إسرائيل في حالة حرب - اليوم 466

بحث

قادة الأجهزة الأمنية يناقشون صفقة الرهائن في القاهرة في ظل تزايد فرص التوصل إلى اتفاق مع حماس

مسؤول إسرائيلي كبير يعتقد أن حماس غيرت رأيها بشأن الهدنة، والتي قد تكون ممكنة قبل تنصيب ترامب؛ والبيت الأبيض يقول إن عزلة حماس قد تجبرها على الجلوس على طاولة المفاوضات

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي (يسار) ومدير جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار في غرفة العمليات الخاصة التي تشرف على مهمة إطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة، 8 يونيو 2024.  (Shin Bet security services)
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي (يسار) ومدير جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار في غرفة العمليات الخاصة التي تشرف على مهمة إطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة، 8 يونيو 2024. (Shin Bet security services)

ناقش رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن مع كبار المسؤولين في القاهرة يوم الثلاثاء، حيث قدّرت اسرائيل أن الفرص في أن تسعى حركة حماس إلى التوصل إلى اتفاق قد زادت.

والتقى مدير جهاز الأمن العام (الشاباك)، رونين بار، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي، بمسؤولين مصريين كبار في القاهرة، حسبما قال مسؤول إسرائيلي لـ”تايمز أوف إسرائيل”، مؤكدا تقريرا نُشر في موقع “واللا” الإخباري.

بحسب التقرير، تم التخطيط للزيارة قبل أسابيع في المقام الأول لمناقشة قضايا تتعلق بالحدود بين مصر وغزة. وقال مسؤول إن المحاولات للتوصل إلى اتفاق مع حماس كانت أيضا على جدول الأعمال، ولكن الحركة “لم تعط إجابة بعد على ما إذا كانت مستعدة للمشاركة في المفاوضات”.

في حين أن حماس واصلت التزام الصمت بشأن نواياها، إلا أن مسؤولا إسرائيليا كبيرا قال إن التغييرات زادت من أجل التوصل إلى اتفاق.

وقال المسؤول: “قبل أسبوعين كنت أعتقد أن حماس لا تريد اتفاقا. الآن أنا أميل إلى الاعتقاد بأنها غيرت رأيها”.

وأضاف أن “هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق في الشهر المقبل”، قبل دخول الرئيس المنتخب دونالد ترامب البيت الأبيض.

ملصق كبير مكتوب عليه “عام الآن”، في إشارة إلى الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ أكتوبر 2023 في تل أبيب. 5 ديسمبر، 2024. (Miriam Alster/FLASH90)

لقد تعثرت عدة جولات من المفاوضات وفشلت في التوصل إلى تكملة للاتفاق الذي تم التوصل إليه في نوفمبر 2023، والذي تم بموجبه إطلاق سراح 105 رهائن في هدنة استمرت لأسبوع. وتعتقد إسرائيل أن 96 من أصل 251 رهينة تم اختطافهم في 7 أكتوبر لا يزالون في غزة، من بينهم جثث 34 رهينة أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم. خلال الأشهر الـ 14 الماضية، أنقذ الجيش الإسرائيلي ثماني رهائن وأعاد جثث 38.

تم تجديد المحادثات مؤخرا في أعقاب وقف إطلاق النار في لبنان، ويبدو أن التطورات الإقليمية الأخيرة، إلى جانب تهديد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بأنه سيكون هناك ثمن باهظ سيتم دفعه إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن بحلول الوقت الذي يتولى فيه منصبه في 20 يناير، قد ضخت حيوية جديدة في المحادثات. وذكرت تقارير أن المسؤولين متفائلون بإمكانية التوصل إلى اتفاق.

وقال مصادر لم تذكر أسماءها لقناة “العربية” الإخبارية السعودية يوم الثلاثاء، إن الوسطاء يضغطون على إسرائيل للموافقة على انسحاب من محور فيلادلفيا على طول الحدود بين مصر وغزة من أجل التوصل إلى اتفاق.

وقد قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إسرائيل يجب أن تبقي قوات في المنطقة لمنع حماس من تهريب الأسلحة وإعادة تسليح نفسها.

