في مظاهرة حاشدة، عائلة الرهينة ماتان أنغرست تبث تسجيلا يحث فيه رئيس الوزراء على التوقيع على صفقة
اعتقال 15 شخص في تل أبيب بعد أن اندمجت المظاهرة المؤيدة لصفقة الرهائن مع جماعات مناهضة للحكومة، مما اجتذب مئات الآلاف؛ عائلات الرهائن ترد على الفيديو "المروع" من النفق في غزة
في مساء يوم السبت، قامت والدة جندي إسرائيلي مختطف ببث مقطع صوتي لابنها يخاطب فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أسره في غزة في احتجاج أسبوعي في تل أبيب، حيث تجمع مئات الآلاف من الأشخاص في مواقع متعددة في جميع أنحاء البلاد للتظاهر ضد الحكومة والدعوة إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار.
المقطع الصوتي لماتان أنغرست، الذي تبلغ مدته نحو 30 ثانية، كان أول علامة علنية على أنه على قيد الحياة منذ أن تم اختطافه من القاعدة العسكرية “ناحل عوز” في صباح السابع من أكتوبر.
في التسجيل، التي قال منتدى عائلات المختطفين إنه حصل عليه مؤخرا من غزة، استخدم أنغرست مصطلحات من المرجح أن يكون أملاها خاطفوه من حماس عليه، وأشار إلى نفسه وزملائه الرهائن باعتبارهم “أسرى”.
وقال أنغرست في مقطع الفيديو “نتنياهو، ينبغي عليك أن تقوم بهذا التبادل بين الأسرى [الفلسطينيين] في إسرائيل والأسرى هنا. أود بشدة أن أرى عائلتي وأصدقائي، إنه أمر مهم للغاية. أعتقد أنك قادر على ذلك. أنا أثق بك”.
واختارت والدته عنات أنغرست اسماع التسجيل في المظاهرة الأسبوعية في تل أبيب لتوصيل مطلبها بالتوصل إلى صفقة لضمان إطلاق سراح 101 رهينة ما زالوا في الأسر.
وقامت بعرض المقطع لابنها بعد أن خاطبت هي بنفسها رئيس الوزراء.
בגין עכשיו
344 ימים להפקרה
ענת, אמו של מתן אנגרסט מדברת על הערכים בשמם יצא בנה להגן על ישראל ב7 באוקטובר, על השקרים שמספר המחבל בבטחון ישראל בקשר לעסקה, שהוא רק פועל לטרפד, ועל העובדות בהן שלחץ צבאי הרג יותר חטופים מאשר שחרר בחיים.
המשפחה שחררה קטע עם קולו של מתן. צפו pic.twitter.com/5fZMLwdz2G— Karen Saar (@KarenSaar5) September 14, 2024
وبدأت حديثها بالقول “بيبي”، مما أثار صيحات الاستهجان من الجمهور عند ذكرها لكنية رئيس الوزراء، “اعتقدت أنه ربما بعد عام كان يمكنك مساعدتي في الإجابة على أسئلة أولادي”.
وقالت “أمي، هل يأكل ماتان؟” مقتبسة محادثات مع أولادها. “أمي، هل ما زلت تؤمنين بأن ماتان سيعود؟”
وأضافت أن “السؤال الأهم هو من هما بن غفير وسموتريتش؟”، في إشارة إلى الوزيرين اليمينيين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، اللذين يعارضان بشدة ما يسميانه “صفقة الاستسلام”.
وقالت أنغرست إن ابنها لم يعد بعد بسبب من وصفتهما بـ”المجنونين”.
بعد أنغريست، ألقت عيناف تسانغاوكر، والدة الرهينة ماتان تسانغاوكر، خطابا أمام الجمهور في تل أبيب، قالت فيه إن ابنها اختُطف، ولا يزال محتجزا كرهينة، على يد نتنياهو نفسه، الذي وصفته بأنه “زعيم كاذب”.
