قادة الجيش والشاباك والشرطة ينتقدون اعتداءات المستوطنين باعتبارها “إرهابا” ويتعهدون بمحاربتها
في بيان مشترك نادر، المسؤولون الكبار يقولون إن اعتداءات المستوطنين التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين "يناقض القيم اليهودية"، ويصرف انتباه القوات عن محاربة الهجمات الفلسطينية
أدان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، والمفوض العام للشرطة كوبي شبتاي، في بيان مشترك السبت بقوة سلسلة من هجمات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية، ووصفوها بأنها “إرهاب قومي بالمعنى الكامل للكلمة”.
في أعقاب الهجوم الدامي الذي نفذه مسلحان تابعان لحركة “حماس” في الضفة الغربية يوم الثلاثاء، وقُتل فيه أربعة إسرائيليين، شهدت الأيام الخمسة الماضية اعتداءات شارك فيها مئات المستوطنين على البلدات والقرى الفلسطينية، أضرموا خلالها النيران في المنازل والسيارات وحتى أطلقوا النار في بعض الحالات.
وجاء في بيان قادة الأمن: “في الأيام الأخيرة، تم تنفيذ هجمات عنيفة من قبل إسرائيليين ضد فلسطينيين أبرياء في منطقة يهودا والسامرة”، ، في إشارة إلى الضفة الغربية باسمها التوراتي، وأضاف البيان “هذه الهجمات تتعارض مع كل القيم الأخلاقية واليهودية وتشكل إرهابا قوميا بالمعنى الكامل للكلمة، ونحن ملتزمون بمكافحتها”.
وقال المسؤولون الثلاثة الكبار إن “قوات الأمن تعمل ضد مثيري الشغب هؤلاء، وتخاطر بحياة جنود جيش الدفاع وأفراد الشرطة الإسرائيلية وضباط الشاباك. هذا العنف يزيد الإرهاب الفلسطيني، ويمس بأمن دولة إسرائيل والشرعية الدولية لقوات الأمن لمحاربة الإرهاب الفلسطيني، ويصرف قوات الأمن عن مهمتها الأساسية في محاربة الإرهاب الفلسطيني”.
وتابع البيان إن “جيش الدفاع والشاباك وشرطة إسرائيل ملتزمون بمواصلة العمل بحزم وبكل الوسائل المتاحة لدينا للحفاظ على الأمن والقانون في يهودا والسامرة. سيقوم جيش الدفاع بتحويل وزيادة القوات لمنع مثل هذه الحوادث في يهودا والسامرة، وسيقوم الشاباك بتوسيع الاعتقالات، بما في ذلك الاعتقالات الإدارية ضد مثيري الشغب الذين يتصرفون بطريقة عنيفة ومتطرفة داخل القرى الفلسطينية”.
وأضاف المسؤولون: “ندعو أيضا القادة في المستوطنات والمربين والقادة العامين إلى التنديد العلني بأعمال العنف هذه والانضمام إلى الحرب ضدها”.
Footage shows settlers, some masked, opening fire at Palestinians in the village of Umm Safa during the attack earlier. pic.twitter.com/TwLuJwUm8z
— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) June 24, 2023
يوم السبت، اقتحم عشرات المستوطنين قرية أم صفا الفلسطينية بالضفة الغربية وأضرموا النيران في مركبات ومنازل في اليوم الخامس على التوالي من الهجمات التي استهدفت عدة مدنيين فلسطينيين منذ هجوم إطلاق نار دام نفذه مسلحان فلسطينيان يوم الثلاثاء.
وأظهرت لقطات مصورة مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين بعضهم ملثمين وهم يطلقون النار خلال الهجمات.
وقال الجيش انه اعتقل إسرائيليا مشتبها به وقام بتفريق “الاحتكاك العنيف” بين المستوطنين والفلسطينيين.
وأضاف أن المستوطن المحتجز سُلم إلى الشرطة لمزيد من الاستجواب.
وبحسب إذاعة الجيش فإن المستوطنين توجهوا بسياراتهم إلى القرية لتنفيذ الهجوم. اليهود المتدينون لا يقودون سياراتهم في أيام السبت، إلا إذا كان من الضروري القيام بذلك لإنقاذ الأرواح، بناء على مبدأ “بيكواح نيفش” – كما يُعرف بالعبرية – في الشريعة اليهودية والذي يتفوق تقريبا على جميع المتطلبات الدينية الأخرى.
خلال الهجوم على أم صفا، أصيب جندي بجروح طفيفة جراء إلقاء حجر عليه، بحسب الجيش الإسرائيلي. ولم يتضح من الذي ألقى الحجر.
وأصدر وزير الدفاع يوآف غالانت بيانا منفصلا يدين هجوم المستوطنين على أم صفا.
قال غالانت على تويتر: “هذا ليس طريقنا”.
وأعرب غالانت عن دعمه لقوات الجيش الإسرائيلي العاملة في الضفة الغربية ودعاها إلى “العمل من أجل الحفاظ على النظام ومنع أعمال العنف غير المنضبط من قبل سكان المنطقة”.
وأقر الجيش الإسرائيلي بأنه “فشل” في منع أعمال شغب أخرى للمستوطنين في الأيام الأخيرة.
بعد ساعات من هجوم إطلاق نار نفذه مسلحان فلسطينيان بالقرب من مستوطنة عيلي حيث قُتل أربعة إسرائيليين، اعتدى عدد غير معروف من المستوطنين على عدد من البلدات الفلسطينية في شمال الضفة الغربية، من ضمنها حوارة، التي كانت مسرحا لاعتداء دام آخر للمستوطنين في وقت سابق من هذا العام بعد هجوم فلسطيني.
في اليوم التالي، قام مئات من المستوطنين أيضا باقتحام بلدتي ترمسعيا وعوريف الفلسطينيتين – بعد وقت قصير من دفن ضحايا الهجوم – وأطلقوا النار على السكان، وأضرموا النيران في المنازل والسيارات والحقول، وأرهبوا السكان.
وقُتل شاب فلسطيني – عمر قطين (27 عاما) – في ظروف غامضة في بلدة ترمسعيا.
وقالت الشرطة الإسرائيلية يوم الجمعة إنها اعتقلت أربعة أشخاص لصلتهم بالعنف دون أن تذكر المزيد من التفاصيل. وتم استجواب المشتبه بهم من قبل الشاباك.
تصاعدت التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين خلال العام الأخير، حيث نفذ الجيش عمليات ليلية شبه يومية في الضفة الغربية، وسط سلسلة من الهجمات الفلسطينية الدامية.
منذ بداية العام، أسفرت الهجمات الفلسطينية في إسرائيل والضفة الغربية عن مقتل 24 شخصا. على مدار العام الماضي، استهدف مسلحون فلسطينيون بشكل متكرر القوات التي نفذت مداهمات واعتقالات، ومواقع عسكرية، ومستوطنات إسرائيلية، وإسرائيليين على الطرق، خاصة في شمال الضفة الغربية.
وفقا لحصيلة جمعها “تايمز أوف إسرائيل”، قُتل ما لا يقل عن 134 فلسطينيا من الضفة الغربية خلال تلك الفترة، معظمهم أثناء تنفيذ هجمات أو خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، لكن بعضهم كان من المدنيين غير المتورطين في القتال والبعض الآخر قُتل في ظروف غامضة.
ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل