في مقاطع مصورة مترجمة إلى اللغة العربية، حاخامات القدس يدينون الصلاة اليهودية في الحرم القدسي
بعد أن قال بن غفير إن السماح للصلاة اليهودية في الموقع المتنازع عليه هو "سياسته" المعتمدة، على الرغم من نفي رئيس الوزراء، انتقد الزعماء الروحيون "الهوامش المتطرفة"، وأكدو فتوى تحظر دخول اليهود إلى الموقع
اصطف زعماء دينيون يهود يوم الأربعاء لإدانة إعلان وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يوم الثلاثاء أن “سياسته” هي السماح لليهود بالصلاة في الحرم القدسي، حيث أكد الحاخامات الأرثوذكس على فتوى شرعية يهودية تقضي بعدم السماح لليهود حتى بدخول الموقع المقدس.
أكد خمسة حاخامات بارزين في القدس علنا الفتوى التقليدية ضد الصلاة في الموقع، من خلال بيان مصور للحاخام الأكبر السفاردي السابق يتسحاق يوسف، بالإضافة إلى تصريحات من الحاخامات أفيغدور نيبينزال، وشموئيل بتسلئيل، وسيمحا رابينوفيتش، ودافيد كوهين.
تم بث دعوات الحاخامات مع ترجمة باللغة العربية على موقع “بانيت”، الذي يلبي احتياجات الأقلية الناطقة بالعربية في إسرائيل. وذكر موقع “واينت” الإخباري أن هذا جاء بناء على طلب من رئيس بلدية القدس موشيه ليون ومسؤولين أمنيين، الذين أرادوا تهدئة المخاوف لدى الجمهور العربي بشأن تغييرات في الوضع الراهن الحساس في الحرم القدسي ومحاولات اليهود للحصول على سيطرة أكبر على الموقع، وهو ما تنفيه إسرائيل الرسمية منذ فترة طويلة.
ويحظر الحاخامات منذ فترة طويلة الدخول إلى الحرم القدسي، حيث يعتقد اليهود أن الهيكلين القديمين كانا قائمين ذات يوم، بسبب مخاوف من السير على أرض مقدسة وتدنيسها.
إن حكم الحاخامية يتوافق مع ترتيب الوضع الراهن الذي غالبا ما يتم بموجبه تقييد وصول اليهود ومنع الصلاة في الموقع. في السنوات الأخيرة، سمحت السلطات بعدد متزايد من الزيارات من قبل اليهود، والتي كانت نادرة في السابق والآن تصل إلى الآلاف سنويا.
وفي مقطع الفيديو الذي نشره، قال الحاخام الأكبر السابق يوسف: “لا تنظروا إلى الوزراء المعنيين على أنهم يمثلون شعب إسرائيل. فهم لا يمثلون شعب إسرائيل”، وأضاف مخاطبا: “دول العالم”: “الرجاء تهدئة الأمور. نحن جميعا نؤمن بإله واحد، ونريد السلام بين الأمم. لا ينبغي لنا أن نسمح للهوامش المتطرفة بقيادتنا”.
يوم الثلاثاء، أعلن بن غفير أن “سياسته” هي السماح لليهود بالصلاة في الحرم القدسي، حيث سجد المصلون اليهود علانية في الموقع وصلوا بصوت عال في مشاهد غير مسبوقة.
وكان تصريحه، الذي جاء في ذكرى خراب الهيكل (تشعاه بآف)، هو المرة الثالثة التي يدلي فيها الوزير اليميني المتطرف بمثل هذا الادعاء أثناء جولته للمسجد الأقصى، حيث اضطر مكتب رئيس الوزراء مرارا إلى إصدار نفي بأن هذه هي سياسة إسرائيل.
وقال مكتب رئيس الوزراء يوم الثلاثاء: “إن الحادث الذي وقع صباح اليوم في جبل الهيكل هو انحراف عن الوضع الراهن. إن سياسة إسرائيل في الجبل الهيكل لم تتغير”، مستخدما التسمية اليهودية للحرم القدسي.
وذكرت القناة 12 يوم الثلاثاء أن زعيم المعارضة يائير لبيد تحدث مع زعيم حزب “شاس” أرييه درعي لأول مرة منذ نحو 10 سنوات للتعاون معه في صياغة قرار يؤيد الفتوى الشرعية اليهودية التي أصدرها الحاخام الأكبر الراحل عوفاديا يوسف والذي حظر فيها الصلاة في الموقع.
وأفادت التقارير أن درعي، الذي يقود حزب “شاس” الحريدي المتدين، الذي أسسه عوفاديا يوسف، أبلغ لبيد أنه سيدعم القرار، الذي سيتم اقتراحه بعد عودة الكنيست من عطلتها الصيفية في نهاية أكتوبر.
وقد انهالت الانتقادات لزيارة بن غفير من كل الاتجاهات، بما في ذلك من الزعماء العرب والغربيين، وأعضاء المعارضة، والمشرعين المتدينين الحريديم الذين هم شركاء بن غفير في الائتلاف ولكنهم يتبعون الفتوى التقليدية التي تقيد الدخول إلى الحرم.
في مقال على الصفحة الأولى نُشر صباح الأربعاء، دعت صحيفة مؤثرة متحالفة مع حزب “يهدوت هتوراة” الحزب الحريدي إلى إعادة النظر في مكانه في الحكومة، مدعية أن بن غفير “عرض حياة اليهود للخطر” بزيارته.
وفي الوقت نفسه، عارض العديد من أعضاء الكنيست من حزب “الليكود”، الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء وكذلك لبيد ودرعي، وأيدوا موقف بن غفير.
وقال عضو الكنيست عن حزب الليكود عميت هليفي في بيان له مساء الثلاثاء: “حتى مشروع قرار لأعضاء الكنيست من حزبي شاس ويش عتيد معا لن يجعل هذه الميتسفا (وصية) العظيمة محظورة”.
وأضاف: “في ظل الظروف الحالية، حيث تم اختطاف قدس الأقداس وتحويله إلى بؤرة تدعو باسم الله، إذا جاز التعبير، إلى القتل والهمجية، فمن المهم بشكل مضاعف الصعود إلى الجبل وإعادته إلى أصحابه الشرعيين”.
ودافع أعضاء آخرون في الكنيست من حزب الليكود عن الصلاة اليهودية في الموقع باسم المساواة.
وقال عضو الكنيست بوعز بيسموت “لقد حان الوقت لوقف التمييز ضد اليهود في 2024″، واصفا الصلاة اليهودية في الحرم القدسي بأنها مثال على “شرق أوسط دون تمييز وعنصرية”.
في مقابلة مع إذاعة الجيش يوم الثلاثاء، ردد عضو الكنيست عن الليكود، نيسيم فاتوري، تصريحات مماثلة قائلا “يُسمح لجميع الأديان بالصلاة في أي مكان في القدس – بهذه الطريقة حافظنا دائما على الوضع الراهن وسيتعين على المسلمين قبول ذلك”.