في قمة جبل الشيخ: كاتس يقول إن الشرع سيشهد انتشار الجيش الإسرائيلي في سوريا لأجل غير مسمى
"تايمز أوف إسرائيل" يقوم بجولة في أعلى موقع للجيش الإسرائيلي في سوريا، الذي يطل على دمشق ومعقل حزب الله في البقاع في لبنان؛ دروز سوريا يدخلون إسرائيل للعمل ابتداءً من الأسبوع المقبل
- جندي إسرائيلي يقف بجوار موقع للجيش الإسرائيلي في منطقة جبل الشيخ في جنوب سوريا، 11 مارس، 2025. (Emanuel Fabian/Times of Israel)
- وزير الدفاع إسرائيل كاتس (وسط الصورة) ينزل من مروحية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي في منطقة جبل الشيخ في جنوب سوريا، 11 مارس، 2025. (Emanuel Fabian/Times of Israel)
- جنود من وحدة جبال الألب لتابعة للجيش الإسرائيسلي في موقع لجيش الدفاع الإسرائيلي في منطقة جبل الشيخ في جنوب سوريا، 11 مارس، 2025. (Emanuel Fabian/Times of Israel)
- مروحية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي تستعد للهبوط في منطقة جبل الشيخ جنوب سوريا، 11 مارس، 2025. (Emanuel Fabian/Times of Israel)
- جرافات الثلوج التابعة للجيش الإسرائيلي تمر عبر منطقة جبل الشيخ في جنوب سوريا، 11 مارس، 2025. (Emanuel Fabian/Times of Israel)
- منطقة جبل الشيخ في جنوب سوريا، 11 مارس، 2025. (Emanuel Fabian/Times of Israel)
- موقع تابع لجيش الدفاع الإسرائيلي وموقع سابق للجيش السوري في منطقة جبل الشيخ في جنوب سوريا، 11 مارس، 2025. (Emanuel Fabian/Times of Israel)
- مروحية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي تستعد للهبوط في منطقة جبل الشيخ جنوب سوريا، 11 مارس، 2025. (Emanuel Fabian/Times of Israel)
جبل الشيخ، سوريا – بعد رحلة جوية استغرقت ساعة من الدفء النسبي في وسط إسرائيل، اندفع الهواء المتجمد إلى مروحية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي أثناء هبوط وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ونائب رئيس أركان الجيش اللواء تمير ياداي ومجموعة من الصحفيين صباح يوم الثلاثاء على إحدى قمم جبل الشيخ المثلجة على الجانب السوري من الحدود.
وبسبب الظروف الجوية القاسية وصعوبة التضاريس، لم تستطع المروحية من طراز “سيكورسكي سي إتش-53 سي ستاليون” – المعروفة في إسرائيل باسم “يسعور” – التي نقلتنا إلى سوريا من قاعدة جوية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي الهبوط في قمة جبل الشيخ الاستراتيجية التي تقع على ارتفاع 2814 مترا فوق مستوى سطح البحر، وعلى بعد 14.5 كيلومتر من الحدود الإسرائيلية.
وللوصول إلى القمة، حيث أنشأ الجيش الإسرائيلي موقعا له في موقع سابق للجيش السوري، كان علينا أن نسافر لمدة ساعة أخرى في مركبات ثلج ضيقة لا يوجد فيها أي مجال للتحرك.
إحصل على تايمز أوف إسرائيل ألنشرة أليومية على بريدك الخاص ولا تفوت المقالات الحصرية آلتسجيل مجانا!
تعاملت مركبات الثلج بسهولة مع الوحل الجليدي والثلوج الكثيفة التي تغطي الطريق إلى قمة جبل الشيخ.
وعلى الطريق، شوهدت شاحنة عسكرية إسرائيلية تُستخدم لنقل الذخيرة غارقة في الجليد. وكانت قد تعطلت خلال عاصفة ثلجية. وقال مسؤولون في الجيش الإسرائيلي إنهم سينتظرون حتى فصل الصيف لاستخراجها، بمجرد ذوبان الجليد، مما يشير إلى أن إسرائيل تعتزم البقاء داخل سوريا في المستقبل المنظور.
بمجرد وصول المراسلين إلى موقع الجيش الإسرائيلي وموقع المراقبة القريب، كان من الواضح سبب استيلاء الجيش على المنطقة في ديسمبر.

استولى الجيش الإسرائيلي على الجانب السوري من جبل الشيخ الاستراتيجي، إلى جانب المنطقة العازلة القائمة بين البلدين منذ سبعينيات القرن الماضي، بعد سقوط نظام بشار الأسد.
ومنذ ذلك الحين، أنشأ الجيش الإسرائيلي تسعة مواقع عسكرية داخل الأراضي السورية ، بما في ذلك موقعان على قمة جبل الشيخ. وتنتشر في المنطقة ثلاثة ألوية تابعة لفرقة “باشان 210” الإقليمية التابعة للجيش الإسرائيلي.

تم تشييد أعلى موقع للجيش بالقرب من قمة جبل الشيخ باستخدام مبنى تابع للنظام السابق في سوريا. وقد زوّده الجيش بمولدات للكهرباء وقام بإصلاحه لجعله صالحا للسكن للجنود الذين من المتوقع أن يبقوا فيه في المستقبل المنظور.
ويتمتع الموقع بإطلالة واضحة على وادي البقاع اللبناني، معقل حزب الله على الحدود مع سوريا، حيث تقوم الجماعة بتهريب الأسلحة من خلاله. وعلى الرغم من أن محاولات التهريب قد تباطأت في الأسابيع الأخيرة بسبب الثلوج، إلا أنه من المتوقع أن تُستأنف في الصيف، حسبما قال مسؤولون في الجيش الإسرائيلي.

