إسرائيل في حالة حرب - اليوم 471

بحث

في مقطع فيديو لحماس، الرهينة عيدان ألكسندر يتوسل إلى ترامب للضغط من أجل التوصل إلى اتفاق

في تعليقات من المرجح أنها أُمليت إليه، يخاطب المواطن الأمريكي البالغ من العمر 20 عاما رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأمريكي المنتخب بشكل مباشر، ويتوسل للإفراج عنه؛ الأسرة تسمح لوسائل الإعلام بنشر مقطع فيديو

الرهينة عيدان ألكسندر (20 عاما)، في مقطع فيديو دعائي لحماس صدر في 30 نوفمبر، 2024. (Video screenshot)
الرهينة عيدان ألكسندر (20 عاما)، في مقطع فيديو دعائي لحماس صدر في 30 نوفمبر، 2024. (Video screenshot)

نشرت حركة حماس يوم السبت مقطع فيديو يظهر علامات حياة للرهينة عيدان ألكسندر (20 عاما)، في أول مقطع فيديو من نوعه يتم نشره منذ أشهر.

وسمحت عائلة ألكسندر بنشر الفيديو في وسائل الإعلام الإسرائيلية.

لم يتم تحديد تاريخ الفيديو الذي يبلغ طوله ثلاث دقائق ونصف، على الرغم من أن ألكسندر صرح بأنه محتجز منذ أكثر من 420 يوما. إذا كان هذا صحيحا، فلقد تم تصوير المقطع  هذا الأسبوع.

ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأميركية الإسرائيلية المزدوجة، هو جندي كان متمركزا بالقرب من قطاع غزة في صباح السابع من أكتوبر عندما أسرته حماس، إلى جانب 250 رهينة آخرين. قتلت حماس أكثر من 1200 شخصا، معظمهم من المدنيين، خلال ذلك الهجوم، الذي أشعل فتيل الحرب المستمرة التي يخوضها الجيش الإسرائيلي ضد حماس في غزة.

في المقطع، يظهر ألكسندر وهو هزيل المظهر ويدعو الحكومة الإسرائيلية لإعادته إلى  الوطن. وفي النصف الثاني من الفيديو، يتحدث ألكسندر باللغة الإنجليزية ويدعو إدارة ترامب القادمة إلى العمل على إطلاق سراحه.

وقال ألكسندر، متحدثا مباشرة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إنه يشعر “بخيبة أمل” لأن الحكومة “تجاهلت” الرهائن الذين ما زالوا في الأسر.

وأضاف “لا تهملونا. نريد العودة إلى ديارنا. الخوف والعزلة يقتلاننا. لا تنسونا”.

وقال ألكسندر “من غير المعقول أن ندفع ثمن خطأ ارتكبته الحكومة”، ودعا الإسرائيليين إلى “الخروج والتظاهر كل يوم والضغط على الحكومة”.

وفي حديثه باللغة الإنجليزية إلى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، طلب ألكسندر منه “استخدام نفوذه والقوة الكاملة للولايات المتحدة للتفاوض من أجل حريتنا”.

وأضاف “من فضلكم لا ترتكبوا نفس الخطأ الذي ارتكبه [الرئيس الأميركي جو] بايدن. الأسلحة التي أرسلها تقتلنا الآن، والحصار غير القانوني يقتلنا الآن”.

“لا أريد أن ينتهي بي المطاف ميتا مثل مواطني الأميركي هيرش [غولدبيرغ-بولين]”.

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في صورة مشتركة مع أفراد عائلة الرهينة لدى حماس عيدن ألكسندر، بعد زيارة قبر الحاخام مناحيم مندل شنيرسون في نيويورك، 7 أكتوبر، 2024. (AP Photo / Yuki Iwamura)

وفي حديثه لعائلته، قال ألكسندر إن “كل يوم يمر، يزداد الألم”.

واختتم بالقول “أفتقدكم كثيرا، كل يوم أصلي أن أراكم قريبا. من فضلكم كونوا أقوياء، إنها مسألة وقت فقط قبل أن ينتهي هذا الكابوس”.

بعد نشر الفيديو، أصدر البيت الأبيض بيانا قال فيه إن الإدارة كانت على اتصال بأسرة ألكسندر وأن المقطع كان “تذكيرا قاسيا بإرهاب حماس ضد مواطني دول متعددة، بما في ذلك بلدنا”.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي شون سافيت في بيان: “ستتوقف الحرب في غزة غدا وستنتهي معاناة سكان غزة على الفور – وكانت لتنتهي قبل أشهر – إذا وافقت حماس على إطلاق سراح الرهائن. لقد رفضت القيام بذلك، ولكن كما قال الرئيس الأسبوع الماضي، لدينا فرصة حاسمة لإبرام الصفقة لإطلاق سراح الرهائن، ووقف الحرب، وزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة”.