بشكل منفصل، أفادت قناة “الحدث” السعودية أن الحركة مررت قائمة بأسماء الرهائن الأحياء للوسطاء المصريين. يوم الأحد، قالت مصادر داخل الفصائل الفلسطينية المتعددة في غزة إن حماس طلبت منها جمع معلومات عن الرهائن الذين تحتجزهم، استعدادا لصفقة محتملة مع إسرائيل.

وقال نتنياهو، الذي بدا متفائلا بشأن التوصل إلى اتفاق، يوم الثلاثاء إن الحركة التي تتخذ من غزة مقرا لها أصبحت “أكثر عزلة من أي وقت مضى” بعد سقوط الرئيس بشار الأسد في سوريا. وأضاف: “لقد كانت تأمل في توحيد الجبهات. ولكن بدلا من ذلك، حصلت على انهيار الجبهات. لقد توقعت المساعدة من حزب الله – لقد حرمناها منها. لقد توقعت المساعدة من إيران – لقد حرمناها منها أيضا. لقد توقعت المساعدة من نظام الأسد – حسنا، هذا لن يحدث الآن”.

وأضاف: “إن عزل حماس يفتح فرصة أخرى لإحراز تقدم بشأن صفقة تعيد مختطفينا”، ووعد بأنه والحكومة “لن ندخر جهدا” لإعادة جميع الرهائن إلى ديارهم – “الأحياء والذين سقطوا”.

وردد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي أقوالا مماثلة لتصريحات رئيس الوزراء خلال إحاطة مع الصحفيين يوم الثلاثاء: “يأمل المرء أن تعزز التطورات الأخيرة في سوريا لدى [حماس] فكرة أنها معزولة بشكل متزايد وأنه يجب أن تقبل بالصفقة… لا يمكنهم الاعتماد على حزب الله، وبالتأكيد لا يمكنهم الاعتماد على إيران”.

لكن الوسيطين قطر ومصر تبنيا وجهة نظر معاكسة، حيث يلقي الوسيطان باللوم في الجمود على نتنياهو لرفضه إنهاء الحرب مقابل صفقة رهائن، والتي تعتبرها الدوحة والقاهرة صفقة تبادل معقولة.

وأقر كيربي بأن الجانبين ليسا على وشك التوصل إلى اتفاق، لكنه قال إن الولايات المتحدة تعتقد أن ذلك ممكن وتعمل بلا كلل لتحقيق هذه الغاية. وقال إن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان – الذي التقى يوم الثلاثاء مع عائلات الرهائن الأميركيين-الإسرائيليين المتبقين – من المقرر أن يسافر إلى إسرائيل هذا الأسبوع حيث سيعمل على دفع الصفقة قدما.

إيريس فاينشتاين هاجاي (وسط الصورة) مع والديها غادي وجودي. (Courtesy)

وقالت ابنة اثنين من الرهائن الأميركيين-الإسرائيليين القتلى التي حضرت الاجتماع لاحقا إن الرئيس الأميركي جو بايدن كان يجب أن يصدر نوع البيان الذي أصدره الرئيس المنتخب دونالد ترامب الأسبوع الماضي، والذي حذر فيه من دفع ثمن باهظ إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن في الشرق الأوسط على الفور.

وقالت إيريس ابنة غاد حاغاي وجودي فاينشتاين لـ”تايمز أوف إسرائيل”: “كان ينبغي لجميع قادة العالم أن يفعلوا في 8 أكتوبر 2023، ما فعله ترامب في تغريدته”.

“كان وضعنا سيكون مختلفا كثيرا. كنا لننقذ العديد من الأرواح – ليس فقط الإسرائيليين، وليس فقط المختطفين ولكن أيضا الفلسطينيين – لو اتخذ قادة العالم موقفا للإفراج غير المشروط عن كل هؤلاء المختطفين”.

وعندما سُئلت بشكل محدد عما إذا كانت انتقاداتها لقادة العالم تشمل بايدن، أجابت فاينشتاين حاغاي “بالتأكيد”، وهو ما يمثل انتقادا نادرا للرئيس المنتهية ولايته الذي أشادت به أسر الرهائن الأميركيين مرارا لجهوده لتأمين إطلاق سراح أحبائهم.