وكررت تصريحها الذي سبق أن أدلت قبل أسابيع بأن رئيس الموساد دافيد برنياع أخبرها بأنه “في ظل الكوكبة السياسية الحالية لا توجد فرصة للتوصل إلى اتفاق” – وهو الادعاء الذي نفاه رئيس الموساد.
وقالت تسانغاوكر “أنكر بقدر ما تريد”.
وبينما نفى برنياع هذا التصريح، أفادت تقارير أن مسؤولين آخرين أعربوا عن مشاعر مماثلة في الأسابيع الأخيرة، من ضمنهم، بحسب القناة 12، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي. ووفقا للشبكة التلفزيونية، أخبر رئيس الأركان ذوي الجنود الأسرى، الأحياء والأموات، أنه “ليس متأكدا من أنه سيكون هناك أشخاص لإعادتهم إلى الوطن” مع مرور الوقت وبقاء الصفقة بعيدة المنال.
وقال إنه نقل قلقه إلى “المستوى السياسي”، حيث استمر نتنياهو، على الرغم من الانتقادات الواسعة له لعدم قيامه بتقديم المزيد من التنازلات في السعي صفقة لإطلاق سراح الرهائن، في الإصرار على أنه لن يوافق على سحب القوات الإسرائيلية من محور فيلادلفيا على طول الحدود بين غزة ومصر.
“101 رون أراد”
وفي وقت سابق من يوم السبت، قالت تسانغاوكر في مؤتمر صحفي عقد قبل المظاهرة أن السبب الذي دفع نتنياهو مؤخرا إلى الإشارة إلى تحول التركيز العسكري من غزة إلى الحدود الشمالية وحزب الله هو أنه قرر “التخلي عن الرهائن ليموتوا في الأنفاق”.
بدلا من إعادة الرهائن إلى الوطن، يقدم نتنياهو للبلاد “101 رون أراد”، كما قالت تسانغاوكر، في إشارة إلى ضابط في سلاح الجو الإسرائيلي تم أسره في عام 1986 من قبل مسلحين لبنانيين واختفى منذ ذلك الحين ويصنف على أنه مفقود في المعركة.
تنظم مظاهرات تطالب بصفقة رهائن بشكل شبه أسبوعي في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر، عندما اقتحم آلاف المسلحين بقيادة حركة حماس جنوب إسرائيل من قطاع غزة، وقتلوا نحو 1200 شخص، واختطفوا 251 آخرين مما أشعل فتيل حرب مع إسرائيل داخل القطاع الفلسطيني.
وتزايدت أعداد الأشخاص المشاركين في الاحتجاجات في بداية سبتمبر، بعد انتشال جثث ستة رهائن قتلى من نفق في جنوب غزة، حيث كشف تشريح جثثهم أن خاطفيهم أطلقوا النار عليهم قبل أيام فقط من وصول الجنود الإسرائيليين إليهم.
في تل أبيب في الأسبوع الماضي، اندمجت المظاهرة المطالبة بصفقة الرهائن بالاحتجاج المناهض للحكومة لأول مرة، حيث اجتذبت المظاهرة ما زعم المنظمون أنهم حوالي نصف مليون شخص – مما يجعلها أكبر احتجاج في تاريخ إسرائيل.
اندمجت المظاهرتان مرة أخرى يوم السبت، واستمرت المظاهرة المشتركة في تل أبيب لعدة ساعات قبل أن تتفرق – بشكل سلمي في الغالب – حوالي الساعة 11 ليلا.
ومع ذلك، قالت الشرطة إنه تم اعتقال 15 شخصا بتهمة الإخلال بالنظام العام بعد محاولتهم إغلاق طريق أيالون السريع بإشعال النيران في منتصف الطريق.
بالاضافة إلى مظاهرة التيار السائد، انتشرت مجموعات يسارية مختلفة بالقرب من تقاطع كابلان-بيغن طوال الاحتجاج، مطالبة بإنهاء الحملة العسكرية في قطاع غزة.