وأضاف “إن هذه الصفقة مطروحة على الطاولة الآن. سيواصل الرئيس بايدن والولايات المتحدة العمل على مدار الساعة لتأمين إطلاق سراح مواطنينا بما في ذلك من خلال الجهود الدبلوماسية وزيادة الضغط على إرهابيي حماس من خلال العقوبات وإجراءات إنفاذ القانون وغيرها من التدابير”.

وقال سافيت “نيابة عن عائلة ألكسندر وجميع عائلات الرهائن الذين لا يزالون محتجزين لدى حماس، لن نتوقف أبدا عن جهودنا لتأمين إطلاق سراحهم على الفور”.

وعقب نشر الفيديو، تحدثت والدة عيدان، ياعيل ألكسندر، في مظاهرة أقيمت في ساحة المختطفين في تل أبيب مساء السبت، قائلة للحشد إن نتنياهو وعدها في مكالمة هاتفية قبل ساعة من التجمع بأن “الظروف نضجت” لإعادة الرهائن إلى ديارهم.

يائعل ألكسندر، والدة الرهينة عيدن ألكسندر، الجندي الوحيد من نيوجيرسي الذي يحمل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية، تتحدث في التجمع من أجل صفقة الرهائن في تل أبيب، 18 مايو، 2024. (Hostages and Missing Families Forum/Adar Eyal)

وقالت “هذا ليس فيلما هوليووديا. هذا حلم نعيشه منذ 421 يوما، منذ 7 أكتوبر”.

بعد 421 يوما “من دون سماع صوت عيدان”، كما قالت، “هزني المقطع الذي تلقيناه بعد ظهر اليوم أنا وعائلتي. فإلى جانب الأمل الذي يمنحنا إياه، فإنه يظهر أيضا مدى صعوبة الظروف التي يعيشها عيدان والمختطفون الآخرون. وكيف يصرخون ويتوسلون إلينا لإنقاذهم. الآن”.

وقالت ياعيل إن ابنها “يتحدث باسم جميع المختطفين الأحياء الذين لا يستطيعون رفع أصواتهم. ويجب أن يتردد صدى هذا الصوت ويهز الجميع”.

وقالت مخاطبة إياه مباشرة: “حبيبي عيدان، أريد أن أخبرك أنه بعد توسلاتك، اتصل بي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبل ساعة، ومنحني القوة، ووعدني أنه الآن، بعد التوصل إلى اتفاق في لبنان، نضجت الظروف لتحريركم جميعا وإعادتكم جميعا إلى الوطن”.

وأضافت “عيدان، هذه أيضا إرادة الشعب. الشعب معك ويفهم أن النصر الكامل هو [عودتكم جميعا]”.

ياعيل ألكسندر، والدة الرهينة عيدان ألكسندر، تتحدث في ساحة الرهائن، 30 نوفمبر، 2024. (Paulina Patimer, Pr-Democracy Protest Movement)

وحثت ألكسندر نتنياهو، “باسم عائلتي وباسم كل إسرائيل… على الوفاء بوعدك لي. لأن كل العيون الآن عليك، على أمل أن تتخذ القرار الشجاع. وخاصة أن تكون قويا في مواجهة أولئك في حكومتك الذين يعارضون الصفقة، لأن معظم الناس يدعمونك”، كما قالت، في إشارة واضحة إلى الوزيرين من اليمين المتطرف إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.

“كن قويا”، كما قالت لنتنياهو، “مثل عيدان الذي صمد هناك لفترة طويلة. كن قويا”.

وأصدر والدا ألكسندر، ياعيل وعدي، بيانا مشتركا أيضا مساء السبت يدعوان فيه ترامب إلى العمل مع بايدن ونتنياهو لتأمين صفقة الرهائن.

وقالا في البيان المشترك “في حين يؤكد هذا الفيديو أن ابننا، عيدان، على قيد الحياة، فإنه يشكل أيضا تذكيرا مؤلما بأن 101 شخصا بريئا لا يزالون في براثن حماس. كل ساعة تمر تقلل من احتمالات بقائهم على قيد الحياة”.

وأضافا “لا ينبغي للرئيس المنتخب ترامب أن ينتظر حتى يتم تنصيبه للمساعدة في التوصل إلى اتفاق يضمن حرية عيدان وستة أميركيين آخرين وبقية الرهائن. إن تحريرهم يعتمد على اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة. أعيدوهم إلى ديارهم الآن، قبل فوات الأوان”.