وأقرت بأن بايدن دعا عدة مرات طوال الحرب إلى الإفراج غير المشروط عن الرهائن، وأعربت عن تقديرها لقرار الرئيس بزيارة إسرائيل بعد أيام من السابع من أكتوبر. وقالت فاينشتاين حاغاي، التي يتم احتجاز جثتي والديها في غزة منذ مقتلهما خلال هجوم حماس: “لكن المطالبة بالإفراج عنهم ’وإلا’ هو ما أبحث عنه”.

وأوضحت أنها لا تتوقع من حماس الامتثال على الفور لمثل هذه المطالب، لكنها ذكرت أنها ستقود الحركة إلى فهم أن المجتمع الدولي لا يقبل روايتها وبالتالي ليس لديها الشرعية لإثارة المطالب في المفاوضات أو رفض المشاركة في المحادثات على الإطلاق.

وقالت فاينشتاين حاغاي “عندما يرى هؤلاء الإرهابيون من حماس أن زعماء العالم لا يضغطون عليهم… فإن هذا يرسل لهم رسالة مفادها أنهم يستطيعون إعدام ستة شبان جميلين دون عواقب، وأنهم يستطيعون نشر مقاطع الفيديو الدعائية هذه ولن يفعل أحد شيئا”.

في حين طالب العديد من زعماء العالم بالإفراج الفوري عن الرهائن، فقد فعلوا ذلك كجزء من دعوات وقف إطلاق النار في غزة، وهو ما قالت ابنة الرهينتين إنه شيء لم يفعلوه عند التعامل مع صراعات أخرى.

وقالت: “إن ما يحدث في غزة يؤلمني للغاية. لقد عاشت عائلتي على بعد ميل واحد من غزة لسبب وجيه. لقد كنا أول من دعا إلى السلام وحل الدولتين، ولكن لا يمكن استخدام الرهائن لحل أزمة الشرق الأوسط”.

وبغض النظر، قالت إنه “لم يفت الأوان أبدا” لقادة العالم لإصدار نوع البيان الذي أصدره ترامب.

“إمكانية حقيقية لتحقيق انفراجة”

بعد لقائه مع بريت ماكغورك، مستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط، في واشنطن، قال وزير الدفاع السابق يوآف غالانت أيضا إن “هناك إمكانية حقيقية لتحقيق انفراجة” للتوصل إلى صفقة رهائن مع حماس في المستقبل القريب.

وكتب غالانت على “فيسبوك” إن الانفراجة أصبحت ممكنة بفضل سلسلة من الانجازات التي حققتها إسرائيل في ساحة المعركة في غزة ولبنان وإيران، والتي أدت إلى “اضعاف المحور الشيعي، إلى حد سقوط نظام الأسد المجرم”.

عضو الكنيست عن حزب الليكود، يوآف غالانت (على اليسار) يلتقي مع مسؤول البيت الأبيض في الشرق الأوسط بريت ماكغورك في واشنطن في 10 ديسمبر، 2024. (Yoav Gallant/Facebook)

إحدى نقاط الخلاف الرئيسية في الماضي كانت رفض حماس التراجع عن مطلبها بإنهاء دائم للحرب وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن المتبقين، في حين تصر إسرائيل على وقف مؤقت لإطلاق النار فقط والحفاظ على وجود القوات في غزة في البداية.

وبحسب تقرير نُشر مؤخرا في موقع “أكسيوس” فإن الاقتراح الحالي الذي طرحته مصر من شأنه أن يشمل انسحابا إسرائيليا تدريجيا من غزة خلال فترة وقف إطلاق نار ستستمر لمدة شهرين في مقابل إطلاق سراح الرهائن من المسنين والأطفال والنساء والمرضى والمصابين بجروح خطيرة. وخلال ذلك الوقت، سيعمل الجانبان على التوصل إلى نهاية أكثر ديمومة للقتال.

يُعتقد اليوم أن عدد الرهائن في هذه المجموعات أقل من العدد الذي تمت مناقشته سابقا في المحادثات على مدى الأشهر الماضية والذي بلغ 33.

ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل في هذا التقرير

اقرأ المزيد عن