في خطوة نادرة، مجلس النواب الأميركي يدين رشيدة طليب بسبب تصريحاتها بشأن إسرائيل
22 ديمقراطيا ينضمون إلى إدانة تصريحات النائبة الفلسطينية الأمريكية، والتي شملت عبارة "من النهر إلى البحر"، والتي تعتبر على نطاق واسع دعوة لزوال إسرائيل
واشنطن (جيه تي ايه) – انتقد مجلس النواب الأمريكي النائبة عن ولاية ميشيغان رشيدة طليب، الديمقراطية الأمريكية الفلسطينية، بسبب تصريحاتها في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر، بما في ذلك استخدام عبارة “من النهر إلى البحر”.
وشهد التصويت بأغلبية 234 صوتا مقابل 188 في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء تصويت 22 ديمقراطيا لصالح إدانة طليب، وعلى الأرجح أن يزيد التصويت من حدة الانقسامات بين الديمقراطيين بشأن حرب إسرائيل مع حماس في غزة. ودافع بعض الديمقراطيين بشدة عن حق طليب في حرية التعبير، وقال آخرون إن عبارة “من النهر إلى البحر” تعني زوال إسرائيل. وتم التصويت إلى حد كبير على أسس حزبية، مما يعكس الأغلبية الجمهورية، على الرغم من تصويت أربعة جمهوريين ضد إدانة طليب.
وقالت طليب إن التصويت، الذي سيتطلب منها الوقوف في قاعة مجلس النواب والاستماع إلى رئيس مجلس النواب مايك جونسون وهو يشرح سبب تعرضها للإدانة، لن يردعها. وقالت: “لن أصمت ولن أسمح لكم بتحريف كلامي”.
وكان النائب الجمهوري ريتش ماكورميك، وهو جمهوري من ولاية جورجيا، قد بادر إلى إصدار قرار الإدانة، وركز على تصريحات طليب منذ أن شنت حماس الحرب. وأشار إلى أن طليب استخدمت عبارة “من النهر إلى البحر” في 3 نوفمبر على وسائل التواصل الاجتماعي، وقال إنها “تعتبر على نطاق واسع دعوة للإبادة الجماعية وتدمير دولة إسرائيل وشعبها واستبدالها بدولة فلسطينية تمتد من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط”.
وقالت طليب إنها استخدمت العبارة في منشورها بتاريخ 3 نوفمبر على منصة X، تويتر سابقا، لوصف تحقيق نتيجة ديمقراطية للجميع في تلك المنطقة. وقالت: “من النهر إلى البحر هي دعوة طموحة للحرية وحقوق الإنسان والتعايش السلمي، وليس الموت والدمار والكراهية. عملي ومناصرتي يتمحوران دائمًا حول العدالة والكرامة لجميع الناس بغض النظر عن دينهم أو عرقهم”.
ودان عدد من الديمقراطيين اليهود استخدام هذه العبارة، لكنهم قالوا إن تقييد حريتها بالتعبير يمثل سابقة خطيرة.
From the river to the sea is an aspirational call for freedom, human rights, and peaceful coexistence, not death, destruction, or hate. My work and advocacy is always centered in justice and dignity for all people no matter faith or ethnicity.
— Rashida Tlaib (@RashidaTlaib) November 3, 2023
وقال النائب جيري نادلر، وهو ديمقراطي من نيويورك وقائد الكتلة اليهودية غير الرسمية في مجلس النواب: “كما أوضحت مرارا، أنا أعارض بشدة التعليقات التي أدلت بها النائبة طليب ولا أتغاضى عن أي خطاب يرفض حق الشعب اليهودي في تقرير المصير. أنا أدافع أيضًا عن حرية التعبير التي يمنحها دستورنا لكل أمريكي، حتى عندما أجد أن هذا الخطاب يستحق الشجب، كما أفعل في هذه الحالة”.