كما يمكن رؤية العاصمة السورية دمشق التي تبعد أقل من 40 كيلومترًا من موقع الجيش الإسرائيلي في يوم صافٍ.
وقال كاتس ومسؤولون عسكريون إن انتشار الجيش الإسرائيلي في الموقع والمواقع الثمانية الأخرى في المنطقة يهدف إلى ضمان قدرة القوات على الدفاع بشكل أفضل عن البلدات الحدودية الإسرائيلية في مرتفعات الجولان.

وقال كاتس: ”في كل صباح عندما يفتح [الزعيم السوري] الجولاني (أحمد الشرع) عينيه في القصر الرئاسي في دمشق، سيرى جيش الدفاع يراقبه من قمة جبل الشيخ، وسيتذكر أننا هنا وفي كل المنطقة الأمنية في جنوب سوريا، لحماية سكان الجولان والجليل من أي من تهديداته وتهديدات أصدقائه الجهاديين“.
وأضاف ”جيش الدفاع مستعد للبقاء في سوريا لفترة غير محددة من الوقت. سنحتفظ بالمنطقة الأمنية في جبل الشيخ وسنحرص على أن تكون كل المنطقة الأمنية في جنوب سوريا منزوعة السلاح وخالية من الأسلحة والتهديدات“.

وتنقسم ”المنطقة الأمنية“، وفقًا لكاتس، إلى منطقتين في جنوب سوريا.
الأولى هي المنطقة العازلة، وتقع على بعد حوالي خمسة كيلومترات من الحدود الإسرائيلية. ويوجد داخل المنطقة العازلة والمناطق المتاخمة لها حوالي 40 ألف نسمة من السكان السوريين، معظمهم من الدروز. وفي هذه المنطقة أنشأ الجيش الإسرائيلي مواقعه التسعة.

وتعهّد كاتس بأن إسرائيل ”ستحمي الدروز“ في جنوب سوريا، وستسمح ابتداءً من 16 مارس بدخول أول دروز سوريين إلى إسرائيل للعمل في هضبة الجولان. ويقود هذه الخطة اللواء غسان عليان، الذي يرأس وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق بوزارة الدفاع، وهو بنفسه درزي.
وقال كاتس أيضًا إن إسرائيل ”توثق علاقتها مع السكان المحليين“. وقد ساعد الجيش الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة المدنيين في إصلاح خطوط المياه والكهرباء المكسورة، وفي عدد قليل من الحالات قدم أيضا الرعاية الطبية.

أما المنطقة الثانية فهي منطقة يصل عمقها إلى 15 كيلومترا في العمق السوري، حيث نفذ الجيش الإسرائيلي عشرات العمليات، وصادر أسلحة تسعى إسرائيل لمنع وقوعها في أيدي قوات معادية.
كما توجد منطقة ثالثة في جنوب سوريا وصفها مسؤولو الدفاع بأنها ”منطقة نفوذ“، وتقع على مسافة تصل إلى 80 كيلومترا من الحدود الإسرائيلية، وتصل إلى ضواحي دمشق ومدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية.

وقال مسؤولون إسرائيليون إنهم يسعون إلى تجريد منطقة جنوب سوريا من السلاح بشكل كامل، وعدم السماح لأي جماعات مسلحة بدخولها ووضع موطئ قدم فيها، بما في ذلك تلك التابعة للحكومة السورية الجديدة.
وتُعتبر سيطرة الحكومة السورية ضعيفة نسبيًا في المنطقة، وقد هددت إسرائيل باستهداف قوات الرئيس المؤقت أحمد الشرع في حال انتشارها هناك.

هناك تهديد رئيسي آخر تراه إسرائيل في سوريا يتمثل في الحركتين الفلسطينيتين حماس والجهاد الإسلامي. فقد كان العديد من أعضاء هاتين الجماعتين محتجزين في سجون الأسد، ومع إطلاق سراحهم في ديسمبر، تخشى المؤسسة الدفاعية من أن يشنوا هجمات على إسرائيل من سوريا.
لذلك، تم تنفيذ العشرات من الغارات الجوية الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك سلسلة غارات كبيرة في وقت متأخر من يوم الاثنين، استهدفت مواقع ومعدات عسكرية تابعة للنظام السابق، لمنع وصول الأسلحة إلى القوات المعادية. وقد دمرت بعض الضربات الأخيرة دبابات وأنظمة مدفعية خلفها نظام الأسد وراءه.
وأضاف كاتس: ”لقد تحركنا الليلة الماضية بقوة ضد أهداف عسكرية. لقد هاجمنا أكثر من 40 هدفا في جنوب سوريا لتنفيذ السياسة التي أعلنا عنها وحذرنا منها – لإحباط أي تهديد لدولة إسرائيل“.

وبالعودة على متن مركبات الثلج، تم نقل الصحفيين ووزير الدفاع ونائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إلى مهبط المروحيات المؤقت الواقع أسفل الجبل. وبعد ساعة، هبطنا مرة أخرى في القاعدة الجوية.
لم يتم ختم جواز سفري.