إسرائيل في حالة حرب - اليوم 471

بحث

قائمة مسربة بأسماء 34 رهينة سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من اتفاق مع حماس، وإسرائيل تنفي إحراز أي تقدم

الأسماء تشمل نساء وأطفالا ورهائن من كبار السن و11 رجلا تحت سن الخمسين ورد أنهم مرضى، لكن لم يتم شرح حالتهم؛ عائلات الرهائن تدعو إلى اتفاق شامل لتحرير جميع المختطفين

زوار في ساحة المختطفين في تل أبيب، 5 يناير، 2024. (Miriam Alster/FLASH90)
زوار في ساحة المختطفين في تل أبيب، 5 يناير، 2024. (Miriam Alster/FLASH90)

نشرت وسيلة اعلامية سعودية يوم الاثنين قائمة بأسماء 34 رهينة إسرائيلية محتجزين في غزة قد يتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار المستعصي مع حماس، بعد أن سربت الحركة الفلسطينية الوثيقة على ما يبدو وسط تقارير تفيد بأن المفاوضين يقتربون من إبرام صفقة لإطلاق سراح رهائن ووقف إطلاق نار محتمل.

وسارع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى التقليل من أهمية القائمة، التي قال مكتبه إنها سُلمت للبلدان الوسيطة في شهر يوليو؛ وقد أشارت تقارير يوم الأحد إلى أن حماس وافقت على القائمة التي مضى عليها أشهر بينما رفضت تقديم معلومات عن حالة الرهائن، والتي تصر إسرائيل على الحصول عليها قبل المضي قدما في أي اتفاق.

وجاء في بيان لمكتب رئيس الوزراء، “حتى اليوم، لم تتلقى إسرائيل أي تأكيد أو تعليق من حماس فيما يتعلق بوضع المختطفين في القائمة”.

وفي سياق منفصل، قال متحدث باسم نتنياهو إن التسريبات التي خرجت من المحادثات التي استؤنفت مؤخرا في الدوحة والتي تشير إلى إحراز تقدم هي “خدعة” من قبل الحركة، وحث وسائل الإعلام على تجاهل “الدعاية والإرهاب النفسي” لحماس.

ونشرت صحيفة “الشرق الأوسط”، وهي صحيفة يومية مملوكة للسعودية ومقرها لندن، صورة لما قالت إنها قائمة بأسماء رهائن سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من الصفقة، مقسمة إلى ثلاثة أقسام وتتراوح بين كفير بيباس البالغ من العمر عاما واحدا إلى شلومو منصور البالغ من العمر 86 عاما. كما تضمنت أسماء اثنين من المدنيين المحتجزين في القطاع منذ دخولهما غزة بمحض إرادتهما في عامي 2014 و2015: أفيرا مانغيستو وهشام السيد.

وقالت وسائل إعلام أخرى، بما في ذلك “رويترز” وBBC، أنها حصلت على القائمة من حماس، في حين رفضت تفصيل الأسماء. ووفقا لرويترز، تضمنت القائمة “10 نساء و11 رجلا أكبر سنا تتراوح أعمارهم بين 50-85 عاما، بالإضافة إلى أطفال صغار قالت حماس سابقا إنهم قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية”، في إشارة كما يبدو إلى طفلي عائلة بيباس. ولم تقدم حماس قط دليلا على مقتلهما.

وأشارت BBC إلى أن حماس ترفض الكشف عن الأشخاص الأحياء الموجودين على القائمة.

قائمة أسماء نشرتها صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية في 6 يناير 2025، يُزعم أنها تظهر أسماء الرهائن الـ34 الذين قد يتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من صفقة لوقف إطلاق النار في غزة. (Screencapture)

وتشمل القائمة أسماء 12 امرأة وطفلا:

رومي غونين (23 عاما)
إميلي دماري (27 عاما)
دورون ستاينبريخر (31 عاما)
آريئل بيباس (5 سنوات)
كفير بيباس (سنة)
شيري سيلبرمان بيباس (33 عاما)
ليري ألباغ (19 عاما)
كارينا آرييف (20 عاما)
أغام بيرغر (21 عاما)
دانييل غيلبواع (20 عاما)
نعمة ليفي (20 عاما)

كما تشمل أسماء 11 رجلا:

أوهاد بن عامي (58 عاما)
غادي موشيه موسى (80 عاما)
كيث سيغل (65 عاما)
عوفر كالديرون (54 عاما)
إيلي شرعبي (52 عاما)
إيتسيك إلغارات (70 عاما)
شلومو منصور (86 عاما)
أوهاد يهالومي (50 عاما)
يوسف خميس زيادنة (54 عاما)
عوديد ليفشيتس (84 عاما)
تساحي عيدان (50 عاما)

و 11 رجلا آخر تحت سن 50 عاما:

هشام السيد (36 عاما)
ياردن بيباس (35 عاما)
ساغي ديكل حين (36 عاما)
يائير هورن (46 عاما)
عومر فينكرت (23 عاما)
ساشا تروفانوف (28 عاما)
إيليا كوهين (27 عاما)
أور ليفي (34 عاما)
أفيرا منغيستو (38 عاما)
طال شوهام (39 عاما)
عومر شيم طوف (22 عاما)

الاختيار

دارت المحادثات إلى حد كبير حول صفقة مقترحة من ثلاث مراحل يتم بموجبها إطلاق سراح الحالات “الإنسانية”، بما في ذلك النساء والأطفال والضعفاء أولا، ثم الرجال الإسرائيليين في سن القتال، ثم رفات القتلى خلال هجوم السابع من أكتوبر أو أثناء وجودهم في الأسر. وتوافق إسرائيل على إطلاق سراح عدد غير محدد من الأسرى الفلسطينيين، مع إعادة نشر قواتها وإنهاء القتال في غزة.

وقال منتدى عائلات المختطفين، الذي يضغط من أجل إطلاق سراح الرهائن جميعا البالغ عددهم نحو 100، عقب نشر القائمة بأنه “مهزوز ومنزعج”، وأعاد التأكيد على دعوته إلى اتفاق شامل.

وشبه أفراد عائلات أولئك الذين لم يرد ذكرهم في القائمة هذه العملية بعملية “الاختيار” التي جرت في معسكرات الموت في الهولوكوست.

وقالت عنات أنغريست، والدة الرهينة ماتان أنغريست، لموقع “واينت” الإخباري: “لا يمكننا أن نصدق أن إسرائيل ستترك وراءها رهائن. لا أستطيع أن أصدق أن ابني الذي أصيب في المعركة لن يتم إطلاق سراحه في المرحلة الإنسانية”.

وأضافت: “لدينا جد كان يعرف معنى الاختيار وما يعنيه الاختيار بين الدم والدم. الاختيار اليوم يتم من قبل حكومة إسرائيل، وليس النازيين”.

ماتان أنغريست، الذي تم احتجازه كرهينة في 7 أكتوبر 2023 من وحدة الدبابات التي ينتمي إليها في قاعدة ناحل عوز العسكرية (Courtesy)

وتعثرت المحادثات إلى حد كبير بسبب عدد من القضايا، لكن صحيفة “هآرتس” ذكرت يوم الاثنين أن إسرائيل أصبحت متفائلة بشكل متزايد بشأن فرص التوصل إلى اتفاق وأن المحادثات تتجه إلى خط النهاية.

وبحسب مصادر لم تسمها الصحيفة، اقترحت إسرائيل اتفاقا جزئيا من أجل تجاوز مطلب حماس بإنهاء الحرب والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة.

وقال التقرير إن نتنياهو وكبار الشخصيات ما زالوا يتخذون القرار بشأن ما إذا كان رئيس الموساد دافيد برنياع، الذي يترأس فريق التفاوض الإسرائيلي، يجب أن يسافر إلى قطر لإجراء المحادثات.

وأشارت تقارير أخرى إلى إحراز تقدم في المحادثات، لكن المتحدث باسم نتنياهو حذر في بيان نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي في وقت متأخر من مساء الأحد من نشر أي تسريبات من حماس بشأن المفاوضات.

وكتب عومر دوستري “ما الذي رأيناه اليوم؟ رئيس الموساد يتوجه إلى قطر، رئيس الموساد يتوجه إلى قطر غدا، حماس قائمة بتحويل قائمة الرهائن، والمزيد والمزيد من الخداع والأكاذيب من منظمة حماس الإرهابية”.

