قائد سابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: أولوية بايدن في الوقت الحالي هي الانتخابات الرئاسية وليس إسرائيل
تمير هايمان، رئيس معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، يقترح عدم التقليل من شأن "الثعلب العجوز" في البيت الأبيض، ويقول إن صفقة تبادل السجناء مع إيران تمثل دفعة كبيرة لحملته الانتخابيه، وعلى الإسرائيليين النظر إلى ما وراء المصالح الخاصة
نصح رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية سابقا، الميجر جنرال (احتياط) تمير هايمان، يوم السبت، بعدم توجيه انتقادات لصفقة تبادل السجناء التي توصل إليها الرئيس الأمريكي جو بايدن مع إيران، وقال أنه ينبغي على الإسرائيليين أن يفهموا أن “الثعلب العجوز” في البيت الأبيض يعطي الأولوية لحملة إعادة انتخابه.
وقال هايمان، الذي يشغل حاليا منصب رئيس معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، إن الاتفاق المبدئي، الذي سيتم بموجبه وقف تجميد مليارات الدولارات من الأموال لإيران مقابل إطلاق سراح خمسة معتقلين أمريكيين، يمثل دفعة قوية لحملة بايدن الانتخابية.
وجاءت تصريحاته بعد أن انتقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الاتفاق، قائلا إنه سيوفر فقط “الأموال التي ستذهب إلى العناصر الإرهابية التي ترعاها إيران”.
الاتفاق الذي أعلن عنه الخميس، إلى جانب قيام إيران بنقل خمسة معتقلين أمريكيين إلى الإقامة الجبرية، يأتي بعد أشهر من مفاوضات غير مباشرة بين مسؤولين أمريكيين وإيرانيين. كما يتضمن التزامات من إيران بالامتناع عن تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز 60%، وهو مستوى لا يعدو كونه خطوة تقنية قصيرة من المواد الانشطارية المستخدمة في صنع الأسلحة.
وكتب هايمان على موقع X، منصة التواصل الاجتماعي المعروفة سابقا باسم “تويتر”، “أقترح عدم التقليل من شأن ’الثعلب العجوز’ في البيت الأبيض”.
وقال إن بايدن قلل من فرص حدوث تصعيد أمني مع إيران، وفي الوقت نفسه يعمل على الدفع بـ “اتفاق سلام تاريخي من شأنه أن يمنحه إنجازا مهما في الحملة الانتخابية الرئاسية ضد [دونالد] ترامب”، الرئيس الأمريكي السابق وأبرز المرشحين الجمهوريين.
وأقر هايمان بأن الصفقة المعلنة “هي أسوأ اتفاق يمكن أن تحققه الولايات المتحدة” ، لكنه أشار إلى أن “المأساة هي أن هذا الاتفاق السيئ أفضل أيضا من استمرار الوضع الحالي”.
وقال إن “الاتفاق الحالي يترك إيران كدولة عتبة نووية ويعطيها مليارات الدولارات، وهذا فقط مقابل عدم تخصيب اليورانيوم بنسبة 90%”.
ولكن، “بالمقارنة معه، فإن الاتفاق النووي من 2015 (الاتفاق الذي حاربته حكومة نتنياهو)، هو حلم وردي”، كما كتب هايمان، في إشارة إلى ما يُعرف بـ”خطة العمل الشاملة المشتركة” بين إيران والقوى العظمى. هذا الاتفاق منح إيران تخفيفا للعقوبات مقابل قيود على برنامجها النووي.
يوم الخميس، نقل تقرير عن صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤوليْن إسرائيلييْن زعمهما أن تبادل المعتقلين هو جزء من مجموعة أكبر من التفاهمات بين طهران وواشنطن، اللتين تعملان نحو ترتيب غير رسمي من شأنه أن يحد من البرنامج النووي الإيراني.
لكن المسؤولين الأمريكيين نفوا مرارا أن تكون المحادثات مرتبطة ببرنامج إيران النووي.
كما علق هايمان على التطبيع المحتمل للعلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية برعاية أمريكية، مشيرا إلى أن أي تقدم في هذا الاتجاه يأتي على خلفية السياسة الأمريكية الداخلية.
في الأسبوع الماضي، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن مسؤولين أمريكيين وسعوديين اتفقوا على شروط عامة لاتفاق إسرائيلي-سعودي محتمل، الذي سيهدفون إلى إتمامه في الأشهر التسع إلى الاثني عشر المقبلة. في وقت لاحق، قال مسؤول إسرائيلي إنه لم يتم تحقيق تقدم في هذا الشأن. ومن المتوقع أن تتضمن أي صفقة من هذا القبيل تنازلات كبيرة للفلسطينيين، وهو شرط وضعه السعوديون منذ فترة طويلة وشيء أشار نتنياهو الأسبوع الماضي إلى استعداده للنظر فيه.
وكتب هايمان “طالب بايدن بمكون فلسطيني مهم كجزء من اتفاق التطبيع الإسرائيلي-السعودي”، وأضاف “هذا سوف يرضي الديموقراطيين [التقدميين] في مجلس الشيوخ ويشوش الائتلاف في إسرائيل بطريقة قد (في رأيه) تنقذ إسرائيل من نفسها”.
“قد يبدو ذلك غير متسق، ولكن ربما هذه استراتيجية أمريكية مصممة لتحسين الدخول في عام الانتخابات. ونحن، الواثقون من أن كل شيء مرتبط بنا ويدور حولنا – لا نرى سوى غيض من فيض المصلحة الأمريكية”.
ولا تزال تفاصيل تحويل الأموال وتوقيت انجاز الخطوة والإفراج النهائي عن كل من المعتقلين الأمريكيين والإيرانيين غير واضحة. ومع ذلك، يقول المسؤولون الأمريكيون والإيرانيون إنهم يعتقدون أن الاتفاقية يمكن أن تكتمل بحلول منتصف إلى أواخر سبتمبر.
في حين تضمن برنامج حملة بايدن الانتخابية تعهدا بإعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي 2015 مع إيران الذي انسحب منه ترامب، إلا أن الجهود المتكررة في المحادثات فشلت في نهاية المطاف.