وقال ديمقراطيون يهود آخرون إن مخالفات طليب خطيرة بما يكفي لتستحق الإدانة، وهو إجراء تم استخدامه مؤخرًا ضد النائب عن كاليفورنيا آدم شيف، وهو ديمقراطي يهودي استهدفه الجمهوريون بسبب عمله من أجل التحقيق مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
“أدرك أن قرار الإدانة هذا ليس قرارا مثاليا في لغته أو صيغته، ولكن لسوء الحظ فهو الوسيلة الوحيدة المتاحة للإدانة بشكل رسمي المعلومات المضللة والافتراءات الخطيرة التي تواصل النائبة طليب استخدامها والدفاع عنها”، جاء في بيان صادر عن النائب عن ولاية إلينوي براد شنايدر، الذي، مثل قرار ماكورميك، أشار أيضًا إلى الأسابيع التي روجت خلالها طليب للادعاء بأن إسرائيل كانت مسؤولة عن قصف مستشفى في مرحلة مبكرة من الصراع. وتوصلت مجموعة من التقارير والتقييمات الاستخبارية إلى أن المستشفى أصيب بصاروخ فلسطيني طائش. “أشعر أنه ليس لدي أي خيار آخر سوى التصويت لإدانتها”.
والديمقراطيون اليهود الآخرون الذين انضموا إلى شنايدر في انتقاد طليب يضمون النائبة كاثي مانينغ من ولاية كارولينا الشمالية، والنواب ديبي فاسرمان شولتز، ولويس فرانكل وجاريد موسكوفيتش من فلوريدا، والنائب جوش غوتهايمر من نيوجيرسي، والنائب دانييل غولدمان من نيويورك، والنائب جريج لاندسمان من ولاية أوهايو، والنائبة كيم شراير من واشنطن، والنائب ستيف كوهين من ولاية تينيسي.
وبدت طليب منفعلة في مرحلة ما. وكانت محاطة بالتقدميين المرتبطين بـ”الفرقة”، وهي مجموعة من النواب المعروفين بانتقادهم الشديد لإسرائيل. ووضعت النائبة إلهان عمر، وهي ديمقراطية من ولاية مينيسوتا، يدها على يد طليب، التي قالت إن “الشعب الفلسطيني… بشر مثل أي شخص آخر”.
وتقود طليب جهودا لدفع الكونجرس إلى حث الرئيس الأمريكي جو بايدن على الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار، وهو ما يرفضه بايدن وإسرائيل. إسرائيل عازمة على مواصلة القتال حتى تعيد حماس أكثر من 240 رهينة اختطفتها في قطاع غزة، وحتى يتم تفكيك الحركة.
وهاجم مسلحو حماس البلدات الحدودية الإسرائيلية والقواعد العسكرية في 7 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل حوالي 1400 شخص، معظمهم من المدنيين.
وقالت طليب إن “محاولة ردعي أو فرض الرقابة علي لن تنجح لأن هذ الحركة لوقف إطلاق النار أكبر من شخص واحد”.
وقد هزت التوترات بشأن وقف إطلاق النار وأفضل السبل للتعامل مع الحرب حزب الديمقراطيين. وفي وقت سابق من اليوم، لم يوص النائب حكيم جيفريز، وهو ديمقراطي من نيويورك وزعيم الأقلية اللديمقراطية، بالتصويت في مع أو ضد القرار، لكنه قال إن عبارة “النهر إلى البحر” غير مقبولة. وقال: “ترديد الشعارات المفهومة على نطاق واسع على أنها تدعو إلى التدمير الكامل لإسرائيل – مثل من النهر إلى البحر – لا يدفع نحو حل الدولتين. بل يخاطر بشكل غير مقبول بتأجيج الاستقطاب والانقسام والتحريض على العنف”.
وكانت هذه ثان محاولة لتوبيخ طليب منذ بدء الحرب؛ ويرجع فشل القرار الذي تقدمت به النائبة مارجوري تايلور جرين، وهي جمهورية أخرى من ولاية جورجيا، جزئيًا لأنه شمل إدانات لمحاكمة مثيري الشغب الذين اقتحموا مبنى الكابيتول الأمريكي في 6 يناير 2021، في محاولة لإلغاء انتخاب بايدن.
وقالت طليب إن وصفها بأنها معادية للسامية وسيلة لفرض الرقابة عليها، وإن “الاعتبار أن انتقاد حكومة إسرائيل هو معاداة للسامية يشكل سابقة خطيرة للغاية”.
ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل في إعداد هذا التقرير