المبعوث الأمريكي يرد على وزير الشتات: الولايات المتحدة لن تتجنب التدخل في شؤون إسرائيل
بعد أن أثارت دعوته لإبطاء الإصلاح القضائي غضب المشرع شكلي، قال نايدز إن الإسرائيليين لا يريدون أن تخرج الولايات المتحدة من شؤونهم

رد السفير الأمريكي لدى إسرائيل توم نايدز يوم الثلاثاء على وزير شؤون الشتات عميخاي شيكلي، الذي قال في وقت سابق من هذا الشهر أنه على المبعوث “الاهتمام بشؤونه الخاصة”، بعد أن دعا نايدز الحكومة الإسرائيلية إلى إبطاء خطتها المثيرة للجدل لإصلاح النظام القضائي.
وقال نايدس خلال مقابلة مباشرة في مؤتمر استضافه معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب: “اقترح أحد المسؤولين الإسرائيليين – لا أعرف من هو، ولا أعتقد أنني التقيت به – أنني يجب أن أبقى بعيدا عن شؤون إسرائيل”.
“أعتقد حقًا أن معظم الإسرائيليين لا يريدون أن تبقى أمريكا بعيدة عن شؤونهم”، مشيرا على ما يبدو إلى الدعم الأمني والسياسي والدبلوماسي الذي قدمته واشنطن لإسرائيل على مدى عقود.
وجاءت التعليقات ضمن خلاف تصاعد في 16 فبراير عندما نادى نايدز لإبطاء جهود الإصلاح القضائي، بعد صدور بيان نادر من الرئيس الأمريكي جو بايدن نفسه، حث فيه الحكومة على “بناء توافق في الآراء” بشأن “التغييرات الجذرية” التي يسعى الائتلاف إلى تنفيذها.
لكن أصابت تصريحات نايدز وترا حساسا لدى الوزراء الإسرائيليين.
وقال نايدز، متحدثا عن دفعة الحكومة التشريعية في مقابلة خلال بودكاست مع المسؤول السابق في إدارة أوباما ديفيد أكسلرود: “كما أقول لأولادي، اضغطوا على الفرامل”.
ورد شيكلي خلال مقابلة مع إذاعة “كان” العامة بعد عدة أيام: “اضغط على الفرامل بنفسك واهتم بشؤونك الخاصة”.
وأضاف أنه سعيد لمناقشة القضايا الدبلوماسية والأمنية مع نايدز، لكنه أصر على أن المبعوث يجب أن “يحترم ديمقراطيتنا”.
وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مؤتمر لمدراء الجالية اليهودية الأمريكية، “على جميع الديمقراطيات أن تحترم إرادة الشعوب الحرة الأخرى، تمامًا مثلما نحترم قراراتهم الديمقراطية”.
وفي مقابلة جرت يوم الثلاثاء، كرر نايدز دعوته للتحالف إلى “التباطؤ قليلاً” و”محاولة بناء بعض التوافق”، بدلاً من المسارعة في دفع المقترحات في الكنيست.
وأشار إلى أن الرئيس إسحاق هرتسوغ أصدر نفس النداء، وأبرز أهمية الحفاظ على سلطة قضائية قوية.
وقال نايدز: “في الأسبوع الماضي، عندما كنا ندافع عن دولة إسرائيل في الأمم المتحدة، الأشياء التي كنا نتذكرها دائمًا” هي مؤسسات إسرائيل المستقلة.
ثم بدا أن نايدز بذل جهدًا للتقليل من شأن الخلاف.
وقال: “لا تخطئوا. نحن نقف إلى جانب إسرائيل. نحن نعمل مع إسرائيل. إنها ديمقراطية جميلة جدا. و[هذا] يظهر كل يوم، بكل الطرق، وسيستمر”.
وردًا على السفير، غرد شكلي قائلاً: “الولايات المتحدة هي أقرب حليف لنا ومنارة للديمقراطية. أنا واثق من أنها ستلتزم بقناعاتنا بأن على المواطنين الإسرائيليين إدارة شؤونهم الخاصة والتمتع – على حد تعبير توماس جيفرسون – +بحكومة تستمد صلاحياتها العادلة من موافقة المحكومين+”.

ماذا حدث في مجلس الأمن الدولي؟
وسُئل نيدز أيضًا خلال مقابلة يوم الثلاثاء عن جهود الولايات المتحدة لتهدئة التوترات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وقال السفير إن الجانبين أجريا مفاوضات في وقت سابق من هذا الشهر بتشجيع من إدارة بايدن، مما دفع السلطة الفلسطينية إلى سحب قرار مجلس الأمن الدولي الذي يطالب بوقف فوري للنشاط الاستيطاني.
لكن تحدث المسؤول الكبير في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ عن رواية مختلفة حول سبب تعليق مبادرة مجلس الأمن، وقال لتلفزيون فلسطين يوم الاثنين إن الولايات المتحدة ضغطت على أعضاء لجنة الأمم المتحدة للتخلي عن الاقتراح.
وقال الشيخ إن إدارة بايدن سعت لإقناع السلطة الفلسطينية الأسبوع الماضي بتأجيل تقديم القرار لمدة 24 ساعة. وقال الشيخ أنه عندما رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ذلك، “مارست الولايات المتحدة ضغوطا على جميع أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر حتى لا يتم التصويت على القرار”.
ولدى سؤاله عن مزيد من التفاصيل، قال الشيخ إنه لا يريد “الدخول في تفاصيل محرجة لأي طرف”.
وأصر على أن السلطة الفلسطينية ليست الجهة المسؤولة عن انسحاب مشروع القرار الذي صاغته الإمارات، وقال أن أعضاء مجلس الأمن خضعوا لضغوط الولايات المتحدة.
وبدلا من إصدار قرار ملزم، اكتفى مجلس الأمن بإصدار بيان مشترك يدين النشاط الاستيطاني الإسرائيلي. وفي حين أن هذا البيان الرئاسي كان رمزيًا إلى حد كبير، إلا أنه كان أول بيان بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يصدره المجلس منذ تسع سنوات.

