في مناورة لحرب متعددة الجبهات، نتنياهو يقول إن الجيش الإسرائيلي “بإمكانه التعامل مع أي تهديد بمفرده”
المجلس الوزاري الأمني المصغر يجتمع في مركز قيادة تحت الأرض لتقييم وهمي، خلال تمرين "قبضة حازمة" لحرب متعدد الجبهات ركز على الحدود الشمالية وإيران
عقد المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) ليل السبت جلسة في خندق قيادة العمليات في تل أبيب لمحاكاة عملية صنع قرار من قبل القيادة السياسية خلال حرب محتملة متعددة الجبهات.
في 29 مايو، أطلق الجيش الإسرائيلي تدريبات واسعة النطاق استمرت أسبوعين في جميع أنحاء البلاد – أطلق عليها اسم “قبضة حازمة” – بمشاركة جنود من الجيش النظامي وقوات الاحتياط، من جميع الوحدات تقريبا.
يوم الأحد، التقى أعضاء في الكابينت في مقر الجيش في تل أبيب للمشاركة في تقييم وهمي ومناورة.
تضمنت التدريبات قيام القوات الجوية بمحاكاة ضربات “استراتيجية في عمق أراضي العدو” في سيناريو حرب شاملة، وتنفيذ سلاح البحرية لأعمال هجومية ودفاعية وهمية، وفقا لمصدر عسكري.
في تصريحات له في بداية الجلسة، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: “نحن واثقون من قدرتنا على التعامل مع أي تهديد بأنفسنا”، في إشارة واضحة إلى جهود الولايات المتحدة للتوصل إلى حل دبلوماسي مع إيران فيما يتعلق ببرنامجها النووي.
وقال نتنياهو إن “الواقع في المنطقة يتغير بسرعة. نحن لسنا في حالة ركود، ونقوم بتكييف عقيدة الحرب الخاصة بنا وخياراتنا بما يتماشى مع هذه التغييرات، وبما يتماشى مع أهدافنا التي لا تتغير”.
في حين أن التدريب واجتماع الكابينت كانا مخططين مسبقا، إلا أنهما جاءا خلال توترات متصاعدة بشأن برنامج إيران النووي والتحذيرات الإسرائيلية من احتمال اندلاع صراع واسع حول هذه القضية.
تعمل طهران على تكثيف تطوير برنامجها النووي منذ عام 2018، عندما انسحبت الولايات المتحدة من جانب واحد من اتفاق تاريخي وضع حدا لتخصيب اليورانيوم مقابل تخفيف العقوبات.
انهارت المحادثات بشأن إحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية العام الماضي، لكن مؤخرا أشارت تقارير إلى خطوات تهدف ربما لتجديد المبادرة الدبلوماسية، مما أثار مخاوف إسرائيلية من أن إبرام اتفاق جديد قد يضفي الشرعية على النشاط النووي الإيراني ويمحو الدعم الدولي لعمل عسكري محتمل.
واصلت إسرائيل التحذير من مثل هذا الاتفاق الأسبوع الماضي، حيث أضاف نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي إلى قعقعة السيوف المحمومة التي تحدث بالفعل بين البلدين.
في الجلسة يوم الأحد، قال نتنياهو إن إسرائيل “ملتزمة بالعمل ضد البرنامج النووي الإيراني، وضد الهجمات الصاروخية على دولة إسرائيل، وضد احتمال إمكانية تقارب الساحتين، ما نسميه حملة متعددة الجبهات”.
وقال: “هذا يتطلب منا النظر، إذا كان من الممكن النظر مسبقا، في بعض القرارات الرئيسية التي سيتعين على الكابينت وحكومة إسرائيل اتخاذها جنبا إلى جنب مع مؤسسة الدفاع … هذا هو الغرض من التمرين. نحن متأكدون وواثقون من أنه يمكننا التعامل مع أي تهديد بأنفسنا، وكذلك بوسائل أخرى”.
في الاجتماع، أطلع مسؤولو الجيش الإسرائيلي أعضاء مجلس الوزراء الأمني المصغر على سيناريو الحرب الوهمية، والذي ركز في الأساس على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان وسوريا، وكذلك إيران.
وقال الجيش أنه خلال التدريبات، “ستتمرن القوات على التعامل مع التحديات والأحداث المفاجئة على جبهات متعددة في وقت واحد”.
وحذر الجيش من أنه سيكون هناك زيادة ملحوظة في ظهور قوات الأمن والطائرات في جميع أنحاء البلاد خلال التدريبات.
في العام الماضي، أجرى الجيش الإسرائيلي أكبر مناورة له منذ عقود. ركز التمرين الذي استمر أربعة أسابيع – وأطلق عليه اسم “عربات النار” – أيضا على اندلاع أحداث مفاجئة في مسارح متعددة في نفس الوقت، بينما تناول في الأساس محاربة حزب الله المدعوم من إيران في لبنان.
في ضوء عدم إحراز تقدم فيما يتعلق بعودة إيران إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى العالمية، كثف الجيش الإسرائيلي جهوده على مدار العامين الماضيين للتحضير لتهديد عسكري حقيقي ضد مواقع طهران النووية.
خلال مناورات “عربات النار” العام الماضي، أجرت عشرات الطائرات المقاتلة التابعة لسلاح الجو مناورات جوية فوق البحر الأبيض المتوسط، لمحاكاة ضرب منشآت نووية إيرانية.