ودعت مجموعة مكونة من 20 شخصا الإسرائيليين إلى رفض الخدمة العسكرية ولوح أفرادها بأعلام حركة “أنتيفا” اليسارية المتشددة ورفعوا لافتة لحزب “الجبهة”، وهو حزب عربي-يهودي شيوعي. وفي مكان قريب، ارتدت امرأة لافتة تهاجم المتظاهرين لتجاهلهم “القتل الإجرامي في الضفة الغربية وغزة”،كما استلقى رجل في بركة من الدماء الزائفة بجوار قناع مطاطي لنتنياهو.
وكُتب على لافتة “سعر الطماطم 22.90 شيكل [6 دولار]، لكن الدماء مجانية”.
Protesters wave Antifa flags and hoist a @hadash banner on the outskirts of Tel Aviv’s pro-hostage deal rally.
‘Soldier – attention! Refusal is an option!’
The banner reads: ‘In Gaza and Sderot, children want to live.’ pic.twitter.com/dlsmNyuz7j
— Noam Lehmann (@noamlehmann) September 14, 2024
وفي نهاية المظاهرة، اشتبك شبان من اليمين مع بعض المتظاهرين الذين بقوا حتى بعد تفرق الحدث.
وحاولت الشرطة مطاردة مجموعة الشباب، لكن لم يتم تنفيذ أي اعتقالات حيث ظهروا في نهاية المظاهرة وهم يشتبكون مع المتظاهرين القلائل المتبقين، ويقومون بتمزيق الملصقات.
وصاح شخصان عند مرورهما من أمام منصة تقدم المياه مجانا للمتظاهرين، “بالنسبة لليساريين، هذه المياه مع سيانيد”.
وفي الوقت نفسه، قامت مجموعة ضمت نحو عشرين شخصا بسرقة قميص من بائع مناهض للحكومة. وبعد أن تم إبعادهم عن الطريق الرئيسي إلى شارع كابلان، حاولوا إشعال النار في القميص حتى ظهرت قوات الشرطة لتطاردهم مرة أخرى.
وإلى جانب أنغرست وتسانغاوكر، تضمنت المسيرة كلمات ألقتها ميخال لوبانوف، زوجة أليكس لوبانوف، أحد الرهائن الست الذين أعدمتهم حماس قبل أسبوعين؛ وراز بن عامي، زوجة الرهينة أوهاد بن عامي التي تم إطلاق سراحها من الأسر خلال وقف إطلاق النار في نوفمبر؛ وصديقا الرهينتين غالي بيرمان وزيف بيرمان، اللذان تم تقديهما باسميهما الأول فقط، سابير وعيدو؛ ومن خلال رسالة فيديو، المربية المعروفة عدينا بار شالوم، ابنة الحاخام الأكبر السابق الراحل والزعيم الروحي لحزب “شاس” عوفاديا يوسف.
وقالت بار شالوم، التي انتقدت علنا حزب والدها الراحل لفشله في الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق، إنها نشأت على وضع حياة الإنسان قبل كل شيء آخر.
واستشهدت بالتلمود قائلة: “أي شخص ينقذ روحا من إسرائيل – فكأنما أنقذ العالم بأكمله”. وتساءلت: “هل يجب علينا أن نضع هذه القيم جانبا؟ ما الذي يجعلنا يهودا؟”.
وفي إطار حثها على تقديم تنازلات كجزء من صفقة رهائن، حثت بار شالوم الحكومة على عدم “التفكير فيما سيأتي لاحقا. إن اليقين الآني يتغلب على أي مخاوف مستقبلية”.
كما دعا شقيق بار شالوم، يتسحاق يوسف ـ الحاخام الأكبر لليهود السفارديم في إسرائيل حتى وقت قريب ـ علنا إلى تقديم تنازلات بعيدة المدى لضمان إطلاق سراح الرهائن على الفور.
وقالت ميخال لوبانوف، التي كانت حاملا عندما اختُطف زوجها أليكس من مهرجان “سوبر نوفا” الموسيقي، للحشد في تل أبيب إن “قلبها قُتل في غزة”.