وقالت فاردا بن باروخ، جدة الرهينة، وهي ملتزمة دينيا، إنها لم تسمع عن مقطع الفيديو الخاص بحفيدها إلا بعد انتهاء يوم السبت مع غروب الشمس.

أقارب رهائن حماس يعقدون مؤتمرا صحفيا في تل أبيب في 30 نوفمبر، 2024. (Avshalom Sassoni/Flash90)

وتوسلت في إعادة صياغة لـ “هفدالاه”، وهي صلاة يهودية تتُلى في نهاية يوم السبت، من أجل سلامة حفيدها.

كما وجهت حديثها لنتنياهو: “كن شجاعا. كن قويا. لا تخشى من القيام بأي شيء سيعيد جميع الرهائن وابننا عيدان إلى الوطن”، ثم قادت الحشد في ترديد الهتاف “صفقة – الآن”.

بعد نشر مقطع الفيديو، قال مكتب رئيس الوزراء إن نتنياهو “تحدث هذا المساء مع عائلة عيدان ألكسندر، المختطف في غزة لدى حركة حماس الإرهابية. يأتي هذا في أعقاب إصدار فيديو الحرب النفسية الوحشي الذي أعطى فيه عيدان إشارة مهمة ومؤثرة للحياة”.

وقال نتنياهو في المحادثة “إنه يشعر كثيرا بالألم الذي يمر به عيدان والرهائن وعائلاتهم، وأكد أن إسرائيل تعمل بحزم وبكل الطرق لإعادتهم إلى الوطن، إلى جانب جميع الرهائن الذين هم في أيدي العدو”، حسبما جاء في بيان مكتب رئيس الوزراء.

وفي بيان مصاحب لفيديو ألكسندر، قال منتدى عائلات المختطفين  إن مقطع الفيديو “دليل قاطع على كل التصريحات والشائعات – هناك رهائن أحياء وهم يعانون. كثيرا. نحن أملهم الوحيد!”

وأضاف المنتدى “لن تُهزم حماس طالما أنها تحتجز رهينة واحدة، حية أو ميتة. لن تكون هناك نهضة ولن يكون هناك نصر حتى يعود جميع الرهائن البالغ عددهم 101 إلى ديارهم”.

ياعيل ألكسندر، والدة الرهينة عيدن ألكسندر، تتحدث إلى حشد قوامه 2000 شخص في مسيرة “الجري من أجل حياتهم” في سنترال بارك، في نيويورك، 14 يناير، 2024. (Jordana Horn/Times of Israel)

وكانت حماس قد نشرت في السابق مقاطع فيديو مماثلة للرهائن الذين تحتجزهم الحركة، في ما تصفه إسرائيل بأنه حرب نفسية مشينة. ومع ذلك، لم تنشر الحركة مثل هذه المقاطع منذ أشهر.

في منتصف نوفمبر، نشرت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية مقاطع فيديو عدة يظهر فيه الرهينة الإسرائيلي-الروسي ساشا تروفانوف، والتي سمحت عائلته لوسائل الإعلام بنشرها.

في أحد التسجيلات، وصف تروفانوف النقص في الغذاء والماء والكهرباء ومنتجات النظافة الشخصية الأساسية في قطاع غزة.

وكما هو الحال في العديد من الفيديوهات الأخرى التي نشرتها فصائل فلسطينية، حث تروفانوف المواطنين على مطالبة الحكومة بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراحهم، وقال إن عملية الجيش الإسرائيلي تعرضهم لخطر أكبر.

الرهينة ساشا تروفانوف في مقطع فيديو نشرته حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في 13 نوفمبر، 2024. (Screengrab)

كان تروفانوف قد اختُطف من كيبوتس نير عوز في السابع من أكتوبر، عندما قتلت حماس أو اختطفت 117 من سكان الكيبوتس البالغ عددهم 400 نسمة. وقد اختُطف تروفانوف مع ثلاثة من أفراد عائلته ـ جدته إيرينا تاتي، ووالدته لينا تروفانوفا، وصديقته سابير كوهين.

ويُعتقد أن 97 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في السابع من أكتوبر لا يزالون في غزة، بما في ذلك جثث 34 رهينة على الأقل أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.

تم إطلاق سراح أربع رهائن قبل اتفاق نوفمبر، وأعاد الجيش الإسرائيلي ثماني رهائن أحياء، وتم العثور على جثث 37 رهينة، بما في ذلك ثلاثة قتلهم الجيش عن طريق الخطأ أثناء محاولتهم الهروب من خاطفيهم.

كما تحتجز حماس مواطنَين إسرائيليَين دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى جثث جنديين إسرائيليين قُتلا في عام 2014.

ساهم في هذا التقرير جيكوب ماغيد

اقرأ المزيد عن