وقال إن مثل هذه التقارير تعطي أملا كاذبا لعائلات الرهائن، مضيفا “المفاوضات في قطر مستمرة، بشكل تدريجي وبطريقة بطيئة”.

قبل ترامب

كما أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الاثنين عن ثقته في أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة سيتحقق في النهاية، مشيرا إلى أنه قد لا يحدث إلا بعد مغادرة الرئيس جو بايدن منصبه في 20 يناير.

وقال بلينكن، الذي حاول مرارا وتكرارا العام الماضي التوسط في وقف لإطلاق النار بين حماس وإسرائيل، إن إدارة بايدن “ستعمل كل دقيقة من كل يوم” حتى نهاية ولايتها لتأمين صفقة الرهائن.

وقال بلينكن للصحفيين في زيارة إلى سول “نريد بشدة أن نصل إلى خط النهاية في الأسبوعين المقبلين”.

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين يتحدث خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الكوري الجنوبي تشو تاي يول عقب اجتماعهما في وزارة الخارجية في سول في 6 يناير، 2025. (Photo by Lee Jin-man / POOL / AFP)

وقال بلينكين “إذا لم نتمكن من اجتياز خط النهاية في غضون الأسبوعين المقبلين، فأنا واثق من أنه [الاتفاق] سيكتمل في وقت ما، وآمل أن يكون ذلك عاجلا وليس آجلا”.

وتابع قائلا “عندما يحدث ذلك، فسيكون على أساس الخطة التي طرحها الرئيس بايدن والتي يدعمها العالم أجمع تقريبا”.

وتعهد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي سيتولى منصبه في 20 يناير، بتقديم دعم أقوى لإسرائيل وحذر حماس من “جحيم ستدفع ثمنه” إذا لم تطلق سراح الرهائن الذين تم احتجازهم في هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي قادته الحركة وأسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واختطاف 251 آخرين، مما أشعل فتيل الحرب في غزة.

وقال بلينكن إن هناك “انخراط مكثف” من جانب حماس في التوصل إلى اتفاق، لكن الاتفاق لم يكتمل بعد.

وقال “نحن بحاجة إلى أن تتخذ حماس القرارات النهائية اللازمة لإتمام الاتفاق وتغيير الظروف بشكل جذري للرهائن وإخراجهم، ولأهل غزة وتقديم الإغاثة لهم، وللمنطقة ككل، وخلق فرصة للمضي قدما نحو شيء أفضل”.

“الثمن المناسب”

وأفادت تقارير متعددة، نقلا عن مسؤولين من حماس وإسرائيل، أن حركة حماس وافقت مع إسرائيل على قائمة تضم 34 رهينة سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق نار محتمل، لكن الحركة الفلسطينية رفضت تحديد من منهم على قيد الحياة.

بعد أن نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول في حماس قوله إن الحركة قدمت مثل هذه القائمة، سارع مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى نفي التقارير وقال إنه “حتى الآن، لم تقدم حماس قائمة بالرهائن”.

متظاهرون يحملون الشموع وصورا للرهائن المحتجزين في غزة أثناء مظاهرة تدعو إلى التحرك لتأمين إطلاق سراحهم، خارج مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، 4 يناير، 2025. (Jack GUEZ / AFP)

وأوضحت التقارير اللاحقة أن حماس لم تقدم قائمة بالأسماء، بل أشارت إلى أن القائمة التي تضم 34 اسما والتي أرسلتها القدس قبل عدة أشهر مقبولة بالنسبة لها، لكن إسرائيل اعتبرت المعلومات غير كاملة.

وأفاد موقع “واللا” الإخباري، نقلا عن مسؤول إسرائيلي كبير لم يذكر اسمه، أن حماس وافقت على القائمة مقابل “ثمن مناسب” – أي عدد الأسرى الأمنيين الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم كجزء من الصفقة – لكنها رفضت أن تقول من منهم على قيد الحياة ومن منهم لم يعد كذلك، مما يجعل من المستحيل تحديد الثمن المناسب.

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مسؤول في حماس لم تكشف هويته قوله إن الحركة طالبت بهدنة لمدة أسبوع حتى تتمكن من تحديد من هم على قيد الحياة في القائمة.