أهمية قمة العقبة
على الرغم من التصعيد المستمر في أعمال العنف في الضفة الغربية، إلى جانب العلاقات المتوترة بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية المتشددة الجديدة ، حضر الطرفان قمة إقليمية في العقبة بالأردن يوم الأحد إلى جانب مسؤولين أمريكيين ومصريين وأردنيين.
وفي حين قال مسؤولان مشاركان في التخطيط لقمة العقبة لتايمز أوف إسرائيل إن الولايات المتحدة هي التي حثت الأطراف على المشاركة، زعم نايدز يوم الثلاثاء أن الأردن هو البلد الذي “دفع هذا الأمر بقوة”، وقلل من أهمية المؤتمر.
“دعونا لا ننجرف. هذه ليست اتفاقيات كامب ديفيد. هذا ليس سلامًا في الشرق الأوسط. هذه خطوات صغيرة لمحاولة تجنب الأعمال التي [قد تكون] مؤذية للولايات المتحدة وإسرائيل وللشعب الفلسطيني”، قال، مشيرًا على ما يبدو إلى الالتزامات التي قطعتها القدس ورام الله في بيان نُشر بعد القمة.
ةفي حين أن البيان المشترك كان غامضًا بشأن الالتزامات التي تعهدت بها السلطة الفلسطينية، إلا أنه قال إن إسرائيل وافقت على تأجيل خطط البناء الجديد في المستوطنات لمدة أربعة أشهر وعلى تأجيل الدفع لإضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية لمدة ستة أشهر.
لكن إسرائيل قالت إن التعهد لا ينطبق على إعلانها في وقت سابق من هذا الشهر عن الموافقة على إضفاء الشرعية على تسعة بؤر استيطانية ووالموافقة على خطط لبناء نحو عشرة آلاف منزل في المستوطنات. علاوة على ذلك، أوضح نتنياهو لحزبه الليكود الأسبوع الماضي أن هيئة وزارة الدفاع التي تسمح ببناء المستوطنات تجتمع فقط كل ثلاثة أشهر على أي حال، وستواصل القيام بذلك كما هو مخطط.
وأشار نايدز إلى أن القمة عقدت في نفس اليوم الذي حدث فيه إطلاق نار أسفر عن مقتل شقيقين إسرائيليين كانا يقودان سيارتهما في بلدة حوارة الفلسطينية، تلاه هجوم قاتل من قبل المستوطنين في البلدة الفلسطينية أسفر عن مقتل فلسطيني وإصابة أربعة آخرين بجروح خطيرة، وإضرام النار في عشرات المباني والمركبات.
“لدينا مشاكل ضخمة في الضفة الغربية. لدينا عنف من قبل المستوطنين، مما يسبب قدرًا هائلاً من الألم. لا أعتقد أن أي إسرائيلي [كان] فخورا برؤية المستوطنين الإسرائيليين يحرقون السيارات ويحطمون النوافذ”، قال نايدز.
وقال: “كان [هذا العنف] يجري في نفس الوقت، لكن دخول [الأطراف] إلى غرفة لمدة 24 ساعة والخروج بوثيقة تقول أي شيء هو تقدم. أعلم أن هذا لا يستحق جائزة نوبل للسلام، لكنه كان مفيدًا”.
“نحن على وشك الدخول في فترة معقدة للغاية. علينا أن نحافظ على هدوء الأمور قدر الإمكان [لمنع] خروج الأوضاع عن نطاق السيطرة، وهو ما يمكن أن يحدث بسهولة”.
المسيّرات الإيرانية في روسيا تعني عدم وجود محادثات نووية
أما بالنسبة لبرنامج إيران النووي، قال نايدز إن إدارة بايدن ستفي بالتزاماتها تجاه إسرائيل بعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، وأنها لن “تقيد يدي إسرائيل” بينما تسعى القدس للدفاع عن نفسها ضد التهديد وأنها “ستحمي إسرائيل” إذا قررت التصرف.
وأقر بوجود خلافات في الرأي وأن الولايات المتحدة ما زالت تفضل حلاً دبلوماسياً للمشكلة، فيما تواصل إسرائيل دعوة واشنطن للتهديد بعمل عسكري ضد إيران.
ومع ذلك، قال نايدز إن العودة إلى المحادثات النووية التي احتضرت منذ فترة طويلة لم تعد مطروحة طالما استمرت طهران في قمع المتظاهرين ضد النظام وبيع طائرات مسيّرة لروسيا لاستخدامها ضد أوكرانيا.