس الوزراء في القدس ضد اغلاق خزان الامونيا في مدينة حيفا الشمالية، 29 مارس 2017 (Yonatan Sindel/Flash90)
عمال يحملون لافتات اثناء التظاهر امام منزل رئيس الوزراء في القدس ضد اغلاق خزان الامونيا في مدينة حيفا الشمالية، 29 مارس 2017 (Yonatan Sindel/Flash90)

وقال عضو الكنيست دوف حنين، رئيس اللوبي الاجتماعي البيئي في الكنيست، ان ادارة كيماويات حيفا “تستخدم عمالها بشكل مستهزئ وفادح”. والشركة تعمل منذ اربع سنوات بأنه عليها العثور على بديل لخزان الامونيا، ولكنها اختارت “جعل موظفيها رهائن في معركة تسمح لهم الاستمرار بالتلويث وتهديد الصحة العامة”.

ونادى حنين الحكومة عدم الخضوع الى “هذا الابتزاز” وعدم دعم “الارباح الضخمة لكبار رجال الاعمال الاجانب” كما “فعلت حتى الان”.

“انا توجهت الى رئيس لجنة المالية البارحة للطلب بأن يعقد اللجنة بشكل عاجل لتباحث الازمة ومنع الاقالة والاستخدام المستهزئ للعمال”، قال في بيان.

وفي عام 2013، قررت الحكومة اغلاق خزان الامونيا في خليج حيفا حتى عام 2017 وانشاء مصنع جديد في النقب بدلا عن ذلك، خشية على سلامة سكان حيفا. والتزمت الحكومة ايضا ضمان استمرار توفير المنشأة حتى انشاء مصنع جديد وبدء عمله.

ويقول مسؤولون محليون، بقيادة رئيس بلدية حيفا يونا ياهاف، ان عشرات الاف الاشخاص يمكن ان يموتوا في حال تشقق الخزان الذي يتسع 12,000 طن، وان المزيد قد يتعرضوا للخطر في حال اصابة السفينة الشهرية التي توصل الامونيا الى الخزان الضخم بصاروخ. وقد هدد تنظيم حزب الله اللبناني باستهداف الخزان بالصواريخ في اي حرب مستقبلية مع اسرائيل.

وبعد صدور تقرير بطلب من بلدية حيفا كشف ان عمل الخزان يشكل تهديد خطير على السكان، امرت المحكمة بإغلاق الخزان في خليج حيفا حيث يتم تخزين الامونيا بعد وصولها عبر البحر.

رئيس بلدية حيفا يونا ياهاف والبروفسور ايهود كينان خلال مؤتمر صحفي في بلدية حيفا حول تقرير يخص مخاطر خزان الامونيا في خليج حيفا، 31 يناير 2017 (Flash90)
رئيس بلدية حيفا يونا ياهاف والبروفسور ايهود كينان خلال مؤتمر صحفي في بلدية حيفا حول تقرير يخص مخاطر خزان الامونيا في خليج حيفا، 31 يناير 2017 (Flash90)

وفي مقابلة مع تايمز أوف اسرائيل في شهر مارس، قال ترامب ان التقرير حول مخاطر الامونيا مبالغ به جدا.

وكان من المفترض تفريغ خزان الامونيا في حيفا حتى شهر ابريل، ولكن طلبت الحكومة من المحكمة منح تمديد من اجل تمكين شركات السماد التي تعتمد على السماد التجهيز للإغلاق وتجنب “امكانية توقف صناعة السماد في اسرائيل”.

وطلبت الحكومة من المحكمة النظر في امكانية استمرار عمل الخزان الضخم لعامين اضافيين حتى العثور على بديل.

ولم تنجح مناقصة حول بناء مصنع جديد في النقب لتصنيع الامونيا، ما يزيل الحاجة لاستيرادها وتخزينها، عام 2016 بسبب قلة المشاركين، ما اخر افتتاح اي منشأة جديدة.

وقال آفي غاباي، رئيس حزب العمل، ان المذنب في اغلاق شركة كيماويات حيفا هو سياسات الحكومة “الفادحة” حول الغاز، التي حددت اسعار عالية جدا للغاز الطبيعي في اسرائيل. وبدون اسعار الغاز الطبيعي العالية جدا التي حددها نتنياهو، لكان هناك مصنعا لتصنيع الامونيا ووظائف اضافية بدلا من اغلاق حيفا للكيماويات المؤلم، قال في بيان.

وقال رئيس الهستدروت، آفي نيسنكورن، انه في 8 اغسطس سوف تغلق جميع المصانع في جنوب البلاد مع موظفين اعضاء في الهستدروت ابوابها ليوم في حال عدم التوصل الى حل لكيماويات حيفا، وانه سيتم اجراء اضرابات تعاطف اخرى في انحاء البلاد.

“اوقفوا كل هذا الحديث وجر الارجل”، قال في بيان. “اتوقع من الاطراف، بما يشمل المسؤولين الحكوميين واصحاب الشركات، العثور على حل فوري”.

وقال ايلي لوتاتي، عضو في الاتحاد وموظف في كيماويات حيفا الذي يعمل في الشركة منذ عام 1983 ومسؤول عن الصيانة، انه على الاطراف التوصل الى اتفاق.

وقال أن الإعلان عن الإقالة هو خطوة من قبل الادارة للضغط على الحكومة. “انهم يستخدمونا كرهائن”، قال.

وأضاف أنه يمكن ويجب التوصل الى حل بديل، حتى إن كان ذلك يعني ان اصحاب الشركة سوف يربحون اقل من “الملايين” التي يربحونها من نشاطاتهم في الشركة. وقال ان العمال يخططون عقد لقاء في الاسبوع المقبل مع رئيس بلدية حيفا والادارة لمحاولة الوصول الى اتفاق.

وفي رسالته الى نتنياهو، قال ترامب ان الشركة قدمت 12 اقتراحا لمصادر بديلة للأمونيا، بما يشمل اقامة مصنع في جنوب البلاد، ولكن تم رفضها جميعها. والشركة تعمل في الوقت الحالي على تفريغ الخزان في حيفا، وقد تم تفريغ حوالي 98% من السائل.

“طلبنا فقط حل لتمكيننا العودة الى العمل فورا. ولكن لم يساعد اي شيء”، قال ترامب.

“بنبرة شخصية، هذا القرار يكسر قلبي، لأنني اعرف الاشخاص وقصصهم بشكل شخصي”، كتب ترامب. “اعلم ان هؤلاء الذين دفعونا نحو هذا القرار بشكل غير عادل سوف يتابعون حياتهم بدون اضطراب، بينما مئات العمال الذين سيتم اقالتهم سوف يمرون بحدث يغير حياتهم مع عواقب شديدة لا يمكننا ايقافها”.

وشركة كيماويات حيفا تابعة لشركة “ترانس ريسورس” الامريكية، التي تسيطر عليها “مجموعة ترامب” التي مقرها في فلوريدا، وفقا لرويترز.

اقرأ المزيد عن