وقال المسؤول: “حماس وافقت على الإفراج عن 34 أسيرا إسرائيليا ضمن قائمة قدمتها إسرائيل عبر الوسطاء في إطار المرحلة الأولى من صفقة لتبادل الأسرى في إطار اتفاق لوقف النار”، مضيفا أن حماس بحاجة إلى الوقت لتحديد حالتهم.

وأوضح أن “حماس وافقت على الإفراج عن الـ 34 أسيرا سواء كانوا أحياء أو موتى”، مضيفا أن “حماس وفصائل المقاومة تحتاج لأسبوع تقريبا من الهدوء وعدم تحليق الطائرات، للتواصل مع المجموعات الآسرة وتحديد الأحياء والأموات”.

ومن غير المرجح إلى حد كبير أن توافق إسرائيل على وقف القتال لمدة أسبوع دون التوصل إلى اتفاق نهائي.

قوات من الفرقة 99 تعمل في وسط غزة، في صورة وزعها الجيش الإسرائيلي في 4 يناير، 2025. (Israel Defense Forces)

ويسعى المفاوضون إلى التوصل إلى وقف للحرب المستمرة منذ 15 شهرا، إلى جانب إطلاق سراح 100 رهينة ما زالوا محتجزين لدى الجماعات المسلحة في غزة.

وبحسب الجيش الإسرائيلي فإن 34 رهينة على الأقل اختُطفوا في السابع من أكتوبر لم يعودوا على قيد الحياة. كما تحتجز حماس جثتي جنديين قُتلا في عام 2014.

وأصر المسؤول في حماس الذي تحدث لرويترز يوم الأحد على أن أي اتفاق مشروط بالانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة ووقف إطلاق النار الدائم، مدعيا أنه لم يكن هناك أي تقدم من الجانب الإسرائيلي في هذا الصدد.

وقد أصر نتنياهو طوال جولات متعددة من المفاوضات الفاشلة على أن إسرائيل لن تلتزم بإنهاء الحرب بشكل كامل وقال إن القتال ضد حماس سيستأنف عند الانتهاء من أي اتفاق يتم التوصل إليه.

وذكرت تقارير متعددة يوم الأحد أن منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك تواجد بالفعل في العاصمة القطرية الدوحة لإجراء المفاوضات، مضيفة أن رئيس الموساد دافيد برنياع من المتوقع أن يتوجه إلى هناك أيضا. وقالت أخبار القناة 12 إن برنياع سيصل يوم الاثنين أو الثلاثاء.

وأجرى نتنياهو سلسلة من المناقشات الأمنية في الأيام الأخيرة حول المحادثات بشأن الرهائن، حيث ذكرت القناة 12 أن وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر حضروا جميعا.

وذكر موقعا “واللا” و”أكسيوس” الإخباريين يوم الأحد أن ديرمر من المتوقع أن يتوجه إلى الولايات المتحدة هذا الأسبوع للقاء مسؤولين كبار من البيت الأبيض ومن إدارة ترامب القادمة.

وأفادت قناة “الحدث” الإخبارية السعودية، نقلا عن مصادر من الوفد الإسرائيلي إلى قطر، إن القدس قد توافق على منح قادة حماس الحصانة والامتناع عن استهدافهم في الخارج إذا وافقت الحركة على التخلي عن حكمها في قطاع غزة والانتقال إلى الخارج.

صور الضحايا الذين قُتلوا والرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس في غزة منذ مذبحة 7 أكتوبر، في ساحة ديزنغوف في تل أبيب. 5 يناير، 2025. (Miriam Alster/FLASH90)

وأضاف التقرير أنه بدلا من الحركة، ستخضع غزة لسيطرة “هيئة فلسطينية مستقلة”، حسبما جاء في التقرير، بالتنسيق مع المجتمع الدولي. وسيتم إنشاء قوة حفظ سلام دولية، على غرار اليونيفيل في لبنان، وفي هذا السيناريو ستكون الولايات المتحدة مسؤولة عن الإشراف على تنفيذ مثل هذا الاتفاق.

وأطلقت حماس سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، كما تم إطلاق سراح أربع رهائن قبل ذلك. وأعادت القوات الإسرائيلية ثماني رهائن أحياء، كما تم انتشال جثث 38 رهينة، من بينهم ثلاث رهائن قُتلوا عن طريق الخطأ بنيران الجيش أثناء محاولتهم الهروب من خاطفيهم.

اقرأ المزيد عن