حماس تحاول الإنضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية, في خطوة نحو المصالحة
الحركة، التي لم تعلن نبذها للعنف، من شأنها الإنضمام إلى المنظمة الفلسطينية الأم التي يتزعمها عباس للمرة الأولى في تاريخها
وجه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، نداء غير مسبوق الأربعاء دعا فيه إلى توحيد “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) مع منظمة التحرير الفلسطينية، ما يدخلها، لأول مرة في تاريخها، إلى المنظمة الرئيسية المعترف بها دوليا ومن قبل إسرائيل كممثل عن الفلسطينيين.
مسؤول رفيع في منظمة التحرير الفلسطينية قال لتايمز أوف إسرائيل بأن المنظمة ترغب بضم حماس تحت مظلتها، في حين رجح خبير في السياسة الفلسطينية حدوث هذه الخطوة.
الدعوة التي وجهتها حماس – التي تعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة والجزء الأكبر من المجتمع الدولي حركة إرهابية – لضمها إلى منظمة التحرير الفلسطينية تأتي في ظل تضافر جهود الفلسطينيين في حلمة ضد وعد بلفور من عام 1917، والذي وُعد فيه الشعب اليهودي بـ”وطن قومي” في فلسطينيين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة بأسرع وقت ممكن.
وقال مشعل في خطاب بثته قناة “الجزيرة” مباشرة في مؤتمر الأمن القومي الفلسطيني الرابع، والذي عُقد في غزة “آن الأوان لإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية”.
وقال مشعل: “من أجل بناء حياتنا ونظامنا السياسي على أسس ديمقراطية، علينا أن نكون شركاء في تحمل المسؤولية وشركاء في قرار الحرب والسلام”.
ويتزعم منظمة التحرير الفلسطينية، وهي أكبر منظمة أم فلسطينية منذ عام 1965، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وتهيمن عليها حركة فتح.
وتضم أيضا الفصائل اليسارية المتمثلة بـ”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” و”الجبهة الديقراطية لتحرير فلسطين”، وكذلك فصائل أصغر.
في حين أن عباس كان صرح بأنه ملتزم بإستراتيجية دبلوماسية وغير عنيفة لبناء دولة فلسطينية، وضح مشعل بأنه لن يتخلي عن خيار العنف في مواجهة إسرائيل.
وقال إن “الرهان فلسطينياً على التحرك الدبلوماسي وحده أثبت فشله، ويجب التأكيد على خيار المقاومة باعتبارها حق مشروع وترفع كلفة الاحتلال لإسرائيل”.
دعوته إلى الوحدة الوطنية جاءت في أعقاب لقاء نادر عقده مع عباس في قطر الخميس.
السيد الرئيس، محمود عباس (أبو مازن) اثناء لقاء خالد مشعل و اسماعيل هنية ، اليوم في الدوحة يجب تحقيق المصالحة
تصوير ثائر غنايم pic.twitter.com/xXv3X4llPH— حركة فتح (@fatehorg) October 27, 2016
منذ عام 2007 تشهد السياسة الفلسطينية صراعا بين حماس وحركة فتح التي يتزعهما عباس، والتي تسيطر على الضفة الغربية، على الرغم من المحاولات المتعددة للتوسط بين الطرفين للتوصل إلى مصالحة.
في مقابلة هاتفية مع تايمز أوف إسرائيل، قال وائل أبو يوسف، العضو في المجلي التنفيذي لمنظمة التحرير الفلسطينية “جميعنا يريد أن تكون كل الفصائل الفلسطينية، ومن ضمنها حماس، في إطار منظمة التحرير الفلسطينية”.
وفي سؤال عن تصريح مشعل حول تأكيده على استمرار حماس في النضال المسلح، قال أبو يوسف: “نوع النضال الذين سيخوضه الفلسطينيون ستقرره منظمة التحرير الفلسطينية. اتفقنا على الأساس بأن النضال الفلسطيني سيكون نضالا شعبيا”.
شاؤول مشعال، رئيس برنامج الشرق الأوسط في المركز متعدد المجالات في هرتسليا، قال بأنه إندماج حماس داخل منظمة التحرير الفلسطينية هو أمر مرجح.
وقال إن “الطرفين يتطلعان لإيجاد قاسم مشترك. هما يدركان إن الوحدة هي الطريقة الفعالة الوحيدة لتكون على الخريطة الإقليمية، بالنظر إلى الأحداث الحالية الصعبة في المنطقة”. وأضاف: “لا يمكنهم [الفلسطينيون] العمل في نهج ثنائي مع إسرائيل”، والذي ضعف في السنوات الأخيرة.