وأضافت في حديثها عن الرهائن “سوف يبقون إلى الأبد تحت الأرض على عمق عدة أمتار”
وعن ابنها كاي، الذي قالت إنه “نسخة عن أبيه”، تساءلت: “هل سيشعر يوما ما بالأمان بدون والده؟”
متحدثة من على المنصة، قال راز بن عامي إنه عندما تم إطلاق سراحها من الأسر في نوفمبر، كانت تدرك بالفعل أنه إذا لم يعد الرهائن الآن، فسوف يعودون في نعوش.
وقالت “في الوقت الحالي أنا محقة. لقد سئمت من الضفط العسكري، الذي لم يسفر حتى الآن إلا عن قتلهم”.
وأشار عيد وسبير، صديقا غالي وزيف بيرمان اللذين اختُطفا من كيبوتس كفار عزة بجنوب البلاد، إلى أن الرهينتين التوأمين بلغا السابعة والعشرين من العمر هذا الأسبوع.
وتساءل عيدو “هل يعرفان حتى أنهما يحتفلان بعيد ميلادهما هذا الأسبوع؟”، متوسلا إليهما “أن يكونا قويين. المزيد من القوة وسوف تعودان إلى الوطن”.
موجها حديثه للحكومة، قال عيدو إنها “لا تملك الحق الأخلاقي في مواصلة التخلي عنهم”.
وفي احتجاج مواز في القدس مساء السبت، انتقد إيال كالدرون، ابن عم الرهينة عوفر كالدرون، الحكومة في أعقاب قيام الجيش بنشر مقطع فيديو في الأسبوع الماضي يظهر النفق الذي احتُجز وأًعدم فيه الرهائن الست الذين تم انتشال جثثهم في وقت سابق من هذا الشهر.
وروى كالدرون أنه شاهد “الفيديو المروع”، وقال إنه بعد يوم واحد من نشر الفيديو، قال له أعضاء مجلس الوزراء في اجتماع خاص أن محور فيلادلفيا يشكل أصلا استراتيجيا لا ينبغي التنازل عنه.
كما تحدث عومري شتيفي، شقيق الرهينة عيدان شتيفي في القدس، ووجه حديثه إلى شقيقه الرهينة، وقال له إن الحكومة لا تعمل على إطلاق سراحه لأنها تريد الحفاظ على الائتلاف، وأضاف شتيفي: “هل تصدق ذلك؟”.
كما خاطب شقيق الرهينة الحكومة مباشرة قائلا “اسألوا أنفسكم ما الذي يمكن عكسه. فيلادلفيا يمكن عكسها؛ لكن لا يمكن إعادة حياة رهينة قتيل”.
وبينما سار المتظاهرون إلى “ساحة باريس” في وسط القدس، اندلعت مناوشات صغيرة بين الشرطة والمتظاهرين، حيث دفعت الشرطة الحشد نحو الرصيف واعتقلت متظاهرا واحدا على الأقل بزعم انتهاكه شروط الإفراج المشروط.
وردا على الشرطة، هتف المتظاهرون “أين كنتم في سديه تيمان؟” في إشارة إلى أعمال شغب في يوليو حيث اقتحم حشد من اليمين المتطرف منشأة احتجاز عسكرية دون أي رادع يذكر بعد اعتقال عدد من الجنود المتهمين بالاعتداء الجنسي على معتقل فلسطيني.
ويُعتقد أن 97 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة، بما في ذلك جثث ما لا يقل عن 33 قتيلا أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم. كما تحتجز حماس مواطنَين إسرائيليَين دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، فضلا عن رفات جنديين إسرائيليين قُتلا في عام 2014.
وأطلقت الحركة سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، وأفرجت عن أربع رهائن قبل ذلك. وأنقذت القوات الإسرائيلية ثماني رهائن أحياء، كما تم العثور على جثث 37 رهينة، بما في ذلك ثلاثة قتلهم الجيش الإسرائيلي عن طريق الخطأ أثناء محاولتهم الهروب من خاطفيهم.